دأب صاحبنا حمود على التفكير طويلا كيف يصبح مليونيرا في سنوات معدودة وجند جهد تفكيره ليصل إلى هذا الهدف المنشود فكان فيلسوف زمانه في موضة الأسهم التى اجتاحت قطاع غير قليل من الشباب الساعين للثراء السريع !

وكون قرابة النصف مليون في أوائل سنوات الطفرة الأسهمية التي اجتاحت المنطقة بوجه عام والإمارات بصفة خاصة ، وكان مستشارا ومحللا لا يشق له غبار في سرد محاسن الأسهم وبأنها أنسب الطرق لوصول الشاب الإماراتي إلى مصافي المليونيرية كحضرته ، وكان دائما يقنع من حوله بضرورة الاتجاه في هذا المنحى لأنها من وجهة نظره طفرة يجب استغلالها أحسن استغلال .

وكانت من عباراته المشهورة وهو يضع رجلا على رجل “خالــــــــــــــي شوف طال عمرك الأسهم أنسب طريقة لك لاتحتاج جهد ولا مكدة ولاتعب بس اعرف متى تبيع واعرف متى تشتري وصدقني بسنة بتكون فوق 100 ألف درهم”.

وشاء القدر أن تتزلزل سوق الأسهم تحت ظروف مجهولة لتتضاءل النسب الربحية ليهرب صاحبنا بسحب أمواله قبل فوات الأوان والاكتفاء فقط بلاكتتابات لاكتشافه بأن هذه التحليلات ما هي إلا خزعبلات السنين التي أكل عليها الدهر وشرب وبأن المحللين ما هم إلا متنبئين قد يصيبون وقد لا يحالفهم حظ التنبؤ ليشذ عن قواعدهم التي يقنعون الناس بصدقيتها.

وتنقل بين المشاريع كثيرا حتى هداه تفكيره بمشروع يدر عليه ربح شهري ثابت ومضمون فتنقل بفكره بين معارفه ليرى أعمامه وأخواله كل منهم قد در عليه هذا المشروع أموال لابأس بها جعلهم من الأسر الميسورة ماليا فسعى بكل جهده لتجربة حظه في هذا المشروع عل وعسى يكون بادرة خير للبدء بمشاريع أخرى تجعله يدر ربحا لابأس به يكون سندا لراتبه الشهري فيدخر البعض منه للمستقبل ربما تكون هناك اكتتابات جديدة .

فهداه تفكيره وبعد مشورة زملاء مهنته توصل بأن يشتري رقم تاكسي بقرابة 150 ألف درهم إماراتي ودارت دوائر أفكاره مرة أخرى في إطار البحث عن سيارة مناسبة ليقع اختياره على سيارة كيا بقيمة 50 ألف درهم وهو يقول في ذهنه” سيارة جديدة ولو كانت كيا أفضل من كورولا مستعملة ولو كانت يابانية” ليسدد القيمة للبنك شهريا بواقع 1500 درهم واتفق مع أحد الباكستانيين على تشغيل أخاه على أساس النسبة فهو يريد ماقيمته 4000 درهم ليسدد القرض للبنك والباقي يدخره وكان هنا بداية قصته أو معاناته..

عاش صاحبنا حمود أشهره الأولى وهو مطمئن لحاله وأرباحه وأنه قد وصل إلى إيراد ثابت يعينه بعض الشيء على ضوء الإرتفاع المتنامي للسلع والبضائع والحياة بصفة عامة حتى أضحى الراتب بالكاد يكفي صاحبه في نهاية الشهر ليسد رمق سيارته للبترول ، وإن لم تعجبه الفكرة لاحقا فمئتا ألف درهم ستكون من نصيبه بمجرد بيع التاكسي وسائقه الخان إلى أي مالك جديد يبحث عن الاستثمار.

وشاءت الأقدار مرة أخرى لتخالف توقعات السيد حمود بإعلان الحكومة عن إنشاء شركة وطنية معنية بالتاكسي بأبوظبي على غرار شركة دبي للمواصلات تكون من إستراتجيتها سحب كل الأرقام من أصحابها وتعويضهم عنها بألف درهم مدى الحياة !!

