………………………….

قصة من بنات افكاري وبقلمي

واحببت ان اقسمها الى جزئين والجزء الثاني سينزل بعد فترة وهذه الفترة تحددها ردودكم ومدى اعجابكم وشوقكم لسماع الباقي
قلب من ذهب

الجزء الاول

الو (صوت رجل خشن قليلا ولكن يحاول أن يجعل نبرة صوته دافئة حانية )
الو نعم من معي (صوت أنثى متوسطة العمر مستغربة تحاول أن ترسل رسالة للمتصل بمدى صلابتها وهي عكس ذلك)
انا …………..
نعم من انت ؟؟
أريد أن أخبرك قصة وأريدك أن تحكمي أنتي من خلالها ماذا على صاحبها أن يفعل ؟؟
نعم …. من أنت ولماذا تريد أن تسمعني أنا هذه القصة ؟؟
اسمعيها أولا وبعدها سنناقش هذا كله ؟

(تيت)
أقفلت سارة الخط كعادتها فهي تعلم بان اغلب المعاكسين يبدءون هكذا , يختلقون القصص ثم يجعلون الفريسة تتعود على قصصهم ثم ينقضون عليها , ولكن لا تدري لماذا أخذت بعض الأسئلة تنهش عقلها البريء من هو وماذا يريد وما هي القصة التي يريد أن يسمعني إياها ولا تتدري لماذا احست بالندم بانها اقفلت الخط قبل ان تسمع القصة ؟

(توت توت ….. توت توت) رسالة نصية قصيرة
اخذت سارة الهاتف بسرعة , فكل جوارحها تعرف ان صاحب القصة الغامضة هو مرسل هذه الرسالة وبكل لهفة اخذت تقرا الرسالة.

(انا لست بغريب عنك ولكن لا استطيع ان اخبرك من انا الا بعد الانتهاء من رواية قصتي ولكي اجعلك تطمئنين من ناحيتي فانا أعرفك جيدا لدرجة اني اعرف أن هناك من تقدم لخطبتك الاسبوع الماضي وتوجد مشكلة بالرجل ولكن مع هذا أنتي موافقة مبدئيا عليه)

احست سارة بالصدمة فهذا الرجل الغريب يعرف ادق تفاصيل حياتها بل يعرف حتى ما تخبئه بصدرها مع انها لم تخبر به احدا
قالت بصوت مرتجف لنفسها: (لن اكلمه فهذا الرجل قد يكون بعلاقة مع ….. اعوذ بالله)

(توت توت ….. توت توت)
ارتعدت اطرافها ولم تشأ أن تقرئ الرسالة في بادئ الأمر ولكن قتلها الفضول لتعرف بقية القصة

(لا تخافي مني فانا لا أريد سوى الخير لكي
.
.
.
.
ولي أيضا
أرجوك ردي على الهاتف فلسنا بمراهقين لا نعي ما نفعل)

رن الهاتف لم ترد في المرة الأولى ولا الثانية وردت على الثالثة وهي تردد بصوت خافت (سوف أوقفه عند حده) حاولت بهذه الكلمات أن تقنع نفسها ولكن في الحقيقة كانت تريد أن تعرف من هو وما هي قصته معها ؟

سارة : لو سمحت أنا بنت لا تعرف أن تخون ثقة أهلها فإذا كان عندك شيء تعتبره خير لي , فانقله لأحد أخوتي وهو سيتولى مهمة إخباري به.

الرجل الغامض: وهذا وعد مني بعد هذا الاتصال وبعد أن تقرري اقصد….. بعد أن تخبريني رأيك بنهاية هذه القصة سأتوجه مباشرة لأهلك لأكمل باقي القصة معهم ولكن …….. أذا كان لهذه القصة نهاية.

ارتبكت سارة لهذا الرد التي لم تكن تتوقعه , لم تعرف سارة ماذا تفعل وأخذت الكلمات تدور في رأسها ( قصة , خير لي ….. وله , أقرر , نهاية , إذا كانت هناك نهاية)

(أنا أسمعك) قررت سارة وبحزم ان تسمع القصة وعاهدت ربها بان بعد سماع القصة سوف تقفل الخط وسوف ترد عليه برسالة عن رأيها أو قرارها أيا يكن.

الرجل الغامض : اتمنى ان لا تقاطعيني وان تسمعي القصة للنهاية واريد هذا الوعد منك ان لا تقفلي الهاتف وان لا تقاطعيني الا بعد الانتهاء من القصة وساكون لك الاذن الصاغية بعد نهاية القصة.

ترددت سارة ولكن أحست بان القصة أصبحت هاجسها وان لم تسمعها الآن فقد يؤرقها ذلك لفترة طويلة من الزمن.

سارة: حسنا ولكن إن سمعت ما يغضب ربي فسأقفل الهاتف فورا.

الرجل الغامض: لك هذا ……. حسنا سأبدأ من ذاك اليوم عندما ذهب ابراهيم ليجلب الصور من الاستديو بناء على طلب زوجته , وكانت الصور لمنى زوجته والتي التقطتها خصيصا له لتريه كيف كانت جميلة بالفستان الاحمر التي استئجرته لهذا اليوم وصادف ان الزوج كان مسافرا للخارج للعمل , الحفلة التي اقامتها بمناسبة ت…… (صمت قليلا) مناسبة رسمية , لم ينتظر ابراهيم ليصل الى البيت وينظر للصور , ففتح الظرف واخرج الصور اخذ يقلبها وفجاة راى صورة لزوجته وبجانبها صورة امراة جميلة جدا رمى ابراهيم الصورة ولملم الصور واخذ يستغفر ويتعوذ وعند وصوله للبيت رمى بالصور على زوجته واخذ ينهرها بغضب لعدم إخبارها له باحتواء المغلف صور امرأة غريبة عنه وما ذنب المرأة في انه رآها هكذا سوى غباء زوجته , واخذت الزوجة تتاسف له وتستغفر ربها في ان يسامحها على الزلة التي ارتكبتها في حق (ندى).
مرت الايام على ابراهيم ولكن صورة المراة التي رآها لمجرد ثواني أخذت تلاحقه بشدة وخاصة إن الصور كانت لندى وهو يعرفها جيدا , فهي اعز صديقة لزوجته التي لا تنفك في كل مناسبة ان تتحدث عنها , فهي جميلة وجامعية ومثقفة وتخاف من ربها وأخلاقها عالية , ودائما تنقل له افكارها حتى تكونت صورة جميلة جدا عنها لديه ولكن لم يكن يتصورها بهذا الجمال.

ارادت سارة ان تقاطعه وتساله انها لم تفهم الى الآن ما علاقتها بهذه القصة ولكن التزاما بالوعد سكتت وأصغت للباقي وهي متلهفة لمعرفة السر الغامض وراء هذه القصة وهذا الرجل.

اكمل الرجل الغامض: لم يستطع ابراهيم ان يكبح جماح العواصف التي اجتاحت احاسيسه وما لبثت ان لوثت عقله الذي كان يكافح ليجعله نظيفا من النزوات والهفوات ؛ فلأول مرة اخذ يفتش في حاجيات زوجته بحثا عن هذه الصورة التي جعلت منه عاشقا وهو الذي توقع انه لن يميل قلبه لغير زوجته ابدا , ووجد الصورة فاخذها واخذ يتامل مجددا في الانسانة التي جعلت منه عاشقا في هذا العمر متيما بانسانة لم يرها سوى ثواني معدودة , لم يستطع ان يضع في راسه فكرة ان لا يراها ثانية فاخذ الصورة ووضعها على الماسح الضوئي ونسخها.

(حقير) قالتها سارة بصوت لا يكاد يسمع وبغضب شديد.

اكمل وهو يبتسم: ارجع ابراهيم الصورة لمكانها وبعد شهور وبعد ما تاكد بان ما يمر به ليس نزوة عابرة اخذ يفكر جديا في ان يصارح زوجته بما يخباه في قلبه ولكن اعترته فجاة فكرة جعلته يرتجف , فماذا لو لم توافق زوجته على الموضوع فهي ككل انثى لا ترضى بضرة عليها وهي لم تقصر فانجبت له ولدين كالقمر , وماذا يضمن له بان انثى جميلة كندى قلبا وقالبا ستوافق عليه وسترضى أن تتزوج رجلا متزوجا مثله ولو أن عمرها قد تعدى الثلاثين بقليل , فلم يتجرا أن يصارح زوجته ولم يتجرا أن يتقدم لخطبة ندى , ومر على هذا الموضوع تقريبا سنة وأكثر من ذلك بقليل.
سكت الرجل الغامض قليلا ثم تنهد وقال: لم تنتهي القصة والمفاجاة التي حصلت في هذه القصة بان منى اخبرت ابراهيم بان ندى تقدم اليها شخص متزوج ولديه من زوجته الاولى 4 اولاد وهي مبدئيا موافقة عليه وتقول ان هذا نصيبها في الحياة فقلت معارفها وسمعت أخيها السيئة تبعد الناس عنهم وهذا الرجل لا يعيبه سوى انه متزوج وهذه قصة ابراهيم ومنى وندى

او في الحقيقة اقصد ………………..

قصتي انا احمد وزوجتي وصديقتك وضحة وانتي ……….. سارة.

دار راس سارة واحست ان الارض تدور وان الكرسي التي هي جالسة عليه سيقع , واخذت القصة تتضح شيئا فشيئا , تذكرت فجاة زميلتها وضحة وحفلة ترقيتها من سنة ومدى صداقتهما القوية التي تمتد ل 10 سنوات وتذكرت ايضا ان لصديقتها لسانها متبرئ منها فحتى امامها دائما تتكلم عن احمد وكيف نست انها الوحيدة التي تعرف بخالد الرجل المتزوج الذي تقدم لخطبتها.

بقيت سارة صامتة لمدة خمس دقائق وكانت بالنسبة لها دهرا بكامله.

(سارة) جاء صوت احمد

تذكرت سارة فجاة انه لا زال على الخط وتذكرت ايضا الوعد فقطعت خط الهاتف مباشرة وبدون تردد.

استلقت سارة على الفراش لانها احست انها لا تستطيع ان تحمل جسمها من هول المفاجأة.

(توت توت ….. توت توت)
جاءتها رسالة ولكن لم تتجرأ على فتح الرسالة , كان يعتريها شعور غريب بالدهشة والذهول ويخالطه شعور بالغضب واحساس بالذنب.

اخذت تستعيد كلماتها التي قالتها مرة لصديقتها العزيزة على قلبها وضحة : ياليت عندي نص احمد الله يخليكم لبعض.
نعم هي كانت تحلم بشخص مثل احمد وسيم ورومانسي وخلوق جدا ومثقف ومن ترفض شخصا كاحمد تكون مجنونة.
ولم تلاحظ سارة انها كانت تبتسم باغتباط انها ملكت قلب رجل كهذا إلا عندما اعترتها فجأة صورة وضحة المسكينة التي لا تكف ان تخبر الناس باعتزازها بصداقتها معها.

(ولكنه هو من اختارني وليس انا من اخترته) قالتها وهي ترتجف ولم تلاحظ والا ودمعة حارقة نزلت على وجنتها وقالت: كم هو كثير علي هذا كله.
فجاة تذكرت ان احمد قد ارسل لها شيئا بالهاتف , امسكت الجهاز والدمع لا يزال ينهمل من عينيها:
(سارة لم اشئ ان اصارحك بهذا كله وقد اخذت عهدا على نفسي ان لا ادمر علاقتك بزوجتي ولكن عندما تاكدت من ان زوجتي واقفة بجانبك في ان تتزوجي من رجل متزوج وانتي وافقتي مبدئيا على فكرة الزواج هذه ؛ تشجعت وحاولت ان اكون سلسا في توصيل الفكرة , الامر بيدك فان وافقت , ساتقدم لاهلك واطلب يدك منهم واذا لم توافقي فستحكمين على هذه القصة بالنهاية هنا)
…………..

© باسويد


وبقية القصة نكملها في الجزء الثاني قريبا …………

36 thoughts on “قلب من ذهب (قصة قصيرة) الجزء الاول

  1. .

    .

    اخوي باسويد،،،

    اهلا بقلمك الواعد

    ننتظر منك المزيد بإطلالتك المرهفة

    وبفارغ الصبر ننتظر الجزء الثاني

Comments are closed.