اتباع القواعد الصحية يمنع معاودته فيروس إنفلونزا الخنازير قد يهاجم المصاب بعد شفائهالاثنين ,26/10/2009 الشارقة – جيهان شعيب:
عندما فرض مرض انفلونزا الخنازير ظلاله المخيفة في الأجواء لتداعياته المؤسفة التي يؤدي اليها حال الإصابة به، كانت هناك مجموعة من التساؤلات الحائرة في الأذهان حوله، والتي توارت نسبياً خلف الأحاديث الدائرة عن هذا الفيروس القاتل إن لم يتم اكتشافه مبكراً، وعلاجه فورياً، حيث لم يتم البحث عن إجابات لها، ومن ذلك هل يمكن أن يعاود هذا المرض من أصيب به سابقاً وعولج منه؟ وهل يمكن أن يستهدف بشكل خاص في هذه الحالة صغار السن وضعاف المناعة والحوامل وأصحاب الأمراض التنفسية؟ وهل ينجح العلاج الذي تداوى به من أصيب بالمرض قبلاً في شفائه ثانية منه، أم يتطلب الأمر علاجاً مغايراً؟ وأيضاً هل يمكن للمصاب قبلاً أن يعالج نفسه بنفسه إذا شعر بأعراض المرض مرة أخرى؟ هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على طاولة الأطباء فقالوا التالي:
د . مصطفى الطاهر اخصائي الأنف والأذن والحنجرة قال: الفيروس يتشكل من بلد إلى آخر، ومن جيل إلى جيل، وكل فيروس من هؤلاء يأخذ شكلاً وتأثيراً مختلفاً في كل مرة يتعرض فيها الفرد للإصابة به، فهناك أكثر من 5 آلاف نوع من الفيروسات منتشرة في العالم، تتغير كما أسلفنا القول في الشكل والتأثير، لذا فليس هنالك إصابة بالفيروس ذاته في كل مرة، لأن الفيروسات تتشكل في تركيبتها، وتختلف الأعراض المصاحبة لها، أيضاً ليس هنالك دواء معين للقضاء على أي فيروس، لأن الأدوية الكيماوية لا تستطيع القضاء على الفيروس حين مطاردتها له، حيث يختبئ داخل الخلايا، فيما يمكن فقط تناول الأدوية المسكنة للأعراض كخافض للحرارة، والأدوية الأخرى القابضة لسيلان الأنف، والمهدئة للسعال، والطاردة للبلغم، مع الإكثار من شرب السوائل، وتناول فيتامين سي، والابتعاد عن التجمعات .
وأضاف: أما بالنسبة للأمصال فتصنع في بلاد معينة، وفي أوقات ما، ولفيروسات محددة، لذا فلا يمكن أن تعمم على بلدان العالم بشكل دوري ثابت لاختلاف الفيروسات في هيئاتها وتأثيرها، فيما قد تتشابه أعراض فيروسات الانفلونزا إلى حد كبير، عدا بعض الأعراض الشرسة لفيروس انفلونزا الخنازير، والتي منها احمرار العينين، والاسهال والتقيؤ، ووجع الرأس الشديد، والآلام المبرحة في الجسم، وغيرها والتي تستفرد بذوي المقاومة والمناعة الضعيفة .
أما د . ليلى البحري طبيبة الأطفال فقد أكدت إمكانية تكرار الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير، ولكن بشكل اخف في المرة الثانية عن الأولى، حيث قد تكون قد تكونت مناعة في الجسم ضد الفيروس .
وقالت: حين الإصابة ثانية بفيروس انفلونزا الخنازير، قد لا تظهر لدى المصاب أعراض سريرية تدعو إلى عزله، إلا أنه يجب في كل الأحوال عدم اختلاطه بالآخرين تجنباً لنقل العدوى لهم، أما أكثر من قد يعاودهم المرض بقوة، وبوطأة أشد من غيرهم فهم ضعاف المناعة خاصة كبار السن، والحوامل، والأطفال خاصة من هم دون الخمسة أشهر، وأيضاً من يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي .
وأضافت: بالنسبة للعلاج، فنأمل أن يكون ذاته إذا عاود المرض المصاب به قبلاً، لكن الخشية تكمن في سرعة تغيير الفيروس لنفسه، بمعنى أنه يصبح مقاوماً للدواء الذي قد يكثر استعماله في غير موضعه أحياناً، بما يؤدي إلى ضعف تأثيره، وأيضاً يخشى من أن يحدث الفيروس طفرة جديدة تجعله مقاوماً للأدوية المستعملة حالياً .
ولتجنب تعرض من شفي من انفلونزا الخنازير من الإصابة بها ثانية، تنصح د . البحري بوجوب تناوله الطعام الصحي، والنوم لفترة كافية، واتباع القواعد الصحية العامة من تجنب ملامسة الوجه والعين والأشياء التي تنقل العدوى، والإكثار من استخدام الماء والصابون، لأن الفيروس يموت بهما، وعلى الآباء نصح أطفالهم بذلك، مع إبقاء المصابين منهم بالرشح أو الانفلونزا العادية في البيت، وتنبيههم إلى استخدام المحارم الورقية، والتخلص منها عقب ذلك، والاسراع بغسل اليدين بالماء والصابون على الفور، أو استعمال المطهرات اليدوية .
ومن ناحيته قال الدكتور ناصر البيه استشاري أمراض النساء: يرجح عدم حدوث الإصابة مرة أخرى لأن غالبية الأمراض الفيروسية تكون مناعة لدى المصاب مما يمكنه من التغلب على الميكروب حال معاودته الدخول مرة أخرى إلى الجسم، ولكن لابد من الانتباه إلى أن بعض الفيروسات ومنها انفلونزا الخنازير قد تتحور مما يغير من تركيبتها، وبالتالي يكسبها القدرة على إعادة إصابة الفرد بها . وأهاب بالحوامل تحديداً الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وتجنب التواجد في مكان يشتبه في وجود مصاب بالانفلونزا حتى العادية فيه، والمداومة كل ساعتين على غسل اليدين، والالتزام باستعمال المحارم الورقية باستمرار والتخلص منها على الفور