توصي بنتها يوم زفافها

أوصت اعرابية بنتها عند اهدائها فقالت : اقلعي زج رمحه, فان اقر فاقلعي سنانه, فان اقر فاكسري العظام بسيفه, فان اقر فاقطعي اللحم على ترسه, فان اقر فضعي الأكاف على ظهره, فانما هو حمار؟

الزج الحديدة في اسفل الرمح
والاكاف البردعة التي توضع على ظهر الحمار

أم توصي بضرب ابنتها

لما تزوج شريح الراوية زينب, زارتها أمها بعد سنة فقالت له: لم يضم الرجل الى نحره شرا من ورهاء, وانما زينب من النساء, فان رابك منها شيء فالسوط.
فضحك شريح ثم قال :

رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني يوم أضرب زينبا
وكل محب يمتع الود الفه ويعذره يوما اذا هو اذنبا

وصية امرأة عاقلة لابنتها ليلة زفافها

خطب عمرو بن حجر الى عوف بن محلم الشيباني ابنته ام اياس, فانكحه اياها. فلما كان بناؤها به ( اي ليلة الزفاف ) خلت بها امها فقالت :
أي بنية, انك فارقت بيتك الذي منه خرجت, وعشك الذي فيه درجت, الى رجل لم تعرفيه, وقرين لم تألفيه, فكوني له أمة ( جارية ) يكن لك عبدا, واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا.
أما الأولى والثانية فالخشوع له بالقناعة, وحسن السمع له و الطاعة. أما الثالثة والرابعة : فالتفقد لموضع عينه وانفه, فلا تقع عينه منك على قبيح, ولا يشم منك الا أطيب ريح. أما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه, فان تواتر ( اي تتابع ) الجوع ملهبه, وتنغيص النوم مضغبة. وما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله, والارعاء على حشمه وعياله , وملاك الأمر ( اي زمام الأمر ) في المال حسن التقدير, وفي العيال حسن التدبير. واما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا, ولا تفشين له سرا, فانك ان خالفت أمره أوغرت صدره ( اي جعلت الحقد والغيظ في صدره ) وان أفشيتي سره لم تأمني غدره. ثم اياك والفرح بين يديه اذا كان مهتما ( مهموما ) والكآبة بين يديه اذا كان فرحا.
فولدت له الحارث بن عمرز, جد امرئ القيس

====

قالوا :
ينبغي ان تكون المرأة دون الرجل بأربع. والا استحقرته : بالسن والطول والمال والحسب. وأن تكون فوقه بأربع: بالجمال والأدب والورع والخلق

صور من مزاح الصالحين

* قال الربيع “دخلت على الشافعي وهو مريض فقلت : قوي الله ضعفك, فقال : لو قوى ضعفي لقتلني. قلت والله ما أردت الا الخير. قال : اعلم انك لو شتمتني لم ترد الا الخير”

* دخل الشعبي الحمام فرأى داود الأودي بلا مئزر, فغمض عينيه. فقال له داود : متى عميت يا أبا عمرو؟
قال : ” منذ هتك الله سترك”

* قال أحد الصالحين عن محمد بن سيرين رحمه الله ” كان يداعبنا ويضحك حتى يسيل لعابه, فاذا أردته على شيء من دينه كانت الثريا أقرب اليك من ذلك”

* سئل النخعي : هل كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال : نعم, والايمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي
* روى الأعمش بن أبي وائل أنه قال ” مضيت مع صاحب لي نزور سلمان, فقدم الينا خبز شعير وملحا جريشا, فقال صاحبي لو كان في هذا ملح سعتر كان أطيب اي فاحضره لنا, فلما اكلنا قال صاحبي
“الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا”
فقال سلمان ” لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونه”

* جاء رجل الى أبي حنيفة فقال له : اذا نزعت ثيابي ودخلت النهر اغتسل فالى القبلة اتوجه ام الى غيرها؟ فقال له : الأفضل ان يكون وجهك الى جهة ثيابك لئلا تسرق

* عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب قال : قالت عائشة : كان عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسودة فصنعت خزيرا فجئت به فقلت لسودة: كلي. فقالت لا أحبه : فقلت والله لتأكلن أو لألطخن وجهك. فقالت ما انا بباغية, فأخذت شيئا من الصحفة فلطخت به وجهها ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما بيني وبينها, فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصفحة شيئا فمسحت به وجهي وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك في حديث أكبر من هذا.

* قيل لأحد السلف : هل نصافح النصارى؟ فنظر الى السائل وقال : نعم. برجلك!

* قيل للخليل بن أحمد انك تمازح الناس فقال : الناس في سجن ما لم يتمازحوا

حكى أن رجلا جلس يوما يأكل هو وزوجته وبين أيديهما دجاجة مشوية فوقف سائل ببابه فخرج اليه وانتهره وطرده. ودارت الأيام وافتقر هذا الرجل وزالت نعمته حتى انه طل زوجته. وتزوجت من بعده برجل آخر جلس يأكل معها في بعض الأيام وبين أيديهما دجاجة مشوية. فاذا بسائل يطرق الباب فقال الرجل لزوجته: ادفعي اليه هذه الدجاجة, فخرجت بها اليه فاذا به زوجها الأول فاعطته الدجاجة ورجعت تبكي الى زوجها فسألها عن بكائها فأخبرته أن السائل كان زوجها, وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول وطرده, فقال لها زوجها ومم تعجبين وانا والله السائل الأول

* اجتاز عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيان يلعبون, فهربوا الا عبدالله بن الزبير فقال له عمر : لم لا تفر مع أصحابك؟ قال : لم يكن لي جرم فأفر منك, ولا كان الطريق ضيقا فأوسع عليك!

* سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال : خللها. قال الرجل أتخوف ان لا نبلها فقال الشعبي : ان تخوفت فانقعها من أول الليل!

* وجاء رجل الى الشعبي وقال اني تزوجت امرأه فوجدتها عرجاء, فهل لي أن اردها؟ فقال له ان كنت تريد ان تسابق بها فردها!

* ولقي رجل الشعبي, وهو واقف يكلم امرأه فقال الرجل, أيكما الشعبي؟ فأومأ الشعبي الى المرأة وقال “هذه!”

