كانوا قليلا …
في ليلة من ليالي الزمان الخالدة .. وفي مدينة من أطهر بقاع الأرض .. أرق خير البشر صلى الله عليه وسلم فقال :
ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة … فسُمع صوت السلاح …. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا :
قال: سعد بن أبي وقاص …. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما جاء بك؟
فقال سعد : وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه…
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نام حتى قالت عائشة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه …
إلى بقعة من الأرض زاهية .. تكاد تكون من الناس خالية .. هاجر أشرف الخلق وحيداً مطلوبا .. وأغلب العرب يريد قتله …
قبل فترة كنت في المدينة النبوية .. توجهت بجسمي وقلبي يسبقني إلى ثاني الحرمين .. ونفسي تتلهف إلى دخول مسجد الرسول الكريم ..
رأيت الجموع متجهة إلى وجهتي … آلاف مؤلفة .. من بين عربي وأعجمي .. أبيض وأسود… غني وفقير .. أمير ومأمور …
مسجد كبير … ووجهة الكثير … محط الأنظار وبهجة الأبصار …
دخلت كما دخلت هذه الجموع .. مشيت ومشيت ولم أصل بعد إلى المسجد القديم … وما إن وصلت حتى أنشرح القلب …
أقتربت أكثر وأكثر وكلي شوق إلى مكان وطئته قدم خير البشر .. نزل فيه الوحي … عقدت فيه أفضل حلقات الذكر .. خططت فيه لأشهر المعارك وأطهرها … واجتمع فيه مع خير الخلق أفضل البشر بعد الأنبياء …
أقتربت وأنا أسرع الخطا مع تسارع دقات قلبي … حتى وصلت إلى أول المسجد القديم الذي كان في العهد النبوي …
وقفت أنظر …
هنا نزل جبريل وتدارس القران مع خير الخلق …
هنا صلى الرسول الكريم وهناك خطب … هنا صلى أبوبكر وخطب الناس وثبتهم يوم وفاة الرسول الكريم .. هنا وقف عمر وقال مقالاته التي وافقه فيها القران الكريم .. هنا تصدق عثمان وقال عنه رسولنا الكريم ماضر عثمان ما فعل بعد اليوم … وهناك كان والد السبطين وزوج بنته الفارس المقدام …
هنا وهناك وفي جميع هذه الأنحاء كانوا ؟؟؟
هنا صحابي جليل له قصه نعلمها … وهناك صحابي آخر وردت في أفضاله الأحاديث … وتلك حجرات أمهات المؤمنين …
تقدمت ولكن الحواجز تملأ المكان … فالمسجد مليء وحق له أن يمتلئ ..
تقدمت أكثر .. وتقدم معي الكثير .. فالكل يريد ما أريد …
( هنا السلام على رسول الله )
ما أجملها من عباره …
أمتار بسيطه هي ما تفصلني عن خير جسد .. وأطهر قلب …
وددت لو أني وقفت فما أجملها من لحظات … ولكن أنى لي الوقوف فوقوفي يعني وقوف المئات من خلفي .. ولو وقف الآالف الذين كانوا قبلي لما وصلت إلى ذاك المكان …
خرجت والتفت إلى الخلف … ولسان حالي يقول :
ودعته وبودي لو يودعني .. صفو الحياة ولكن لا أودعه
صلينا .. وانتهت الصلاة …
خرجت من المسجد لأجد تلك الألوف خارجة من هذه البقعة الطاهرة …
تذكرت وتفكرت في الحديث الذي أوردته في بداية الموضوع …
كانوا هنا … وكانوا قليلا .. ودّ الرسول الكريم لو أن أحداً من أصحابه يحرسه .. وهاهم اليوم ملايين وكأني بهم ولسان حالهم يقول …كلنا فداك يا رسول الله ….
عاداهم الأبيض والأسود .. حتى تمنى الرسول الكريم أن يحرسه أحدهم .. كانوا قليلا .. وأصبحوا كثيرا …
أترانا إن سرنا بنفس الخطا التي سار بها الرسول الكريم وأصحابه المهتدين أن نصل إلى ما وصلوا إليه ؟؟؟
بالتأكيد سنصل .. وسنصل إن شاء الله …. ولكن لنكن كما كانوا …
دمتم بود ..
بارك الله فيـك
و رزقنا وأياكم زياره مسجد رسول الله و المسجد الحرام
والمسجـد الأقصى ( إن شاء الله )
يزاك الله ألف خير اخوي
فعــلاً لكلمـــات وقــعٌ جميـــل ورائـــــــع في النفـــس
دمت بألــف خيــــــر
براك الله فيك احسن الله اليك اخي اتمني لك التوفيق
يزاك الله خير اخوي
بارك الله فيك اخوي