بسم الله الرحمن الرحيم

بعض الاخوان في المنتدى يستغربون من ارتباطنا بالاقتصاد الامريكي. ورأيت ان اكتب ما أعلم وتعلمت رغم ضئالة وضحولة معلوماتي في الاقتصاد … فأعذروني مقدما عن اي تقصير أو خطأ أو خروج عن ما ترغبوه.

أخي الكريم صحيح امورنا طيبة و نتائج شركاتنا طيبة (حتى الان)، ولكننا مرتبطين ارتباطا قويا بما يحدث للأقتصاد الامريكي. أعطيك مثالا: لنفرض ان الاقتصاد الامريكي تدهور … هذا يعني تدهور الدولار …. هذا يعني اننا سنبيع برميل النفط بتراب الفلوس …… واحنا نستلم اصلا رواتبنا بالدرهم الذي هو مربوط بالدولار …. لين الحين الامور اوكيه ومافي اي مشكلة …. ولكن تعال وقتها اشتري سيارة فلكسواجن او تلفزيون سوني او علبة دواء من اوروبا او سافر لأوروبا او اي بلد … ساعتها ستجد ان الفلوكسواجن اصبح سعرها مليون درهم وتلفزيون سوني سعره 100 الف درهم و علبة الدواء ب 2000 درهم وانك تسافر الخارج مره كل عشر سنوات …… وهذا بسبب ان الدرهم اصبح سعره رخيصا مقابل العملات الاخرى. ايضا ستضطر لدفع ربما كذا مليون درهم لبناء بيت من غرفة واحدة ….. هذا يعني ان شركات العقار باي باي …. ووكلاء السلع الاوروبية من اطعمة وادوية وسيارات وووووالخ ستدفن حية. ووقتها لن نقول ان شركاتنا بخير وطيبة لأنها معتمدة اعتمادا كبيرا على هذه السلع.

ايضا لا ننسى ان انظمتنا المعتمدة في الصناعة والبناء والهندسة هي انظمة اوروبية اعتقد بما لا يقل عن 90% من حكم خبرتي في هذا المجال …. يعني استهلاكنا تقريبا اوروبي بحت للأجهزة الكهربية والميكانيكية ومواد البناء وغيرها ….. فلكم ان تتخيلو كم ستكلفنا في المستقبل في هذه الحالة.

انزين ….. ممكن الحل بسيط وهو اننا نفك عملتنا من الدولار ….. هو صح حل بسيط لي ولك ولكنه جدا معقد بالنسبة للحكومة …. لماذا؟ نعود من البداية ….. الحكومة ستبيع النفط بالدولار اللي مشيش وطايح حظه من سنين ….. ستقوم الحكومة بتحويل هذه الدولارات الى دراهم ….. ولكن الدرهم بما انه فك من الدولار فهو عالي وآخر حلاوة ….. يعني راتبك لو نفرض انه 20 الف درهم وهو يساوي تقريبا 5.5 الف دولار (الان) قد يصبح بعد فك الارتباط ب 20 الف دولار ….. هذا يعني ان الحكومة ستدفع رواتب اضعاف ما تدفعه الان للشعب ….. وهذا يعني عجز كبير في الميزانية وبسببه لن توفر الحكومة ايه مبالغ احتياطية ولن تستطيع ان تمنح البيوت المجانية او تدرس الطلبة او تبني المستشفيات المجانية الخ …. في النهاية انت ستدفع كل هذا …. وفي نهاية النهاية سيكون الشعب والحكومة متورطة …. والشعب سيقل شراؤه للسلع ….. والشركات والوكالات والعقارات ستتدهور لأننا دولة غير صناعية وهذه الشركات والوكالات تجلب بضائعها المصنعة من الخارج ونحن سنكون عاجزين عن شراءها.

ولا ننسى ان بنوكنا المحلية لها ودائع ضخمة في امريكا وكذلك جهاز استثمار ابوظبي واعمار وغيرهم من المؤسسات الكبرى في الدولة.

ما يخيف انه لا شيء في الاقتصاد المستقبلي مؤكد خاصة عندما تدرس موقعك وسط اقتصاد عالمي معقد.

ربما الحل ان نحول تسعير نفطنا باليورو مثلا وكذلك العملة (سلة عملات) ….. ولكن متى؟ ….. المشكلة انه قرار قبل ان يكون محسوبا بالملي فهو قرار سياسي . وإلى ان تتخذه الحكومة قد نكون قد وصلنا لليوم الذي نقول فيه ان شركاتنا تعبانة وفاشلة.

اليوم لا أريد ان اقول لمن هو خارج السوق ان لايدخل ولكن اقول إقرأ قليلا عن اقتصاديات العالم …. هذا واقع اصبح مفروض علينا ليس بسبب ان سوقنا نزل يوم لمت داون وارتفع اليوم الثاني لمت اب تفاعلا مع الاسواق العالمية … وهذه ممكن سحابة وتعدي …. ولكن بسبب اننا مربوطين من اعناقنا بالدولار الضعيف الذي العديد من الخبراء الاقتصادين العالميين أعلنوا بكل جرأة انه عائم بدون دعم وفوق القوة الانتاجية وان الاقتصاد الامريكي مشكوك في أمره ويمكن ان يدخل في هوهة انهيار متسارع بدلا من ركود او تدهور اقتصادي بسيط. والطابعات الامريكية شغالة طباعة …. شو وراها ….. والبرميل بكم دولار والحسابة بتحسب.

والله الموفق

15 thoughts on “علاقتنا بالاقتصاد الامريكي

  1. اسمح لي ان اسجل اعجابي وتقديري
    بالموضوع بارك الله فيك اخي المهندس

    شهادتك وتقديرك وسام على صدري …. هذا بعض مما تملك يا كبير.
    ولا تحرمنا من تحليلاتك المبدعة في الايام القادمة بالأخص يا مبدع.

    تحياتي

  2. we in the Arab World already had our market crash is 2005/2006 and the Americans did not celebrate with us, why then we are celebrating with them their crash now

    The worst thing is, we are not even invited to their celebration

    looooooooooooool
    that is because we depend on them on all their goods and because we are connected to their currency. They only depend on our oil which is available at all times and can be bought by papers called dollars that are printed in huge quantities 24 hours 7 days a week.

    another reason why our stock market is affected easily by them is because it is weak and can be easily manipulated by only few hundreds of millions
    .

  3. we in the Arab World already had our market crash is 2005/2006 and the Americans did not celebrate with us, why then we are celebrating with them their crash now

    The worst thing is, we are not even invited to their celebration


  4. أخي الكريم…

    الاقتصاد العالمي ليس بهذه البساطة وفي حال انهار الاقتصاد الأمريكي وهوى الدولار فلن تجد البضائع الأوربية واليابانبة والصينية من يشتريها لأن العميل الاكبر لكل هذه الاقتصادات هو العملاق الامريكي. وعندما تصبح بضائع هذه الدول غالية جداً بالنسبة له ولجميع الدول اللتي تربط عملتها به فلن تكون هناك جدوى من انتاج هذه البضائع ويسقط اقتصادها بالضرورة.

    بالنسبة لبيع البترول فالمشكلة سياسية بحتة لا علاقة لها بالاقتصاد. وإذا انتفى العامل السياسي فالحل القتصادي بسيط جداً وهو بيع برميل النفط مقابل الذهب، كما تفعل الهند الآن فهي تمتص الذهب من كل العالم وكما فعلت أمريكا سابقاً عندما خزنة الذهب خزناً قبل أن تفرض عملتها على العالم.

    لا يوجد هناك ما يخيف في الاقتصاد العالمي فقد عاش الناس في كل الأزمات والحروب ولكن لابد من الصعود والنزول.

    وشكراً.

    تسلم اخوي ايزي جوينج على المشاركة الغنية بالمعلومات

    كمية الذهب الموجودة في العالم اليوم لا تكفي لتكون العملة لتداول النفط …. ولذلك الذهب ذهبا لندرته. وكلامك سليم ان الذهب يسحب من العالم فهو المستقبل والمعدن الذي سيبقى غاليا في كل الاحوال … أما إذا تقصد عقود ذهب …. فقد تؤدي بنكسة في النهاية إذا ما ارادت الناس فجأة الحصول على الذهب الملموس.

    بالنسبة للأقتصاد العالمي فلا أعتقد ان عليه خوف ….. الخوف هو على الاقتصاد الامريكي الذي سيجرنا نحن دول الخليج معه إذا لم نجد الطرق والسبل من الان للتقليل من الاعتماد والتعامل معه تدريجيا.

    وأمريكا ليست اول ولا أخر دولة على الارض ستنتكس اقتصاديا …. هذا لو انتكست …… فقبلها الاتحاد السوفياتي ومصر وبعض دول امريكا الجنوبية وغيرها ….. وهم لا زالو يعانون حتى الان.

    حتى الان لم يسجل التاريخ انتكاسة اقتصادية عالمية ….. ولكن كل شيء وارد في ظل انتكاسة دولة مثل امريكا … عروقها وجيوشها في كل مكان على وجه الارض.

    تحياتي

Comments are closed.