الأحلام تعد نقطة البداية لأي نجاح يسعى لتحقيقه الإنسان الطموح ، وهي من أبرز العوامل الأساسية لأي إنجاز قد يتحقق .
وكل ما نتمتع به اليوم من تقنيات وخدمات وتسهيلات اكتشفها البشر كان في يوم من الأيام عبارة عن رؤى وتصورات وأحلام وتخيلات لأشخاص آخرين نذروا أنفسهم للسير في طريق النجاح ومحاولة تقديم شئ مفيد لأنفسهم ومجتمعاتهم وللبشرية بشكل عام .
ومن أجمل الأمور المتصلة بالحلم والتخيل والتصور امكانية أن تكون بدون حدود ولا قيود ، متاح للمرء أن يحلم بما شاء ، ويتخيل ما يشاء ، دونما سلطان بشري يمكنه الحد من هذه الأحلام والتخيلات والتصورات .
إن التصورات والتخيلات والأحلام ذات أهمية قصوى للإنسان تساعده على النمو والتقدم والتوازن والاستقرار، يحتاج اليها لتحريره من أية معوقات أو قيود أو صعوبات .
ونظراً إلى أن كل شئ يحدث في العقل أولاً ، لذا عندما يرى الإنسان نفسه ناجحاً وقوياً وقادراً على تحقيق أهدافه وطموحاته وأحلامه وأمانيه ، وعندما يؤمن بذلك في قرارة نفسه ويستشعر ذلك في أعماق قلبه ويشعر به داخل أحاسيسه ومشاعره ، فان ذلك سيخلق عنده قوة ذاتية لا تغلب باذن الله تعالى ، وسيساعده عقله الباطن على الاستفادة من قدراته التي لا حدود لها ولا قيود عليها في طريقه الى تحقيق ما يريد .
ومن المؤسف أن كثيراً من الأفكار النيرة قد تموت قبل أن ترى النور وقبل أن يكتب لها ملامسة الواقع لعدة أسباب منها وأهمها ردود فعل الناس المحيطين بالإنسان الحالم الطموح الراغب في تحقيق شئ مختلف سواء كانوا الوالدين ، أو الأولاد ، أو الأخوة ، أو الأزواج ، أو الأرحام ، أو الأقرباء ، أو الأصدقاء ، أو زملاء العمل ، أو الرؤساء ، والمرؤوسين ، أو غيرهم .
من هؤلاء عادة من يقف كجر عثرة في طريق من حوله يثبط من عزيمته ، ويفت في عضده ، ويصور له النتائج الوخيمة التي قد تعود عليه إن هو انساق وراء بروق هذا الطموح ، يتوانى في تقديم النصيحة المسددة والرأي الرشيد ، ويبشر صاحبه بالفشل الذريع ، ويكون من نتيجة ذلك أن تفشل الأفكار ، وتضيع الجهود ، وتوهن العزائم ، ويحل الياس والقنوط محل الأمل والتفاؤل ، والعجز بدلاً من الإقدام ، والتراخي بدلاً من الطموح .
أمر آخر قد يكون سبباً في موت الأفكار والرؤى والأحلام والتصورات قبل ولادتها هو الإنسان نفسه ، طريقة تفكيره ونظرته للأمور ، فاذا استقر الشك داخل نفسه بأن تحقيق الرؤى والأحلام والتصورات والأماني أمر مستحيل فإن هذا التفكير كفيل بإخماد أقوى الأفكار وأعظمها ، أما إذا استطاع زرع الإيمان بأحلامه وتصوراته وأمانيه ورؤاه في أعماق قلبه فعندئذ يكون قد خطا أهم الخطوات الضرورية للوصول إلى منصات النجاح وشرفات ومنابر التتويج .
ينبغي أن يحلم الإنسان بلا حدود ، وأن يكتب أحلامه بدون توقف ، يرتبها حسب أهميتها وأولويتها ، ثم لا يدخر وسعاً ولا يألو جهداً بعد ذلك في تحقيقها ، يقرأ ما وسعته القراءة في المجالات ذات الصلة ، ويدرس بتأن وعمق سير الأفذاذ والناجحين والمبرزين في المجال الذي اختاره ميداناً لتفوقه ، يراقب أدائهم وتصرفاتهم والاستراتيجيات والسياسات والوسائل والإجراءات التي اتبعوها لتحقيق نجاحاتهم ووصلوا من خلالها إلى أحلامهم وأمنيات قلوبهم .. يشعر بمشاعرهم بعدما يحققون ما يصبون إليه ، ويتخيل ما ستكون عليه أحوالهم بعد أن يحققوا ما يصبون إلى تحقيقه .
يبتعد عن المثبطين والمحبطين ، عن لصوص الأحلام وسراق الرؤى والتطلعات ، يبتعد عن المتشائمين ، ويتقرب إلى المتفائلين ، لا يدع مجالاً لأحد ، مهما كان ، في تثبيط همته ولا التهوين من عزيمته ، ولا يدع فرصة لمن يمكنه إثنائه عن إطلاق العنان لنفسه للثقة بالله جل وعلا ثم بنفسه وقدراته وللحلم بكل خير يجلب نفعاً لدينه ولنفسه وأهله وذويه ومجتعه والبشرية جمعاء .
يخطط باتقان ، يكون مرناً أثناء الأداء ، يعمل بدون كلل ولا ملل لتحقيق أهدافه وطموحاته ، يصبر مهما كان وقع البلاء عليه عظيماً وخطره جسيماً ، لا ييأس مهما كانت الصعاب ، يستامح مع من أساء اليه ، يعفو عمن ظلمه ، يعطي من أحرمه ، لا يكف عن الحلم والرجاء والأمل .
منقول
اشكرك اخي طائر الاشجان على المشاركه والمرور
جرعات روحيه يستقي منها المتلقي نبض وعبق جميل لتصفو بها روحه وليغذي بها عقله .. شكرا لك ..