كلنا يعلم ان للنفس ثلاثة أنواع وهي :
1. النفس الأمارة بالسوء.
2. النفس اللوامة.
3. النفس المطمئنة إلى ربها.

سأحدثكم عن نفسي اللوامة في هذه السطور

ترعرعت بين أخوة صالحين يأمروني بالمعروف وينهوني عن المنكر .. كان ذلك وعمري 14 سنة .. كان هم والدي العزيز ان انتبه لدراستي وأركز عليها لا اكثر .. ولكن كنت شغوف بالخروج معهم سواء للعب كرة القدم أو لقراءة القرآن وحضور الدروس .. كنت على هذه الحال لأكثر من خمس سنوات ….

كنت من المتفوقين في الدراسة حيث أني من الخمسة الاوائل دائما .. أبي وأمي كانوا يفخرون بي دائما لأني ابنهم الوحيد من بين ابنائهم الذي حصل على المركز الأول في المدرسة (مرة واحدة فقط) .. في سن الرابعة عشر وفي الصف الثاني الاعدادي تم نقلي لصف آخر حيث ان مستواهم الدراسي متواضع .. وأخلاقهم متدنية .. ونقلت انا ومجموعة من المتفوقين للصف . لكي نحسن مستواهم الأخلاقي والدراسي .. في هذه السنة تأثرت كثيرا بالطلاب الموجودين في الصف ..

طبعا حدث تغير في طباعي وأخلاقي .. لقد حلقت شعري لأول مرة (أمريكي).. حتى أني كنت أخاف أن يراني مدرس التربية الاسلامية فكنت دائما ما ألبس (العصامة) على رأسي لكي لا يرى شعري .. للأسف هذه المرحلة مرحلة حرجة في حياتي فقد قمت بأشياء لم اكن اقوم بها قبل ذلك .. فكانوا الطلاب الموجودين سيئين لدرجة انه يأتون بالصور الخليعة للصف .. استمر هذا الحال حتى انتقلت إلى المدرسة الثانوية .. في هذه الفترة تركني أخواني الصالحين للأسف .. وظللت في حرب مع نفسي اللوامة تلومني على فرطت من خير .. وما اكتسبت من شر ..

حاولت مرار وتكرار الرجوع لإخواني ولكني لما استطع.. في بداية الدراسة الثانوية عزمت في نفسي أن أصلح نفسي .. ولكن كنت أبحث عن من يساعدني على الإصلاح … فتوجهت لإمام المسجد .. وقلت له إني أريد حفظ كتاب الله.. بدأت الحفظ بجد واجتهاد وكنت لله الحمد أحفظ جزء عم وتبارك من قبل .. ولكني هذه المرة قررت أن أبدأ حفظ البقرة لما لهذه السورة من فضل .. وبحمد الله لم يمض علي سوى شهر ونصف وأتممت حفظ سورة البقرة وآل عمران .. فقد خصصت الوقت من بعد الغداء إلى صلاة العصر اعتكافا في المسجد .. وكنت أحفظ كل يوم ربع حزب أو أكثر تقريبا..
كانت أيام جميلة ارتقت فيها نفسي اللوامة مرامي لم تصلها من قبل .. فلـ الله الحمد رزقني الله بصوت جميل بالتلاوة .. وكنت دائما ما أؤذن لصلاة العصر وكان الإمام يشجعني على ذلك .. حتى أن أبناء منطقتنا قاموا يتسابقون للأذان مثلي فيما بعد … كنت محب للقرآن لدرجة أن أمي لما كانت توقظني لصلاة الفجر.. كنت أقرأ الآيات وأنا نائم .. وأمي دائما ما تسمعني أتلو القرآن عندما توقظني.. كنت أعيش في حياة روحانية .. من الطاعات وقيام الليل وقراءة القرآن .. وتركت جميع الأعمال السيئة اللي كنت أقوم بها.. يتبع

9 thoughts on “قصتي مع نفسي اللوامة

  1. ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب

    إن للإنسان توبة يكون لها أثر كبير في حياته .. وتخلق له نفسه أعذارا أنه لا يستطيع أن يكررها .. مرت علي الأيام وانا في رحاب الله أعيش .. كنت أبتعد عن كل شي يبعدني عن الله .. فلم أكن أشاهد التلفاز لكي لا أفتن .. وأبتعد عن كل ما قد يخدش ايماني .. وفي ليلة كنت أصلي القيام وفرغت من الصلاة .. فنزلت للطابق الأرضي لأشرب الماء فسمعت صوت التلفزيون في الصالة ودخلت على احدى أخواتي وهي تشاهد فيلم أجنبي وقلت لها يا أختي ماذا لو قبض الله روحك .. ماذا ستقولين له؟ وخرجت عنها .. تخبرني اختي في ما بعد انه بالفعل استحت أمام الله مما تعمله ولم تكمل الفيلم ..
    كنت دائما أحاول الحفاظ على حياتي هذه لكن كان للشيطان اليد الأطول على حياتي .. فجعلني أتساهل في حفظ القرآن .. حيث أني أكملت آل عمران .. فقامت نفسي تلومني أني حفظت القرآن بسرعة.. وأني لا أتذكره .. فقمت أراجع حفظي رغم أني أحفظه.. ولكن الشيطان دائما يوهمني بأني نسيت حفظي فانشغلت بالمراجعة أكثر من الحفظ .. وساعد على ذلك سفر الإمام في تلك الفترة .. فقد أحسست ببعض الملل .. حيث اني لا أحس بأي تقدم أحرزه ..

    فبدأ الشيطان يهبط من قدر نفسي لدى نفسي .. وكنت أراني لا أستطيع مراجعة ما أحفظ .. وجدت نفسي أتذمر لعدم مقدرتي على المراجعة .. تركت قيام الليل .. وعدت أتساهل في أمور كثيرة .. عاد إمام المسجد من السفر ولكني كنت أتهرب منه وأصلي في المسجد الثاني .. أصابني نوع من الجزع .. وأعانني على ذلك مرحلة المراهقة اللي أعيشها ويعيشها زملائي في المدرسة .. فكلنا يعلم كيف تتغير طريقة التفكير في هذه المرحلة لدى الشاب .. حيث يحاول أن يثبت رجولته وقوته بأي طريقة .. وذلك يرجع للتغيرات الهرمونية اللي تطرأ في هذه المرحلة من السن…..

    أخذت أبحث عن نفسي وسط هذا التفاخر بقوة المظهر .. وقوة المنطق .. فكنت دائما في هرج ومرج وتحدي مع الشباب .. كلن يريد أن يثبت شخصيته القوية على الآخر في زيف من زيف الدنيا الذي ليس منه طائل … كنا نجتمع نحن الأربعة .. طلال وعبدالله والشيطان معنا .. كنا نكون قوة ضاربة بالمدرسة .. من يأتي يستنجد بنا نهب لنجدته .. أصبحنا مشهورين لدى الأخصائي الإجتماعي .. الذي تعبت عصاه من ضربنا .. ولكن بدون أي فائدة .. تم استدعاء أولياء أمورنا عدة مرات .. ونعيد الكرة عدة مرات .. إلى أن انتهت السنة الدراسية وما زلت من المتفوقين فقد حصلت على المركز الثاني على صفنا… ولكني احسست اني في المركز الأخير أما رب العالمين…
    وفي الصف الثاني الثانوي ….. يتبع

Comments are closed.