أخبار المرأة- على اختلافها – من أكثر الموضوعات تشويقا في حياة الرجل. واذا كان الرجال يهتمون ويتشوقون لسماع أخبار النساء, فان المرأة ذاتها لا تقل رغبة عن الرجل في تتبع حكايات بنات جنسها, وبخاصة اذا كانت هذه الأحاديث ذات صلة بالرجل.
واذا كان الرجل الشاعر قد قال حين مر بنسوة فأعجبه شأنهن

أن النســـــاء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين

فان لسان المرأة الشاعر لا يقل كيدا ودهاء حيت أجابته واحدة منهن فقالت :

أن النساء رياحين خلقن لكم وكلكم يشتهي شم الرياحين

===
قال الصاحب بن عباد

أهلا وسهلا بعقيلة النساء , وام الأبناء, وجالبة الأصهار والأولاد الأطهار, والمبشرة ياخوة يتناسقون, نجباء يتلاحقون
قال المتنبي:

فلو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال

هجر أبو حمزة الضبي خيمة امرأته وأخذ يبيت عند جيران له, حين ولدت امرأته بنتا. فمر يوما يخبائها ( الخباء : ما يعمل من وبر او صوف او شعر للسكن ) واذا هي ترقصها وتقول :

ما لأبي حمزة لا يأتينا يظل في البيت الذي يلينا

غضبان الا نلد البنينا تالله ما ذلك في ايدينا
وانما نأخذ ما أعطينا ونحن كالأرض للزارعينا
ننبت ما قد زرعوه فينا!

فغذا الشيخ حتى ولج البيت فقبل راس امرأته وابنتها

قال آكل المرار
ان من غرة النساء بشيء بعد هند لجاهل مغرور
حلوة العين واللسان ومر كل شيء يجن فيها الضمير
كل أنثى وان بدت لك منها آية الحب حبها خيتعور

يجن : يستتر
خيعتور : كثير التقلب لا يدوم على حال

قال طفيل الغنوي

أن النساء كأشجار نبتن معا منها المرار وبعض المر ماكول
أن النساء متى ينهين عن خلق فانه واجب لا بد مفعول!

قال علقمة الفحل :
فان تسألوني في النساء فانني بصير بأدواء النساء طبيب
اذا شاب راس المرء أو قل ماله فليس له من ودهن نصيب
يردن ثراء المال حين علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب

قيل:
ان امرأة عجوزا مرضت, فأتاها ابنها بطبيب, فرآها الطبيب متزينة بأثواب مصبوغة, فعرف ما بها وقال “ما احوجها الى زوج!” فقال الأبن وما جاجة العجائز للأزواج! فقالت الأم العجوز ” ويحك! الطبيب اعلم منك على كل حال!”

قال عبدالله بن مسعود:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا ( رواه البخاري )
أي يتعهدنا بها بين الحين والحين

* كان علي بن أبي طالب يقول : ان هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان, فابتغوا لها طرائف الحكمة.

وقال علي رضي الله عنه : نبه بالتفكر قلبك, وجاف عن النوم جنبك, واتق الله ربك.

قال عمر بن عبدالعزيز:
تحدثوا بكتاب الله تعالى , وتجالسوا عليه, واذا مللتم فحديث من أحاديث الرجال حسن جميل

لما فتح عبدالله بن علي العباس ( وهو ملك من الملوك. عم أبي جعفر المنصور ما كان يبتسم ابدا وحرسه ما يقارب ثلاثين الفا ) دمشق يقال قتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين الفا من المسلمين وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الجامع الكبير ثم جلس للناس قال للوزراء : هل يعارضني أحد؟ قالوا لا قال هل ترون أحد سوف يعترض علي؟ قالوا ان كان فالأوزاعي- والأوزاعي محدث فحل أمير المؤمنين في الحديث أو عمرو كان زاهدا عابدا من رواة أحاديث البخاري ومسلم
قال تعالوا به؟
فذهب الجنود للأوزاعي فما تحرك من مكانه. قالوا يريدك عبدالله بن علي قال “حسبنا الله ونعم الوكيل” انتظروني قليلا فذهب واغتسل ولبس اكفانه تحت الثياب. ثم قال لنفسه الآن آن لك يا اوزاعي ان تقول كلمة الحق لا تخشى في الله لومة لائم. قال الاوزاعي وهو يصف دخوله على السلطان الجبار:

فدخلت فاذا اساطين الجنود صفان, قد سلوا السيوف فدخلت من تحت السيوف حتى بلغت اليه وقد جلس على سرير وبيده خيزران وقد انعقد جبينه عقدة من غضب
قال فلما رأيته والله الذي لا اله الا هو كأنه أمامي ذباب “حسبنا الله ونعم الوكيل” قال فما تذكرت احدا لا أهلا ولا مالا ولا زوجة وانما تذكرت عرش الرحمن اذا برز للناس يوم الحساب قال فرفع بصره وبه غضب علي ما الله به عليم
قال يا أوزاعي! ما تقول في الدماء التي ارقناها؟ قال الأوزاعي حدثنا فلان …. حدثنا ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وأني رسول اله الا باحدى ثلاث : الثيب الزاني,والنفس بالنفس, والتارك لدينه المفارق للجماعة” رواه البخاري ومسلم فان كان من قتلتهم من هؤلاء فقد أصبت, وان لم يكونوا منهم فدماؤهم في عنقك . قال فنكت بالخيزران ورفعت عمامتي أنتظر السيف ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها عن الدم. قال وما رأيك في الأموال؟ قال الأوزاعي ان كانت حلالا فحساب وان كانت حراما فعقاب!!! قال خذ هذه البدرة- كيس مملوء بالذهب- قال الأوزاعي لا أريد المال. قال فغمزني أحد الوزراء يعني خذها, لأنه يريد أدنى علة ليقتل. فقال فأخذ الكيس ووزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغا فرمى به وخرج فلما خرج قال “حسبنا الله ونعم الوكيل” قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)

قال أبو حنيفة

الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب الي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم

*قد تكون بعض الروايات ضعيفة فلم يتم التحقق منها

10 thoughts on “قصص وطرائف ونوادر وعبر ومواقف مؤثرة

  1. الصراحه قريت!!

