عندما كتب في مايو 2007 أن الاقتصاد العالمي مقبل على كارثة، لم يأبه به أحد. أما اليوم، فيلهث وراء نسيم طالب كل اقتصادي وصحافي ومتداول في الولايات والمتحدة وأوروبا للحصول على لقاء أو على مجرد نصيحة. حتى وكالة «ناسا» الأميركية طلبت منه العمل معها. ولعل القراء يجهلون حتى الساعة كتاباته. لكن مؤلف «البجعة السوداء: تأثير اللامحتمل الكبير»، أصبح مادة دسمة للصحافة الغربية منذ إطلاق الكتاب في مايو 2007. ولعل طالب هو الوحيد الذي تنبأ بالأزمة المالية الحالية التي تقض مضاجع سلطات الدول في أصقاع الأرض الأربعة. وكتابه الأخير، ضمن سلسلة كتب له، ترجم إلى 27 لغة، وبيع منه 370 ألف نسخة في الولايات المتحدة فقط، لتتخطى مبيعاته كتاب مذكرات آلان غرينسبان، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي السابق.
يُعرّف موقع ويكيبيديا الالكتروني نسيم طالب بعالم الابيستمولوجيا اللبناني الأصل الذي يكتب بالإنكليزية ويقيم في نيويورك. اشتهرَ بقصصه الفلسفية بقالب سردي روائي، تخيّم عليها السيرة الذاتية والتعليقات العلمية. فمن هو هذا النجم الذي يلتفت إليه الجميع هذه الأيام لمحاولة فهم ما يجري في وول ستريت وبقية أسواق الأسهم؟ وما أساس فلسفته «البجعة السوداء»؟ ولماذا وصفته صحيفة التايمز البريطانية بـ«أكبر مفكر في العالم»، هو القائل ان «العالم الذي نعيش به يختلف بشكل كبير عن العالم الذي نفكر أن نعيش فيه»؟
لم يلق نسيم نقولا نجيب طالب حرارة في الاستقبال حين وقع كتابه الأخير «البجعة السوداء: تأثير اللامحتمل الكبير» في مركز فيرجن ميغاستور وسط بيروت مساء 24 يوليو الماضي. لكن الحرارة التي تواجهه من المؤسسات المالية الغربية اليوم لا مثيل لها. فطالب كاتب أدبي، وباحث ابستمولوجي (أي باحث في علم المعرفة) في الوقت نفسه. من مواليد عام 1960 في بلدة أميون شمال لبنان، يعمل طالب اليوم أكاديميا متخصصا في أمور المعرفة وعلاقتها بالعشوائية randomness. ويُعتبر مخترع المشتقات المالية المعقدة complex financial Derivative التي مارسها لفترة طويلة من خلال عمله في إحدى شركات وول ستريت قبل أن يبدأ عملا آخر كباحث في علم أحداث الصدفة. ويركز في مشروعه على محاولة وضع خطة لكيفية العيش والتصرف في عالم لا نفهمه حقا، وكيف يمكن أن نفسر مجالات العشوائية واللامعلوم، التي تتضمنها نظريته المسماة البجعة السوداء black swan theory، في الأحداث النادرة غير المتوقعة.
نظرية البجعة السوداء
لكن ما حكاية كتابه ونظريته «البجعة السوداء»؟ في حين لم يتوقع أحد الانهيارات الحاصلة في وول ستريت والأسواق المالية الأوروبية والآسيوية اليوم، انفرد طالب بهذه التنبؤات. وتأكيداً على تنبؤاته الصحيحة، يعود طالب إلى مقاله المنشور في جريدة نيويورك تايمز في أغسطس عام 2003، عندما توقع أن تشهد مؤسسة الرهن العقاري العملاقة «فاني ماي« مخاطراً في ارتفاع معدلات الفائدة التي قد تؤثر سلباً على قيمة محافظها المالية. وفي الصفحة 255 من كتابه الأخير «البجعة السوداء» الذي نشر في مايو 2007، يكتب طالب: «عندما أنظر إلى مخاطر «فاني ماي» يبدو لي أنها تجلس على برميل من الديناميت».
ووجد كتابه الذي يتحدث عن علم الاقتصاد والفلسفة صدى كبيراً لدى الجمهور، خصوصا أنه يخاطب زمنه، وأصبح نصاً أساسياً في المساعدة على فهم الأزمة التي تمر بها الأسواق الرأسمالية.
ولم يحقق الكتاب أعلى مبيعات في أميركا فحسب، بل أصبح لعنوانه تأثيراً بالغاً في وصف الأزمة المالية التي أطلق عليها «أزمة البجعة السوداء».
