المتنبي …أبغضه وأحبه …
لن أخوض في بغضه .. ولكن سأقول لما أحبه …
شاعر حكيم ( على الاقل فيما ظهر لنا من قوله دون فعله )
لا تكاد أن تقرأ له قصيدة إلا وتجدها تحوي بيتاً من الشعر يتناقله العامه قبل الخاصه .. والجهال قبل المتعلمون … فذاك بيت يحوي فخراً .. وأخر يحوي مدحا .. واخر يحوي رثاء .. واخر يحوي حكما … فكأنك في بستان مليء بالزهور …
أتركم مع قصيدة جميلة للمتنبي .. لن أتعرض لها كاملة ولكن لبعض أبياتها الرااائعة …
واحَـرَّ قَـلباهُ مِـمَّن قَـلبُهُ شَـبِمُ … وَمَـن بِـجِسمي وَحـالي عِندَهُ سَقَم
مـالي أُكَـتِّمُ حُـبّاً قَد بَرى جَسَدي … وَتَـدَّعي حُـبَّ سَـيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
( لقد مدح المتنبي الكثيرين لكن من أكثر واصدق من مدحهم في اعتقادي هو سيف الدولة فهو لم يهجوه بالرغم من اختلافه معه كما هجا كافور الاخشيدي )
إِن كــانَ يَـجمَعُنا حُـبٌّ لِـغُرَّتِهِ … فَـلَيتَ أَنّـا بِـقَدرِ الـحُبِّ نَقتَسِمُ
قَـد زُرتُـهُ وَسُـيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ … وَقَـد نَـظَرتُ إِلَـيهِ وَالـسُيوفُ دَمُ
فَـكانَ أَحـسَنَ خَـلقِ الـلَهِ كُلِّهِمِ … وَكـانَ أَحـسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَـوتُ الـعَدُوِّ الَّـذي يَـمَّمتَهُ ظَفَرٌ… فـي طَـيِّهِ أَسَـفٌ فـي طَـيِّهِ نِـعَم
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت … لَـكَ الـمَهابَةُ مـالا تَـصنَعُ الـبُهَمُ
أَلـزَمتَ نَـفسَكَ شَـيئاً لَيس يَلزَمُها … أَن لا يُـوارِيَـهُم أَرضٌ وَلاعَـلَـمُ
أَكُـلَّما رُمـتَ جَـيشاً فَـاِنثَنى هَرَباً … تَـصَرَّفَت بِـكَ فـي آثـارِهِ الـهِمَمُ
عَـلَيكَ هَـزمُهُمُ فـي كُـلِّ مُعتَرَكٍ … وَمـا عَـلَيكَ بِـهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
( وقفة مع هذا البيت البليييغ في نظري في مدح شجاعة سيف الدولة لدرجة ان العدو لا ينلام حين يهزم من قبل سيف الدولة )
يـا أَعـدَلَ الـناسِ إِلّا فـي مُعامَلَتي … فـيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
( وهو من الأبيات المشهوره عند الناس وتشتمل على قاعدة معروفه وهي عدم جواز القاضي ان يكون قاضي وخصم في آن واحد )
أُعـيـذُها نَـظَراتٍ مِـنكَ صـادِقَةً … أَن تَـحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَمـا اِنـتِفاعُ أَخـي الـدُنيا بِناظِرِهِ … إِذا اِسـتَوَت عِـندَهُ الأَنـوارُ وَالظُلَمُ
( وهو من أبيات الحكمه .. فالاعمى لا يضره ان كان الوقت ليلا ام نهارا )
أَنـا الَّـذي نَـظَرَ الأَعـمى إِلى أَدَبي … وَأَسـمَعَت كَـلِماتي مَـن بِـهِ صَمَمُ
( وهو من الابيات التي اعتدنا فيها على غرور المتنبي ههههههه .. وهو من الابيات التي يحفظها الكثير من الناس ) …
أَنـامُ مِـلءَ جُـفوني عَـن شَوارِدِها … وَيَـسهَرُ الـخَلقُ جَـرّاها وَيَختَصِمُ
( وهذا البيت فعلا ينطبق على المتنبي .. فقد أشغل العالم بأشعاره منذ القديم والى اليوم .. )
وَجـاهِلٍ مَـدَّهُ فـي جَـهلِهِ ضَحِكي … حَـتّـى أَتَـتهُ يَـدٌ فَـرّاسَةٌ وَفَـمُ
إِذا نَـظَرتَ نُـيوبَ الـلَيثِ بـارِزَةً … فَــلا تَـظُنَّنَّ أَنَّ الـلَيثَ مُـبتَسِمُ
( وهو من أبيات الحكمة التي يحفظها الكثير من الناس )
فَـالخَيلُ وَالـلَيلُ وَالـبَيداءُ تَـعرِفُني … وَالـسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
