طفل في القمامة وآخر.. للبيع
اضطر والد (س) أن يبيع إحدى بقرات العائلة ليدفع ثمنها إلى الشركة التي ستؤمن عملاً لابنته في أحد البيوت لذا عندما سافرت (س) إلى وجهتها للعمل كخادمة أوصاها والدها كثيراً أن تهتم بنفسها وأن تجمع أكبر قدر ممكن من المال وترسله له حتى يشتري بقرة غير تلك التي باعها فهو يعتقد أنه إن لم يفعل ذلك فإن الإله سيغضب عليه. حفظت (س) وصية والدها عن ظهر قلب لذا كانت تجمع المال من أي مصدر ممكن من أجل شراء البقرة.
خلوة حميمية
كانت (س) فتاة ملتزمة وحريصة كل الحرص على أن تكون كذلك فرغم أن السائق الذي يعمل لدى الأسرة التي تعمل عندها هي أيضاً حاول أن يظهر لها مشاعره الحميمية أكثر من مرة إلا أنها رفضت تلك المحاولات. في أحد الأيام بينما كانت (س) تقلي السمك وقعت كمية من الزيت الساخن على قدميها، بدأت المرأة في الصراخ لكن أحداً لم يكن في البيت سوى السائق، فصاحب البيت كان في مكتبه وزوجته في المدرسة التي تعمل فيها، والأولاد كل في مدرسته.
حمل السائق (س) واندفع بها نحو المستشفى حيث تم حجزها لأكثر من أسبوع لأن جروحها من الدرجة الثانية. خلال تلك المدة التي قضتها في المستشفى كان السائق يتردد عليها ويحضر لها الطعام. بدأت (س) تشعر بالطمأنينة وبشيء من الحب تجاه السائق فقد أنقذ حياتها وها هو يهتم بها ويحضر لها الطعام كل يوم. عندما عادت (س) إلى بيت مخدومها أخذت تغير من تصرفاتها تجاه السائق وشيئاً فشيئاً نشبت بينهما قصة حب عنيفة لا تختلف كثيراً عن قصص الحب التي نراها في أفلام بلادهما.
تحت هذا الاندفاع العاطفي لم تمانع (س) من تسليم نفسها للسائق الذي كان يختلي بها في غرفته في الصباح فقد كان البيت خالياً من أصحابه وليس فيه سوى هو وهي. لم يلحظ أحد من أفراد البيت هذه العلاقة، إذ انهم لا يعتقدون بأن الأمور ستصل إلى ما وصلت إليه.
الإحساس بالحمل
أحست (س) بأنها حامل حيث بدأ الجنين يتحرك في أحشائها وهنا أخبرت السائق وطلبت منه ان يساعدها على الخلاص من الجنين. فكر الرجل طويلاً لكنه لم يجد حلاً فهو يعرف جيداً بأنه، من المستحيل أن يجد مستشفى أو عيادة خاصة لإجراء عملية الإجهاض. بدأت (س) تضيق بنفسها وبملابسها، وبدأت الأيام تمر ثقيلة عليها وهي ترى بطنها تكبر يوماً بعد يوم.
خافت (س) أن ينكشف أمرها لذا بدأت في ارتداء ملابس فضفاضة كما أخذت تقضي أكبر عدد من الساعات في المطبخ بعيدة عن أعين أصحاب البيت. في إحدى الليالي شعر (س) بالمخاض حاولت أن تصرخ من الألم لكنها كانت تعرف بأن أي صرخة ستوقظ أهل البيت فينكشف أمرها وستقع في المحظور حيث سينتهي بها المطاف في مركز الشرطة ثم إلى السجن.
لكن الآلام كانت قوية إلا أن خوفها من الفضيحة كان أقوى وأخيراً أنجبت طفلاً متكاملا في أعضائه وشكله رغم أن عمره كان سبعة أشهر. أخذت (س) الطفل ووضعته في قطعة من القماش وبعد أن لملمت ثيابها الملطخة بالدماء أرضعت الطفل حتى شعرت بأنه قد شبع ثم تسللت إلى غرفة السائق ووضعته عنده باعتبار أن أحداً من أهل البيت لا يدخل غرفته بعكس غرفتها التي يدخلها كل أفراد البيت خاصة السيدة صاحبة البيت.