    بس مافهمت شي!!… في البدايه بعض الكلمات ماافهمها.. وحتى لو الجمله مكونه من كلمات مفهومه الجمله مافهمها!!!

    اللغه العربيه صعبه!!! وايام المدارس دوم اييب اقل درجه بالعربي!! مشكله والله مانفهم لغتنا!!

  2. شكراً أخي سعودي في الرياض

    على هذا النقل الجميل لتلك القصص الرائعة من زمن ذهبي مليئ بفنون البلاغة والأدب وحسن الخلق والأخلاق

    زمن كانت فيه الحضارة الإسلامية نوراً وشعاعاً ساطعاً تملأ الأرض بالإيمان والمحبة والتسامح والخير

    أذا كنت أخي الفاضل تستهوي هذه القصص الجميله فأنصحك بإقناء كتاب راااااااااااااااائع أسمه ( قصص العرب ) ويقع في 5 أجزاء

    وستجده في الرياض في مكتبة جرير الموجوده بجوار الراجحي وسعره ما يقارب 55 ريال سعودي

    وهو كتاب قيم ومفيد جداً … يجعلك تصاب بالإدمان على قرائته والاستمتاع بروعة ما فيه من القصص العربية الجميلة المعنى والعبر

    وللاخوة أبناء الإمارات فبإمكانه اقتنائه من مكتبة جرير بأبوظبي

  3. شكراً أخي سعودي في الرياض

    على هذا النقل الجميل لتلك القصص الرائعة من زمن ذهبي مليئ بفنون البلاغة والأدب وحسن الخلق والأخلاق

    زمن كانت فيه الحضارة الإسلامية نوراً وشعاعاً ساطعاً تملأ الأرض بالإيمان والمحبة والتسامح والخير

    أذا كنت أخي الفاضل تستهوي هذه القصص الجميله فأنصحك بإقناء كتاب راااااااااااااااائع أسمه ( قصص العرب ) ويقع في 5 أجزاء

    وستجده في الرياض في مكتبة جرير الموجوده بجوار الراجحي وسعره ما يقارب 55 ريال سعودي

    وهو كتاب قيم ومفيد جداً … يجعلك تصاب بالإدمان على قرائته والاستمتاع بروعة ما فيه من القصص العربية الجميلة المعنى والعبر

    وللاخوة أبناء الإمارات فبإمكانه اقتنائه من مكتبة جرير بأبوظبي

  4. طبعا للتذكير كتب التاريخ فيها الغث والسمين, حتى وفيها قصص وكلمات يصعب ذكرها على العامة وفيهم النساء والرجال

    الأعرابي والمهدي

    خرج الخليفة العباسي المهدي يتصيد, فغار به فرسه حتى وقع خباء أعرابي, فقال يا أعرابي, هل من قرى؟ (أي ضيافة ) فأخرج له قرص شعير فأكله, ثم أخرج له فضلة من لبن فسقاه, ثم أتاه النبيذ في ركوة ( اناء صغير من الجلد ) فسقاه. فلما شرب قال للأعرابي:
    أتدري من انا؟ قال لا
    قال انا من خدم أمير المؤمنين الخاصة.
    فقال الأعرابي : بارك الله لك في موضعك, ثم سقاه مرة أخرى فشرب
    قال المهدي: يا أعرابي, أتدري من انا؟
    قال : زعمت انك من خدم أمير المؤمنين الخاصة
    قال لا, انا من قواد امير المؤمنين
    فقال الأعرابي: رخبت بلادك وطاب مرادك. ثم سقاه الثالثة
    فلما فرغ قال يا اعرابي: أتدري من انا؟
    قال : زعمت انك من قواد أمير المؤمنين.
    قال المهدي: لا, ولكنني أمير المؤمنين
    فأخذ الأعرابي الركوة فوكأها ( اي اقعدها في مكانها ) وقال:
    اليك عني! فوالله لو شربت الرابعة لادعيت انك رسول الله
    فضحك المهدي حتى غشي عليه
    ثم أحاطت به الخيل, ونزل اليه الأمراء والأشراف فطار قلب الأعرابي . فقال له المهدي لا بأس عليك ولا خوف, ثم امر له بكسوة ومال جزيل.

    أنت طالق!

    * نحر أعرابي جزورا فال لامرأته: أطعمي أمي. فقالت ايها اطعمها؟ قال الورك فقالت: التي ظهرت بلحمة وبطنت بشحمة, لا لعمري!
    قال: الفخذ
    قالت الكثيرة اللحم الطيبة المخ, لا لعمري!
    قال: الكتف
    قالت : الحاملة اللحم من كل مكان!
    قال فما تطعمينها؟
    قالت اللحى التي ظهرت بالجلد وبطنت بالعظم.
    فقال: تزودي الى أهلك فأنت طالق

    السفر والفراق

    * أراد اعرابي السفر فقال لامرأته

    عدي السنين لغيبتي وتصبري وذري الشهور فانهن قصار

    فأجابته:
    أذكر صبابتنا اليك وشوقنا وأرحم بناتك انهن صغار
    فأقام وترك السفر

    الأعرابي العفيف

    *قال أعرابي من فزارة: عشقت جارية من الحي, فحادثتها سنين كثيرة, والله ما حدثت نفسي بريبة قط, سوى ان خلوت بها, فرأيت بياض كفها في سواد الليل, فوضعت كفي على كفها, فقالت : مه ( اي انكفف ) لا تفسد من صلح. فارفض ( أي سال ) جبيني عرقا ولم أعد.

    دعاء أعرابي

    قال الأصمعي:
    رأيت أعرابيا ماسكا بستار الكعبة وهو يقول: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة!
    فقلت له : يرحمك الله, وكيف مات أبو خارجة؟
    قال : أكل حتى امتلا, وشرب في الشمس ونام في الشمس, فمات شبعان ريال دفان ( اي مرتو ومستدفئ )

    الرجل الذي طلق خمس نسوة!