( وهو من الابيات التي يحفظها الكثير من الناس .. واشتهر بين الناس انه هذا البيت هو السبب في مقتل المتنبي .. والصحيح انه كان سببا من الاسباب ولكنه ليس السبب الرئيسي .. والسبب الحقيقي هو انه قد هجا قوم ” ضبة ” بقصيدة ” فاااحشة ” بذيئة … فكمنوا له في الطريق .. وحين اراد الهرب منهم ذكره بغلامه بهذا البيت الذي يدل على شجاعته .. فما كان من المتنبي الا ان ثبت وقاتل حتى قتلوه لكثرتهم .. )
صَـحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً … حَـتّى تَـعَجَّبَ مِـنّي القورُ وَالأَكَم
يـا مَـن يَـعِزُّ عَـلَينا أَن نُـفارِقَهُم … وِجـدانُنا كُـلَّ شَـيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
( وهو بيت في قمة الجمال .. يردده الكثير من الاخوه الرومانسيين ههههههه )
إِن كـانَ سَـرَّكُمُ مـا قالَ حاسِدُنا… فَـمـا لِـجُرحٍ إِذا أَرضـاكُمُ أَلَـمُ
( وهذا البيت يدل على سريعة بديهة المتنبي .. حيث يذكر ان المتنبي حين كان ينشد هذه القصيدة لسيف الدولة الحمداني وكان في المجلس الشاعر ابوفراس الحمداني وكان يبغض المتنبي .. فلما سمع مقاله في الابيات السابقه قام ابوفراس ورمى دواة الحبر على راس المتنبي فجرحه .. فضحك سيف الدولة من هذا الموقف .. ولسرعه بديهة المتنبي قال هذا البيت .. ان كان سركم ما قال حاسدنا .. فما لجرح اذا ارضاكم ألم .. وهو من الابيات التي يستشهد بها الكثير من الناس ويحفظونها ) …
وَبَـيـنَنا لَـو رَعَـيتُم ذاكَ مَـعرِفَةٌ … إِنَّ الـمَعارِفَ فـي أَهـلِ الـنُهى ذِمَمُ
كَـم تَـطلُبونَ لَـنا عَـيباً فَيُعجِزُكُم … وَيَـكرَهُ الـلَهُ مـا تَـأتونَ وَالكَرَمُ
مـا أَبـعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي … أَنـا الـثُرَيّا وَذانِ الـشَيبُ وَالـهَرَمُ
إِذا تَـرَحَّلتَ عَـن قَـومٍ وَقَد قَدَروا … أَن لا تُـفـارِقَهُم فَـالراحِلونَ هُـمُ
( وهو بيت في قمة البلاغة .. حيث يقول انك ان فارقت قوم ولم يحاولوا ان يثنوك عن رحيلك فهم الراحلون والخاسرون فلا تجزع عليهم )
شَـرُّ الـبِلادِ مَـكانٌ لا صَـديقَ بِهِ … وَشَـرُّ مـا يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
وَشَـرُّ مـا قَـنَصَتهُ راحَـتي قَـنَصٌ… شُـهبُ الـبُزاةِ سَـواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ
في الختام لا نقول الا ” لله درك يا متنبي ” …
اتمنى اني ما طولت عليك لكن حبيت تستمعون معاي بهالقصيدة الراائعة …
العفو اخوي … وحياك الله وتسلم على المرور …
مشكووور أخوي أنا أعز هذا الشاعر واااايد و ما قصرت
تقدر تسميها روائع المتنبي اخوي مضارب مغامر
استمتعنا بقراءتها وبالتأكيد الكثير منها مر علينا
وبعضها حافظينه …
ننتظر منك المزيد الله يعطيك العافيه
لا ما طولت، بس ياني رقاد شويه.
تقبل مروري، و لو لابس قبعه جان رفعتها لك، ممممم، ينفع أرفع عقالي؟
ومن أشعر من المتنبي ؟
ومن أفصح منه ؟
ومن أسرع بديهة وأكثر بلاغة ؟
إنه ملك الشعراء و معلّمهم
شكرا أخوي مضارب مغامر
أتحفتنا بهذه القصيدة الرائعة
أذكر بعض الأبيات على نفس القافية للشاعر الزبيري
إن القيود التي كانت على قدمي = صارت سهاما من السجان تنتقم
إن الأنين الذي كنا نردده = غدا صيحة تصغي لها الأمم
إن اللصوص وإن كانو جبابرة = لهم قلوب من الأطفال تنهزم