وتدور الفكرة الرئيسية لكتاب طالب حول عدد صغير من الأحداث غير المتوقعة -أي البجعة السوداء – وتفسر هذه الأحداث الكثير من الاضطرابات التي تضرب أسواق العالم اليوم. وتعبير البجعة السوداء جاء من القرون الوسطى في القارة الأوروبية، حيث كان يسود الاعتقاد بأن كل البجع لونه أبيض، لذا لا وجود للبجع الأسود. وبعد اكتشاف البجع الأسود في القرن السابع عشر في أستراليا، بات تعبير البجعة السوداء يعني أن المستحيل ممكن التحقق.
وطور طالب نظريته على هذا المنوال، مفادها أن الأحداث الكبرى في التاريخ حدثت بفعل المفاجأة وكانت غير متوقعة، مثل اكتشاف الكمبيوتر والإنترنت والحرب العالمية الأولى وأحداث 11 سبتمبر 2001، وأخيراً انفجار أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة. ويقول طالب ان «أدوات فهمنا لما يجري في وول ستريت وضعت خلال القرنين الماضيين، وهي باتت عتيقة. نحتاج اليوم إلى أدوات جديدة، لأن سوء الفهم أصبح ضخماً وكلّف في الأزمة الراهنة تريليون دولار من الخسائر».
تفسير الأزمة الحالية
إذاً، كيف يفسر طالب الأزمة المالية الحالية؟ بالقول إنه لا تفسير لها! سببتها فقط البجعة السوداء المستحيلة التي تصبح فجأة ممكنة في عالم العجائب الرأسمالي. وعادة تحاول شتى العلوم، خصوصا الإحصائية والرياضية والاقتصادية منها، البحث عن الأحداث الأكثر احتمالا من خلال قراءة التاريخ. لذا يتم رسم الأحداث وتحديد احتمالاتها من خلال المنحنى الطبيعي، والذي يأخذ شكل الجرس Bill Curve.
فالأحداث التي تقع على الأطراف هي الأقل احتمالا، أما الأحداث التي تقع قريباً من المنتصف، فهي أكثر احتمالا للوقوع، مما يعني أن علينا التركيز عليها بشكل أكبر. ومنذ ظهور نظرية التوزيع الطبيعي للأحداث، ركز الباحثون على بناء نماذج التنبؤ بالأحداث المستقبلية على هذا الأساس، بمحاولة استخلاص الاحتمالات من القراءة التاريخية لها. لكن طالب قلب هذه الطريقة من التفكير رأساً على عقب عندما قدم كتابيه، الأول: Fooled by Randomness والثاني The Black Swans.
والحقيقة التي يحاول طالب إظهارها في الكتاب الأخير، حسب مقال كتبه الصحافي اللبناني سعد محيو، أحدثت نوعاً من الصداع لدى محللي وول ستريت ولدى أكثر الناس ألمعية في علوم التمويل والاقتصاد والإحصاء، أمثال مايرون سكولز وروبرت إنجلز الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد. فهو ينطلق من حقيقة أن الطريقة التي نرى ونقرأ بها الأحداث تجعلنا نركز على الأحداث الأكثر احتمالا فقط. لذا تعتبر مشكلة المحللين الماليين، حسب طالب، ضعف قدرتهم على التنبؤ أو التقليل من أهمية هذه الأحداث أو البجعة السوداء، لأنها تقع في أطراف التوزيع الطبيعي. هذا على الرغم من أهمية هذه الأحداث في التأثير على عوائد الاستثمارات، خصوصاً على المدى الطويل.
هذا، ويعتبر طالب أن العشوائية علم يمكن دراسته على 3 مستويات: علم الرياضيات والتجربة والسلوكيات البشرية، لكنه يشير إلى أن مشكلة العشوائية الكبرى لا يمكن حلها، و«هذا ما يكرهه الأكاديميون فيّ»، على حد تعبيره لصحيفة صنداي تايمز البريطانية.
ويعترف طالب في حديثه لـ«صنداي تايمز» بأنه توقع الأزمة الحالية عندما انتخب بن برنانكي رئيسا لمجلس الاحتياطي اليدرالي الأميركي. ويقول: «برنانكي كان بمنزلة البجعة السوداء، ما كنت لأستخدمه حتى ليقود سيارتي. هذا النوع من الرجال خطير. ليسوا مؤهلين في حقولهم الصحيحة».
طفولته ودراسته
وأدوات التحليل التي يستخدمها طالب لم تأت من علم الفيزياء أو الكيمياء. بل اكتشفها من الملاجئ تحت الأرض التي كان يختبئ فيها هو وعائلته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التي اندلعت عام 1975. إذ مكّنه ذلك من الانكباب الكثيف على دراسة الاقتصاد والفلسفة، التي بدأها في صفوف «الليسيه فرانسي» في بيروت. فهو ابن أسرة لبنانية مسيحية من طائفة الروم الأرثوذكس، ثرية ومثقفة. والدته مينيرفا غصن، ابنة نائب رئيس وزراء لبناني سابق. حصل على درجة الماجستير في الإدارة من جامعة بنسلفانيا، والدكتوراه من جامعة باريس قبل أن يصبح متداولا في وول ستريت. بعد ذلك، جاء الاثنين الأسود في 19 أكتوبر 1987 الذي ضرب الأسواق الأميركية والبريطانية. وهو الحدث الذي عزز من اعتقاده بالأحداث الصدفة، والذي وصفه قائلا: «لقد كانت بجعة سوداء كبيرة، استطاعت أن تؤثر بدرجة كبيرة على فكري أكثر من أي حدث آخر».
