فريج·· وطيور الظلام (1)
فجأة ظهرت ”خفافيش الظلام” من وسط الركام لتلقي على مسامعنا الفتاوى باسم الدين وتتدخل فيما لا يعنيها وتنصب نفسها أوصياء على المجتمع·· فجأة وبدون سابق إنذار، ظهر بعض القابعين في غياهب الظلام والجهل، ليمارسوا هوايتهم في اتهام الآخرين بالخروج عن الدين وعن العقيدة والملة والعياذ بالله·· فجأة ظهر البعض ممن لاهَمَّ لهم سوى ملاحقة أي فكر أو إبداع أو عمل فني أو أدبي أو روائي أو كتابي، ليلحقوا بأصحابها الاتهامات المعلبة في جعبتهم·· فجأة يريد هؤلاء إلقاء الرعب في قلوبنا وترهيب المجتمع عن طريق توجيه اتهامات باطلة بالخروج عن المألوف وعن العقيدة والمسلك الديني·· فجأة، وبعد فترة من الاختفاء والاختباء، ظهروا حاملين العصي والخيزران والسياط ليهددوا بها صاحب فكر إبداعي وعمل فني ناجح بكل المقاييس··
الذين يتدخلون باسم الدين فيما لا يعنيهم ويهاجمون أي عمل فني أو إبداعي لأنهم يجهلون طبيعته ويرمون أصحابه باتهامات باطلة أخطرها الخروج عن الأعراف والتقاليد والتعليمات الدينية، يتحولون إلى أداة هدم تعيق أي إنجاز أو إبداع·· وليتهم يصمتون عند هذا الحد، لكان المجتمع بعيداً عن شرورهم، ولكنهم مع الأسف يجدون ألف طريقة لتوجيه اتهامات باطلة وترويج أكاذيب وإثارة الأحقاد والضغينة، ليعطوا لأنفسهم حقاً لا يملكونه في محاسبة الآخرين والطعن في سلوكيات أفراد المجتمع وفي أخلاقيات أفراده، وكأنهم يحملون تفويضاً إلهيّاً للبطش بالآخرين!
هذه المرة لم يجد القابعون في الظلام شيئاً ينتقدوه سوى أحد أهم الأعمال الفنية والإبداعية المحلية الناجحة·· مسلسل ”فريج” الذي يعتبر بحق إنجازاً يسجل ليس فقط للقائمين عليه بل لدولة الإمارات·· أنا لا أعرف الشاب الإماراتي المبدع محمد سعيد حارب معرفة شخصية، ولكني أفتخر بأنه ابن الإمارات الذي استطاع تحقيق إنجاز محلي امتدت شهرته وسمعته إلى خارج الوطن ليتحدث عنه القاصي قبل الداني، ويتحول إلى عمل فني مبدع ومبتكر على مستوى الشرق الأوسط··
وهو أيضاً عمل فريد من نوعه، لأنه أول عمل فني في شكل مسلسل كرتوني ثلاثي الأبعاد في منطقة الشرق الأوسط·· وهو عمل ظهر إلى النور لأول مرة على صفحات كتاب جامعي عام ،1998 قبل أن يتحول إلى حقيقة وإلى إنجاز كبير وعمل فني تتجمع فيه كل صفات الإبداع والعبقرية عام 2003 بعد أن تبنته مدينة دبي للإعلام·· لقد كان هذا العمل مجرد حلم تحول إلى حقيقة بفضل عبقرية القائمين عليه وعبقرية أولئك الذين اقتنعوا به كفكرة وكعمل إبداعي صنع سمعة لدولة الإمارات في مجال كان حتى وقت قريب من المحرمات التي لا يقترب منها أي مواطن إلا فيما ندر·· وغداً لنا وقفة مع الذين أقحمــــوا الديـــــن في انتقــــادهم للحلقة الثانيــة عشرة من مسلسل ”فريج”··
فريج وطيور الظلام (2)
في الحلقة الثانية عشرة من مسلسل ”فريج” الكارتوني التي بثت قبل أيام عبر قناتي دبي وسما دبي، تعرضت كاتبة السيناريو نجلاء الشحي بشكل ساخر وفي صورة حوار كوميدي راق بعيداً عن الإسفاف والإساءة والتجريح، إلى قضية اجتماعية مهمة جداً، هي تدخل كل من هب ودب في مسألة الإفتاء في كل شيء، بدءاً من تعليم الفتاة وخروج المرأة للعلم وانتهاء بارتداء الحجاب والنقاب وغيرها من الأمور الدينية التي أصبحت متاحة لأي شخص للإفتاء فيها·· ولم تكن الحلقة مخالفة لأي عرف أوتقليد اجتماعي ولم توجه أية إساءة إلى الدين ولا العقيدة، بل انتقدت ظاهرة سلبية انتقدناها جميعاً في كتاباتنا دون أن تثير تلك الانتقادات أية جهة··