    ومن طرف الأصمعي ما حدثه, قال : قلت للرشيد يوما, بلغني يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق خمس نسوة, قال الرشيد: انما يجوزر ملك رجل على أربع نسوة فكيف طلق خمسا؟ قلت كان لرجل أربع نسوة. فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات – وكان الرجل سيئ الخلق- فقال الى متى هذا التنازع؟ ما اخال هذه الأمر الا من قبلك- يقول ذلك لامرأه منهن- أذهبي فأنت طالق! فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق, ولو أدبتها بغير ذلك لكنت حقيقا. فقال لها : وأنت أيضا طالق! فقالت له الثالثة: قبحك الله! فوالله لقد كانتا اليك محسنتين, وعليك مفضلتين! فقال: وأنت أيتها المعددة أياديهما طالق أيضا. فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها أناة شديدة ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك الا بالطلاق؟! فقال لها وأنت طالق أيضا! وكان ذلك بمسمع من جارة له, فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه, فقالت: والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك الا بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم. أبيت الا طلاق نسائك في ساعة واحدة!؟ قال: وأنت أيتها المؤنبة المتكلفة طالق, ان جاز زوجك! فأجابه من داخل بيته : قد أجزت! قد أجزت!

    * جيء بأعرابي متهم ومعه دليل براءته وهو يقول:
    خاؤم اقرأوا كتابيه. فقيل له: هذا يقال يوم القيامة!
    فقال: هذا والله شر من يوم القيامة. ان يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي وانتم جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي

    قال سعيد بن المسيب:
    ما أيس الشيطان من شيء الا أتاه من قبل النساء

    عن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وان قلت آمره بطاعة الله, ولا تصغين بسمعك الى هوى, فانك لا تدري ما يعلق بقلبك منه, ولا تدخل على امرأة ولو قلت : أعلمها كتاب الله

    * قال الامام عطاء بن رباح:
    لو ائتمنت على بنت مال لكنت أمينا, ولا آمن نفسي على أمة شوهاء.

    * قال طاووس: لا يتم نسك الشباب حتى يتزوج
    وعن ابراهيم بن مسيرة قال : قال لي طاووس:
    تزوج أو لأولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح الا عجز أو فجور

    * نساء يردن الزواج من أجل العلم والعلماء
    قال أبو اسحق الحبال:
    كنت يوما عند أبي نصر السجزي ( امام عالم حافظ مجود شيخ السنة ) فدق الباب, فقمت ففتحت , فدخلت امرأة, وأخرجت كيسا فيه الق دينار, فوضعته بين يدي الشيخ, وقالت أنفقها كما ترى! قال ما المقصود؟ قالت: تتزوجني ولا حاجة لي في الزواج, لكن لأخدمك. فأمرها بأخذ الكيس, وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجت من سجستان بنية طلب العلم, ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم, وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا.
    قال الذهبي: كأن يريد : متى تزوج للذهب, نقص أجره, والا فلو تزوج في الجملة, لكان أفضل ولما قدح ذلك في طلبه للعلم, بل يكون قد عمل بمقتضى العلم, لكنه كان غريبا فخاف العيلة, وأن يتفرق عليه حاله عن الطلب.
    (ولو تزوجها كان أفضل, فانما الأعمال بالنيات )

    قال أحمد العجلي: لما دخل معمر ( بن راشد الامام الحافظ شيخ الاسلام ) صنعاء كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم, فقال لهم رجل: قيدوه. قال : فزوجوه.

    اختيار الزوج الصالح للمرأة الصالحة ضرورة للطرفين

    قال أبو المليح: جاء رجل الى ميمون بن مهران يخطب ابنته, فقال: لا أرضاها لك. قال : ولم؟ قال : لأنها تحب الحلي والحلل. فقال: عندي من هذا ما تريد. قال الآن لا أرضاك لها

    عن ثابت بن يزيد قال: كان زيد بن ثابت ( رضي الله عنه ) من أفكه الناس في أهله, وازمته عند القوم
    وأزمته: الزميت : الحليم الساكن القليل الكلام

    عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”اشترى رجل من رجل عقارا, له, فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة من ذهب, فقال الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني, انما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب. وقال الذي له الأرض : انما بعتك الأرض وما فيها. فتحاكما الى رجل فقال الذي تحاكما اليه: الكما ولد؟ قال احدهما: لي غلام. وقال الآخر: لي جارية. قال أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا” رواه البخاري ومسلم

    قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية مؤرخا أحداث سنة سبع وثمانين ومائة

    وفيها تقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين, الذي كان عقده الرشيد بينه وبين ملكة الروم الملقبة أغسطه, وذلك ان الروم عزلوها, وملكوا عليها نقفور, وكان شجاعا, يقال انه من سلالة آل جفنة, فكتب نقفور الى الرشيد:
    من نقفور ملك الروم الى هارون ملك العرب, أما بعد, فان الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ ( طائر كبير ) وأقامت نفسها مقام البيذق ( الماشي على رجليه, ويعني هنا أحجار الشطرنج ) فحملت اليك من اموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله اليها, وذلك من ضعف النساء وحمقهن, فاذا قرأت كتابي هذا فاردد الي ما حملته اليك من الأموال, وافتد نفسك به, والا فالسيف بيني وبينك.
    فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد, حتى لم يتمكن أحد أن ينظر اليه, ولا يستطيع مخاطبته, وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه, ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من هارون الرشيد, أمير المؤمنين, الى نقفور كلب الروم, قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة, والجواب ما تراه دون ما تسمعه, والسلام.
    ثم شخص من فوره, وسار حتى نزل باب هرقلة ففتحها, واصطفى ابنة ملكها, وغنم من الأموال شيئا كثيرا, وخرب وأحرق, فطلب نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه اليه في كل سنة, فأجابه الرشيد الى ذلك, فلما رجع من غزوته وصار بالرقة, نقض الكافر العهد وخال الميثاق, وكان البرد قد اشتد جدا, فلم يقدر احد ان يجئ, فيخبر الرشيد بذلك, لخوفهم على أنفسهم البرد, حتى يخرج فصل الشتاء.

    واليكم هذه القصة من جريدة الأهرام المصرية تحت عنوان “أستاذة جامعية تنصح طالباتها بالزواج”
    قالت الأستاذة:

    ” ها انا قد بلغت الستين من عمري, وصلت فيها الى اعلى المراكز. نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري, وحققت عملا كبيرا في المجتمع, كل دقيقة في يومي كانت تأتي علي بالربح, حصلت على شهرة كبيرة, وعلى مال كثير, اتيحت لي الفرصة لأزور العالم كله, ولكن, هل أنا سعيدة الآن بعد ان حققت كل هذه الانتصارات؟

    لقد نسيت في غمرة انشغالي بالتدريس والتعليم, والسفر والشهرة, أن أفعل ما هو أهم من ذلك كله بالنسبة للمرأة…
    نسيت أن أتزوج, وانجب اطفالا, وأن استقر.

