:السبت ,08/08/2009 مطالبات بتشجيع المواطنين بالحوافز والبرامج التوعوية تحقيق: إيمان سرور
يقول حسن المرزوقي (وكيل مدرسة) ان نسبة الاقبال على التعليم والعمل المهني ما زالت متدنية، ولا يزال الشباب المواطنون يعزفون عن خوض غمار العمل المهني رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها عدة جهات بالدولة لتشجيع الإقدام على العمل المهني، ويعود ذلك الى نظرة المجتمع الدونية تجاه العمل المهني في حين تغيرت تجاه العديد من الأمور، مشيراً الى ان دور الاسرة يجب ان يكون فاعلاً تجاه الابناء بتشجيعهم نحو التعليم والعمل المهني باعتباره احد عناصر التنمية التي يشهدها المجتمع والتي تتطلب سواعد وطنية قادرة على العطاء والإبداع .
واضاف ان تدني الاقبال على الحرف المهنية يعود لعدة اسباب ابرزها غياب الحوافز وعدم الامان في التعليم المهني وعدم احترامه من قبل بعض افراد المجتمع، منوهاً بأن العلاقة الاسرية تشكل الاساس في اختيار الطالب للالتحاق بالتعليم المهني .
ويقول علي أحمد الشقاع: كل من يرغب في الدخول في مجال العمل المهني عليه أن يمتلك القناعة الكافية لممارسة ذلك العمل، ويجب ألا يلتفت لنظرة الناس له وعدم تشجيعهم له لأن نظرتهم لن تتغير بين يوم وليلة لأنها راسخة ولا يمكن إزالتها بسهولة وتتطلب جهداً من الشاب للتغلب على نظرة الناس وإشعارهم بأهمية تلك الأعمال من أجل النهضة والبناء .
ويضيف علي محمد المنصوري (ولي أمر) ان الجيل الجديد يحتاج إلى التشجيع والتحفيز عن طريق عمل دورات مكثفة عن أهمية العمل المهني وتبني مشاريع جادة وبأجور مناسبة تشجعهم على ممارسة الأعمال المهنية وتدريبهم على المهارات اللازمة للحصول على الوظيفة لكن اغلب الشباب يفضل العمل المريح .
وتقول سوسن الهمداني (سيدة أعمال) ان العمل المهني علاوة على أنه شاق ويحتاج لجهد كبير إلا أنه يستغرق اليوم كله وبعد هذا التعب لا يستطيع الشاب أن يستمتع بوقته مع الشباب في المجلس أو الخروج للبر فيبتعد عن كل المناسبات العائلية والاجتماعية ويقضي كل وقته بالعمل المهني الشاق على العكس من الوظائف والدوام الحكومي يكون محدداً بساعات عمل معينة .
وتقول منى فخرو: الرواتب الضعيفة هي السبب الرئيسي في بعد الشباب عن العمل المهني فالمردود المادي عن ممارسة العمل المهني ضعيف ولا يكفي متطلبات المعيشة بالإضافة إلى طول ساعات العمل والدوام الطويل والجهد الشاق والتعب البدني الذي لا يقابله عائد مادي قوي على العكس من الوظائف المكتبية التي لا تتطلب إلا جهدا بسيطا وفي نفس الوقت عائدها المادي أقوى .
صنعة باليد
وتؤكد نهى أحمد (خياطة) أن الأعمال المهنية تعتبر صنعة في اليد ولكن يجب زيادة العائد للشباب وتغيير المفاهيم القديمة عند الناس تجاه الحرف والأعمال اليدوية، مشيرة الى انها اقنعت ابنها بعد إنهائه دراسة المرحلة الابتدائية بالالتحاق بأحد المعاهد الحرفية في بلادها وهو حالياً يمتلك ورشة لتصليح السيارات وتدر عليه ذهباً لأن المستقبل اليوم لأصحاب الحرف والمجال لا يزال مفتوحاً أمام الراغبين في ممارسة تلك الأعمال ويجب زيادة المعاهد الفنية المتخصصة التي تخرج كوادر مؤهلة ولديها خبرة في المجال المهني وتشجيع الشباب بعمل دورات متخصصة تساعدهم في أعمالهم .
ويطالب خالد المنهالي (موظف حكومي) بعمل حملات توعية للشباب بأهمية العمل المهني في البناء والتقدم وبيان احتياجات الدولة من الكفاءات وتدشين مؤسسات دعم تربوي لتوجية الطلاب من المرحلة الثانوية ومعرفة ميولهم واتجاهاتهم وتشجيعهم عليها حتى يبدعوا وينجحوا ويتألقوا وبالتالي مطلوب مؤسسات لاكتشاف الميول والرغبات والتشجيع عليها بطريقة علمية وأكاديمية وإقناع ولي الامر بميول ورغبات ابنه .