ويقع هذا الخبر موقع الصاعقة ليمسك صاحبنا رأسه من هول الصدمة ويقرر بعد أن قلب الرؤى برأسه بأن الأنسب الاستثمار في التاكسي حتى إشعار آخر وهو موعد التسليم الفعلي للرقم.
فكان السيد حمود يستقبل من سائقه الذي تركه ليقوم بمهمة السائق المؤتمن على أمواله في أبو ظبي والعين وكانت حلقة الوصل بينهما هاتفه المتحرك ليخطر الأرباب بنهاية كل شهر بوضعه المبلغ بالحساب ويطمئن صاحبنا من خلال رسالة نصية قصيرة من البنك بأن المبلغ فعلا بالحساب.

وسارت المسألة على أحلى مايرام وكما خطط لها حمود في الأشهر الأربعة الأولى حتى حصل مالم يكن يتوقعه !

وسأتوقف هنا برهة .. لأكمل مسيرة السالفة في الجزء الثاني..

27 thoughts on “قصة واقعية “أرباب أنا مافي حرامي”!!

  1. السموحة مخاوين شما السالفة طويلة وتبالها سرد شوية تحملوني حتى اشحذ همم قلمي لإيصالها لبر الأمان وأعطي كل ذي حق حقه ..

    ولي يباها بالأس أم أس فاله طيب

  2. كيف لم يتم التعميم لحد الحين؟؟

    بعدين شو حركات التقطير هذي في القصة.

    طرش القصة مرة وحدة وفك عمرك وفكنا من هالانتظار

    ولا اقولك؟؟ طرشها لي على ام ام اس

  3. تكملة الجزء الثاني:

    بدأ سائق التاكسي”أفتاب خان ” يقلل من المبالغ المرسلة للأرباب السيد حَمُود في الشهر الخامس بمقدار 500 درهم ودأب على الاتصال بالأرباب يخبره بأن المصاريف قد زادت عليه وأنه سيرد هذا المبلغ المقتطع الشهر القادم فوافقه الرأي.

    فكان السيد حَمُود رحيما ًكريماً بمن حوله حتى عماله المأجورين كان يكرمهم من غدائه ويطعمهم و”يقهويهم” من “فوالة” بيته ،فكان أمر التأجيل والمسامحة من سجياته النبيلة التي جبل عليها الشباب الإماراتي الذي تربى على الأخلاق والطيبة والثقة بالآخرين .

    مر الشهر السادس بخصم 1000 درهم من المبلغ المتفق عليه، ليعاود صاحبنا السيد حَمُود الاتصال بالسائق “أفتاب ” مرة تلو الأخرى ولكنه لا يرد على الاتصالات ، حاول مجدداً فقد كان الهاتف متقلب المزاج بين عدم الرد وبين الإغلاق التام له!!

    استعاذ السيد حَمُود بالله من أن يكون قد تعرض للخديعة وهو الذي مازال يتذكر حيثيات النصب الذي تعرض له من أحد المقاولين “البتان” الذي دفع له السيد حَمُود مبلغ وقدره 60 ألف درهم إماراتي كعربون لشراء المواد الأساسية للبناء المتعلق ببيته الخاص ، ليهرب المقاول المفترض بالمبلغ بدون أن يضع لبنة واحدة لبناء أساسيات البيت ليقول له المقاول البتاني في أول مقابلة بينهما بعد السرقة: ” روووخ مافي فلووس أنت مايعطي شي وأنا في خسران واجد”!!

    يرفع السيد حَمُود الأمر للسلطات القضائية ومن ثم التنفيذية ويتابع المداولات وخلال سنتين في المحاكم المحلية ،قضت المحكمة بسجن الخان ليزوره حَمُود بالسجن ومن وراء القضبان وجد الخان في زاوية وعلامات الرضا عليه فقال له :” شوف رفيق رد فلوس مال أنا وأنا يخبر شرطة يبطل انت”.

    فرد عليه البتاني:” رووخ مافي فلوس هذا فلووس مال أنا، أنا في بجاه في بلاد يريد أكل ، وأنا مافي مشكل أكل نوم شرب هنا أنا في مرتاخ “!