لم تدر (س) كيف جاء الصباح فقد كانت مرتبكة وخائفة ومتعبة وخائرة القوى فهي لا تستطيع ان تتحرك فكيف تستطيع ان تحضر طعام الإفطار للجميع والساندويشات للأولاد قبل أن يذهبوا إلى مدارسهم، وغير ذلك من الطلبات التي لا تنتهي.
لكن كل هذه الأمور أصبحت لا شيء مقابل عدم كشف حقيقتها، ما كاد صاحب البيت وزوجته يذهبان إلى عمليهما وكذلك السائق حيث أخذ الأولاد إلى مدارسهم حتى اندفعت (س) إلى ابنها تضمه إلى صدرها وتقبله وترضعه. عاد السائق سريعاً إلى البيت حيث اتفق هو و (س) بأن يتخلصا من الطفل، كانت الخطة أن تقوم (س) بإرضاعه حتى الإشباع ثم تلقيه في القمامة حيث تأتي سيارة البلدية كل صباح فتقوم بسحقه مع القمامة التي تسحقها في مكبس السيارة.
في ساعة متأخرة من الليل تسللت (س) إلى غرفة السائق حيث أرضعت الطفل وألبسته أكثر من قطة ثم وضعته في كرتونة تلفزيون (21) بوصة، فقد تصادف أن العائلة التي تعمل عندها (س) اشترت في ذات اليوم الذي ولد فيه الطفل تلفزوينا (21) بوصة، ثم قامت بوضع الكرتونية داخل مقلب القمامة، فقد كانت متأكدة بأن سيارة البلدية عندما تقترب من مقلب القمامة تقوم برفعه وإلقائه داخل حجرة فيها شفرات قوية وحادة تقوم بتقطيع كل شيء حتى الحديد ثم يقوم المكبس الذي في السيارة بالباقي.
اعطني عمراً
يقول المثل «اعطني عمراً والقني في البحر» وكذلك كان حال الطفل حيث إن (س) لا تعرف بأن هناك أشخاصاً من الجنسية الآسيوية يأتون في الصباح الباكر إلى مقالب القمامة قبل أن تأتي سيارة البلدية ويجمعون علب الكرتون ويأخذونها لبيعها إلى المصنع مرة أخرى لإعادة تدويرها.
وكالعادة صعد أحدهم وأخذ يبحث في مقلب القمامة عن قطع الكرتون فوجد كرتونة كبيرة، حاول الرجل أخذها لكنه وجدها ثقيلة وعندما فتحها تفاجأ بأن بداخلها طفلاً حديث الولادة، أخذ الرجل الطفل وهو لا يزال داخل الكرتونة وقام بتسليمه إلى مركز الشرطة.
أخذت الشرطة من الرجل جميع المعلومات خاصة مكان مقلب القمامة، أما الطفل فقد تم تحويله إلى المستشفى وبعد ان اطمأن الأطباء على حالته الصحية قاموا بأخذ نقطة من الدم لمعرفة الـ )خء( الخاصة به، كما تم فحص الكرتونة التي وجد فيها الطفل حيث كان عليها بصمات.
كما وجد على ملابس الطفل نقطة دم تم أخذها هي الأخرى، وهكذا أصبح لدى الشرطة معلومات كثيرة إلا أن العقبة التي كانت تخشاها الشرطة هي أن لا تكون المرأة التي وضعت الطفل من الحي الذي وجد فيه، فقد تكون من مكان آخر أو حتى من مدينة أخرى وتم إلقاؤه هناك لإبعاد الشبهة.
الشرطة تضع خطة
أشاعت الشرطة خبراً مفاده أن مرضاً خاصاً ينتشر بين الخادمات الآسيويات وتم إيصال الخبر بطريقة ما إلى كل بيت في الحي الذي وجد فيه الطفل وعليه قامت الوحدة الطبية التابعة للشرطة بالتحرك نحو الحي لأخذ عينات من دم الخادمات لمعرفة حقيقة المرض وعلاجهن.