ففي هذا التاريخ، خسر طالب 8 ملايين دولار في البورصة خلال 8 دقائق عن طريق الصدفة، الأمر الذي دفعه إلى بدء تطوير نظرية البجعة السوداء التي تدعو إلى انتظار غير المنتظر في الاقتصاد. والسبب في خسارته يعيده طالب إلى البجعة السوداء التي أتت على مدخرات 8 سنوات.
وساعد كتاب طالب الذي أصدره عام 2001 تحت عنوان: «مخدوع بالعشوائية» على بزوغه كمفكر معاصر. ووجد الكاتب أن هناك مخططين استراتيجيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يتبنون آراءه. ففي فبراير 2002، استعان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بإحدى أفكار طالب قائلاً: «ثمة أمور معروف أنها معروفة. وثمة أمور نعرف أننا نعرفها. وثمة أمور نعرف أنها غير معروفة. أي هناك أشياء نعرف أننا لا نعرفها، لكن ثمة أيضاً أشياء غير معروفة ولا نعرفها، وهناك أشياء لا نعرف أننا لا نعرفها».
انتقاد المحللين
لم يكن طالب أول من تنبأ بالأزمة العالمية ككل فحسب، بل توقع أيضا ضربة لبنك سوسيته جنرال الفرنسي في ديسمبر عام 2007. وقال عند لقائه عددا من المصرفيين في البنك: «أنتم جالسون على بجع أسود»، لكنهم لم يأخذوه على محمل الجد. وبعد 6 أسابيع، سبب المتداول جيروم كيرفيل خسارة للبنك بـ7.2 مليارات دولار. ومع هذا لا يعتقد طالب أنه كاتب إيديولوجي أو حتى فلسفي، رغم أن كتابه يتضمن عناصر من عالم الفكر، إذ يشير في أحد النصوص إلى دور الثقافة السلبية التي تمتد ملاحظاتها بشكل سهل من السببية إلى الخرافة.
ويفسر طالب، الذي أسس في عام 1997 شركة في نيويورك لإدارة صناديق التحوط ثم أغلقها في عام 2004، سوء الفهم أو الإدراك في أسواق المال بأن «جزءا منه يرتكز على معتقداتنا بأن المحللين الماليين والمصرفيين يتحلون بمعرفة خارقة. ففي حين يعرف الفلاحون أن ليس بإمكانهم التنبؤ بالمستقبل، يعتقد مصرفيو وول ستريت أنهم قادرون على ذلك». ويضيف: «المصارف توظف أناساً أغبياء وتدربهم على أن يكونوا أغبياء بدرجة أكبر».
وحسب صحيفة ذي أوبزرفر البريطانية، تعتبر قصة الديك الرومي والجزار من أكثر الحكايا المجازية المفضلة لدى طالب. فالأول يعتاد على فكرة تغذيته قبل أن يتم ذبحه في الكريسماس، وبالتالي يقع ضحية «الردة إلى أصل المعتقد». ويؤكد طالب أنه ما من أحد أكثر ذنباً من العيش كالديك الرومي إلا المحللين الماليين لإدارة المخاطر والخبراء الاقتصاديين الذين يعتمدون على نماذج كمبيوترية لا توفر تفسيراً للكوارث النادرة.
مليء بالتناقض
إلى ذلك، يعتبر طالب مليئا بالتناقض. ويقول عن نفسه: «مشكلتي أن والدتي تقول لي دائماً إنني مسيحي في وجهات نظري». ويدعي طالب أنه لا يقرأ الصحف، غير أن موقعه الإلكتروني مليء بالقصاصات الصحفية، ويقول إنه حصل عليها ممن يقابلهم في الحفلات. ومقابل كل محاضرة يلقيها اليوم، يحصل طالب على 60 الف دولار، هو الذي عمل في فترة أستاذا لمادة إدارة المخاطر في جامعة ماساتشوستس. ويرى طالب أن العولمة التي من المفترض أن تجعل الماكينة الاقتصادية أكثر مرونة، أثرت بشكل معاكس. ويضيف: «علم الاقتصاد هو كالتراجيديا بالنسبة لي. ببساطة انظر إلى العالم ككل كيف يجري تبعاً لبعض الأفكار التي لم تبرهن على كفايتها. بالنسبة للنظام المالي ككل، لا نعرف ولا نفهم السياسة الاقتصادية، هل يمكن لك إدراكها؟ إذ عندما خفض آلان غرينسبان معدلات الفائدة ظناً منه أن هذه الخطوة قد تساعد الاقتصاد، ما كان من الجميع إلا أن دفعوا المصارف نحو المخاطر وأعني بها المخاطر الخفية».
