بقلـــــــــم مرعي الحليـــــان هكذا تتكشف الحقائق حينما تبدو الأمور واضحة، وحينما تخرج رأسها من الجحر. حالياً يعاني من يريد أن يبني مسكناً من تضخم أسعار مواد البناء الأساسية.. الإسمنت، الطابوق، الحديد والأخشاب، وتتبعها بقية التوابع، والبيت الذي كانت قيمته قبل إعصار التضخم يبنى بنصف مليون درهم ارتفع إلى الضعف.
في التقرير الذي أورده «البيان الاقتصادي»، نكتشف أن مصانع الإسمنت عندنا جنت 7. 1 مليار درهم أرباحاً، وأن أغلب المصانع حققت أرقاماً كبيرة، ما عدا ثلاثة منها قلت أرباحها عن البقية، يعني أن الجماعة «ريشوا وانترست خزانات مصانعهم فلوس». ومع هذا يقابلوننا وهم يتباكون على أيام العز والرخاء وأيام كان فيه سعر كيس الإسمنت «خمسة دراهم وربع»!.. بل ويصرخون من وطأة التضخم في أسعار المواد الأولية وأسعار وقود الاستهلاك وتكاليف التشغيل!
ولأن الحقيقة تحتاج من يفتش عنها ومن يغامر في دس أنفه بين الجحور التي تختبئ فيها، فإن الأمر أيضاً ينسحب على البقية.. فالواقع الذي نعايشه هو حقاً «طبخة الأسعار الجديدة»، وعملية «تكالب» على المستهلك البسيط والحقيقي، وجزء كبير من ظاهرة التضخم مفتعلة، ومسمار جحا، حجة يراد بها باطل.
7. 1 مليار درهم هي حصيلة أرباح تتحقق على حساب موت أحلام البسطاء. ومصانع الإسمنت ليست وحدها من «نهش» هذه الأرباح من جيوب المضطرين والمحتاجين لتأمين استقرارهم، بل من يقرأ ويتابع أخبار الشركات ويتأمل الحراك الاقتصادي في البلد يدرك أنه لا يوجد خاسر ولا يوجد من هو دون الأرباح الكبيرة.. الكل رابح ونجاح الاستثمار والمستثمرين لا يحده حد. ولو كان هناك حقاً ما يقال عن العصف الذي يحدث في الأسعار العالمية وتأثرنا به تأثراً مباشر لكنا وجدنا من يندب حظوظه.. الجميع رابح، لا وجود لخاسر إلا «نحن» المستهلكين.
أرباح مصانع الإسمنت «فضيحة»، تختبئ تحت ركامها فضائح أخرى. هناك أصوات نادت وغيرها مازالت تنادي بضرورة أن تتبنى الحكومة تأسيس شركات ومصانع وطنية مدعومة تقدم خدماتها ومنتجاتها بأسعار وأرباح معقولة ومنطقية، ويتم من خلالها دعم الاقتصاد الوطني لكون هذه المصانع وهذه الشركات ستدخل في بنية التنمية بأشكالها المختلفة.. والمثل الدارج يقول «ما يحك اضهيرك إلا اظفيرك».
البيــــــــــان
الله المستعان
والله ريـــال يال الحليان إنك كشفت هذي الحقيقة المرة .. الله يعينك عاد .. بتستوي مكروه من كل تاجر يتاجر بالظام والتعدي بغير حق على أقوات الناس وحاجياتهم الأساسية من مسكن ومأكل ومشرب وغيره..
والشكر للناقل الأخ كيبورد أيضاً