«جنون البنات هو ما يدفعهن لتغيير خلق الله في أجسادهن»

لبنانية تتهم طبيبا مشهورا بنفخ وجهها بدلا من شفاهها


صفاء بعد زيارتها الطبيب لنفخ شفاهها… فنفخ وجهها (تصوير اسعد عبدالله)

| كتب حسين الحربي |

«النسوان مجانين… خليها الوحدي تكتفي باللي الله خلقها فيه وخليها شو عليه يكون الوحدة شفافها صغار… يا اطيعه شوفو شو عمل فيَّ دكتور التجميل»
ما ورد جاء على لسان مقيمة لبنانية في الكويت حصلت على وجه منتفخ مثل الكرة، بدلا من شفايف على الموضة.
اللبنانية (صفاء) والتي تدير صالوناً نسائيا وتعمل في مجال التجميل والماكياج منذ 16 عاما، كانت راضية بقسمات وجهها التي احبتها، ومقتنعة بمعالم جسدها التي شبت عليها، لكن (لوعبيت شفافي شوية بصير شي بيعقد) هكذا ظنت، ولذلك لجأت إلى طبيب اعتبرته الأفضل فكانت النهاية مأسوية.
(صفاء) روت لـ «الراي» حكايتها باللهجة اللبنانية مع الطبيب الأشهر في (تعبية) الشفايف حيث قالت «والله جنون بنات… يوم قررت واثنتين من صديقاتي اللعب في وجوه خلقها الله بهيئة جميلة، ستة عشر عاما أعمل في مجال الماكياج والتجميل ولم أفكر لحظة ان اغير او ابدل في الجمال الذي منحني الله اياه، ولولا جنون البنات ما فكرت ان اعمل (تعبية) نفخا خفيفا لشفتي العليا… ولكن ورغبة في ان اصل وصديقتاي الى كمال الجمال، قررن ان اقوم انا واحداهما بنفخ شفايف فيما الثالثة نفخ وجه، وحين لم نستطع التخلي عن فكرتنا، بحثن عن الطبيب الأغلى سعرا، ظنا منا انه الافضل والاكثر مهارة، لا سيما بعدما ذاع صيته حتى وصل الآفاق، وملأت اعلانات عيادته صفحات الجرائد والمجلات فذهبن اليه وفتحت كل واحدة منا ملفا بعشرة دنانير، ودخلن على الطبيب الذي اتفق معي على اعطاء (ابرة) مقابل 150 دينارا، مع ان اطباء آخرين يعطونها بـ 40 دينارا فقط، ولكنني بما انني لا يهمني المال بقدر ما تهمني النتيجة ولأنني كما كنت اعتقد جئت للطبيب الأفضل وافقت من دون تردد»، مضيفة وهي تضرب كفاً بكف «لم يقم بأي فحص، ولم يجر أي تحاليل، بل اكتفى بسؤالي هل تعانين من أي مشاكل صحية؟ فأجبت بالنفي، وكأن هذا السؤال قد أفصح له عما في جسدي فلم يحتج حتى الى التأكد من أنني كنت أعاني من شيء ام لا».
وأضافت (صفاء) «نظرا لاننا لا نعمل في الصالونات بشكل جيد طوال شهر رمضان فان العشر الأواخر منه تكون بمثابة التعويض لنا عن سائر أيام الشهر، حيث يزيد الرزق ويتضاعف الاجر، لذا طلبت من الطبيب ان يكون الموعد بعد اغلاق الصالون، حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على عملي فوافق وأعطاني موعدا الثلاثاء الماضي في الحادية عشرة مساء، وبالفعل كنت عنده في الموعد المحدد، انا وإحدى صديقاتي واستقبلتنا مساعدته، ودخلنا غرفة الكشف واذا به يحضر ابرة مخدر اقنعني بضرورة اخذها قبل ابرة النفخ، فكان ردي (انت ادرى يا دكتور… انا في ايدك…)، وبالفعل أخذت الابرتين، وبعد ان انتهى نصحني بعمل (كمادات) ثلج طول الليل، مؤكدا لي ان الأوضاع ستعود الى طبيعتها في الصباح، فرحت وللمرة الأولى انتظر بزوغ الفجر علّي أجد شفتي العليا أصبحت كما حلمت دوما ان تكون، لكنني مررت بليلة لم أر مثلها في حياتي حيث ارتفعت درجة حرارة جسدي، وشعرت وكأن حريقا يصعد من وجهي وبدت شفتي قطعة من الجمر من فرط حرارتها، فتحاملت على نفسي أملا في ان يسطع ضوء الصباح ويتحقق وعد الطبيب البارع». مبينة ان «الصبح الذي انتظرته، حل واذا بي بدلا من ان ارى شفتي قد صارت كما تمنيت منتفخة، رأيت وجهي هو الذي تورم كما لو ان ثورا هائجا راح يلطمني فيه، وشفتي لم اعد استطيع فتحها او حتى تحريكها، فانطلقت خارجة من مسكني وتوجهت الى صالوني الذي وصلته في السادسة والنصف صباحا، واستدعيت صديقاتي اللاتي ما ان رأينني حتى انتابتهن الدهشة، وعندئذ شعرت ان الدنيا تدور بي، فانتقلن بي الى شقتي وفيها حاولت النوم… لكن هيهات فقد فارق النوم عيني من فرط الألم الذي امتد الى جسدي كله».