ويعتبر طالب أن هوايته الرئيسية إثارة الذين لا يملكون الشجاعة أحياناً لقول انهم لا يعرفون. ويقول في لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: «نحن نضخم تأثير العلاقات على الأحداث. فعندما نلتقي شخصا أصبح من خلال لعب الروليت الروسية ثريا وقويا ومسيطرا، نتصرف كأن هذا الفرد أصبح كذلك بفضل مهاراته، حتى لو كنا ندرك تماما أنها لعبة حظ. لماذا؟ لأن سلوكياتنا البشرية علمتنا أن نقدر الأشخاص حسب المظاهر».
بطاقة هوية
– الاسم:
نسيم نقولا طالب
– تاريخ ومحل الولادة: 1960 – أميون – شمال لبنان
– الشهادة الجامعية: دكتوراه في الإدارة من جامعة باريس
– المهنة:
متداول في البورصة وفيلسوف اقتصادي
– الحالة الاجتماعية: متزوج
«كيف تصبح مليونيرا؟».. عنوان سخيف
ينتقد نسيم طالب مؤلفي كتب «كيف تصبح مليونيرا؟» وما شابه، ويعتبرهم أغبياء وسخفاء. فبرأيه أن هذا النوع من الكتب يلتقي أشخاصا أصبحوا أصحاب الملايين، ليقولوا إنهم جمعوا ثرواتهم من خلال العمل المضني والذكاء والمخاطرة الضخمة. فيتساءل هنا: «ألم ينظروا إلى قبور أشخاص ماتوا من الجوع، وكانوا يتمتعون بالذكاء ويعملون ليل نهار، مخاطرين بحياتهم من أجل لقمة العيش؟». ويختم قوله حول هذا الموضوع: «حقا هذا سخيف أن تشرح للناس كيف تصبح ثريا».
«عندما يفقدنا كل حس منطقي»
كتب نسيم طالب في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 29 يوليو 2005 مقالا عن الإرهاب الذي عايشه لدى تواجده في لندن مع الانفجارات الإرهابية. وقال في مقال تحت عنوان «عندما يفقدنا كل حس منطقي»: «كنت في زيارة إلى لندن عندما ضربت المدينة موجة ثانية من الهجمات، بعد أسبوعين فقط من أحداث 7 يوليو المسبّ.بة للصدمة. من الصعب ألا يشعر المرء بالهشاشة أمام هذا العدو غير المنظور الذي لا يتحرّك بحسب قواعد معروفة أو واضحة. لا شكّ في أنّ هذا هو بالضبط القلق الذي يسعى الإرهابيون إلى توليده. لكنّ العكس، أي عدم الاكتراث، ليس خياراًً. في الحقيقة، لا الكائنات البشرية ولا المجتمعات الحديثة مجهّزة للردّ بعقلانية على الإرهاب. من السهل حشد الحذر مباشرة بعد الحدث لكن سرعان ما يتلاشى بينما يغيب أيّ أثر للهجمات في الخطب العامّة. نخطئ مرّتين، أولاً عبر المبالغة في ردّ فعلنا مباشرة بعد الكارثة عندما نكون لا نزال تحت وقع الصدمة، ولاحقاً عبر التقصير عن اتّخاذ ردّ الفعل المناسب عندما تتلاشى الذكرى ونصبح مسترخين جداً إلى درجة أنّنا نصبح غير محصّنين ضدّ هجمات جديدة».
الصحافيون.. والقبض على صدام حسين
يعتبر الفيلسوف اللبناني – الأميركي أن الصحافيين يستطيعون إيجاد التفسيرات لكل شيء، وهذا نوع من الغباء أيضا. ويضرب مثلا على هذه التفسيرات، قائلا: «في اليوم الذي قُبض فيه على صدام حسين، ارتفع سوق السندات في الصباح، ثم هبط في فترة التداول بعد الظهر. فقرأت عنوانين مختلفين، الأول: (سوق السندات ارتفع بفضل أخبار صدام)، والثاني بعد الظهر: (سوق السندات هبط بسبب أخبار صدام). وفي الحالتين عمل الصحافيون على إقناع القارئ». وأضاف طالب: «في الحقيقة، إذا كنت قادرا على شرح الشيء ونقيضه باستخدام المعلومات نفسها، فإذا أنت لا تملك الشرح الصحيح. وهذا يتطلب شجاعة كبيرة لالتزام الصمت».
