قـــوافي الشــــــعر

قراءة الشعر عمل عسير، والكاتب يتهيبها، فقراءة الشعر لا يوازيها صعوبة إلا قوله أو كتابته، الشاعر نفسه لا يستطيع أن يقرأ شعره قراءة مقنعة، قراءة جامعة مانعة، فما بالك إذا كان هذا القاريء هو شخص آخر..

العامل الذي يفقد العمل الشعري حرارته ويهبط به درجات عن مرتبة الإبداع والخلْق.
أما أهم ما تشكو منه قصيدة الشباب وهو القاصم لظهرها فهو خلوها من الرؤية نظرا لــ:
– عدم إدراك طبيعة الشعر كعمل فني يتطلب الفرادة.
– التعامل مع المواضيع المتناولة بقليل من الانتباه والمبالاة.
– التقليد ومحاكاة تجارب الآخرين.
وهكذا يكون الحديث عن شعر الشباب حديثا ذا شجون ،إن لم يؤرق صاحبه فهو على الأقل سيتركه يتساءل عن المصير الذي سيؤول إليه الشعر العربي على يد هؤلاء الشباب.و نحن بدافع الغيرة على الشعر نقول بأننا نريد من هؤلاء الشباب أن يكونوا في مستوى المسؤولية ،وأن يضطلعوا بها خير اضطلاع حتى يمكنهم أن يضيفوا إلى الشعر عمقا تزهى به القصيدة بوصفها فنا.

القافيـه

يحدد العروضيون القافية بكونها مكونة من الساكنين اللذين في أخر البيت مع ما بينهما من الحروف المتحركة ومع المتحرك الذي قبل الساكن الأول ..

وهي من زاوية الوظيفة الايقاعية التي تقوم بها فيكاد الجميع يعتبرها عنصرا من عناصر الايقاع ولو أنها قد توكل لها وظائف أخرى كالإعلام على نهاية البيت أو مجرد صورة من الصور المحققة للانزياح إذ تحقق تجانسة صوتيا حيث لا يوجد تجانس معنوي وتقابل مدلولات يفترض أنها مختلفة لدوال تبدو متجانسة فهي تقلب الموازاة الصوتية التي تقوم على سلامة الرسالة فلها إذن عدة وظائف ولعل وظيفتها الايقاعية هي الوظيفة البارزة. أن القافية ليست “إلا عدة أصوات تتكرر في أواخر الأشطر أو الأبيات وتكرارها هذا يكون جزءا من الموسيقي الشعرية فهي بمثابة الفواصل يتوقع السامع ترددها وقد قيل، أيضا بصددها أنها “ركن مهم في موسيقية الشعر الحر لأنها تحدث رنينا وتثير في النفس أصداء وأنغاما..

أنواع القوافي..

القافية الرصينة: هي التي لاتشد عن العرف المتوارث في الشعر وهي القافية الصحيحة المتزنة. مثل: (أهلي،الأريامي,الرعود,الزهور)

القافية المشحة: هي التي تأتي بمركب ايقاعي موسيقي جميل وفاتن وهي القافية المركبة النضرة. مثل: (اخلافي،مدامع،أسهرتني,لشرافي,أرهافي)

القافية الثقيلة: هي القافية المربوطة بالشد في الحركات الثلاث الكسر والفتح والضم وهي القافية المعقدة. مثل: ( يتربع،يفيد,خص, حد,يود,)

القافية الخفيفة: هي التي يسهل على المتلقي فهمها قبل النطق بها وهي قافية سلسة خالية من التكلف. مثل: (السنافي،حبيبي, فرضي, وردي)

القافية المعسوفة: هي التي تعسف من أجل الوزن أو اللحن أو التطابق اللفظي وهي قافية مذمومة.

القافية المضطربة: هي التي تأتي من عيوب الموسيقى التي تأتي من بعض الحروف وهي مقززة.

القافية الاضطرارية: هي التي يجبر الشاعر بوضعها مضطراً فتصبح تكملة للبيت بدون معنى وهي القافية السائبة.

القافية المجازة: عي التي تطوع حروفها من أجل التجريس والتنغيم والترخيم والتفخيم وهي قافية مشوقة. مثل : (يستزيدي، محبينه,مصلنه,امسويه).

و غيرها.. القافية الموحدة في القصيدة العمودية.

لكني في وطني أنفيه وينفيني
يذبحني
يغتال الموعد في عيني
أعبده لكن يدميني

القافية المتتالية والمتناوبة وغالبا ما تقتصر على المقطع ولا تتعداه.
رأيت يارا في الصباح قرب بيتنا
يارا تفر كالتمثال من أمامنا
يارا تنكس الرأس وتمطر الأنهار
لكنها في نظرتها انكسار

القافية المرسلة فإننا نجدها ترتبط بالبيت الشعري غير التام موسيقيا..

عابرا نحو نبعك إني رحلت وطوفت كل..
البلاد..عن الوهج الساحلي بحثت وعدت أشيل..
الاياب…

ولعل هذا النموذج يوضح لنا ذلك حيث لا ترتبط قوافي هذه الأشطر بقوافي أشطر أخرى إلا أن الشاعر يعرف ايقاع القافية بقافية داخلية تتجل في تكراره لصيغ صرفية واحدة مقفاة (التاء المبسوطة) وذات توازن صوتي وهي (بحثت، عدت، رحلت، طوفت) مما يمكن الأبيات ايقاعا معوضا للقافية.

فا لكل جيل اهتماماته الخاصه ,, ولاختلاف الحياة نفسها واللغه اللي يتحدثون فيها..
فا الجيل الحالي ماراح يكون قوي بالالفاظ مثل الاجيال السابقه..

الخلاصـة:
إن الشعر يبتعد عن التقريرية والمباشرة إلا أنه ليس مجرد زخرفة فنية وليس عملا جماليا مجردا ولا تحليقا في فضاء المجرد والمطلق على حساب الواقعي والتاريخي واليومي..

تقبلوا مودتــي