سأكتب المقال ببطء لعلمي أن البعض لا يستطيع القراءة بسرعة!
يعتبر سوق الأسهم المكان المثالي لمشاهدة أشخاص لم تمتد إليهم يد الحلاق لتغير من شكلهم –الهيبيز-، كذلك هو أفضل مكان لسماع البيت الشهير الذي أبلاه كثرة الإستخدام على ألسنه الشحاذين : ما كل ما يتمنى المرء……إلخ إلخ !
أي قاعة رعب هذه ! لأول مره في حياتي أشعر بذلك الإحساس الذي يسمونه –الهلع-، ففي السوق شاهدت أنواع بشرية وجوهها مصفرة معلولة وبلا ملامح، جميعها تصببت يأساً، فسقوط المؤشر العام أشد أثراً على نفوسهم من سقوط روما.
من هؤلاء المتداولين –توفيق– صاحب الباع الطويل في البورصة، فخبرته في مجال الأسهم أطول وأعرض من الباقين، ومع هذا لم يسلم من الخسارة أثناء الأزمة، حينها رأى أنه من –الحكمة- أن ينتحر، فأخبرته ولا أخفي عليكم فالصراحة محمودة أنه من –الحكمة- أيضاً أن لا يؤجل الموضوع!!
دعوا عنكم مقدار الوقت الذي أضعته لإقناعه بسرعة تنفيذ قراره، لكنه ظل يماطل وينقلني بين الأمل واليأس واعدا تنفيذه بعد كأس العالم!!
هناك أيضا –أمجد– القادر على حمل بطيختين بيد واحدة، كانت إفرازات غدد الطمع تزداد نشاطا مع دخوله قاعة التداول فما أن يقول السلام عليكم حتى يرد عليه واحد أو اثنان فقط ممن يخشون غضب الله وبقرف: وعليكم !
طقوس غريبة يعتنقها أمجد فما أن تهبط الأسهم قليلا حتى يأخذ مكانه بوسط القاعة ويصدح بموال –الأوف – ويركع بعدها طالبا الصفح من أحد -الهوامير- المتواجدين بالقاعة قائلا كلمة لا يخجل قائلها من ترديدها –سامحني-، ليتنهد بعدها في حرقة وليعلم الجميع بأنه قد خسر كل شيء!
سمعتُ صرخة انخلعت لها مصاريع النوافذ واصطكت الأبواب وجاوب الباقين الصراخ بالصراخ، فقد أغمي على إحدي -الأخوات المتداولات- التي شوهدت وهي تعض –الكيبورد- وتصرخ وتمزق وجهها بأظفارها مما سبب الهلع في الصالة، لم تفق من إغمائها إلا مع صعود السوق لتخرج بعدها ساخطة مذهولة زاحفة -كالفقمة تماما-!!
لا داعي للإطالة أصلا، فالذين سيعلمون بموتك عزيزي المتداول قله تعد على أصابع القدمين، أما الذين سيقرؤون الفاتحة منهم عليك فقله تعد على أصابع اليد الواحدة !
ودمتم

10 thoughts on “في الحياة دموع

  1. غربية ,, هذه المرة التي لم تذكر بها عمــــك (الشاهبندر) صاحب الباع والذراع في الاسهم

    مميز كعادتك اخي العزيز

  2. هههههههههههههههههه حلوة يا توفيق

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

Comments are closed.