يُعرّف موقع ويكيبيديا الالكتروني نسيم طالب بعالم الابيستمولوجيا اللبناني الأصل الذي يكتب بالإنكليزية ويقيم في نيويورك. اشتهرَ بقصصه الفلسفية بقالب سردي روائي، تخيّم عليها السيرة الذاتية والتعليقات العلمية. فمن هو هذا النجم الذي يلتفت إليه الجميع هذه الأيام لمحاولة فهم ما يجري في وول ستريت وبقية أسواق الأسهم؟ وما أساس فلسفته «البجعة السوداء»؟ ولماذا وصفته صحيفة التايمز البريطانية بـ«أكبر مفكر في العالم»، هو القائل ان «العالم الذي نعيش به يختلف بشكل كبير عن العالم الذي نفكر أن نعيش فيه»؟
لم يلق نسيم نقولا نجيب طالب حرارة في الاستقبال حين وقع كتابه الأخير «البجعة السوداء: تأثير اللامحتمل الكبير» في مركز فيرجن ميغاستور وسط بيروت مساء 24 يوليو الماضي. لكن الحرارة التي تواجهه من المؤسسات المالية الغربية اليوم لا مثيل لها. فطالب كاتب أدبي، وباحث ابستمولوجي (أي باحث في علم المعرفة) في الوقت نفسه. من مواليد عام 1960 في بلدة أميون شمال لبنان، يعمل طالب اليوم أكاديميا متخصصا في أمور المعرفة وعلاقتها بالعشوائية randomness. ويُعتبر مخترع المشتقات المالية المعقدة complex financial Derivative التي مارسها لفترة طويلة من خلال عمله في إحدى شركات وول ستريت قبل أن يبدأ عملا آخر كباحث في علم أحداث الصدفة. ويركز في مشروعه على محاولة وضع خطة لكيفية العيش والتصرف في عالم لا نفهمه حقا، وكيف يمكن أن نفسر مجالات العشوائية واللامعلوم، التي تتضمنها نظريته المسماة البجعة السوداء black swan theory، في الأحداث النادرة غير المتوقعة.
نظرية البجعة السوداء
لكن ما حكاية كتابه ونظريته «البجعة السوداء»؟ في حين لم يتوقع أحد الانهيارات الحاصلة في وول ستريت والأسواق المالية الأوروبية والآسيوية اليوم، انفرد طالب بهذه التنبؤات. وتأكيداً على تنبؤاته الصحيحة، يعود طالب إلى مقاله المنشور في جريدة نيويورك تايمز في أغسطس عام 2003، عندما توقع أن تشهد مؤسسة الرهن العقاري العملاقة «فاني ماي« مخاطراً في ارتفاع معدلات الفائدة التي قد تؤثر سلباً على قيمة محافظها المالية. وفي الصفحة 255 من كتابه الأخير «البجعة السوداء» الذي نشر في مايو 2007، يكتب طالب: «عندما أنظر إلى مخاطر «فاني ماي» يبدو لي أنها تجلس على برميل من الديناميت».
ووجد كتابه الذي يتحدث عن علم الاقتصاد والفلسفة صدى كبيراً لدى الجمهور، خصوصا أنه يخاطب زمنه، وأصبح نصاً أساسياً في المساعدة على فهم الأزمة التي تمر بها الأسواق الرأسمالية.
ولم يحقق الكتاب أعلى مبيعات في أميركا فحسب، بل أصبح لعنوانه تأثيراً بالغاً في وصف الأزمة المالية التي أطلق عليها «أزمة البجعة السوداء».
وتدور الفكرة الرئيسية لكتاب طالب حول عدد صغير من الأحداث غير المتوقعة -أي البجعة السوداء – وتفسر هذه الأحداث الكثير من الاضطرابات التي تضرب أسواق العالم اليوم. وتعبير البجعة السوداء جاء من القرون الوسطى في القارة الأوروبية، حيث كان يسود الاعتقاد بأن كل البجع لونه أبيض، لذا لا وجود للبجع الأسود. وبعد اكتشاف البجع الأسود في القرن السابع عشر في أستراليا، بات تعبير البجعة السوداء يعني أن المستحيل ممكن التحقق.
وطور طالب نظريته على هذا المنوال، مفادها أن الأحداث الكبرى في التاريخ حدثت بفعل المفاجأة وكانت غير متوقعة، مثل اكتشاف الكمبيوتر والإنترنت والحرب العالمية الأولى وأحداث 11 سبتمبر 2001، وأخيراً انفجار أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة. ويقول طالب ان «أدوات فهمنا لما يجري في وول ستريت وضعت خلال القرنين الماضيين، وهي باتت عتيقة. نحتاج اليوم إلى أدوات جديدة، لأن سوء الفهم أصبح ضخماً وكلّف في الأزمة الراهنة تريليون دولار من الخسائر».