    انني لم أتذكر ذلك, الا عندما جئت لأقدم استقالتي, شعرت في هذه اللحظة أنني لم أفعل شيئا في حياتي, وأن كل الجهد الذي بذلته طوال هذه السنوات قد ضاع هباء, سوف استقيل, وسيمر عام أو اثنان على استقالتي, ووبعدها ينساني الجميع في غمرة انشغالهم بالحياة. ولكن لو كنت تزوجت, وكونت أسرة كبيرة, لتركت أثرا كبيرا وأحسن في الحياة.
    أن وظيفة المرأة هي ان تتزوج, وتكون أسرة, وأي مجهود تبذله في غير ذلك لا قيمة له في حياتها بالذات. انني انصح كل طالبة أن تضع هذه المهام أولا في اعتبارها, وبعدعا تفكر في العمل والشهرة. “

    وحكى الصولي قال: حدثنا العلاء, قال: حدثني يعقوب بن جعفر بن سليمان قال: غزوت مع المعتصم عمورية, فاحتاج الناس الى الماء, فمد لهم المعصم حياضا من أدم- أي جلود- عشرة أميالو وساق منها الماء الى سور عمورية. ويقال كان في خيله ثمانون الف أبلق وثمانون الف درهم.
    وكان رجل من الروم يقوم كل يوم على السور, ويشتم النبي صلى الله عليه وسلم, بالعربية باسمه ونسبه! فاشتد ذلك على المسلمين, ولم يكن يصل اليه النشاب. قال يعقوب: وكنت أرمي رميا جيدا, فاعتمدته بنشابة فأصبت نحره, فهوى وكبر المسلمون, وسر المعتصم وقال: علي بالذي رماه
    فأدخلت عليه فقال من أنت؟ فانتسبت, فقال الحمد لله الذي جعل ثواب هذا السهم لرجل من أهلي-يعني بني العباس.
    ثم قال: بعني هذا الثواب, فقلت يا أمير المؤمنين ليس الثواب مما يباع, فقال اني ارغبك, فأعطاني مائة الف درهم, فقلت ما أبيع ثوابي, فبلغها الى خمس مائة الف درهم, فقلت : لا أبيع ثوابي بالدنيا وما فيها, لكن قد جعلت لك – أي وهبت لك- نصف ثوابه- أي ثواب هذا السهم- والله يشهد علي بذلك, قال جزاك الله خيرا قد رضيت.
    ثم قال : فأين تعلمت الرمي؟ قلت بالبصرة في داري, فقال بعينها, فقلت وهي وقف على من يتعلم الرمي, فوصلني بمائة الف درهم.

    ابن المسيب يخطب لابنته ويزوجها تلميذه الفقير بدلا من أكابر القوم

    قال أبو بكر بن ابي داود : كانت بنت سعيد ( اي سعيد بن المسيب ) قد خطبها عبدالملك لابنه الوليد, فأبى عليه, فلم يزل يحتال عبدالملك عليه حتى ضربه مئة سوط في يوم بارد, وصب عليه جرة ماءو والبسه جبة صوف. وعن ابن أبي وداعة- يعني كثيرا- قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب, ففقدني اياما فلما جئته قال : أين كنت؟ قلت : توفيت أهلي فاشتغلت بها, فقال الا أخبرتنا فشهدناها, ثم قال : هل استحدثت امرأة؟ فقلت يرحمك الله, ومن يزوجني وما ألمك الا درهمين أو ثلاثة؟! قال: أنا. فقلت : وتفعل؟! قال : نعم, ثم تحمد وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم, وزوجني على درهمين- أو قال ثلاثة, فقمت وما أدري ما اصنع من الفرح فصرت الى منزلي وجعلت أتفكر فيمن أستدين.

    فصليت المغرب, ورجعت الى منزلي , وكنت وحدي صائما, فقدمت عشائي أفطر, وكان خبزا وزيتا, فاذا بابي يقرع, فقلت من هذا؟ فقال : سعيد, فأفكرت في كل من اسمه سعيد الا ابن المسيب, فانه لم ير أربعين سنة الا بين بيته والمسجد, فخرجت, فاذا سعيد, فظننت أنه قد بدا له, فقلت: يا أبا محمد الا ارسلت الي فآتيك؟ قال أنت أحق ان تؤتى, ان كنت عزبا فتزوجت, فكرهت ان تبيت الليلة وحدك, وهذه امرأتك, فاذا هي قائمة من خلفه في طوله, ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب, ورد الباب, فسقطت المرأة من الحياة, فاستوثقت من الباب ثم وضعت القصعة في ظل السراج لكي لا تراه, ثم صعدت الى السطح فرميت الجيران, فجاؤوني قالوا : ما شأنك؟ فأخبرتهم. ونزلوا اليها

    وبلغ أمي فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام ان مسستها قبل أن اصلحها الى ثلاثة أيام, فأقمت ثلاثا ثم دخلت بها, فاذا هي من أجمل الناس, وأحفظ الناس لكتاب الله, واعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, واعرفهم بحق زوج. فمكثت شهرا لا آتي سعيد بن مسيب. ثم أتيته وهو في حلقته, فسلمت فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض المجلس, فلما لم يبق غيري؟ قال : ما حال الانسان؟ قلت : خير يا أبا محمد, على ما يحب الصديق, ويكره العدو. قال : ان رابك شيء فالعصا. فانصرفت الى منزلي, فوجه الي بعشرين الف درهم.

