علي أبو الريش
ما يفعله التجار هو تطاول على القيم الاجتماعية، واستنزاف لأرزاق الناس، وتحد سافر لكل النداءات وصرخات الاستغاثة التي أطلقها من وقع عليهم الظلم ومن ساندهم في الرأي وطرح الحلول لذلك، فإنه لابد في هذه المرة من تدخل حكومي مباشر ووضع اليد على الجرح، حتى لا تتفاقم المشكلة وتصبح معضلة لا فكاك منها، ولا خروج من مأزقها·· فالمسألة أصبحت اليوم تمس وجدان الإنسان وعلاقته بمجتمعه، لأن ما يفعله تجار العقارات هو ترسيخ حالة الاستلاب وتغريب المواطن والقيم على حد سواء عن هذا المجتمع الذي تربى أفراده على قيم التسامح والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، ومن يعيش على أرضه·
وقراءة سريعة لأسعار الايجارات توضح أن هناك رغبة ملحة وكامنة لدى هؤلاء التجار لجعل البلد يغلي على نار حامية، وهم يقولون ليس بعظمة اللسان وإنما بما تفعله اليدان ”الذي يعجبه يعجبه، والذي ما يعجبه يشرب من البحر”، طالما أن هناك صمتاً عن هذه التصرفات وأن التاجر يستطيع أن يفعل ما يريد دون أن يجد من يحاسبه ويردعه·
نقولها بملء الفم يا جماعة ما يحصل في البلد حرام، والإمارات عزيزة على القاصي والداني، ولا يجب أن تترك الأمور هكذا، في عهدة من لا عهد ولا وعد له، ولا يجب أن نترك الناس هكذا يرزحون تحت وطأة هذا الظلم والغم·
نعم الأمور بحاجة إلى تحرك فعلي وجاد حتى لا تتسرب من بين أيدينا مصادر وبشر وضعوا الآمال العراض على من بيدهم القرار الصعب لمواجهة هذا السيل العرم الذي لا يقف عند حد ولا يرحم·
فالصرخات بُحّت بها الحناجر، والدموع غرقت فيها المحاجر، فلم يسمع التجار، ولم يلتفتوا لصوت·
إذاً لابد من كسر هذا القيد الحديدي، الذي طوق به التجار أعناق البسطاء من الناس، والذين لا حيلة لهم إلا أن يرفعوا الأيدي إلى الله بأن يفتح لهم باب الفرج وأن تتدخل الحكومة في أسرع وقت ممكن فقد طفح الكيل، ولا وقت للانتظار، واجب الحكومة الآن مد يد العون للناس وإيقاف هذا التيار الجارف، لأن خطورته لن تكون على أفراد وإنما الخطر داهم وجاهم يهدد مجتمعاً بأكمله، وإذا كان التجار قد نحّوا ضمائرهم وتنازلوا عن مبادئهم فلابد من إيجاد حل، والحل بيد صاحب القرار، ولا قوة سواه تستطيع أن تلجم هذا السعار·
واجب الحكومة أن تواجه التجار، بكلمة واحدة هي أن الوطن أولاً وقبل كل شيء، ومن يضر بمصالح الوطن، ويسيء إلى سمعته لابد من ردعه، وكبح جماح رغباته التي لا تنتهي·
واجب الحكومة، التصدي لظاهرة هي من أشد الظواهر فتكاً بالبناء الاجتماعي·
واذا كان التاجر وزير او مدير هيئه حكوميه
لمن بتشتكى ؟؟؟