ذكر صاحب كتاب كليلة ودمنة أنه كان هناك غدير ماء وكان عنده عشب ، وكان فيه بطتان ، وكان في الغدير سلحفاة بينها وبين البطتين مودة وصداقة ، ومع مرور الوقت إنحسر الماء عن الغدير فجاءت البطتان لوداع السلحفاة وقالتا :

إننا ذاهبتان عن هذا المكان لنقصان الماء .

فقالت السلحفاة : أنا التي كالسفينة لا تعيش إلا بالماء ، فأما أنتما فتقدران على العيش حيث كنتما ، فاذهبا بي معكما …

فقالت البطتان : نعم

قالت السلحفاة : وكيف السبيل إلى حملي؟

قالت البطتان : نأخذ بطرفي عود وتقبضين بفيك على وسطه ونطير بك في الجو ، وإياك إذا سمعتِ الناس يتكلمون أن تقولي شيئاً …

ثم أخذتاها ، فلما سمعت السلحفاة كلام الناس واستغرابهم من المنظر قالت :

فقأ الله أعينكم أيها الناس ، فلما فتحت فاها بالنطق وقعت على الأرض فماتت …

لهذه القصة العديد من العبر والدروس التي قد نستفيدها وأهمها …

* الإعراض عن كلام الناس .. فإرضاء الناس غايه لا تدرك لا سيما إن كنت متأكداً من موقفك …

* التوضيح للآخرين عندما تهم بفعل .. وفي القصه لو أن البطتان نبهتا السلحفاة لما ستؤول إليه الامور لو تكلمت لما حصل ما حصل …

* إختيار أنسب الحلول قبل تنفيذها … فلو ان البطتان حملا السلحفاة بدلا من جعلها تمسك بعود لكان أفضل …

وأهم عبرة في نظري يمكن إستخلاصها من هذه القصة هي ضرورة التفكير قبل الحديث والنطق .. فكم من كلمة كانت نهايتها الموت .. وكما قالت العرب قديماً “ رُبّ كلمةٍ قالت لصحابها دعني ” …

دمتم بود ..

3 thoughts on “قصة وعبر

  1. قصه رائعه مع انك ابعدت النجعه !

    شكرا لك يا ايها المثقف

    عاد هالمره النجعة قريبه

    العفو اخوي .. ويسعدني كثيرا مرورك …

    تدري اني اغبطك على متابعتك .. ماشاء الله كل المواضيع في المنتدى تمر عليها وتقراها .. الله يبارك لك وينفعك أيها القارئ المتميز

Comments are closed.