ويقول الطالب محمد الأنصاري انه يجب على الجهات والمؤسسات التربوية المعنية في الدولة تعزيز النظرة إلى العمل المهني والحرفي وتغيير المفاهيم والنظرة الاجتماعية السلبية للعمل المهني، وزيادة الوعي بقيمة العمل المهني والحرفي، وتشجيع الشباب من الجنسين الذين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم على الانخراط في العمل المهني، وتعزيز دور التعليم الموجه لمعرفة الملكات والقدرات الفردية وتشجيعها، وحث وحفز الشباب لمعرفة ما لديهم من مواهب لاستثمارها وتنميتها والاستفادة منها مادياً واجتماعياً .
تعليم وتدريب
ومن جانبه، يؤكد مبارك سعيد الشامسي مدير الخدمات المساندة في معهد التكنولوجيا التطبيقية بأبوظبي أن التغيرات في مجال التكنولوجيا والاقتصاد تسير بخطوات متلاحقة لذا كان لابد لكل مجتمع من تحديث مهارات افراده ومعارفهم على نحو مستمر ليتسنى لهم العيش والعمل الفعال في ظل مجتمع الاقتصاد المعرفي، وإدراكاً منها بأن التعليم والتدريب يصقلان موهبة الفرد ويزيدان انتاجيته ومردوده في العمل أسست حكومة ابوظبي معهد التكنولوجيا التطبيقية ليقود مسيرة الاقتصاد المعرفي .
وأضاف ان التعليم المهني نشاط مستمر مدى الحياة يؤهل المواطنين ليكونوا لبنات قوية في بناء صرح مجتمع حر، مشيراً الى ان كل طالب عنصر متفرد بميوله وحاجاته التي ينبغي توفيرها له لتفعيل جميع ما يكمن في شخصيته من قدرات من خلال الشراكة مع المختصين والاسرة والمجتمع، منوهاً بأن المعهد يؤمن بضرورة تزويد الطالب بالبيئة التعليمية التربوية، حيث يكتسب مهارات اكاديمية ووظيفية متميزة تتناسب مع سوق العمل والتي تعد من اساسيات النجاح الوظيفي في القرن الحادي والعشرين .
وقال ان المعهد يلتزم بطلابه المنتسبين اليه من الشباب الاماراتي باعتبارهم محور العملية التعليمية من خلال توفير برامج التدريب المهني والتعلم التكاملي التي ترتكز على المشاريع العملية في مجال التطبيقات التكنولوجية، ويوفر جميع الامكانات والدعم اللازم للوصول لهذه الغاية وهي تحقيق تكنولوجيا بأيد اماراتية، مشيراً الى ان المعهد يوفر مكافآت ومزايا للطالب منها المكافأة الشهرية ووسائل النقل من وإلى المعهد مجاناً ويقدم للخريجين صورة واضحة عن فرص العمل المتاحة في الدولة .
وذكر الشامسي ان كثيراً من المؤسسات الصناعية الكبرى في الدولة تقوم باستقطاب خريجي المعهد لما يتوفر فيهم من تأسيس علمي متين ومتوازن قابل للتطوير المعرفي والترقية العلمية من خلال اعداد برامج تؤهلهم للعب دور ريادي في تلك المؤسسات، مشيراً الى ان المعهد يعمل حالياً على اضافة ثلاثة توجهات جديدة هي المساحة والبناء وتشمل الهندسة العمرانية وتصميم المباني وعمليات البناء والهدم وإدارة المشاريع وعمليات الصيانة والخدمات الكهربائية والمساحة والتخطيط والديكور والتصميم الداخلي واشغال الحديد والالمنيوم، فيما يشمل توجه عمليات الامداد والمواصلات ادارة المستودعات والمواصلات البحرية والبرية والجوية وتخطيط وإدارة عمليات الإمداد وتصميم وادارة الموانئ البحرية والجوية وتخطيط الطرق والخدمات البحرية وعلوم الطيران، ويشمل توجه العناية الصحية الخدمات الصحية وادارة المستشفيات والعيادات الطبية والخدمات الاجتماعية ورعاية الاطفال والاحداث وعلاج الإدمان والصيدلة والطب البديل والعلاج الفيزيائي وطب الاسنان والتمريض .
