حزنت كثيرا لمشاهدة عشرات الآلاف من الجماهير الهلالية في استاد الملك فهد وملايين غيرها في الملكة العربية السعودية وآلاف غيرها خارج المملكة منها أقل من عشرين إماراتي في دولة الإمارات، وهي تتجرع كأس المرارة الإماراتية اليوم بعد انتهاء مباراة الإياب من الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا.

لكن ما يخفف قليلا عن الجماهير الهلالية أن هذه الكأس صارت مألوفة لها فقد دأبت الأندية الإماراتية على تقديمه لشقيقاتها السعودية في دوري أبطال آسيا منذ تأسيسه. ففي البطولة الأولى موسم 2003 تعادل أهلي دبي مع أهلي جدة 2-2 على أستاد الأمير عبدالله الفيصل أمام عشرات الآلاف من جماهير أهلي جدة ليتأهل الأهلي يومها لدور المجموعات من البطولة بسبب تفوقه في مباراة الذهاب التي أقيمت في دبي 3-2.

وفي نفس البطولة، كان العين قد هزم الهلال على استاد طحنون بن محمد 2-0 ليخرج الهلال من البطولة من الدور الأول. ويكمل العين مسيرته التي لم تتوقف إلا ليحمل الدرع الآسيوي كأول نادي يفوز بهذه البطولة في التاريخ.

وفي الموسم الثاني 2004 أوقعت القرعة نادي الهلال السعودي لسوء حظه مع نادي الشارقة الإماراتي الذي كان يعيش أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق وتذيل يومها ترتيب جدول الدوري الإماراتي. لكن لم يمنع ذلك نادي الشارقة من التعادل مع الهلال على أستاد الملك فهد في الرياض 0-0 أمام عشرات الآلاف من الهلاليين. ثم يعود في مباراة الإياب ليعمق جراحهم في ملعب الشارقة بخماسية كانت يومها “فضيحة بجلاجل” ليخرج الهلال يومها أيضا من الدوري الأول خالي الوفاض ويتأهل الشارقة للدور التالي دون أن يخسر مباراة واحدة.

وفي موسم 2005 وضعت الأقدار العين الإماراتي أمام الشباب السعودي. ففاز العين في المباراة الأولى التي أقيمت على استاد طحنون بن محمد بثلاثية نظيفة. وفي الإياب سجل أستاد الملك فهد نتيجة تاريخية للأندية السعودية حيث نجحت وللمرة الأولى في التاريخ في هزيمة فريق إماراتي على أرض المملكة بهدف يتيم. إلا أن الخسارة لم تغير في الأمر شيئا وصعد العين عن مجموعته وخرج الشباب ممثل المملكة خالي الوفاض.

وحيث أنها بطولة تاريخية للأندية السعودية. فقد تكرر الأمر في المباراة النهائية التي تعادل فيها الإتحاد السعودي مع العين في مباراة الذهاب على استاد طحنون بن محمد 1-1. ثم خسر العين النهائي على استاد الأمير عبدالله الفيصل لتذهب البطولة للإتحاد السعودي للمرة الثانية على التوالي.

ثم جاءت البطولة في موسم 2006 لتجمع العين الإماراتي مع الهلال السعودي في مجموعة واحدة. ففاز العين في مباراة الذهاب 2-0 على استاد طحنون بن محمد. ثم يخسر العين على استاد الملك فهد في الرياض بالإياب 1-2. وكالعادة. يستمر العين للدور التالي. ويخرج الهلال أيضا كالعادة من دور المجموعات ولا يشم رائحة الدور ربع النهائي.

ثم يأتي موسمنا الحالي. دوري أبطال آسيا في دورته الخامسة. ليشهد خسارة العينفي موسمه السئ جدا من الشباب السعودي مرتين. لتكون خسارة العين في مباراة الإياب هي أول انتصار يسجله نادي سعودي على نادي إماراتي على أرض الإمارات وهو إنجاز يحسب لنادي الشباب السعودي رغم أنه لم يتأهل للدور التالي ليخرج مع العين.

والبطولة نفسها شهدت إنجازا آخر لنادي سعودي آخر وهو الهلال الذي تأهل للمرة الأولى في تاريخه من دور المجموعات إلى الدور ربع النهائي بعد انسحاب منافسه الوحيد الإستقلال الإيراني من البطولة بسبب عدم تمكنه من إرسال قائمة لاعبيه للإتحاد الآسيوي في الوقت المحدد فوصل الهلال للدور ربع النهائي بعد أن لعب ضد فريقين سهلين نسبيا ففاز في مباراتين وتعادل في مباراتين وتأهل بفرق نقطتين عن أقرب منافسيه.

