خفف الوطئ ما أظن أديم الأرض ….. إلا مـــن هـذه الأجســـاد
وقـبـيـح بـنـا وان قــدم الـعـهـد ….. هــوان الآبـــاء والأجـــداد
حين قالها المعري لم يدر في خلده أنني أنا وأنت وكل من يقرأ هذه الأبيات الآن حين نقرأها سيكون هو من أديم الأرض التي نمشي عليها ….
ولربما سبقنا في هذه الجملة أقوام آخرون كانوا بين عهدنا وعهد المعري تعجبوا من حال الدنيا … فصاروا إلى ما صار إليه المعري ….
وسيأتي أقوام آخرون بعدنا يقولون مثل هذه المقولة ويكون حالنا يومها كحال المعري اليوم …. وحال القوم الذين كانوا بيننا وبين المعري … ” أديم الأرض ” …
فلسفة غريبة ….
ولكنها صحيحة …..
نمشي على هذه الدنيا كما تمشي الكواكب في السماء …. تمر على مواقع لن تمر عليها مرة أخرى …. وتغيب وتأتي كواكب أخرى …..
في الذاهبين الأوليــن من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارد الموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضيين ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
فأين قس اليوم؟؟؟
بل من الأفضل أن نقول … أين أنا بعد مائة عام؟
سؤال ينبغي العناية بجوابه
دمتم بخير …
ورحم الله شوقي القائل …
دقات قلب المرء قائلة .. إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكر للإنسان عمر ثاني
تسلم على التعليق اخوي …
اخي الكريم بارك الله فيك
يقول الله عز وجل في سورة الواقعه
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)
لم يقسم الله سبحانه بالنجوم وانما بمواقعها
لاننا نرى نجما ولكن في حقيقة الامر هو قد ترك المكان ورحل منذ عشرات السنين لكن نوره وصل الينا الان فحسبناه نجما في كبد السماء
ولعمري ان الانسان مثل النجم..سيرحل ولن يبقى الا كلامه وفعله هذا ان كان له عمل صالح يذكر له
فسبحان الله ..سنريهم اياتنا في الافق وفي انفسهم حتى يبين لهم انه الحق
الروعة في تشريفك للموضوع اختي الكريمة …