لاول مرة العبور بين الشارقة ودبي خلال 25 دقيقة

طرق دبي تفتتح نفقي القيادة 1 و 2 في شارع الاتحاد
السائقون يختبرون لاول مرة العبور بين الشارقة ودبي خلال 25 دقيقة

سيارات تعبر نفق القيادة الذي تم افتتاحه في شارع الوحدة أمس – من المصدر

دبي
دينا جوني:
عاش السائقون القادمون من الشارقة إلى دبي أمس فرحة ”العبور” التي تراوحت بين 25 و30 دقيقة، بحيث طغت على أحاديثهم الصباحية، متناقلين فيما بينهم تفاصيل هذه التجربة ”الاولى من نوعها” بعد سنوات من المعاناة اليومية التي رافقتهم خلال رحلاتهم اليومية على شارع الاتحاد.

فقد افتتحت هيئة الطرق والمواصلات أمس الأربعاء أجزاء جديدة من المرحلة الأولى من مشروع تطوير شارع الاتحاد أمام حركة المرور، وهي تشمل أنفاق القيادة (كلداري) رقم 1 و 2 اللذين يخدمان حركة المرور الآتية من دبي باتجاه الشارقة وبالعكس، مع المحافظة على استمرارية حركة المرور عبر الأنفاق القائمة حالياً، مما يسهل حركة المرور على هذا الشارع الحيوي ويساهم في انسيابيتها.

وبعد أن كانت الرحلة اليومية بين الشارقة ودبي تستنفد ما يزيد عن الساعة ونصف الساعة من وقت السائقين ومنهم عدد كبير جداً من الموظفين والعاملين في دبي، فإن الرحلة نفسها لم تستغرق من السائقين أكثر من 25 دقيقة قادمين من منتصف الشارقة إلى دبي.

ويأتي افتتاح هذه المرحلة في إطار مشروع شامل يتم تنفيذه على مرحلتين، تشمل الأولى المنطقة الممتدة من دوار الشعلة مرورا بنفق القيادة ونفق الملا بلازا، والثانية من دوار الشعلة مرورا بنفق المطار على امتداد شارع الشيخ راشد وانتهاء بجسر القرهود في إطار خطة شاملة لتطوير هذا الشارع الحيوي الذي بدأ العمل بتنفيذه في مطلع العام 2007 الماضي بكلفة إجمالية تقدر بنحو 830 مليون درهم بهدف تسهيل حركة السير لمستخدمي الطرق، سعيا لتحقيق رؤية الهيئة ”تنقل آمن وسهل للجميع”.

وأكدت ميثاء بن عدي المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق أن إنجاز هذه الأجزاء من المرحلة الأولى من مشروع شارع الاتحاد وافتتاحها أمام حركة المرور ومع اكتمال جميع أجزائها في النصف الثاني من شهر مارس المقبل، سيساهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام والحد من الاختناقات على هذا الطريق الحيوي وخاصة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية معربة عن أملها بتحقيق قدر أكبر من انسيابية الحركة بانتهاء المرحلة الثانية من المشروع.

وقد وصف أيمن، أحد الفرحين من ”العابرين” أمس، حالة شارع الاتحاد وخلوّه من الازدحام المعتاد بـ”السحر” الذي يتمنون استمراره. أما محمود، فقد اعتبر أن تجربة يوم أمس على شارع الاتحاد هي بداية حلّ لأزمة امتدت لأكثر من 5 سنوات. وأشار الى ان وقت الرحلة من الشارقة الى دبي صباح أمس استغرق تحديداً 25 دقيقة، مما يعني توفيراً للوقت إلى حوالي الثلث.

وفي شرح لمعاناة السائقين اليومية، أوضح محمود أن حدّة الازدحام كانت تدفع بالسائقين الى ركن سياراتهم قرب الشاطئ من جهة ممزر الشارقة، والعبور بحرياً باتجاه ممزر دبي، ومن ثم استقلال سيارة أجرة للذهاب الى العمل. إلا أن محمود أبدى تخوفه من أن يتم استغلال التحسينات في شارع الاتحاد وما أحدثته من انسيابية في المرور، في رفع قيمة ايجار الشقق في الشارقة.

في الوقت نفسه، لفت محمود الى ان طريق العودة الى الشارقة عبر الانتقال من شارع مؤلف من 7 حارات الى شارع آخر مؤلف من ثلاث حارات عند دخول الشارقة، قد يخلق ازدحاماً مهولاً، داعياً الى ضرورة التنسيق بين الامارتين لإيجاد حلول بديلة انطلاقاً من المصلحة الوطنية للطرفين ومن دون تحميل الناس أية اعباء مالية.

وفي إطار الإنجازات المرحلية للمشروع، فقد تم افتتاح ثلاثة جسور أمام حركة المرور في أكتوبر الماضي ضمن المرحلة الأولى هي ،2 ،3 .4 ويخدم الجسر رقم 2 حركة المرور القادمة من شارع أبو هيل باتجاه القصيص والشارقة، والجسر رقم 4 الذي يخدم حركة المرور من شارع صلاح الدين متجها يمينا إلى القصيص والشارقة من خلال الجسر رقم 3 الذي يجمع حركة المرور من شارعي صلاح الدين وأبوهيل باتجاه القصيص والشارقة. فيما تم افتتاح الجسر رقم 1 في شهر مايو من العام الماضي 2008 ليخدم حركة المرور من شارع القدس الى شارع الاتحاد.

ويكتسب المشروع أهمية خاصة باعتباره من أكثر الطرق السريعة المستخدمة في دبي والمنطقة عموما، إذ يشكل شريانا رئيسيا لحركة المرور بين دبي وإمارات الدولة وتساهم توسعته في تخفيف الازدحام والاختناقات المرورية ضمن عدد من المشاريع الحيوية التي يجري تنفيذها لتطوير وتحسين الطرق وتوفير خدمات متطورة في المناطق السكنية في إطار منظومة متكاملة من مشاريع التوسعة لتحديث وتحسين الطرق في دبي.

كما يندرج المشروع في إطار إستراتيجية هيئة الطرق والمواصلات لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للطرق والمواصلات وتطوير حلول متكاملة من أنظمة الطرق وشبكات النقل البري والبحري تكون آمنة لمستخدميها وتواكب خطط التنمية الشاملة وتلبية احتياجات التمدد والانتشار السكاني في الإمارة.