السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته

أحبتنا في الله ،، هاهي شمس اليوم الثاني والعشرين من رمضان قد اشرقت ،، وانبعثت نسماتها مع عبير دعوات الصالحين ،،

تأملت اليوم حال امتنا فإذا هي اما غارقة في دماء المستضعفين او وحل الشهوات والملذات !

تذكرت بقاعا من الأرض من أراضي الاسلام ،، سنينهم أضحت جوعا وعطشا فاذا رمضان لم يضفي عندهم اي معنى للامتناع عن المأكل والمشرب لانهم “اعتادوا” الامتناع .. !

تذكرت اخوانــا لنا لا زالوا في لجج المخاوف أيصبحون وهم أحيـاء يرزقون ،، أم انهم ممكن طوتهم صفحات الزمان فلا بواكي لهم ،، !

تذكرت أطفالا جيـاعا ،، حرموا من لذة الخبز ،، ومن العيش في كنف الوالدين ،، فإذا الهموم تكالبت عليهم من كل حدب وصوب ،،

تذكرت أمهاتٍ ،، احرقت الدمعات اعينهن ،، وزاد ظلام الليل حزنهن ،، وحيدات لا يعلم ما بقلوبهن الا من فطرها ،، فاذا دعاؤهن ،، يارب اجبرنا ،، يـارب من لنا سواك ،، يارب احفظنــا ومن بقي أهلنـا ،،

تذكرت أرواحا زهقت ،، ولا ذنب لهــا ،،، الا ان تقول ربي الله !!

ذكريـات بلون الدمــاء ،، اورثت في قلـب وجعـا ،، وألمــا ،، وآه ،،

احبتي ،، فلنكن معهم ،، بما نستطيع ،، وأقل ما نستطيع الدعـــاء ،،

وهذه أيــام استجابة الدعــوات ،، فلا تنســوا اخوانكم من صادق دعائكم ،، ولا طيب مـالكم ،،
——————————————–

ذَاوٍ يُلَملِمُه الهُزَالْ

مُحْدَوْدِبٌ يحْبو بـآخرِ عُمره تَعَبَاً

كَما قَدْ دَبَّ مُنحنيَاً –لِيطْويَ رحْلةَ الشَهْرِ- الهِلالْ

مَضغَتْه أضْرَاسُ السِنيْنِ

فمَجَّـه عَزْمُ الشَبَابِ إلى احتِضَاراتِ الكَلالْ

هوَ طَاعِنٌ في القَهْرِ

شَرَّدهُ طِعَانُ بنيْهِ نحْوَ مُخيَّماتِ الفَقْرِ

بِئْسَ الإِخْوَةُ استَعرَتْ مَخَالبُهمْ ففرَّقَ بيْنهُم شَبَحُ القِتَالْ

ومَصُوْنةٌ..

هتَكَ الهَجِيْرُ جَمالَها

فأَحالَها عُوْدَاً يخاصِرُه الزَوَالْ

زَرع الأَسى في مُقلَتيْها بِذْرَهُ

و رَوَتْهُ غَيْماتُ التبَاريْحِ الثِقَالْ

تَجْثو علَى رُكَبِ المآسِي..

تَحْتَسِيْ كَأسَاً منَ اليَأْسِ الزُعَاف مِزَاجُها وَهْمٌ و آلْ

عَقِمَتْ سَعادتُها..

وأَنجبَ ضِيْقُها نَسْلاً منَ الحَسَراتِ

كَفَّنتِ ابتسَامتَها بِأَكْفَانِ المُحَالْ

في حِضْنِهَا طِفْلٌ تلوَّح شَاحِبَاً

غَاضَتْ نضَارَتُه .. فجَفَّ بِتُرْبِه عُشْبُ الجَمَالْ

حَاكَتْ جَدَائِلَ شَعْرِهَا مِنْ فَوْقهِ بُرْدَاً ..

كَسَـته بِـهِ رِدَاءً منْ ظِلالْ

وأبــوْهُ ..

تُوْثقهُ الهُمـومُ العَجْزُ

تُدْمِيْ صَدْرَه المُعْتَلَّ حَسْرَاتٌ / نِصَالْ

حَدَّتْ نوَاظِرُه

فأَرْخَتْ فوْقَ وجْهِ الصُبْحِ أَسْتَارَاً .. تُفصِّلُها الليَالْ

قلَبتْ له الدُنْيا المِجَنَّ فأنهَكَته نَوائبَاً

وتَكَالبتْ مِنْ حَوْلِ قَصْعَةِ ما تبَقَّى منْهُ أنيَابُ النَـكَالْ

مُسْتَقبِلاً ظَهْرَ السَمَاءِ بصَدرهِ

ويَضُمُّ هَيْكَلَ ظَهْرِهِ صَدْرُ الرِمَالْ

يَبْكِي فتَحْقِنُ دَمْعَهُ كَفُّ التُرابِ

فَلا يَغِيْضُ ..

فتُرْبةُ الأَحْرَارِ تَرْفُضُ أنْ يـبُلَّ جَفافَها دَمْعُ الرِجَالْ

***

“صَمْتٌ”

نَزيْفُ إجابَةٍ سَالَتْ علَى شَفةِ الهَزيْـمَةِ

بَعْدمَا فَزَّتْ علَى شَفَةِ التَفرُّقِ بَيْننَا مِزَقُ السُؤالْ

يَا كَيْفَ نترُُكُهمْ.. وقَدْ دبَّتْ بِهمْ رُوح الهَلاكِ

وحَمْحَمَتْ في سَاحِهِمْ خَيْلُ المِحَالْ؟!

يَا كَيْف ينهَشُهمْ سُعَارُ الحَرِّ..

