كريمات التبيض

الطبية

د. نادر ابراهيم يحذر من استخدام مساحيق تبييض البشرة

الدمام/نورة العتيبي

تنتشر حاليا في الاسواق انواع من كريمات ومساحيق التجميل وبعض الوصفات التي تركب بطريقة شعبية لتبييض الأعراض الجانبية وهو كلام لا اساس له من الصحة وادى بالفعل في بعض الحالات الى نتائج عكسية قد يصعب علاجها.
“اليوم” سألت الدكتور نادر نجيب ابراهيم اخصائي الامراض الجلدية عن هذه الظاهرة ومخاطرها فحذر منها واكد ان اضرارها على المدى البعيد وخيمة ولايمكن تلافيها بعد فوات الأوان كما طلبنا منه ان يبين لنا مكوناتها واخطارها وفيما يلي إجاباته عن اسئلتنا:

كريمات التجميل وأقراص السمنة وتأثيرها على البشرة
@ ولوحظ في الفترة الأخيرة انتشار وصفات بين النساء من اجل اكتساب البياض، هل من الممكن ان يوضح لنا دكتور نادر نجيب مكونات هذه الخلطات وأخطارها؟
ـ يتداول حاليا في الأسواق والمنازل كريمات يقال انها خاصة بتبييض البشرة وتعطي حيوية ونضارة للوجه والجلد عامة وتستعمل لفترات طويلة بدون ارشاد طبي او مراجعة الطبيب، وتباع بأسعار مرتفعة ويقبل على شرائها النساء خاصة ما بين عمر الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين، وتسوق هذه الكريمات على انها كريمات طبيعية خالية تماما من الآثار الجانبية.. كما توجد في الاسواق نوعيات من الكريمات المخلوطة على ايدي سيدات مبدعين الخبرة في هذا المجال ويتم وضع وخلط اشد انواع الكورتيزونات قوة والمتواجدة في الاسواق والتي تستخدم اساسا كعلاج طبي للأمراض الجلدية الشديدة مثال الصدفية. ومراهم وكريمات الكورتيزون تتدرج في شدة وقوة الكريم او المرهم وتأثيره على الجلد من كريم ذي تأثير خفيف الى كريم ذي تأثير شديد واكثرها واشدها قوة وتأثيرا على الجلد هو مرهم او كريم ديرموفت الشهير فمن الاثار الجانبية لمراهم الكورتيزون تفتيح لون الجلد اي يعتبر تبييض الجلد أثرا جانبيا للمرهم وليس للتبييض ويصاحب تفتيح اللون اعراض اخرى سلبية كثيرة منها ضمور طبقة الجلد اي يصبح الجلد ذا طبقة رقيقة مما يؤدي الى ظهور الأوردة الدموية الصغيرة مع احمرار بالجلد خاصة الوجه.. واستعمال هذه الكريمات فترات طويلة يؤدي الى التهابات مزمنة حول الفم وتهيج للبشرة وايضا زيادة نمو الشعر وتخطيط بالجلد وكثير من النساء يشكون من حرارة بالوجه بعد استخدامها.
وهناك نوع آخر من الكريمات الموجودة بالاسواق وتحتوي على نسبة عالية من الزئبق تفوق المعدلات العالمية المسموح بها آلاف المرات؟ ان الزئبق يؤدي الى تفتيح البشرة لكنه معدن ثقيل لايخرج من الجسم بسهولة، فبعد امتصاص الزئبق من الجلد يترسب في مختلف اعضاء الجسم واهمها الجهاز العصبي والجهاز الكلوي ومع استخدامها فترة طويلة يؤدي الى اضطرابات بالجهاز العصبي وفشل كلوي وايضا فشل كبدي.. ولقياس كمية الزئبق بالجسم وتحديد كميته يتم جمع عينة البول لمدة 24 ساعة ثم ترسل للمختبرات المختصة لتحديد نسبة الزئبق.
@ ما سبب انتشار هذه الكريمات؟
ـ انتشار هذه الكريمات يرجع الى تداولها بكثرة بين الطالبات والسيدات في مجال الأسرة والعمل بدون استشارات طبية.
@ ما دور مؤسسات التوعية ودور وزارة الصحة؟
ـ يأتي هنا دور المؤسسات الطبية ووزارة الصحة بالتوعية السليمة وشرح مدى اهمية مثل هذه الكريمات في علاج الامراض الجلدية وليس للتبييض. وتبدأ التوعية من العيادات الخارجية ومراكز الصحة والصيدليات بالاضافة الى دور النشر والاذاعة والتلفزيون، وتمركز جميعها بالنصيحة الى السيدات بعدم تداول مثل هذه التركيبات والكريمات بدون معرفة تامة بها واستشارة الطبيب.
@ ما البدائل المقترحة التي يمكن استخدامها بدلا من هذه الكريمات؟
ـ بكلامنا هذا لايعني انه لاتوجد مراهم لتفتيح البشرة، بل يوجد ولكن يجب ان تستخدم عن طريق اخصائي الامراض الجلدية وتحت الاشراف الطبي المستمر، لأنها قد تؤدي في اول استخدامها الى التهابات حادة بالبشرة لذا فانها تعطى بتركيز أقل أولا ثم يزيد التركيز وعدد مرات الدهن بالتدريج؟ وايضا طول استخدام هذه الكريمات لفترات طويلة قد يؤدي الى زيادة في لون البشرة.. لذا فهي تستخدم ما بين ثلاثة الى أربعة اشهر، كما انه يعطى ايضا دهن واق من اشعة الشمس لاستخدامه طوال النهار للحماية من اشعة الشمس التي تؤدي الى زيادة نشاط الخلايا الملوثة بالجلد.