ووضع الحظ السئ الهلال في الدور ربع النهائي أمام الوحدة الإماراتي الذي يشارك أصلا كفريق احتياطي حيث أنه لم يفز بلبقب الدوري الإماراتي في الموسم الماضي بينما جاء في المركز الثاني بعد أهلي دبي الموقوف عن المشاركة آسيويا.

في مباراة الذهاب في أبوظبي انتهت المباراة سلبية للوحدة الإماراتي وخرج الهلال رابحا بتعادل سلبي من ملعب الوحدة.

ولم يمنع الوحدة كونه وصيفا لبطل الدوري الإماراتي وكونه يلعب دون أحد أبرز نجومه عبدالرحيم جمعة.. وفوق ذلك قيام الحكم بطرد لاعبه عبدالله النوبي أن يذكر الهلال بأن دوري أبطال آسيا ما زال بعيدا عن مناله. فسجل النجم الإماراتي هدف السبق في الدقيقة عشرين أمام عشرات الآلاف من الجماهير الهلالية التي توقعت أن التاريخ تغير بعد حالات الانتصار الأخيرة لأندية سعودية أمام أندية إماراتية. إلا أن الدقائق التالية وضعتهم أمام الحقيقة المرة. تأهل الهلال للدور نصف النهائي أمام فريق إماراتي يعد وصيفا للدوري ويلعب ناقصا وعلى ملعب الهلال.. يعتبر حلما بعيد المنال. حتى بعد أن حصل الهلال على ضربة جزاء لم يحسن التعامل معها وحتى بعد أن أحرز الهلال هدف التعادل!

لتنتهي مواجهات الأندية الإماراتية مع الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا بنتيجة متكافئة. فوز الأندية الإماراتية خمس مرات. التعادل خمس مرات. وفوز الأندية السعودية خمس مرات.

لمحات:

* الوطن حدد لنا حدوده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. وفي دوري أبطال آسيا 2006، الوطن هو نادي الوحدة.

* كيف لنا أن نهتف ضد اسماعيل وعبدالرحيم وبشير وحيدر والشحي؟ كيف لا يذكرنا هدف اسماعيل مطر اليوم بهدفه في مرمى المنتخب السعودي في كأس الخليج الأخيرة؟

* الهلال ما زال يتعثر آسيويا. ويبدو أنه نادي محلي. نتمنى له التوفيق في دوري أبطال العرب ودوري أبطال الخليج. لكن آسيا لها ناسها.

* شهدت المبارة عودة الأستاذ محمد مطر غراب على شاشاة دبي الرياضية بعد غياب طويل. اشتقنا لهذه الطلة يا غراب ولا تطول الغيبة. محمد غراب رغم أننا نختلف معه كثيرا هو وزميله محمد نجيب على شاشة أبوظبي الرياضية. إلا أنهما من رموز الشاشة الرياضية الإماراتية ونتمنى أن يتم التقريب في وجهات النظر بيننا وبينهم والأمر ليس صعبا كثيرا. أهم مافي الموضوع هو الإيتعاد عن العناد والتركيز على مصلحة الكرة الإماراتية بشكل عام بعيدا عن الإقليمية والأهواء الشخصية.

* خسارة الكرامة السوري اليوم على أرضه من سيونجنام الكوري كانت تاريخية. فهي ليست فقط أول خسارة للكرامة السوري على أرضه ضمن بطولة دوري أبطال آسيا (رغم أنه تأهل لنهائي البطولة العام الماضي). لكنها أيضا أول خسارة له على أرضه في كل البطولات التي شارك بها منذ ما يقارب الثلاث سنين!!

* مع الوحدة في مشواره الآسيوي حتى النهائي. ولن نقول مبروك إلا عندما نرى الكابتن عبدالرحيم يحمل الدرع وعلم الدولة على كتفيه. فهذا هو قدر الوحدة. ولن نبارك له بفوزه على الهلال.

منقذ

2 thoughts on “لا نبارك بفوز الوحدة اليوم. ولكن نقول للهلال والهلاليين.. هاردلك!

  1. مبـــــــــــــــــروك التــــــــــــأهل للوحــــــــــــداويــــــــــه …

    اصحــــــــــــاب السعـــاده ………سكـــر زيـــــــــــــاده ….

  2. مجهوود طيب منك يا اخوية على هذا اتقرير ..

    وكذالك مجهوود طيب بذلووة اخواني ألعيبة و يستاهلوون نادي الوحدة.. و بتوفيق في المباريات اليااية..

Comments are closed.