الرقم: 48
التاريخ: 9/4/1429
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين _ هـ /02/7373268
إلى أخي في الدين الأستاذ/ هانئ بن محمد بن عبدالله ؛ حمّده الله العاقبة في كل أمر ، وعمّر قلبه بالإيمان واليقين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : فقد سرني أن يكون سببُ لقائي بكم في الكويت واتصالكم بي في الطائف (فضلا من الله ثم منكم ) شيخَنا العلامة الدكتور محمد سعيد رسلان
والشيخ رسلان من النّوادر الذين ميّزهم الله اليوم بالجهر بقول الحق لا يخافون في الله لومة لائم (أسعده الله بطاعته والثبات على منهاج النبوة في الدين والدعوة ، ونصر به دينه ) الذي جمع الله له العلم والعمل ، والدعوة إلى الله على بصيرة ( بدروس وكتب العلم من الوحي والفقه فيه بفهم أئمة السلف في القرون الخيّرة ، فلم يشغله التأليف عن التدريس والوعظ بالأحكام الشرعية من الكتاب والسنة مما يذكرنا بمثل الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وبالشيخ الفوزان والعباد حفظهما الله قدوة صالحة )، ينفون عن منهاج النبوة في الدين والدعوة ما زاحم به الحزبيون والحركيون والفكريون من مناهج البشر القاصرة فلم يَعُد أكثر من في الأرض يفرق بين الحق والباطل ولا بين اليقين والظن ولا بين الفقه والفكر ، رد الله الجميع إلى دينه ردا جميلا و أعاذهم من شر الشيطان وشركه .
ولقد صدق إبليس ظنه على أكثر الناس فاتبعوا وسواسه وتسويله بأن الجهر بقول الحق وكشف عوار المناهج المنحرفة عن منهاج النبوة وبيان أخطاء أهلها إنما (من الغيبة والجهر بالسوء من القول والصد عن سبيل الحق وتفريق جماعات المسلمين)
والحق أنه مما أمر الله به وسنّه رسوله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمجرد تعدد الجماعات والأحزاب والفرق والمناهج والقيادات الخاصة خروج عن منهاج السنة وخروج وانعزال عن جماعة المسلمين وإمامهم .
قال الشيخ الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه الفريد ( حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية ) :
(ما عدا جماعة المسلمين فَهُمْ من الفرق من جماعة المسلمين) ، (فلنعبر بالفِرَق لا بشعار الجماعات الإسلامية لأن جماعة المسلمين واحدة لا تتعدد)
دار ابن الجوزي الطبعة الثانية عام 1410 صفحة 14
وقال رحمه الله: (فإذا انخزل فرد من المسلمين أو انخزلت فرقة عنهم فهذا انشقاق على المسلمين وتفريق لجماعتهم …. وهو عكس ما أوصى به النبي صلى الله عليه واله وسلم من اعتزال الفرق كلها ولزوم جماعة المسلمين … فلا يجوز عقد الموالاة على اسم دون اسم الإسلام ولا الموالاة على رسم دون رسم الإسلام ولا موالاة بعض المسلمين دون بعض تحت رسم اسم معين لجماعة دون جماعة آخرين)
المصدر نفسه صفحة 62-63
وصرح ابن باز رحمه الله وابن فوزان حفظه الله بأن جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ من الثنتين وسبعين فرقة .
فأوصي نفسي وإخواني بالثبات على منهاج النبوة في الدين والدعوة والحذر والتحذير من المناهج المحدثة وقادتها .
وفقكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعد الحصين
بارك الله فيك
وشكرا على الموضوع