تنامت في الفترة الأخيرة في الإمارات المجالس والهيئات النسائية الداعمة لدور المرأة، مدفوعة بتوفر الظروف المؤاتية لتنمية هذا الدور والمتمثلة بالدعم الحكومي والغنى الذي تتمتع به مواطنات الدولة. ولكن مع قصور المرأة في ما يتعلق ببعض المجالات، تبقى الحاجة ملحة إلى بروز جهات تختص في القطاعات التي يصعب على المرأة دخولها دون إرشاد. وهذه هي تحديداً الفكرة التي انطلقت منها شركة “فرصة” للاستثمار.
شمسة راشد، كبيرة المدراء التنفيذيين في شركة فرصة
ليست الاستثمارات بالمجال السهل بالنسبة للمرأة. إذ لطالما كانت النسبة الأعظم من المستثمرين هي للرجال، وإن كان من خبرة للمرأة في الاستثمار اليوم فهي حديثة العهد ولم تصل بعد إلى العمق المطلوب والذي يسمح لها بالريادة في هذا المجال.
ومن هذا المنطلق بالذات، جاء إطلاق شركة فرصة في مطلع العام الجاري، كصندوق استثماري خاص بالنساء من قبل شركة دبي العالمية. وكما يقول شعار الشركة، فإن فرصة هي شركة أسستها المرأة من أجل المرأة.
وعن هذا، تقول شمسة راشد، كبيرة المدراء التنفيذيين في شركة فرصة: “بشكل عام، وبغض النظر عن المكان الذي نتحدث عنه، من المعروف أن عدد النساء المستثمرات قليل جداً. ولهذا، من المهم تشجيع وتسهيل وتوجيه الحاجة في الأسواق إلى مزيد من النساء المستثمرات. ومن شأن ذلك أن يساعد المرأة على دخول الأسواق وتطوير ثقتها مع شركة تركز كل طاقاتها على تلبية احتياجاتها. ومن الصحيح أنه هناك الكثير من الشركات التي تزعم تخصيص أقسام فيها لخدمات النساء، ولكن يبقى الواقع أنه لا يوجد أي شركة تركز بشكل خاص على النساء المستثمرات واحتياجاتهن”.
شريط وردي
قد نتساءل لماذا ستحتاج المرأة إلى شركة خاصة بها للاستثمار مع وجود الكثير من الشركات الاستثمارية التي يمكن لها العمل معها؟ وهل هناك حاجات استثمارية خاصة بالمرأة تختلف عن حاجات الرجال في هذا المجال؟ والإجابة على تلك الأسئلة نجدها عند راشد.
“إن خبرة المرأة في مجال الاستثمار محدودة مقارنة بالخبرة التي يملكها الرجل. وعندما يأتي الأمر لأخد مخاطرة، تتصرف المرأة بشكل مختلف. فهي تهتم أكثر بالاستثمارات الملموسة وبمسألة الحفاظ على رؤوس أموالها. أي أن عنصر الأمان مهم جداً في ما تستثمر فيه، ولهذا فإنها تحتاج إلى منتجات أبسط تستطيع أن تلمسها وتشعر بها وتفهمها، وهذه ميزات تفتقدها معظم المنتجات الموجودة في الأسواق”.
وتعتبر راشد أنه لا توجد أي شركة في الأسواق تأخذ هذا العنصر بالاعتبار. وفي الغالب، عندما تفكر الشركات في التوجه للمرأة، تقوم ببساطة بوضع شريط وردي اللون على منتج وتسميه منتج للمرأة. أما فرصة، فتؤكد راشد على أنها تركز بالفعل على المرأة، إذ تقوم بالكثير من الأبحاث للتعرف على احتياجاتها، والطريقة الأمثل لها لتقوم بالاستثمار بدل من تغليف منتج عام والادعاء أنه للمرأة.
زاوية خاصة
بعد حوالي ستة أشهر على إطلاقها، تمكنت فرصة من جمع 250 مليون درهم إماراتي في اثنين من الصناديق الاستثمارية التي بدأت بها، 200 مليون درهم لـ “صندوق فرصة 1” العام، و50 مليون درهم لـ “صندوق فرصة العقاري 1”.
وأعلنت الشركة وقتها أن أموال الصندوق الأول ستستخدم للاستثمار في قطاعات عدة منها التجزئة والتعليم والرعاية الصحية، في حين ستستخدم أموال الصندوق الثاني في المشروع العقاري الأول الذي أطلقته الشركة في يونيو الماضي. وقد أبدت راشد حماساً كبيراً تجاه هذا المشروع الذي اعتبرت أنه يتوج مراحل تأسيس فرصة الطويلة وحملة جمع مصادر التمويل التي تضمنت زيارة العديد من البلدان، منها الكويت وقطر والبحرين.
وبحسب راشد، سيطرح هذا المشروع فرصاً استثمارية متنوعة وطويلة الأمد للسيدات فقط. إذ ترى أن المرأة في الإمارات العربية المتحدة بدأت بالدخول في مجال الاستثمارات بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة. وجزء منهن يتعامل في سوق الأسهم، وجزء متزايد آخر يتطلع أكثر نحو الاستثمار في مشاريع من خلال شركة متخصصة في هذا المجال. وهذا بالتحديد ما ستحرص فرصة على تقديمه.
وعندما سألنا راشد عن المانع من قيام الرجل بالاستثمار من خلال فرصة، ردّت بأن هناك الكثير من الشركات الموجودة في السوق والتي يستطيع الرجل الذهاب إليها إذا ما أراد الاستثمار.
“إن فرصة هي شركة تنفرد بتقديم خدماتها للنساء، وأعتقد أنه إذا رغب الرجال بالاستثمار فلديهم الكثير من الخيارات. نحن فخورون بأن تكون فرصة شركة للنساء ونريد أن نبقيها كما هي، زاوية خاصة بالنساء”.