طلبت الخادمة من السائق أن يخبر الفريق الطبي في حالة حضوره بأنه لا يوجد في البيت خادمة في الوقت الحاضر حيث إن الخادمة التي كانت في البيت انتهت إقامتها وسافرت وستأتي أخرى خلال أيام. حدث مع الفريق الطبي مثل ما خططت الخادمة لذا عندما رجع الفريق الطبي وقام بفحص الدم المأخوذ من الخادمات ومقارنته بدم الطفل لم يكن مطابقاً، وهنا شعر رجال الشرطة بأن الطفل جاء من حي بعيد وتم إلقاؤه في هذا الحي لإبعاد الشبهة.
تم التعميم على المستشفيات والعيادات الخاصة بالإبلاغ عن أية سيدة تحمل شيفرة الـ (dna) التي وجدت على ملابس الطفل، لكن شهوراً كثيرة انقضت دون أن تظهر صاحبة الشيفرة الغامضة. في أحد الأيام جاء صاحب البيت ببعض العمال ليحفروا في الساحة الخلفية مكاناً لحوض السباحة بعد إزالة القشرة الأولى من التربة ففوجئ العمال بوجود عظام طفل صغير، تم إبلاغ صاحب البيت الذي قام بدوره بإبلاغ الشرطة.
تم أخذ العظام، وتحويلها إلى المختبر حيث جاء التقرير بأن الطفل مات مخنوقاً وأن الوفاة تمت بعد ولادته بقليل وأن عمر العظام يزيد على ثلاث سنوات. بدأت الشرطة تحرياتها حيث استجوبت صاحب البيت وزوجته وعند سؤال سيدة البيت عن خادمتها أفادت بأنها تعمل معها منذ أكثر من عشر سنوات وأنها فتاة مسكينة وطيبة وأنه لا يمكن ان يكون لها أية علاقة بالطفل، خاصة وأن السيدة أكدت للضابط بأنها لم تلحظ أي شيء غير طبيعي على خادمتها.
في اليوم الثاني تم استجواب الخادمة التي أنكرت معرفتها بأي شيء عن الطفل القتيل إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل فقد أثبت المختبر الجنائي بأن الـ )خء( المستخرج من عظام الطفل مشابه لـ )خء( الذي تحمله وأن لها علاقة مباشرة بالطفل.
أخيرا انفكت عقدة لسانها حيث قالت بأنها كانت تعمل في إحدى دول جنوب شرق آسيا وأنها حملت من صديق لها وعندما جاء موعد الولادة بدأت تقلق على الطفل وعلى عملها لكن صديقها أخبرها بأن سيدة ستشتري الطفل بعد ولادته مباشرة بنحو (500) دولار وأن السيدة ستتكفل بتكاليف المستشفى الخاصة بالولادة. وأضافت بأن كل شيء تم حسب ذلك وأنها باعت الطفل بـ (500) دولار ثم أنجبت طفلاً آخر من نفس الصديق وباعته ـ (700) دولار حيث تقاسمت هي وصديقها المبلغ.
وقالت بأنها عندما حضرت إلى البيت للعمل فيه وحاولت أن تتجنب الوقوع في علاقات مع الرجال الا أنها أخيراً أحبت شاباً يعمل في إحدى البقالات القريبة من المنزل وحدث ان حملت منه وعندما بحثت عن سيدة تشتري الطفل لم تجد لذا قررت الخلاص منه حيث قامت بخنقه لأنه نزل يبكي، فخافت أن ينكشف أمرها بسبب بكائه لذا قامت بخنقه وإخفائه في جن الليل فدفنته على عجل في الحديقة الخلفية للمنزل.
وتابعت الخادمة اعترافاتها قائلة بأنها أقسمت أن لا تقيم أية علاقة مع أي رجل إلا أنها لم تتمكن من البر بقسمها حيث وقع ما وقع مع السائق وأنجبت الطفل الذي وضعته في كرتونة وألقته في مقلب القمامة على أمل أن يقوم مكبس سيارة القمامة بإنهاء حياته بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة وبالتالي تنتهي مشكلتها إلى الأبد ويختفي سرها.
هروب السائق
تمت إحالة الخادمة إلى النيابة وذهب بعض رجال الشرطة للقبض على السائق لكنهم لم يجدوه، فقد شعر السائق بأن الخادمة ستعترف عليه وسيعاقب بتهمة الزنا والمشاركة في محاولة قتل الطفل لذا هرب واختفى عند صديق له يعمل في مزرعة بعيدة. بقي السائق مختفياً عند صديقه لأكثر من خمسة أشهر تم خلالها تعميم صورته على جميع مراكز الشرطة والمخارج البرية والجوية والبحرية.