تفسير الأزمة الحالية
إذاً، كيف يفسر طالب الأزمة المالية الحالية؟ بالقول إنه لا تفسير لها! سببتها فقط البجعة السوداء المستحيلة التي تصبح فجأة ممكنة في عالم العجائب الرأسمالي. وعادة تحاول شتى العلوم، خصوصا الإحصائية والرياضية والاقتصادية منها، البحث عن الأحداث الأكثر احتمالا من خلال قراءة التاريخ. لذا يتم رسم الأحداث وتحديد احتمالاتها من خلال المنحنى الطبيعي، والذي يأخذ شكل الجرس Bill Curve.
فالأحداث التي تقع على الأطراف هي الأقل احتمالا، أما الأحداث التي تقع قريباً من المنتصف، فهي أكثر احتمالا للوقوع، مما يعني أن علينا التركيز عليها بشكل أكبر. ومنذ ظهور نظرية التوزيع الطبيعي للأحداث، ركز الباحثون على بناء نماذج التنبؤ بالأحداث المستقبلية على هذا الأساس، بمحاولة استخلاص الاحتمالات من القراءة التاريخية لها. لكن طالب قلب هذه الطريقة من التفكير رأساً على عقب عندما قدم كتابيه، الأول: Fooled by Randomness والثاني The Black Swans.
والحقيقة التي يحاول طالب إظهارها في الكتاب الأخير، حسب مقال كتبه الصحافي اللبناني سعد محيو، أحدثت نوعاً من الصداع لدى محللي وول ستريت ولدى أكثر الناس ألمعية في علوم التمويل والاقتصاد والإحصاء، أمثال مايرون سكولز وروبرت إنجلز الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد. فهو ينطلق من حقيقة أن الطريقة التي نرى ونقرأ بها الأحداث تجعلنا نركز على الأحداث الأكثر احتمالا فقط. لذا تعتبر مشكلة المحللين الماليين، حسب طالب، ضعف قدرتهم على التنبؤ أو التقليل من أهمية هذه الأحداث أو البجعة السوداء، لأنها تقع في أطراف التوزيع الطبيعي. هذا على الرغم من أهمية هذه الأحداث في التأثير على عوائد الاستثمارات، خصوصاً على المدى الطويل.
هذا، ويعتبر طالب أن العشوائية علم يمكن دراسته على 3 مستويات: علم الرياضيات والتجربة والسلوكيات البشرية، لكنه يشير إلى أن مشكلة العشوائية الكبرى لا يمكن حلها، و«هذا ما يكرهه الأكاديميون فيّ»، على حد تعبيره لصحيفة صنداي تايمز البريطانية.
ويعترف طالب في حديثه لـ«صنداي تايمز» بأنه توقع الأزمة الحالية عندما انتخب بن برنانكي رئيسا لمجلس الاحتياطي اليدرالي الأميركي. ويقول: «برنانكي كان بمنزلة البجعة السوداء، ما كنت لأستخدمه حتى ليقود سيارتي. هذا النوع من الرجال خطير. ليسوا مؤهلين في حقولهم الصحيحة».
طفولته ودراسته
وأدوات التحليل التي يستخدمها طالب لم تأت من علم الفيزياء أو الكيمياء. بل اكتشفها من الملاجئ تحت الأرض التي كان يختبئ فيها هو وعائلته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التي اندلعت عام 1975. إذ مكّنه ذلك من الانكباب الكثيف على دراسة الاقتصاد والفلسفة، التي بدأها في صفوف «الليسيه فرانسي» في بيروت. فهو ابن أسرة لبنانية مسيحية من طائفة الروم الأرثوذكس، ثرية ومثقفة. والدته مينيرفا غصن، ابنة نائب رئيس وزراء لبناني سابق. حصل على درجة الماجستير في الإدارة من جامعة بنسلفانيا، والدكتوراه من جامعة باريس قبل أن يصبح متداولا في وول ستريت. بعد ذلك، جاء الاثنين الأسود في 19 أكتوبر 1987 الذي ضرب الأسواق الأميركية والبريطانية. وهو الحدث الذي عزز من اعتقاده بالأحداث الصدفة، والذي وصفه قائلا: «لقد كانت بجعة سوداء كبيرة، استطاعت أن تؤثر بدرجة كبيرة على فكري أكثر من أي حدث آخر».
ففي هذا التاريخ، خسر طالب 8 ملايين دولار في البورصة خلال 8 دقائق عن طريق الصدفة، الأمر الذي دفعه إلى بدء تطوير نظرية البجعة السوداء التي تدعو إلى انتظار غير المنتظر في الاقتصاد. والسبب في خسارته يعيده طالب إلى البجعة السوداء التي أتت على مدخرات 8 سنوات.
وساعد كتاب طالب الذي أصدره عام 2001 تحت عنوان: «مخدوع بالعشوائية» على بزوغه كمفكر معاصر. ووجد الكاتب أن هناك مخططين استراتيجيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يتبنون آراءه. ففي فبراير 2002، استعان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بإحدى أفكار طالب قائلاً: «ثمة أمور معروف أنها معروفة. وثمة أمور نعرف أننا نعرفها. وثمة أمور نعرف أنها غير معروفة. أي هناك أشياء نعرف أننا لا نعرفها، لكن ثمة أيضاً أشياء غير معروفة ولا نعرفها، وهناك أشياء لا نعرف أننا لا نعرفها».