    قال صلى الله عليه وسلم ” خرجت امراتان ومعهما صبيان, فعدا الذئب على صبي أحدهما فأكله فاختصما في الصبي الباقي ( كل منهما تقول ان الصبي الباقي هو ابنها ) فاختصما الى داود عليه السلام فقال : كيف امركما فقصتا عليه القصة فحكم به للكبرى منهما فاختصما الى سليمان عليه السلام فقال : ائتوني بسكين أشق الغلام نصفين, لكل منهما نصف. فقالت الصغرى : اتشقه يا نبي الله؟ قال نعم. قالت : لا تفعل ونصيبي فيه للكبرى. فقال خذيه فهو ابنك وقضى به لها. رواه البخاري ومسلم

    روى البخاري في صحيحه عن عبدالعزيز بن صهيب, عن انس قال كان رجل نصراني, فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران. وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم, فعاد نصرانيا, فكان يقول: لا يدري محمد الا ما كتبت له, فاماته الله, فدفنوه, فأصبح وقد لفظته الأرض, فقالوا: هذا فعل محمد واصحابه, نبشوا عن صاحبنا فألقوه, فحفروا في الأرض ما استطاعوا, فاصبح قد لفظته, فلعموا أنه ليس من الناس فألقوه.

    ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات عديدة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية, لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا, قالوا : كنا نحن نحصر الحصن او المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس اذ تعرض أهله لسب الرسول صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه, فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر الا يوما او يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة و يكون فيهم ملحمة عظيمة. قالوا حتى ان كنا لنباشر بتعجيل الفتح اذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه.

    منقول

  5. طبعا للتذكير كتب التاريخ فيها الغث والسمين, حتى وفيها قصص وكلمات يصعب ذكرها على العامة وفيهم النساء والرجال

    الأعرابي والمهدي

    خرج الخليفة العباسي المهدي يتصيد, فغار به فرسه حتى وقع خباء أعرابي, فقال يا أعرابي, هل من قرى؟ (أي ضيافة ) فأخرج له قرص شعير فأكله, ثم أخرج له فضلة من لبن فسقاه, ثم أتاه النبيذ في ركوة ( اناء صغير من الجلد ) فسقاه. فلما شرب قال للأعرابي:
    أتدري من انا؟ قال لا
    قال انا من خدم أمير المؤمنين الخاصة.
    فقال الأعرابي : بارك الله لك في موضعك, ثم سقاه مرة أخرى فشرب
    قال المهدي: يا أعرابي, أتدري من انا؟
    قال : زعمت انك من خدم أمير المؤمنين الخاصة
    قال لا, انا من قواد امير المؤمنين
    فقال الأعرابي: رخبت بلادك وطاب مرادك. ثم سقاه الثالثة
    فلما فرغ قال يا اعرابي: أتدري من انا؟
    قال : زعمت انك من قواد أمير المؤمنين.
    قال المهدي: لا, ولكنني أمير المؤمنين
    فأخذ الأعرابي الركوة فوكأها ( اي اقعدها في مكانها ) وقال:
    اليك عني! فوالله لو شربت الرابعة لادعيت انك رسول الله
    فضحك المهدي حتى غشي عليه
    ثم أحاطت به الخيل, ونزل اليه الأمراء والأشراف فطار قلب الأعرابي . فقال له المهدي لا بأس عليك ولا خوف, ثم امر له بكسوة ومال جزيل.

    أنت طالق!

    * نحر أعرابي جزورا فال لامرأته: أطعمي أمي. فقالت ايها اطعمها؟ قال الورك فقالت: التي ظهرت بلحمة وبطنت بشحمة, لا لعمري!
    قال: الفخذ
    قالت الكثيرة اللحم الطيبة المخ, لا لعمري!
    قال: الكتف
    قالت : الحاملة اللحم من كل مكان!
    قال فما تطعمينها؟
    قالت اللحى التي ظهرت بالجلد وبطنت بالعظم.
    فقال: تزودي الى أهلك فأنت طالق

    السفر والفراق

    * أراد اعرابي السفر فقال لامرأته

    عدي السنين لغيبتي وتصبري وذري الشهور فانهن قصار

    فأجابته:
    أذكر صبابتنا اليك وشوقنا وأرحم بناتك انهن صغار
    فأقام وترك السفر

    الأعرابي العفيف

    *قال أعرابي من فزارة: عشقت جارية من الحي, فحادثتها سنين كثيرة, والله ما حدثت نفسي بريبة قط, سوى ان خلوت بها, فرأيت بياض كفها في سواد الليل, فوضعت كفي على كفها, فقالت : مه ( اي انكفف ) لا تفسد من صلح. فارفض ( أي سال ) جبيني عرقا ولم أعد.

    دعاء أعرابي

    قال الأصمعي:
    رأيت أعرابيا ماسكا بستار الكعبة وهو يقول: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة!
    فقلت له : يرحمك الله, وكيف مات أبو خارجة؟
    قال : أكل حتى امتلا, وشرب في الشمس ونام في الشمس, فمات شبعان ريال دفان ( اي مرتو ومستدفئ )

    الرجل الذي طلق خمس نسوة!

    ومن طرف الأصمعي ما حدثه, قال : قلت للرشيد يوما, بلغني يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق خمس نسوة, قال الرشيد: انما يجوزر ملك رجل على أربع نسوة فكيف طلق خمسا؟ قلت كان لرجل أربع نسوة. فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات – وكان الرجل سيئ الخلق- فقال الى متى هذا التنازع؟ ما اخال هذه الأمر الا من قبلك- يقول ذلك لامرأه منهن- أذهبي فأنت طالق! فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق, ولو أدبتها بغير ذلك لكنت حقيقا. فقال لها : وأنت أيضا طالق! فقالت له الثالثة: قبحك الله! فوالله لقد كانتا اليك محسنتين, وعليك مفضلتين! فقال: وأنت أيتها المعددة أياديهما طالق أيضا. فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها أناة شديدة ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك الا بالطلاق؟! فقال لها وأنت طالق أيضا! وكان ذلك بمسمع من جارة له, فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه, فقالت: والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك الا بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم. أبيت الا طلاق نسائك في ساعة واحدة!؟ قال: وأنت أيتها المؤنبة المتكلفة طالق, ان جاز زوجك! فأجابه من داخل بيته : قد أجزت! قد أجزت!