أحس السائق بأنه يعيش في سجن في تلك المزرعة النائية كما أن نقوده راحت بالنفاد وبدأ صديقه يشعره بأنه ضيف ثقيل لأنه مطارد من قبل الشرطة، لذا طلب منه ترك المزرعة والذهاب إلى أي مكان آخر حتى لا تعرف الشرطة بوجوده ويقع تحت طائلة القانون بحجة أنه يخفي ويتستر على مجرم.
لكن السائق طلب منه أن يمهله ثلاثة أيام فقط. في هذه الأثناء قام السائق بسرقة بعض الأموال من صديقه ورتب مع صديق آخر أن يستضيفه لمدة يومين أو ثلاثة حتى يسافر إلى بلاده، كان الصديق الثاني للسائق يعمل في ورشة لتصلح السيارات ويعيش مع عدد كبير من العمال من أبناء جنسيته في غرفة كبيرة في الورشة.
كان العمال في الورشة صيداً ثميناً بالنسبة للسائق فقد كان يستغل غيابهم في العمل ويبدأ في تفتيش حاجياتهم حيث وجد مبلغاً من المال مع كل عامل. ومن ضمن ما وجد جواز سفر أحدهم، في أحد الأيام قام السائق بسرقة كل المبالغ المالية التي كانت في حاجيات العمال إضافة إلى جواز سفر أحدهم، حيث قام بشراء تذكرة سفر إلى بلاده كما قام بوضع صورته مكان صورة صاحب جواز السفر.
اندفع السائق مسرعاً إلى المطار ليهرب من كل مشاكله، ويعود إلى بلاده لعله يبدأ من جديد، وقف السائق خائفاً أمام موظف الجوازات في المطار وذلك خوفاً من أن ينكشف أمره، نظر موظف المطار في الجواز ودقق فيه ثم قال للسائق تفضل، لم يصدق الرجل نفسه فقد انطلت الحيلة على رجال الشرطة وموظفي المطار، وها هو يعبر البوابة ليصل إلى الطائرة التي ستقله إلى بلاده حيث لا خوف ولا مطاردة لشرطة.
دخل السائق إلى الصالة التي سينطلق منها إلى الطائرة ورمى بنفسه على أول كرسي وجده أمامه وبدأ يفكر ماذا سيصنع عند عودته إلى بلاده، وماذا سيقول لأهله عن سبب عودته المفاجئة ومن دون مال؟ لكنه لم يعد ذلك الكثير من الاهتمام فكل ما يريده الآن هو أن يدخل إلى الطائرة لتحلق به في السماء بعيداً عن الخوف.
نظر السائق إلى ساعته وإذا برجلي أمن يقفان أمامه ويطلبان منه أن يأتي معهما من دون مقاومة أو «شوشرة» حاول السائق أن يفهمهما بأن أوراقه سليمة وكذلك جواز سفره، فلماذا يأخذانه، فرد عليه أحدهما أنت مطلوب للشرطة وجواز سفرك مزور، قال السائق بأن جوازه غير مزور وأن مسؤول الجوازات سمح له بالمرور بعد أن تأكد من صحة جواز سفره.
فرد عليه رجل الأمن قائلاً بأن موظف الجوازات عرف من الوهلة الأولى بأن جواز سفرك مزور لكنه لم يرد أن يطلب لك الشرطة حتى لا تهرب وتم مطاردتك في المطار، وهذا بدوره سيؤثر على سمعته وسمعة الشرطة لذا سمح له بعبور الحاجز دون أن يختم لك جواز سفرك، ثم أعطانا إشارة عبر الكمبيوتر الذي أمامه كي نتتبعك ونقبض عليك في مكان بعيد نسبياً عن الجمهور المتواجد في المطار تم اقتياد السائق إلى غرفة التحقيق حيث اعترف بكل ما نسب إليه.
متعة حرام عابرة تتسبب في جرائم كثيرة
نسال الله الثبات على الإيمان ، و أن يحفظنا و يحفظ بنات و نساء المسلمين من كل سوء
تسلمون عالمرور والله يوفقكم
لا حول ولا قوة الا بالله
حسبي الله ونعم الوكيل
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم