كذب وفهلوة سماسرة العقار وسذاجة أصحابنا

يستغل الكثير من سماسرة العقار في الدولـــــة – وأغلبهم من الوافدين – حاجة الناس وخاصة المتلهفين للبيع أو للحصول على سكن مناسب ومريح في حدود ميزانياتهم في بخسهم أموالهم ولهف مافي جيوبهم واستنزاف مدخراتهم أو مخصصاتهم من السكن بأساليب وطرق تفتقر إلى الصدق والأمانـــة ولهذا فإنني أوجه إخواني المواطنين والوافدين الباحثين عن السكن المناسب إلى بعض المواقف والأساليب التي ينتهجها هؤلاء الذين لا يراعون أي قيم أو أخلاق أو أمانــــــــة.. وأنا هنا أتكلـــــــــــم عن (((((( البعض ))))))) وليس عن الكل ولذلك فإنني لا أقبل أي رد يتكلم عن التعميم والتخصيص ..

@ عندما تتصل بأحد سماسرة العقار وتخبره بحاجتك لاستئجار فيلا أو شقة للإيجار عن طريق العمل فإنه يبادر إلى سؤالك : أين تعمل ؟ ما هي رتبتك ؟ وبهذه الطريقة يعرف مخصصك السكني وراتبك ويعطيك منزلاً يفوق مخصصك من الإيجار بما يزيد على العشرة آلاف ولذلك فمن المفترض عليك أن لا تكشف الكثير من أوراقك ليتعامل معك السمسار بأفضل أنواع السوء من النزاهة !

@ يأخذ الكثير من السماسرة العمولة المزدوجة حيث يأخذون من المالك 5% إلى 7% ومثلها من المستئجر مدعيين أن القانون هكذا وشخصياً لا أعلم من أين جائوا بهذا القانون الذي يجعلهم يحصلون على 7000 درهم من إيصال مستئجر إلى شقة إيجارها 100 ألف درهم.

@ الكثير من السماسرة هم عبارة عن سماسرة ثانويين يقبضون عمولات من سماسرة رئيسيين ولذلك فإنهم يرفعون أسعار العقارات بطريقة مبالغ بها للحصول على قطعة من الكعكة التي يدفعها المشتري أو المستئجر ليتقاسمونها فيما بينهم لاحقاً.

@ يقوم سماسرة العقار بالتواصل فيما بينهم وخاصة إذا كانوا من جنسية واحدة ويتفقون على أسعار تبدو في بعض الأحيان خيالية لعلمهم أن الكثير من المواطنين يدفعون بلا حساب وخصوصاً إذا كان المبلغ مخصصاً للسكن من العمل !

@ يتعامل الكثير من سماسرة العقار بالكذب واستخدام أغلظ الأيمان للتوفيق بين البائع والمشتري وكذلك المؤجر والمستئجر فيبخسون صاحب العقار قيمة عقاره ويرفعون الأسعار في وجه المشتري أو المستئجر استغلالا لحاجتــــه.

@ بعض السماسرة يقنع المالك بأنه قادر على جلب السعر الذي يريده بشرط أن يعطيه أي مبلغ زائد من عملية البيع أو الاستئجار عن السعر المحدد بل كما أن بعضهم يجعلون المالك يوقع على ذلك وفي أحيان يقنعون المالك بأن عقاره لا يساوي إلا هذا السعر إيجاراً أو بيعاً وفي الجانب الآخر يبيعونه بأسعار أعلى.. وهذا جعل الكثير من هؤلاء السماسرة يربحون الآلاف والملايين من سذاجـــــــة هؤلاء الملاك وجشعهم مما أدى إلى جعل الكثير منهم يعض أصابع الندم على العقار الذي كان يملكه في وقت لم ينفعه فيه الندم !!

@ الكثير منهم يتعامل بطريقة غير محترمة وغير لائقة مع الزبائن فتراه يعدك باللقاء في مكان فيصل لك بعد ساعة أو يتصل برنة واحدة لتعاود أنت عليه الاتصال أو تراه يزعجك بكثرة الاتصالات لإقناعك بما أنت غير مقتنع به من الأساس أو ينسج عليك قصص وهمية مفادها أن البائع طلب مبلغاً زائداً أو المؤجر وجد مستئجراً سيدفع نفس القيمة التي لم تقتنع بها أو أن المشتري وجد أرضاً أفضل من الأرض التي تعرضها أنت وهكذا …..

@ بعض السماسرة يطلب منك أن تدفع مبلغ 500 درهم مقابل كل عقار تشاهده بواسطتـــه مدعياً أنه يضيع وقته معك وأنه من دون دفع أية مبالغ يقدم خدمة جليلــــة لك …. وللأســـف بعض أصحابنا يدفعـــــــــون !!

@ الكثير من المواطنين يدفع قيمة استئجار العقار بسرعة وتهــــور وعدم مبالاة وخصوصاً إذا كانت القيمة ستدفعها جهـــــــة العمـــل وفي نطاق المخصص ولذلك فإنهم يتسببون في رفع قيمة عقارات مجاورة وتعميم فكرة أن أسعار العقارات مرتفعـــــــة جداً جداً ولذلك فإن السماسرة يستغلون هذه النقطـــــة ويروجون لفكرة أن العقار الفلاني أو الشقة الفلانية وصلت إلى سعر 200 ألف في السنة ومع طمع الملاك وكذب السماسرة وجهالة الناس وصلت أسعار إيجارات فلل عادية في أبوظبي إلى 450 ألف درهم !!

@ عزيزي المشتري أو المستئجر أنصحك أن لا تشتري من هؤلاء السماسرة دون أن تشاهد ولا تتفق دون أن ترى وتتأكد بأم عينك وتدقق على البيانات المسجلة وكل صغيرة وكبيرة في العقار لأنهم يجملون القبيح دائمــــاً للمحتاج الذي يصل إلى مرحلة من الضيق والملل الذي قد يجعله يقبل بأي شيء ليكتشف الزبون أنه اشترى شقة بدون باركنج أو أرض غير قابلة للتسجيل أو بيت متنازع عليه أو أرض غير الأرض التي تمت معاينتها وعندها القانون لا يحمي الطيبين !

@ للأســــف الكثير من السماسرة يفتقرون إلى الوازع الديني والأسلوب اللائق في الحديث وإلى الإنصاف في قول الحقيقة ويعتقدون أن العملية مجرد ( فهلوة ) لكسب الأموال فتراهم يأخذون من عدة مشترين أو مستئجرين عربوناً ومن ثم يتمون الإجراء مع أفضل سعر أو فائدة بالنسبة لهم وربما يماطلون في إعادة العربون بعد دفعه !

@ بعض السماسرة الهوامير يعطي المالك قيمة الإيجار التي يطلبها ومن ثم يحتكــــــر العقار فيزيد على هذا المبلغ بأسعار خيالية مستغلأً وجود مجتمع تفشى فيه وباء ارتفاع الأسعــــار في كل شيء وخاصة العقار !!

@ الكثير من السماسرة يقنع الناس ويوسوس لهم كالشيطان بمخالفة القانون والقيام بعمليات بيع وشراء وإيجار ونقل وتحويل مع علمـــــــــه ومعرفته بأن ذلك لا يجوز قانوناً مما يؤدي في النهاية إلى ضياع حقوق وخسارة أموال وتشتت أسر وعندها يقولون بالفم المليان ( لم نضربكم على أيديكم ) !!

@ بعض السماسرة الهوامير يشتري الأراضي الكبيرة ويقسمها إلى أراضي صغيرة يبيعها في المجمل لاحقاً بضعف قيمة الأرض الأولى ..

@ بعض السماسرة يقول للمستئجر تعال لترى الفيلا الفلانية وعندما تذهب لتشاهدها تكتشف أنها بيت شعبي أو أنها ملحـــق بجوار فيلا ، وعندما يقول لك أنها نظيفـــــة وجديدة تكتشف أنها مسكونة من مدة لا تقل عن 10 سنوات ، وعندما يقول لك أن بها غرف كثيرة تكتشف أنه جمع مدخل البيت وغرفة الملابس والصالات واحتسبها كغرف أو يقول لك أنها قريبة من الشارع تذهب لتجدها قريبة من شارع رملي بعيــــــد …… والكذب والتدليس لا يفارق ألسنتهم فيضيعون أوقات الناس وجهودهم وأموالهم دون أية إحساس أو مسؤوليـــــة !!

@ بعضهم لا يستحي أن يحدد قيمة العقار للبيع أو الاستئجار بناء على جنسية الزبون فالمواطن من المفترض أن يدفع أكثر من الوافد ، ومواطني دبي وأبوظبي يدفعون أكثر من غيرهم ، وضباط الجيش والشرطة وموظفي أدنوك يدفعون للإيجار أكثر وأكثر ، وكذلك يدفع المحلي أكثر مما يدفعه الاتحادي ، وكذلك يدفع الطبيب والمدير والأوروبي أكثر من باقي الناس ….. ومن لا يصدق فليسأل وليجــــرب !!

@ بعضهم – وللعلم فقط – لا يملك أية رخصة أو تصريح بممارسة هذه المهنة وربما يكون قادم للبلاد بتأشيرة زيارة أو عمل لم يلتزم به وربما يكون متسللاً ونحــــــــن لا ندري عنه شيئاً ونعطيه أموالنا وثقتنا وأوقاتنا !!

لم أكتب هذا الموضوع إلا من أجل الوطن … من أجل العائلات الفقيرة … من أجل الأجيال القادمة … من أجل قوت أولادنا … لم أكتب سوى لفضح أمثال هؤلاء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وتسببوا في رفع العقارات في بلادنا إلى قيم خياليـــــــة وعن قصد وترصد وسابق إصرار حتى يومنا هذا ، وصدق ناصر الفراعنة يوم قال :

مـا تصفحـت الليالـي تصفـــح كتالـوج ……. لين مع كل حادث ذي حدش عشرى مزاج
العقيلة ما تبي غيـر ابـن حربـان زوج …… يــوم حاجات الذيابة غـدت عنـد النعـاج !