…فأما قوله تبارك وتعالى في الأنعام: ﴿ َيا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُم رُسُلٌ ِمنْكُم ﴾ فالمراد هنا مجموع الجنسين فيصدق على أحدهما. وهو الإنس كقوله: ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجَان ﴾ أي أحدهما. ثم إنه تعالى فسر إنذار الجن لقومهم فقال مخبرا عنهم: ﴿ َقالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾ ولم يذكروا عيسى لأن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم، وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة، فالعمدة هو التوراة، فلهذا قالوا: ﴿ أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾
وهكذا ورقة بن نوفل حين أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بقصة نزول جبريل عليه السلام أول مرة فقال: بخ بخ! هذا الناموس الذي كان يأتي موسى يا ليتني أكون فيه جذعا .ا.هـ
جزاك الله خير على النقل الطيب