توازن التخصصات
وتشير آمنة جابر الشامسي مديرة مدرسة المنهل الدولية الخاصة ان التوجيه المهني يشكل اليوم للطلبة ولأولياء أمورهم وللمعلمين والمسؤولين في الوزارة هماً اساسياً، حيث إنه خلال السنوات القليلة الماضية وبالرغم من اصلاح التعليم الصناعي والتجاري برزت ظاهرة جديدة لم تكن معهودة في السابق تتمثل في تركز اتجاه الطلبة نحو المسار التجاري والبنوك وبعض التخصصات الأدبية، والعزوف عن الالتحاق بالمسارات المهنية التقنية والعلمية، منوهة بأنه من الأهمية بمكان ان يكون هناك توازن بين التخصصات في المسارات الاكاديمية ومتطلبات السوق من جهة وبين النوعية المؤهلة للانخراط في هذه التخصصات .
وقالت انه ينبغي على الجهات المعنية إنشاء مدارس حديثة تشمل المعامل والقاعات وفتح تخصصات حديثة في جميع المسارات العلمية التي تشبع حاجة السوق وتكون هناك بدائل لاختيار الطلبة وتخدم في نفس الوقت ذوي الكفاءات المرجوة والموهوبين الذين يميلون إلى الأعمال التقنية والحرفية حتى لا تضيع الأموال هدراً مع طلبة غير مهيئين لمثل هذه التخصصات ولا يرغبون في الانخراط فيها .
وأضافت ان ظروفنا الآن مهيأة للتكاتف يداً بيد للنهوض بمجتمعنا الى ما وصل اليه الاخرون، فقنوات التواصل بين جميع الوزارات من اهم دعائم التقدم واقصد بذلك وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي بالدولة من اجل العمل على اتفاق بين متطلبات السوق والتخصصات في التعليم الثانوي والجامعة حتى تتاح الفرصة لجميع المستويات من الطلبة كل حسب قدراته وميوله، وبالتالي يتحدد مصير الأجيال القادمة حتى لا تتبعثر طاقاتهم نتيجة التعتيم المخيم على أفكارهم، فالتوضيح وإعطاء الفرص وفتح مجالات اخرى تشبع الاحتياجات الراهنة مطلب كل فرد على هذه الارض الطيبة، لافتة الى ان التلاحم بين تلك الوزارات من اجل تخريج جيل قادر على العطاء المستمر يشكل دعائم قوية لما نتطلع اليه، فالمرحلة العصرية تنتظر منا جميعاً ان نصل الى افضل الغايات، وينبغي علينا ان نعي ان تقدم المجتمع وتأخره مسؤولية تتحملها جميع وزارات الدولة ومؤسساتها وأفرادها .
نظرة دونية
ويؤكد أحمد العلي (خبير اقتصادي) أن التعليم المهني والتقني لم يعد مأوى للفاشلين او لأولئك الذين استحالت عليهم مدارس وجامعات ذوي الدخل غير المحدود، فيجب ان ننظر الى هذا النوع من التعليم بعين صادقة تعبر عن الواقع، وترى فيه القدرة على البناء والصناعة والإنتاج، منوهاً بأن النظرة الدونية لبعض الاسر وافراد المجتمع للتعليم المهني والتقني لها تبعاتها السيئة والوخيمة، لأنها تشمل جميع مكوناته فتضر بها، من هيئتيه الإدارية والتعليمية ومناهجه الى طلابه وصولاً الى المعهد الفني التربوي الذي يعد أفراد الهيئة التعليمية والذي يشكل العمود الفقري لقطاع التعليم المهني والتقني الرسمي .
متمنياً على وزارة التربية والتعليم أن تتخذ إجراءات حقيقية بهدف تفعيل واقع التعليم المهني والتقني الصناعي باستيعاب طلاب جيدين للحصول على خريجين لديهم خبرات عملية وفنية وتأمين فرص العمل المناسبة لجميع الخريجين لإلغاء النظرة الخاطئة لأفراد المجتمع تجاه التعليم المهني والتقني، وتبسيط فكرة التلمذة الصناعية لدى القطاع الخاص للاستفادة من خبرات خريجي المعاهد الصناعية والتقنية بالشكل الأمثل .
خطوات جادة
ويقول أحمد بدر، أحد الموجهين الاختصاصيين للتعليم المهني والتقني، ان اختيار طلبة من ضعيفي التحصيل الدراسي للدراسة في معاهد وكليات التعليم المهني والتقني يسيء الى التعليم المهني ويكون فاشلاً في المدرسة وسوق العمل والشارع ونطمح لاستقبال طلاب جيدين في المرحلة الثانوية ففي ظل توفر المخابر الحديثة والكادر التدريسي المتميز سنجد ثروة بشرية حقيقية تمتلك خبرات علمية وفنية مطالباً بتأمين فرص عمل لهؤلاء الخريجين في الشركات والمعامل لأن العملية متكاملة وبحاجة إلى خطوات جادة للنهوض بواقع التعليم المهني وبالتالي تغيير نظرة المجتمع الدونية لكل طالب يفكر بدراسة التعليم الصناعي والمهني والتقني .