أكد تقرير «فايننشال تايمز» أن النمو المطرد الذي تشهده مدينة دبي لا يقتصر على قطاعات بعينها كالعقارات والسياحة، بل يتجاوزها إلى قطاعات حيوية أخرى على رأسها قطاع الطيران والشحن الجوي.

وأشار إلى أن تجربة «طيران الإمارات» التي يرأسها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم تدعو المراقبين إلى المزيد من التعجب والدهشة، فهذه المؤسسة الصغيرة مقارنة بشركات الطيران الأخرى، خطت خطوات عملاقة وجريئة مكّنتها من تحقيق نسب عائدات وأرباح خيالية في سنوات قليلة، وحمتها من الانهيار أو التراجع أمام الصدمات الخارجية.

وأشار إلى أن «طيران الإمارات» استطاعت شراء أكبر ناقلة ركاب في العالم وهي إيرباص 380 والتي أطلقت حديثاً، وأن المراقبين يتساءلون اليوم: كيف يمكن للشيخ أحمد بن سعيد أن يملأ مقاعد هذه الطائرة؟ وما هي كلفة هذه الخطوات؟

ونقل التقرير عن سمو الشيخ أحمد بن سعيد قوله: «في أوقات ارتفاع الطلب على الرحلات الجوية، إما أن تزيد من عدد الرحلات أو أن تزيد من طاقتك الاستيعابية، ودبي اختارت الخيار الثاني، لأنها مدينة تنمو بسرعة وتتحوّل يوماً بعد يوم إلى مركز للأعمال والمواصلات، وحلقة وصل استراتيجية بين آسيا وأوروبا معاً، إلى جانب الخطوط البعيدة، وهذه العوامل مجتمعة تجعل من زيادة قدرة الأسطول أمراً طبيعياً».

وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة تتزامن مع التوسعات الضخمة التي يشهدها مطار دبي وتصل كلفتها إلى 1,4 مليارات دولار، لتصل قدرة المطار إلى استيعاب 70 مليون مسافر سنوياً، وبالتزامن مع خطط لإنشاء مطار دولي آخر على المدى الطويل وبمواصفات أكبر.

وينسجم هذا التوجه الساعي إلى جعل مدينة دبي مركزاً إقليمياً ودولياً لحركة الطيران مع التوجه الرسمي الساعي منذ زمن إلى جعل المدينة مركزاً تجارياً وسياحياً عالمياً، تدعمه سلسلة من النشاطات الرياضية والتسويقية والسياحية.

وبنية تحتية متطورة توفر أرقى مراكز التسوق والفنادق الفاخرة، حيث أصبح السياح يتوافدون إلى شواطئ دبي ومراكزها التجارية وملاعب الغولف فيها، ما يعني أن هناك ملايين أخرى من المسافرين سيأتون سنوياً على خطوط الإمارات.

ونقل التقرير عن سمو الشيخ أحمد بن سعيد قوله: «إذا أخذنا مساهمة «طيران الإمارات» في الاقتصاد المحلي لدبي فإنه سيكون 5,1 مليار دولار». مشيراً إلى أن التسويق عبر 80 مدينة وخط طيران يُعتبر أكثر ابتكاراً وتشجيعاً لجعل هذه المدينة وجهة سياحية عالمية.

ولعل ما يثير استغراب المراقبين ودهشتهم أن مدينة دبي تسجل نمواً كبيراً في السياحة الصيفية، بالرغم من درجات الحرارة العالية ومعدلات الرطوبة المرتفعة والصحراء القاحلة والحارقة، وبالرغم من وجود وجهات أخرى أقل حرارة ورطوبة في المنطقة، وبدلاً من تراجع التركيز على السياحة يرون كل يوم مشروع بناء سياحي يلتصق بالآخر حتى ان سواحل دبي أصبحت أشبه بغابة من المنتجعات والفنادق الفاخرة وناطحات السحاب ومراكز التسوُّق.

ويقول جيرالد لوليس المدير الإداري لمجموعة الجميرا لـ «الفايننشال تايمز» إن دبي تُعتبر أكثر مدن العالم ربحاً لقطاع الفنادق، وأكثرها نمواً في عدد الفنادق، فهناك أكثر من 35 فندقاً من فئة الخمس نجوم سجلت معدلات إشغال تجاوزت 85% خلال العام الماضي، وهذا الطلب الكبير يجعل من فكرة منح حسومات على الغرف في الصيف أمراً مستحيلاً.

وتوقع أن تصل نسبة النزلاء للفنادق مع العام 2005 إلى 15 مليون نزيل، مشيراً إلى أن «النزلاء لا يبحثون عن الشواطئ السياحية في دبي بل يبحثون عن كل شيء فيها، لأنها تثير خيالهم وفضولهم ويعتبرونها مثل نيويورك».

ويهدف التوسع الكبير في عدد الغرف الفندقية في دبي إلى استيعاب الطلب المتزايد من رجال الأعمال والسياح، وقد شجعت الحكومة حركة بناء المزيد من الفنادق والمنتجعات، سواء الواقعة على الشواطئ أم في الصحراء. وتمت إضافة 120 كيلومتراً على الساحل لهذا الغرض، حيث يعادل حجم «دبي لاند» حجم سنغافورة، وستضم عجائب لا مثيل لها من جبال اصطناعية وثلوج ورياضات شتوية وغيرها.

2 thoughts on “فايننشال تايمز : نمو دبي الكبير يدهش المراقبين

  1. ذيب البيح أظن التاريخ واضح في ترويسة الموضوع.
    و ما أظن أنك رافع موضوع عمره 4 سنوات بس علشان تتخبر عن التاريخ!!
    الجاي أحسن إن شاء الله

Comments are closed.