    * جيء بأعرابي متهم ومعه دليل براءته وهو يقول:
    خاؤم اقرأوا كتابيه. فقيل له: هذا يقال يوم القيامة!
    فقال: هذا والله شر من يوم القيامة. ان يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي وانتم جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي

    قال سعيد بن المسيب:
    ما أيس الشيطان من شيء الا أتاه من قبل النساء

    عن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وان قلت آمره بطاعة الله, ولا تصغين بسمعك الى هوى, فانك لا تدري ما يعلق بقلبك منه, ولا تدخل على امرأة ولو قلت : أعلمها كتاب الله

    * قال الامام عطاء بن رباح:
    لو ائتمنت على بنت مال لكنت أمينا, ولا آمن نفسي على أمة شوهاء.

    * قال طاووس: لا يتم نسك الشباب حتى يتزوج
    وعن ابراهيم بن مسيرة قال : قال لي طاووس:
    تزوج أو لأولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح الا عجز أو فجور

    * نساء يردن الزواج من أجل العلم والعلماء
    قال أبو اسحق الحبال:
    كنت يوما عند أبي نصر السجزي ( امام عالم حافظ مجود شيخ السنة ) فدق الباب, فقمت ففتحت , فدخلت امرأة, وأخرجت كيسا فيه الق دينار, فوضعته بين يدي الشيخ, وقالت أنفقها كما ترى! قال ما المقصود؟ قالت: تتزوجني ولا حاجة لي في الزواج, لكن لأخدمك. فأمرها بأخذ الكيس, وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجت من سجستان بنية طلب العلم, ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم, وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا.
    قال الذهبي: كأن يريد : متى تزوج للذهب, نقص أجره, والا فلو تزوج في الجملة, لكان أفضل ولما قدح ذلك في طلبه للعلم, بل يكون قد عمل بمقتضى العلم, لكنه كان غريبا فخاف العيلة, وأن يتفرق عليه حاله عن الطلب.
    (ولو تزوجها كان أفضل, فانما الأعمال بالنيات )

    قال أحمد العجلي: لما دخل معمر ( بن راشد الامام الحافظ شيخ الاسلام ) صنعاء كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم, فقال لهم رجل: قيدوه. قال : فزوجوه.

    اختيار الزوج الصالح للمرأة الصالحة ضرورة للطرفين

    قال أبو المليح: جاء رجل الى ميمون بن مهران يخطب ابنته, فقال: لا أرضاها لك. قال : ولم؟ قال : لأنها تحب الحلي والحلل. فقال: عندي من هذا ما تريد. قال الآن لا أرضاك لها

    عن ثابت بن يزيد قال: كان زيد بن ثابت ( رضي الله عنه ) من أفكه الناس في أهله, وازمته عند القوم
    وأزمته: الزميت : الحليم الساكن القليل الكلام

    عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”اشترى رجل من رجل عقارا, له, فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة من ذهب, فقال الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني, انما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب. وقال الذي له الأرض : انما بعتك الأرض وما فيها. فتحاكما الى رجل فقال الذي تحاكما اليه: الكما ولد؟ قال احدهما: لي غلام. وقال الآخر: لي جارية. قال أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا” رواه البخاري ومسلم

    قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية مؤرخا أحداث سنة سبع وثمانين ومائة

    وفيها تقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين, الذي كان عقده الرشيد بينه وبين ملكة الروم الملقبة أغسطه, وذلك ان الروم عزلوها, وملكوا عليها نقفور, وكان شجاعا, يقال انه من سلالة آل جفنة, فكتب نقفور الى الرشيد:
    من نقفور ملك الروم الى هارون ملك العرب, أما بعد, فان الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ ( طائر كبير ) وأقامت نفسها مقام البيذق ( الماشي على رجليه, ويعني هنا أحجار الشطرنج ) فحملت اليك من اموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله اليها, وذلك من ضعف النساء وحمقهن, فاذا قرأت كتابي هذا فاردد الي ما حملته اليك من الأموال, وافتد نفسك به, والا فالسيف بيني وبينك.
    فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد, حتى لم يتمكن أحد أن ينظر اليه, ولا يستطيع مخاطبته, وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه, ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من هارون الرشيد, أمير المؤمنين, الى نقفور كلب الروم, قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة, والجواب ما تراه دون ما تسمعه, والسلام.
    ثم شخص من فوره, وسار حتى نزل باب هرقلة ففتحها, واصطفى ابنة ملكها, وغنم من الأموال شيئا كثيرا, وخرب وأحرق, فطلب نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه اليه في كل سنة, فأجابه الرشيد الى ذلك, فلما رجع من غزوته وصار بالرقة, نقض الكافر العهد وخال الميثاق, وكان البرد قد اشتد جدا, فلم يقدر احد ان يجئ, فيخبر الرشيد بذلك, لخوفهم على أنفسهم البرد, حتى يخرج فصل الشتاء.

    واليكم هذه القصة من جريدة الأهرام المصرية تحت عنوان “أستاذة جامعية تنصح طالباتها بالزواج”
    قالت الأستاذة:

    ” ها انا قد بلغت الستين من عمري, وصلت فيها الى اعلى المراكز. نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري, وحققت عملا كبيرا في المجتمع, كل دقيقة في يومي كانت تأتي علي بالربح, حصلت على شهرة كبيرة, وعلى مال كثير, اتيحت لي الفرصة لأزور العالم كله, ولكن, هل أنا سعيدة الآن بعد ان حققت كل هذه الانتصارات؟

    لقد نسيت في غمرة انشغالي بالتدريس والتعليم, والسفر والشهرة, أن أفعل ما هو أهم من ذلك كله بالنسبة للمرأة…
    نسيت أن أتزوج, وانجب اطفالا, وأن استقر.

