عسى الكَرْبُ الذي أمسيتَ فيهِ ….. يكونُ وراءَهُ فَرَجٌ قريبُ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال تعالى: (و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم) صدق الله العظيم.
و قال صلى الله عليه و سلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له) . رواه مسلم .

اخواني الكرام يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن السوق كانت و لا زالت و ستكون دوما كهذه الدنيا, فتارة تتسع في أعيننا حتى نظن اننا نمتلكها بما فيها, و تارة تضيق علينا حتى تنسينا معنى الحياة عليها.

ارتفعت أسواقنا في شهر و نيف ما لا ترتفعه غيرها في سنوات فأغشث عيون البعض وظنوا أنها لن توقع بهم و انهم قد فهموها و خباياها فانطلقوا غير عابئين بتحذيرات اخوانهم و لم يأخذوا حذرهم من غدرها, و لهذا و عندما وقع ما كان لا بد منه أن يقع و صحح السوق كاشفا عن لسانه الأحمر البارز من بين فكيه, كانوا أول الخاسرين و أكثر المهمومين. هناك الكثير من هؤلاء و ان اختلفت طرق و قوعهم بين فكي السوق,فمنهم من اشترى على المكشوف و منهم من اقترض أكثر مما يطيق سداده و منهم من فتح أذنيه للشائعات فاشترى دون دراسة و لا تحليل. لهؤلاء جميعا نقول شكرا شكرا لأنكم كنتم حطب السوق الذي أشعل ناره و رفع سهمه و لا عزاء لكم فقد حصدتم ما اقترفت يديكم.

ارتفعت أسواقنا في شهر و نيف ما لا ترتفعه غيرها في سنوات و لكنها مع ذلك لم تستطع أن تغرر بمن فهمها واحتاط لها. فهؤلاء اما انهم قد شروا ما شروا بمالهم فاحتفظوا بأسهمهم الى حين الصعود القادم أو أنهم أخذوا بكلام الثقات فباعوا من القمة و تربصوا ليدخلوا السوق مرة أخرى و لكن من السفوح. فهنيئا لهؤلاء لأنهم و من كل بد يدركون ان ما حدث اليوم انما هو في صالحهم و ان هذا التصحيح انما جاء ليؤمن ظهورهم في المستقبل و يسندهم اذا ما هبت الريح.

سوقنا بخير و عافية و ما حصل اليوم كنا جميعا نتوقعه وحصوله لا يمكن الا أن يبث الطمأنينة في قلب من فهم السوق و تقلباتها, فعدم حدوث التصحيح الآن ما كان ليفسر الا بأحد أمرين: اما انه سيحدث متأخرا و عندها لن يكون تصحيحا بل وقوعا و اما أن الصعود الذي كنا نشهده ما هو الا حركة من حركات العابثين بأقوات الناس ليرفعوا ثم يخلعوا.

السوق حتى اللحظة يمشي وفقا للمسار الذي تحدده المؤشرات الفنية التي يتحفنا بها محللونا و لهذا فقطارنا ما زال على السكة و لم يحد عنها.

و ختاما أقول مبروك عليكم التصحيح و الارتفاع القادم سيأخذنا فوق الريح

قولوا آمين