ملاحظة: أبطال قصصي حقيقيين
سارة، مريم وسيف
لطفاً اضغط على النشيد قبل أن تبدأ في القراءة
تم منح هذه القصه وسام التميز
.. الاداره ..
ملاحظة: أبطال قصصي حقيقيين
سارة، مريم وسيف
لطفاً اضغط على النشيد قبل أن تبدأ في القراءة
.. الاداره ..
Comments are closed.
– “… … … …”.
– الحمد لله بخير.
– “… … … …”.
-لا داعي للشكر هذا واجبي.
– “… … … …”.
– لحظة أسجل اسم الطفلة.
أمسكت بقلم على مكتبي وأخذت ورقة صغيرة ودونت.
– الطفلة نورة خالد. ما اسم معلمتها؟
– “… … … …”.
– المعلمة أسماء. حسناً لن أذهب قبل وصولك اطمئني. ابنتك ستظل معي. لا داعي للقلق.
– نورة. نورة.
نادت المعلمة عليها. كانت نورة منهمكة في تلوين لوحة حملت وروداً كبيرة. رفعت رأسها. ملامحها جميلة وزيها الوردي زادها براءة. شعرها القصير يحمل أشرطةً ملونةً مرتبةً بعناية.
– ملامحها ليست غريبة علي.
– طبيعي ألاّ تكون غريبة لأنها تحضر كل يوم إلى الروضة.
هكذا ردت المعلمة أسماء.
– معلمتي ألم تعرفيني؟!
– سارة. هل أنتِ سارة؟!!
سلمت عليها بحرارة مرة أخرى. جلست معي قليلاً تحدثني أخبارها. لقد تزوجت من قريب لها تحت إصرار جدها، ونورة ابنتها البكر. أخبرتني أيضاً أنها منذ أسبوع تمكنت من الحصول على رخصة القيادة، وبالأمس ألحت ابنتها عليها أن تأتي لتأخذها في سيارتها الجديدة.
– هل أنتِ سعيدة يا سارة؟
– ما الداعي لهذا السؤال؟
– أرغب في الاطمئنان عليكِ.
– الحمد لله رب العالمين. إن نورة نعمة كبيرة رزقني إيّاها الخالق. لقد فرحت بها كثيراً.
– هل أنتِ من اختار اسمها؟
– نعم سميتها نورة على أمي.
– رحمها الله.
– كانت طيبة وحريصة على مصلحتي.
ودعت سارة وتبادلت معها أرقام هواتفنا النقالة. قبل أن تصعد إلى السيارة طلبت منها أن تنتبه إلى نفسها أثناء القيادة. انطلقت السيارة وأنا أتذكر الأم التي خرجت بلا رجعة، والابنة التي ظلت وحيدة إلاّ من ذكريات وكلمات تردّدها دائما في إذاعة المدرسة كلّما سنحت لها الفرصة.
هزّ رأسه يالإيجاب وهو يبكي، فأكملت ما بدأت: هيّا بنا نحدثها بواسطة هاتفي، ونطلب منها المجيء.
أمسكته بيده، فسحبها. عدت إلى أسئلتي: ما رأيك أن تنتظرها في غرفتي؟!
كانت عيونه حمراء من شدة البكاء. مسح دموعه. ابتعدت عنه قليلاً وتوجهت ببطء ناحية غرفة مكتبي.تبعني وحين وصل رفض الدخول!
– وماذا عن عدم تمكنه من الكلام؟ ألم يعرضاه على طبيب؟!
– تحت إلحاحي أخذه والده ذات يوم إلى الطبيب. أخبره أنه سليم والمسألة مسألة وقت ليس إلاّ وسيتمكن بعدها من الحديث.
– لماذا لا تدعينه يلعب مع بقية الأطفال؟!
– لا يرغب سيف في ذلك.
حاولت الحديث معه لكنه اختبأ وراء معلمته. حدّثته بلطف فنظر إلي نظرات لا معنى لها. ولم يُجِب!
– لابد أنه خجل منّي.
– لا يا أستاذة إن سيف لم يتمكّن حتى اليوم من الكلام!
– هل هو أبكم؟! “سألتها متعجبة”.
– لا أظن لأنه يسمعنا جيداً، ويفهم عليّ إن طلبت منه شيء!
– هل حاولتي التواصل مع الاختصاصية الاجتماعية لبحث حالته؟
– أنسيتي يا أستاذة أن روضتنا بدون اختصاصية اجتماعية؟!!
** ** ** **
قبل انتهاء الدوام جلست مع معلمة التربية الرياضية أسألها عن الطفل سيف.
– سيف صاحب الأذنين الكبيرتين؟!
قلت منزعجة: لا يجوز أن تتحدثي عنه بهذه الطريقة.
– أكاد أجزم أنه مجنون!!!
– إنه طفل!!
– تخيّلي… ماذا يفعل في حصصي؟! يحبو على الأرض ويقلد صوت الكلب، وينطلق خلف الأطفال! وحين يريد الخروج من الصف يفتح النافذة ويقفز منها!!
– هذا الطفل بحاجة إلى مزيد من الاهتمام.
– بل يستحق خيزرانة تلسعه قليلاً ليكف عن شقاوته المزعجة.
** ** ** **