    انني لم أتذكر ذلك, الا عندما جئت لأقدم استقالتي, شعرت في هذه اللحظة أنني لم أفعل شيئا في حياتي, وأن كل الجهد الذي بذلته طوال هذه السنوات قد ضاع هباء, سوف استقيل, وسيمر عام أو اثنان على استقالتي, ووبعدها ينساني الجميع في غمرة انشغالهم بالحياة. ولكن لو كنت تزوجت, وكونت أسرة كبيرة, لتركت أثرا كبيرا وأحسن في الحياة.
    أن وظيفة المرأة هي ان تتزوج, وتكون أسرة, وأي مجهود تبذله في غير ذلك لا قيمة له في حياتها بالذات. انني انصح كل طالبة أن تضع هذه المهام أولا في اعتبارها, وبعدعا تفكر في العمل والشهرة. “

    وحكى الصولي قال: حدثنا العلاء, قال: حدثني يعقوب بن جعفر بن سليمان قال: غزوت مع المعتصم عمورية, فاحتاج الناس الى الماء, فمد لهم المعصم حياضا من أدم- أي جلود- عشرة أميالو وساق منها الماء الى سور عمورية. ويقال كان في خيله ثمانون الف أبلق وثمانون الف درهم.
    وكان رجل من الروم يقوم كل يوم على السور, ويشتم النبي صلى الله عليه وسلم, بالعربية باسمه ونسبه! فاشتد ذلك على المسلمين, ولم يكن يصل اليه النشاب. قال يعقوب: وكنت أرمي رميا جيدا, فاعتمدته بنشابة فأصبت نحره, فهوى وكبر المسلمون, وسر المعتصم وقال: علي بالذي رماه
    فأدخلت عليه فقال من أنت؟ فانتسبت, فقال الحمد لله الذي جعل ثواب هذا السهم لرجل من أهلي-يعني بني العباس.
    ثم قال: بعني هذا الثواب, فقلت يا أمير المؤمنين ليس الثواب مما يباع, فقال اني ارغبك, فأعطاني مائة الف درهم, فقلت ما أبيع ثوابي, فبلغها الى خمس مائة الف درهم, فقلت : لا أبيع ثوابي بالدنيا وما فيها, لكن قد جعلت لك – أي وهبت لك- نصف ثوابه- أي ثواب هذا السهم- والله يشهد علي بذلك, قال جزاك الله خيرا قد رضيت.
    ثم قال : فأين تعلمت الرمي؟ قلت بالبصرة في داري, فقال بعينها, فقلت وهي وقف على من يتعلم الرمي, فوصلني بمائة الف درهم.

    ابن المسيب يخطب لابنته ويزوجها تلميذه الفقير بدلا من أكابر القوم

    قال أبو بكر بن ابي داود : كانت بنت سعيد ( اي سعيد بن المسيب ) قد خطبها عبدالملك لابنه الوليد, فأبى عليه, فلم يزل يحتال عبدالملك عليه حتى ضربه مئة سوط في يوم بارد, وصب عليه جرة ماءو والبسه جبة صوف. وعن ابن أبي وداعة- يعني كثيرا- قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب, ففقدني اياما فلما جئته قال : أين كنت؟ قلت : توفيت أهلي فاشتغلت بها, فقال الا أخبرتنا فشهدناها, ثم قال : هل استحدثت امرأة؟ فقلت يرحمك الله, ومن يزوجني وما ألمك الا درهمين أو ثلاثة؟! قال: أنا. فقلت : وتفعل؟! قال : نعم, ثم تحمد وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم, وزوجني على درهمين- أو قال ثلاثة, فقمت وما أدري ما اصنع من الفرح فصرت الى منزلي وجعلت أتفكر فيمن أستدين.

    فصليت المغرب, ورجعت الى منزلي , وكنت وحدي صائما, فقدمت عشائي أفطر, وكان خبزا وزيتا, فاذا بابي يقرع, فقلت من هذا؟ فقال : سعيد, فأفكرت في كل من اسمه سعيد الا ابن المسيب, فانه لم ير أربعين سنة الا بين بيته والمسجد, فخرجت, فاذا سعيد, فظننت أنه قد بدا له, فقلت: يا أبا محمد الا ارسلت الي فآتيك؟ قال أنت أحق ان تؤتى, ان كنت عزبا فتزوجت, فكرهت ان تبيت الليلة وحدك, وهذه امرأتك, فاذا هي قائمة من خلفه في طوله, ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب, ورد الباب, فسقطت المرأة من الحياة, فاستوثقت من الباب ثم وضعت القصعة في ظل السراج لكي لا تراه, ثم صعدت الى السطح فرميت الجيران, فجاؤوني قالوا : ما شأنك؟ فأخبرتهم. ونزلوا اليها

    وبلغ أمي فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام ان مسستها قبل أن اصلحها الى ثلاثة أيام, فأقمت ثلاثا ثم دخلت بها, فاذا هي من أجمل الناس, وأحفظ الناس لكتاب الله, واعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, واعرفهم بحق زوج. فمكثت شهرا لا آتي سعيد بن مسيب. ثم أتيته وهو في حلقته, فسلمت فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض المجلس, فلما لم يبق غيري؟ قال : ما حال الانسان؟ قلت : خير يا أبا محمد, على ما يحب الصديق, ويكره العدو. قال : ان رابك شيء فالعصا. فانصرفت الى منزلي, فوجه الي بعشرين الف درهم.

    قال صلى الله عليه وسلم ” خرجت امراتان ومعهما صبيان, فعدا الذئب على صبي أحدهما فأكله فاختصما في الصبي الباقي ( كل منهما تقول ان الصبي الباقي هو ابنها ) فاختصما الى داود عليه السلام فقال : كيف امركما فقصتا عليه القصة فحكم به للكبرى منهما فاختصما الى سليمان عليه السلام فقال : ائتوني بسكين أشق الغلام نصفين, لكل منهما نصف. فقالت الصغرى : اتشقه يا نبي الله؟ قال نعم. قالت : لا تفعل ونصيبي فيه للكبرى. فقال خذيه فهو ابنك وقضى به لها. رواه البخاري ومسلم

    روى البخاري في صحيحه عن عبدالعزيز بن صهيب, عن انس قال كان رجل نصراني, فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران. وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم, فعاد نصرانيا, فكان يقول: لا يدري محمد الا ما كتبت له, فاماته الله, فدفنوه, فأصبح وقد لفظته الأرض, فقالوا: هذا فعل محمد واصحابه, نبشوا عن صاحبنا فألقوه, فحفروا في الأرض ما استطاعوا, فاصبح قد لفظته, فلعموا أنه ليس من الناس فألقوه.

    ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات عديدة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية, لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا, قالوا : كنا نحن نحصر الحصن او المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس اذ تعرض أهله لسب الرسول صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه, فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر الا يوما او يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة و يكون فيهم ملحمة عظيمة. قالوا حتى ان كنا لنباشر بتعجيل الفتح اذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه.

    منقول

Comments are closed.