    ليكتم حمود غيضه وحنقه على هذه الإجراءات التي تركت هذا الحرامي ينجو بفعلته والاكتفاء بسجنه بدلا من إجباره على رد المبالغ المسروقة إلى صاحبها الذي هو بأمس الحاجة لها ليكمل بناء مسكنه الخاص!

    وهاهو يستعيد الذاكرة خوفا من أن يكون قد وقع في نفس المطب الذي حذر منه طويلاً فكيف يلدغ من نفس الجحر مرتين، قال في نفسه لا.. لايمكن أن يكون السائق”افتاب” قد غدر به بل عله وقع في ورطة مالية وسيرد المبالغ الشهر القادم وحاول تناسي الموضوع ، وماأن هل الشهر السابع اتصل بالسائق ليصطدم بواقع جديد فهاهو الهاتف غير مستخدم حاليا!!

    فيمسك رأسه وهو يقول في نفسه هاقد بدأنا من جديد لتبدأ رحلة التحرى والبحث عن السائق المفقود”أفتاب” ليقوم حمود بأول خطواته في هذا الإتجاه.
    اتجه إلى مركز المدينة ليقدم بلاغ على السائق” أفتاب”ومن ثم يعمم على سيارته بدعوى أنها مسروقة ليعتذر منه المركز بعدم اختصاصه بهذا الأمر ولابد له أن يتجه للمركز المختص في منطقته!!

    ذهب هناك وبعد أن كتب الموظف المسؤول المحضر ،قابل التحري الخاص ليقول له:” ابشر سيتم القبض عليه في أسرع وقت ممكن وهذا رقم هاتفي للتواصل وإذا صادفته في مكان اتصل بي ليتم القبض عليه وما يهمك قضيتك أوكلتها للشخص المناسب”.

    ليعيش صاحبنا في دوامة أخرى ، فكان كل شهر يتصل ليستفسر عن قضيته فيوصى بالصبر وأنه في الأولوية حتى فقد صاحبنا صبره بعد الأشهر الأربعة التي قضاها بالاتصال بهم!

    فقال لنفسه :سأعلم اليوم هل تم التعميم أم لا على السيارة! فيتصل على 999 ليعطي الموظف المختص رقم السيارة ويخبره بأنه قد عمم عليها ويريد الاستفسار عنها حيث لم يتم القبض على سارقها حتى لآن منذ 4 أشهر خلت!

    “فيفسكل” صاحبنا على الحاسب الآلي ليخبر حمود بمفاجأة من العيار الثقيل!!

    حيث صرح له بعدم وجود أي تعميم على هذه السيارة حتى هذه الساعة!

    فيصرخ حَمُود: كيييف وأنا مقدم التعميم من شهور وهذه ورقة التعميم لدي!!

    فيرد الموظف: لاعلم لي راجع المركز المختص!

    وحيث أن صاحبنا في العاصمة اضطر أن يقدم إجازة ليوم واحد ليقوم بهذه المهمة ،فذهب للمركز المختص بهذا الأمر، ليقابل الموظف المسؤول عن التعاميم ، فيشكيه الحال ، فيطمئنه الموظف بأن التعميم موجود فقال له حَمُود :” أخوي تأكد أرجوك مافية أرجع مرة ثانية وراي أشغال ثانية وماعندي إجازات”.

    فرد عليه الموظف قائلا بعد أن ضاق ذرعا به : أتعلمني وظيفتي! فقال له حَمُود: معاذ الله ولكن ليطمئن قلبي. فرد عليه: أطمئن.

    فخرج السيد حمود وهو يهلوس ، وبينما هو يهم للخروج طرأت على باله فكرة، فرجع المركز ولكن هذه المرة عند موظف آخر.
    أعطاه التعميم وقال له تأكد لي في النظام لديكم هل السيارة هذه معمم عليها؟!

    فأخذ الرجل الرقم وأدخله في جهاز الحاسب الآلي ليؤكد مخاوف حمود قائلا له: لا لم يعمم عليها حتى الآن!!
    وسأتوقف هنا لفترة..انتظروني في الجزء الثالث

Comments are closed.