وزادت (صفاء) التي اجهشت بالبكاء «من حسن ظني بالطبيب أوهمت نفسي ان ما اعانيه من عذاب امر طبيعي فامضيت نهار الاربعاء وليلته اتصبب عرقا، فرحت اتصل على عيادة طبيبي البارع من دون رد حتى الساعة العاشرة من صباح الخميس الماضي حين فتحت العيادة أبوابها، فكنت حاضرة بوجهي المنتفخ امام مساعدة الطبيب التي اخبرتني انه ليس … موجودا وسألتني خيراً ماذا حصل؟ فرحت اصرخ فيها والدموع تنهمر من عيني من فرط آلامي، قائلة (خير شو في… انت. خير ولا لا… شوها السؤال ما تطالعي وجهي… اطلبيه خله يجي حالا يشوف له حل)، فاستجابت لطلبي واتصلت عليه وعندما حضر وشاهدني سألني هل اخذت حماما باردا؟ فأجبته كيف وانا لا استطيع مس وجهي، فقال لي اصبري، يمكن الابرة صادفت بالخطأ شريانا وهذه حالة تحدث من كل ما يزيد على الـ 150 حالة فرددت (وأنا الخيبانة اللي حصل معها الخطأ)، فكان جوابه سأعطيك مضادا حيويا قويا لعلاج الالتهابات، المهم ان تفطري ولا تكملي صيامك، فقلت له (حتى الابرة ما نفخت هون طلع هون… خليني اتهم جسمي يمكن ما اتحمل)، فضحك وقال (هلا بتفطري… وتبلشي في الدواء وهاتصيري بخير)، فعدت الى مسكني حيث أعدّت لي شقيقتي طعاما خفيفا تناولته وأخذت الدواء وياليتني ما اخذته (بلشت حالي تزيد… ومافي ساعتين الا وجتني موجة ترجيع حادة)، فتذكرت ان الطبيب اعطاني رقمه الخاص فرحت اتصل عليه (وبعد كل 17 ألف مرة ترد زوجته وتخبرني انه موموجود)، و(كمان 17 ألف مرة حتى يرد هو في النهاية ويقوللي بهدوء: الترجيع هذا طبيعي اكملي الدواء، واغلق الخط) ولما فشلت في الاتصال به ثانية لعدم رده عليّ ارسلت له رسالة هذا نصها (يا دكتور والله وضعي ما يطمن وحالتي صارت سيئة… والله اذا صار لي شي… انا احملك المسؤولية).
ولم تخف (صفاء) انها استشاطت غضبا من عدم رده عليها فقالت «أخذت صديقتي وتوجهنا الى عيادته من دون سابق انذار أو موعد، فحاولت مساعدته منعي لكنني اصررت على مقابلته، وعندما سمح لي بمشاهدته رأيته يطالعني وهو يضع يديه في جيبي بنطاله، وامام صراخي (الالتهابات ما راحت… شوبدي اسوي)، فكان رده ان أخرج هاتفه وقال: ارسلت لي رسالة؟ فأجبته (نعم شو في)، فقال (أنا مافي وحدة تتجرأ تحملني المسؤولية) فرددت عليه (أنا سبيتك… أهنتك… غلطت عليك) فكان رده بالنفي، لكنه قال لقد كانت رسالتك فيها كلام غير لائق، فقلت له لو كنت اريد فعل شي كنت صورت نفسي حال رأيت وجهي منتفخا وشكوتك، فضحك ساخرا ورد باستهزاء (لحظة… لحظة… لحظة بدك تتصوري انا اصورك وأعطيك الصورة انا ما يهمني أحد)، فما كان مني الا ان قلت له (بس… بس مشكور يعطيك العافية… ما قصرت) وانصرفت وانا ابكي منهارة».
وختمت (صفاء) التي كرهت اليوم الذي فكرت فيه ان تغير شيئا مما خلق الله «ما زادني انهيارا انني وفي وسط ما أنا فيه، وبينما أهمُ بالانصراف لحقت بي مساعدته واوقفتني وطلبت مني عشرة دنانير اضافية بحجة (التشييك عليّ) فنظرت اليها وقلت (يا عيب الشوم… حسبي الله ونعم الوكيل).
وأقسمت (صفاء) بالله وهي تلملم أوراقها متأهبة للانصراف بعد ان فض اللقاء بانها ما لجأت لـ «الراي» الا لتحذر بنات جنسها من الفتيات اللاتي ينخدعن، باليافطات البراقة لعيادات اطباء تجميل لا يعرفون عن الجمال شيئا، فيذهبن اليها لتغيير شيء من خلق الله الذي أودعه فيهن، ويخرجن نادمات على ما فعلن، مؤكدة انها اخطأت حين لم تقنع بالجمال الالهي الذي منحها الله اياه، فراحت تبحث عن كمال الجمال، فكان جزاؤها خطأ طبياً لم يسبب لها سوى الآلام والندم.

جريدة الرأي – الأخيرة – لبنانية تتهم طبيبا مشهورا بنفخ وجهها بدلا من شفاهها – – 26/09/2008

12 thoughts on “لبنانية تتهم طبيبا مشهورا بنفخ وجهها بدلا من شفاهه

  1. اصلاً التغيير في خلق الله والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم هذا أمر غير مشروع

    ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم

    والله يهدي الجميـع

Comments are closed.