بَيْنَا يسْتَريْحُ بُغَاتُنَا ما بيْن أَرْيَاشِ الرِئَالْ؟!

يَا كَيْفَ ..

والعَطَشُ الطَوِيْلُ يَعبُّهم

ونَعُبُّ مِلءَ بُطوننِا النِفْطَ المُسَالْ؟!

يَا كَيْف نُنـكِرُهم ..

و كَفُّ المَوْتِ ذَرَّتْ بذْرَها فِيهمْ

ومِنجَلُه توَلَّى مِنْهمُ جَمْعَ الغِلالْ؟!

***

يَا كِذْبةَ الدَمِ فَوقَ قُمْصانِ اللجوْءِ

ويوسفُ المَغدوْرُ يغرَقُ في غَيابةِ جُـ ..ـرحِه

الـمُرِّ العُضَالْ

وتمرُّ قافِلةٌ فتدْلِي دلوَهَا..

والدَلوُ.. مؤْتَمرٌ تجمَّع فِيه نَسْلُ أَبي رُغَالْ

عَجَبَاً..

تَهاوَتْ كُلُّ أَرْكَانِ الحقيْقَة في العُقولِ

وشِيْدَ صَرْحُ البُغْضِ في زمَنِ الضَلالْ

وتأَرْجحَ المِيزانُ في كَفِّ العَدالَةِ

فاعْتلَتهُ يــدُ الطُغَامِ وأثقَلتْهُ بِحُكْمِهَا جوْرَاً..

.. فَمَالْ

فتَكَتْ بِنا الأَحْقَادُ

فاحْترَقتْ جُذوْرُ الحُبِّ في أرْوَاحِنَا

وتسَاقطَتْ أوْرَاقُنا الخَضْراءُ عَنْ غُصْنِ الوِصَالْ

رَمَدٌ ضَمائِرُنـا ..

كـ مَن هُو مُغْمِضٌ عَينْيه ليسَ يرَى بَريْـقَ الشَمْسِ

لكِنْ..

يَصْطَلي بسَعيْرِهَا وَقْتَ الزَوَالْ

***

ربَّاهُ لُطْفكَ..!!

كَمْ تعَذَّب لاجِئٌ في رِحلَةِ التَشْريدِ..

فاتَّجَرَ الطُغَاةُ بـجُرْحِهِ

وتقَاسَمَ الأَرْباحَ “أصْحَابُ الشِمَالْ”

القصيدة للشاعر / محمد غطاشة

9 thoughts on “في غَـيابـةِ الجُـ .. ـرْح !

  1. أطفال بغداد يصرخون..

    يأتي إلينا الموت في الّلعب الصغيرة

    في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار

    تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ..

    لا يبقى منها لنا ..جدار

    عار..على زمن الحضارة..أيّ عار

    من خلف آلاف الحدود..

    يطلّ صاروخ لقيط الوجه..

    لم يعرف له أبداً مدار

    ويصيح فينا: “أين أسلحة الدمار؟؟”

    هل بعد موت الضحكة العذراء فينا..

    سوف يأتينا النهار

    الطائرات تسد عين الشمس..

    والأحلام في دمنا انتحار

    فبأيّ حق تهدمون بيوتنا

    وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة..

    وتنفث سيل نار

    تمضي بنا الأيام في بغداد

    من جوع..إلى جوع….ومن ظمأ..إلى ظمأ

    وجه الكون جوع..أو حصار

    يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن الحقير

    في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار

    نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار

    هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار

    هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟!

    هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟!

    هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟!

    أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار

    الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار

    ما زلت تسأل: “أين أسلحة الدمار.؟”

    أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون

    كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك

    قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك

    بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي

    والصغار على الملاعب يسقطون

    بالأمس كانوا هنا..

    كالحمائم في الفضاء يحلقون

    فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا

    يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا

    غابت شموس الحق .. والعدل اختفى

    مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن “النذالة” ما وفى

    مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى..

    بغداد يا بلد الرشيد..

    يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد

    بين ارتحال الليل و الصبح المجنح

    لحظتان .. موت و عيد

    مابين أشلاء الشهيد يهتز

    عرش الكون في صوت الوليد

    ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل

    لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل

    طفل صغير..ذاب عشقا في العراق

    كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ..

    بعض الشعر والأوراق

    حصالة فيها قروش..من بقايا العيد..

    دمع جامد يخفيه في الأحداق

    عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد..

    وانساب مثل الضوء في الأعماق

    يتعانق الطفل الصغير مع التراب..

    يطول بينهما العناق

    خيط من الدم الغزير يسيل من فمه..

    يذوب الصوت في دمه المراق

    تخبو الملامح..كل شيء في الوجود

    يصيح في ألم : فراق

    والطفل يهمس في آسى:

    اشتاق يا بغداد تمرك في فمي..

    من قال إن النفط أغلى من دمي

    بغداد لا .. لا تتألمي..

    مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي

    فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي

    مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي

    ولتنثري في ماء دجلة أعظمي

    فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي

    الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ

    بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي

    من قال إن النفط أغلى من دمي؟!

  2. والله العظيم البارحه داش المنتدى واتسائل اقوول وين هالبنت ؟!!

    عدتِ والعوود احمد .. بندعيلهم بأذن الله ولج بمثله (=

  3. ان الذكرى تنفع المؤمنين

    هذا هو حال امتنا

    سلمت يمناك اختي ساريه

    سلّمك الله اخي القنــاص ولا أهمّك ،،

    دمتَ لأمتــك ،،

Comments are closed.