فالقصد من هذه الحلقة كان إدانة التشدد عبر إطلاق فتاوى مثيرة للضحك تطلقها شخصية ”أم خماس” التي أصبحت في قلوب كل أفراد المجتمع الإماراتي تقريباً·· ولكن الذين لا يعجبهم أي شيء، أرادوا إثارة الناس على أصحاب المسلسل، فلم يجدوا اتهاماً سوى الاتهام الجاهز وهو المساس بأمور الدين والعقيدة·· وهذا اتهام باطل·· ولكن يبدو أن ”خفافيش الظلام” تريد أن تخرج مرة أخرى من أوكارها لتتحول إلى غول يلتهم كل من لا يتفق معها في الرأي·· وهؤلاء يستغلون الدين والنصوص أبشع استغلال لبسط سطوتهم باسم الدين على أي عمل فني أو إنجاز إبداعي مثل مسلسل ”فريج” الناجح محلياً وعربياً ويستعد للتنافس العالمي·· هؤلاء لا يعجبهم أي شيء جميل وناجح، فلا يجدون أسلوباً لتحطيمه وتدميره سوى اتهام القائمين عليه بالخروج عن المألوف الديني والعقائدي والعياذ بالله··
لقد كانت كاتبة السيناريو نجلاء الشحي محقة وهي تتحدث بمرارة عن الذين أثاروا شيئاً لم يكن يستحق كل هذه الضجة، ورموا الناس باتهامات باطلة·· وكانت محقة أيضاً حين أوضحت في تصريح صحفي أن السيناريو تطرق إلى قضايا اجتماعية مثل التعلق بجهل بالقنوات التي تروّج للسحر والشعوذة، وكذلك تدخل كل من ليس له أي باع في أمور الفقه بالإفتاء، وغيرها من القضايا الاجتماعية·· فلماذا يريد بعض الجهلاء مصادرة هذا الحق علينا·· ترى ما الذي يريده هؤلاء؟·· هل يريدون إعادة سطوتهم وممارسة بطشهم على المجتمع من جديد باسم الدين؟·· هل يريدون حمل العصي والخيزران ولسع ظهورنا بالسياط لقتل أي عمل إبداعي أو فكري أو أدبي؟·· هل يريدون العودة بنا إلى عصور الجاهلية الأولى؟··
المسلسل لم يخطئ، مؤلفه تطرق لموضوع اجتماعي عادي، وكاتبة السيناريو لم تتطاول ولم تسئ لأي مفهوم اجتماعي أو ديني، فلماذا كل هذه الضجة؟·· لا ندري لماذا نحن هكذا دائما؟·· نحارب أي إنجاز رائع أو عمل ناجح، خاصة إذا كان هذا العمل من إبداع عقليات إماراتية مبدعة!··
للكاتب : عبدالله رشيد .
دبابيس – جريدة الإتحاد – يومي (30-92007) (1-10-2007)
أنا بصراحة مع عبدالله رشيد! نزلت الحلقة وشفتها وبصراحة ما اشوف فيها شي. المسلسل عبارة عن نغزات في نغزات يا جماعة. مستغرب بصراحة من اللي أساؤو الفهم. حسن الظن لازم يكون عادة فينا وليس العكس.
الحلقة كان تتمصخر على اللي يخربط في الدين وفي الفتاوي وهو ما يعرف شي…………..ها الشي واضح جدا واختيار موفق لانه ها الشي كثر ها الايام. والشي الغلط كان ينقال من ام خماس والرد الصحيح موجود على طووول من ام سعيد.
الحج ثلاث مرات في السنة؟ منو ما يعرف هذي يعني؟؟؟ مثل ما قالت ام سعيد هذي ما يبالها مشيخة!
تسلم اخوي على نقل الخبر
تسلم على نقل
شكرا للنقل وانا اتفق مع عبدالله الرشيد…
رجل الدين حاله كحال اي شخص مسؤول ولا يوجد مانع من نقده حسب رايي…هناك الكثير من الاجتهادات والاراء بحاجة الي مراجعة …كما يجب تجديد الخطاب الديني…نحن نمر بنفس مرحلة العصور الوسطى في اوروبا اما ان ننطلق او نعيش على الماضي…
تسلم اخوي على نقل الخبر
لاهنت