انتقاد المحللين
لم يكن طالب أول من تنبأ بالأزمة العالمية ككل فحسب، بل توقع أيضا ضربة لبنك سوسيته جنرال الفرنسي في ديسمبر عام 2007. وقال عند لقائه عددا من المصرفيين في البنك: «أنتم جالسون على بجع أسود»، لكنهم لم يأخذوه على محمل الجد. وبعد 6 أسابيع، سبب المتداول جيروم كيرفيل خسارة للبنك بـ7.2 مليارات دولار. ومع هذا لا يعتقد طالب أنه كاتب إيديولوجي أو حتى فلسفي، رغم أن كتابه يتضمن عناصر من عالم الفكر، إذ يشير في أحد النصوص إلى دور الثقافة السلبية التي تمتد ملاحظاتها بشكل سهل من السببية إلى الخرافة.
ويفسر طالب، الذي أسس في عام 1997 شركة في نيويورك لإدارة صناديق التحوط ثم أغلقها في عام 2004، سوء الفهم أو الإدراك في أسواق المال بأن «جزءا منه يرتكز على معتقداتنا بأن المحللين الماليين والمصرفيين يتحلون بمعرفة خارقة. ففي حين يعرف الفلاحون أن ليس بإمكانهم التنبؤ بالمستقبل، يعتقد مصرفيو وول ستريت أنهم قادرون على ذلك». ويضيف: «المصارف توظف أناساً أغبياء وتدربهم على أن يكونوا أغبياء بدرجة أكبر».
وحسب صحيفة ذي أوبزرفر البريطانية، تعتبر قصة الديك الرومي والجزار من أكثر الحكايا المجازية المفضلة لدى طالب. فالأول يعتاد على فكرة تغذيته قبل أن يتم ذبحه في الكريسماس، وبالتالي يقع ضحية «الردة إلى أصل المعتقد». ويؤكد طالب أنه ما من أحد أكثر ذنباً من العيش كالديك الرومي إلا المحللين الماليين لإدارة المخاطر والخبراء الاقتصاديين الذين يعتمدون على نماذج كمبيوترية لا توفر تفسيراً للكوارث النادرة.
مليء بالتناقض
إلى ذلك، يعتبر طالب مليئا بالتناقض. ويقول عن نفسه: «مشكلتي أن والدتي تقول لي دائماً إنني مسيحي في وجهات نظري». ويدعي طالب أنه لا يقرأ الصحف، غير أن موقعه الإلكتروني مليء بالقصاصات الصحفية، ويقول إنه حصل عليها ممن يقابلهم في الحفلات. ومقابل كل محاضرة يلقيها اليوم، يحصل طالب على 60 الف دولار، هو الذي عمل في فترة أستاذا لمادة إدارة المخاطر في جامعة ماساتشوستس. ويرى طالب أن العولمة التي من المفترض أن تجعل الماكينة الاقتصادية أكثر مرونة، أثرت بشكل معاكس. ويضيف: «علم الاقتصاد هو كالتراجيديا بالنسبة لي. ببساطة انظر إلى العالم ككل كيف يجري تبعاً لبعض الأفكار التي لم تبرهن على كفايتها. بالنسبة للنظام المالي ككل، لا نعرف ولا نفهم السياسة الاقتصادية، هل يمكن لك إدراكها؟ إذ عندما خفض آلان غرينسبان معدلات الفائدة ظناً منه أن هذه الخطوة قد تساعد الاقتصاد، ما كان من الجميع إلا أن دفعوا المصارف نحو المخاطر وأعني بها المخاطر الخفية».
ويعتبر طالب أن هوايته الرئيسية إثارة الذين لا يملكون الشجاعة أحياناً لقول انهم لا يعرفون. ويقول في لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: «نحن نضخم تأثير العلاقات على الأحداث. فعندما نلتقي شخصا أصبح من خلال لعب الروليت الروسية ثريا وقويا ومسيطرا، نتصرف كأن هذا الفرد أصبح كذلك بفضل مهاراته، حتى لو كنا ندرك تماما أنها لعبة حظ. لماذا؟ لأن سلوكياتنا البشرية علمتنا أن نقدر الأشخاص حسب المظاهر».
