نشر هذا العمود يوم أمس في جريدة الاتحاد :

يحكى أن رجلا أصيب بفوبيا الدجاج، كلما رأى دجاجة أصابه الهلع والصراخ لأنه يظن بأنها ستأكله، لجأ للطبيب النفسي وقال له: أعتقد إني قمحة! وأن أي دجاجة تراني ستأكلني لا محالة، حاول الطبيب جهده ومضى في علاجه لعدة أشهر شفي بعدها الرجل، حينها قرر الطبيب أن يحضر دجاجة للعيادة ليتأكد من شفاء المريض، ولما رأى الرجل الدجاجة بدأ بالصراخ مرة أخرى، فأخرج الطبيب الدجاجة وعاد للمريض الذي قال له باعتذار: أنا أعلم بأني لست قمحة لكن ما أدراني بأن الدجاجة تعلم ذلك!
هذه القصة البسيطة تروي واقعا سيئا نعيشه مع ما يسمونه ( احترام ثقافة الآخر) هذا الشعار الذي بدأنا نسمعه ونردده منذ عشر سنوات، أصبحنا نقتنص أي فرصة كي نقول: نحن شعوب متسامحة، ونحترم ثقافة الآخرين، مع أن الشعوب الأخرى لم تسألنا عن ذلك، صرنا نردد هذه العبارات مع أن احترام ثقافة الأخرين موجودة في مجتمعنا منذ الأزل.
في الاسبوع الماضي دار بيني وبين إحدى صديقاتي حوار حول جريدة اماراتية سمحت لكاتب عمود أن ينشر عبارات من الانجيل “خارج سياق الموضوع الرئيسي “، انتهى حوارنا بعبارة قالتها صديقتي” هذا ما يسمى احترام ثقافة الآخر”!
استغربت وجهة النظر التي تفكر فيها صديقتي والكثيرون مثلها، هل من احترام ثقافة الأخر أن أسمح له بتهميش ثقافتي أنا والخطو فوقها بمعتقداته وأفكاره؟ هل تستحق مسألة أن نبدو متفهمين لثقافات الغرب قتل موروثنا الثقافي والاجتماعي والديني؟
لا يمكن أن تجد الجنسيات المحتشدة في وطني الغالي أرضا أكثر تفهما لثقافاتهم من أرضنا، لكن هذا لا يعني أن ننحسر نحن جانبا وأن يكون دورنا التغاضي عن أفكارنا ليسعدوا هم بثقافاتهم، لهم أن يمارسوا حرياتهم وأفكارهم مثلما يريدون لكن لا يعني هذا أن يهمشوا ثقافتنا نحن وأن لا يحترموها، فهم هنا ضيوف يأتون ويرحلون بينما ثقافتنا نحن تحدد هوية هذه الأرض وتعمق ارتباطنا نحن الباقون فيها، وتشعرهم هم أيضا بالتعرف عن أخرين مختلفين في الأفكار والممارسات والرؤى عن من اعتادوا عليهم في أوطانهم، أما أن نتحول نحن إلى الرجل الذي يود أن تقتنع الدجاجة بأنه ليس قمحا تأكله فهذا هو المرض الذي نتمنى أن ينزاح من نفوس بعضنا، خاصة أؤلئك الذين ينتهزون الفرص للقول بأننا متسامحون ولسنا عنصريين ونحترم ثقافة الأخرين في كل مرة يتحدثون فيها، لأننا كذلك بدون ترديد العبارات، يشهد على الأمر حرية الأخرين ووجودهم وارتياحهم في بلدنا واقبالهم على الحياة بيننا، وفي المقابل يجب أن نصون أفكارنا ومعتقداتنا وأن لا نسمح بتهميشها أو حتى منع ممارستها لمجرد أن نري الأخرين بأننا لسنا قمحا!


آراؤكم تهمني ..

9 thoughts on “لسنا قمحا! …. من جديد قلمي المتواضع

  1. أختي، عندي سؤال.

    لو حاول صحفي مسلم في الغرب إنه يكتب مقالات في الجرائد عندهم و أردفها بآيات معينه.
    و يت الحكومه و منعت هالصحفي، شو بتكون ردّة فعلج ؟

    بتقولين إن حرية الصحافه مسلوبه في الغرب. و هي فعلا مسلوبه بالنسبه لقضايانا.

    القائمين على الصحافه عندنا تفكيرهم يأخذ هالناحيه بعين الإعتبار. و خلينا شويه نحسن الظن فيهم و نقول إنهم يرغبون من الصحف الغربيه بتطبيق مبدأ المعامله بالمثل بهذا التصرّف.

  2. كلااام سلييم

    اتمنى نشوف جديد كتاباتج

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

  3. والله كلام جدا سليم و مؤثر

    بس للأسف صارت ثقافاتنا متحجره وقديمه عند البعض

    أبسط مثال: صار العقال شي بدائي واستبدلوه بالكبوس او الكاب

    واحد مواطن ومن قبيله معروفه فالبلد شافني ياي الجامعه بالعقال تم يتمصخر من ورايه يقول شوفوا هذا في ريحة حليب بوش

    هههههههههه

    والله شر البلية ما يضحك، صاروا أهل الثقافه يبون يمحونها… وللأسف يوم سألت عنه قالوا لي هوه يستعر من الكنادير وما يداني يلبسها

    ما أقول غير الله يقدرنا ونحافظ على هالثقافه والموروث لين نفنقش(نموت بالمحلي)

    سلمتي يالعذوب وهالطرح الراقي هب غريب عليج

    لك الشكر أخوي .. وبالفعل هذا الحاصل عندنا الحين

  4. والله كلام جدا سليم و مؤثر

    بس للأسف صارت ثقافاتنا متحجره وقديمه عند البعض

    أبسط مثال: صار العقال شي بدائي واستبدلوه بالكبوس او الكاب

    واحد مواطن ومن قبيله معروفه فالبلد شافني ياي الجامعه بالعقال تم يتمصخر من ورايه يقول شوفوا هذا في ريحة حليب بوش

    هههههههههه

    والله شر البلية ما يضحك، صاروا أهل الثقافه يبون يمحونها… وللأسف يوم سألت عنه قالوا لي هوه يستعر من الكنادير وما يداني يلبسها

    ما أقول غير الله يقدرنا ونحافظ على هالثقافه والموروث لين نفنقش(نموت بالمحلي)

    سلمتي يالعذوب وهالطرح الراقي هب غريب عليج

Comments are closed.