بطاقة هوية
– الاسم:
نسيم نقولا طالب
– تاريخ ومحل الولادة: 1960 – أميون – شمال لبنان
– الشهادة الجامعية: دكتوراه في الإدارة من جامعة باريس
– المهنة:
متداول في البورصة وفيلسوف اقتصادي
– الحالة الاجتماعية: متزوج
«كيف تصبح مليونيرا؟».. عنوان سخيف
ينتقد نسيم طالب مؤلفي كتب «كيف تصبح مليونيرا؟» وما شابه، ويعتبرهم أغبياء وسخفاء. فبرأيه أن هذا النوع من الكتب يلتقي أشخاصا أصبحوا أصحاب الملايين، ليقولوا إنهم جمعوا ثرواتهم من خلال العمل المضني والذكاء والمخاطرة الضخمة. فيتساءل هنا: «ألم ينظروا إلى قبور أشخاص ماتوا من الجوع، وكانوا يتمتعون بالذكاء ويعملون ليل نهار، مخاطرين بحياتهم من أجل لقمة العيش؟». ويختم قوله حول هذا الموضوع: «حقا هذا سخيف أن تشرح للناس كيف تصبح ثريا».
«عندما يفقدنا كل حس منطقي»
كتب نسيم طالب في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 29 يوليو 2005 مقالا عن الإرهاب الذي عايشه لدى تواجده في لندن مع الانفجارات الإرهابية. وقال في مقال تحت عنوان «عندما يفقدنا كل حس منطقي»: «كنت في زيارة إلى لندن عندما ضربت المدينة موجة ثانية من الهجمات، بعد أسبوعين فقط من أحداث 7 يوليو المسبّ.بة للصدمة. من الصعب ألا يشعر المرء بالهشاشة أمام هذا العدو غير المنظور الذي لا يتحرّك بحسب قواعد معروفة أو واضحة. لا شكّ في أنّ هذا هو بالضبط القلق الذي يسعى الإرهابيون إلى توليده. لكنّ العكس، أي عدم الاكتراث، ليس خياراًً. في الحقيقة، لا الكائنات البشرية ولا المجتمعات الحديثة مجهّزة للردّ بعقلانية على الإرهاب. من السهل حشد الحذر مباشرة بعد الحدث لكن سرعان ما يتلاشى بينما يغيب أيّ أثر للهجمات في الخطب العامّة. نخطئ مرّتين، أولاً عبر المبالغة في ردّ فعلنا مباشرة بعد الكارثة عندما نكون لا نزال تحت وقع الصدمة، ولاحقاً عبر التقصير عن اتّخاذ ردّ الفعل المناسب عندما تتلاشى الذكرى ونصبح مسترخين جداً إلى درجة أنّنا نصبح غير محصّنين ضدّ هجمات جديدة».
الصحافيون.. والقبض على صدام حسين
يعتبر الفيلسوف اللبناني – الأميركي أن الصحافيين يستطيعون إيجاد التفسيرات لكل شيء، وهذا نوع من الغباء أيضا. ويضرب مثلا على هذه التفسيرات، قائلا: «في اليوم الذي قُبض فيه على صدام حسين، ارتفع سوق السندات في الصباح، ثم هبط في فترة التداول بعد الظهر. فقرأت عنوانين مختلفين، الأول: (سوق السندات ارتفع بفضل أخبار صدام)، والثاني بعد الظهر: (سوق السندات هبط بسبب أخبار صدام). وفي الحالتين عمل الصحافيون على إقناع القارئ». وأضاف طالب: «في الحقيقة، إذا كنت قادرا على شرح الشيء ونقيضه باستخدام المعلومات نفسها، فإذا أنت لا تملك الشرح الصحيح. وهذا يتطلب شجاعة كبيرة لالتزام الصمت».
اصلا كل هذا حصل للتعامل بالربا
مال الحرام لا يدوم
في العالم هذا فوق 100 ألف منجم وكلن يتنبأ علي هواه ولو احد صاب فيهم سوى له سالفه
اكيد احد بيصيب دام السالفه توقع من بين كل هذه الاعداد الهائله
مع احترامي للمفكر اللبناني
إلا أن كلامه بأنه تنبأ لا يستحق الاحترام..
لسبب بسيط وهو ان الاقتصاديين في امريكا يقولون هالكلام من عدة سنوات!
يعني الله يسامحه مثل بعض المطربين يسمع اغنية قديمه في امريكا ويقلدها وييجي يسمعنا اياها كأحدث أغنية ألفها هو!!
انهيار الدولار بدأ في سنة 2001م عندما بدأ سعر الذهب مقابل الدولار بالارتفاع المستمر والغير طبيعي
بينما كان السعر شبه ثابت في العشرين سنة السابقة
وهو الدليل القاطع بأن قيمة العملة بدأت بالانخفاض المستمر
انا للحين اتذكر المنجمه الي طلت على قناه العربيه قبل سنتين
وقالت ان الاقتصاد الامريكي راح ينهار ويكون فيها ازمه ماليه كبيره
انا قلت في خاطري سيري بيعي بصل
طلع كلامهاااااااااااااااا صح
على العموم كذب المنجمون ولو صدقوا
قرأت بدايه الكتاب …. كلماته جدا صعبة.