لغز انهيار أسعار البترول
جريدة الرياض – د. أنور أبو العلا 15/11/2008
في مقالات الأسابيع الثلاثة القادمة – إن شاء الله – سنفك لغزا من الغاز سوق البترول. اللغز هو: لماذا انهارت اسعار البترول في منتصف الثمانينات واواخر التسعينات الى أن وصلت في بعض الأيام الى أقل من عشرة دولارات للبرميل؟ ومن ثم نسأل هل يمكن أن تتكرر المأساة الآن فينخفض سعر البرميل الى خمسين (نعم المأساة أن تنخفض الى الخمسين وليس عشرة فلقد مضى وقت العشرة والعشرين والثلاثين وحتى الأربعين دولاراً للبرميل، من غير رجعة) .

سوق البترول مملوءة بالغرائب والألغاز وأحد هذه الغرائب التي ستكون مفاجأة لكثيرين من المتخصصين في الاقتصاد أنه يوجد حالة يكون فيها منحنى عرض بترول دول اوبك سالبا ينحدر الى الأسفل من اليسار الى اليمين (أي أن انخفاض سعر البرميل يؤدي الى زيادة عرض بترول دول اوبك وارتفاع السعر يؤدي الى خفض عرض بترولها) ووجه الغرابة هنا أن هذا الوصف ينطبق على منحنيات الطلب وليس على منحنيات العرض فكيف قلبت اوبك بتصرفها الغريب مبادئ علم الاقتصاد – رأسا على عقب- فأصبح منحنى العرض يبدو كأنه منحنى طلب؟

الجواب: احدى النظريات الاقتصادية التي تفسّر كيف تتصرف دول اوبك في سوق البترول هي نظرية اسمها: هدف الإيرادات (رفنيو تارقت) ورغم انني انتقدت هذه النظرية في الفصل الثاني من رسالتي للدكتوراه (الذي استعرضت فيه النظريات المختلفة التي تحاول أن تفسّر تصرف اوبك) وكان انتقادي مبنياً على اساس ان هذه النظرية تصف حالات قهرية – تعرضت لها اوبك – لفترات قصيرة لا تتجاوز السنة (أي أنها مجرد وصف لظواهر تاريخية طارئة ولكن لا يمكن أن ترقى لتصبح نظرية لتفسير تصرف اوبك) إلا ان هذه النظرية لا شك أنها أفضل وأدق وصف يفسر أسباب انهيار أسعار البترول الى عشرة دولارات للبرميل في منتصف الثمانينات وأواخر التسعينات.

اضافة الى أن هذه النظرية لها تطبيقات اقتصادية مثيرة تجعل سوق البترول يمكن أن يكون عرضة لمناورات تقوم بها الدول المستهلكة فتنهار الأسعار كما أنه بأمكان اوبك أيضا ان تقوم بمناورات فتحلّق الأسعار. أحد مزايا هذه النظرية أنها تصف الحالة الغريبة التي توجد فقط في سوق البترول ولا توجد في الأسواق الأخرى وهي أن منحنى عرض بترول دول اوبك (كما شرحنا أعلاه) يتجاوب سلبا مع ارتفاع الأسعار (أي أن انخفاض سعر البرميل يؤدي الى زيادة عرض براميل بترول اوبك وارتفاع السعر يؤدي الى خفض عرض براميل بترولها في السوق).

بالتأكيد منحنى هذا العرض مفاجأة لبعض المتخصصين في علم الاقتصاد فهم طوال حياتهم يدرسون أن الذي يتجاوب سلبا مع تغير الأسعار هو منحنى الطلب وليس منحنى العرض فكيف يحدث هذا الانقلاب لابد أن هناك خللاً في تصرف اوبك كما كان يردد بعض الاقتصاديين ك: موريس ادلمان (اقتصادي اشتهر بتزييف الحقائق ضد اوبك وبالذات المملكة) أو حتى ملتون فريدمان (ويجب عدم الخلط بينه وبين الصحفي في جريدة نيويورك تايمز توماس فريدمان) الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في عاموده الأسبوعي في مجلة نيوزويك في اواخر السبعينات بأن دول اوبك تسعّر بترولها خارج السوق ولا يمكن تفسير تصرفها في علم الاقتصاد لأن الاقتصاد علم للتصرف الرشيد وتصرفات اوبك تصرفات هوجاء لا تخضع للقوانين والمبادئ الاقتصادية.

العكس تصرف اوبك – كما اثبتت النظريات الاقتصادية فيما بعد – تصرف رشيد (وفقا للتعريف الاقتصادي للرشد) ويمكن تفسير تصرفها وفق مبادئ علم الاقتصاد – مية في المية – وانما الخطأ كان في عجز هؤلاء الاقتصاديين (رغم شهرتهم) عن ايجاد النظريات العلمية فألقوا في البداية اللوم على دول اوبك ولكن سرعان مابدأ الباحثون بدراسة سوق البترول ومن ثم ظهرت عدة نظريات جيدة على مدى الفترة الممتدة من منتصف السبعينات الى اواخر الثمانينات من ضمنها هذه النظرية (نظرية: رفنيو تارقت) وأحيانا تسمى: نظرية منحنى العرض المرتد الى الوراء (باك وورد سبلاي كيرف).

في الأسبوع القادم – إن شاء الله – سنواصل حل لغز تدهور أسعار البترول الى أقل من عشرة دولارات للبرميل.

9 thoughts on “لغز انهيار أسعار البترول (الجزء الثاني 22 نوفمبر 2008)

  1. يبدو أن مؤامرتهم تسير بخطى ثابتة للآن !
    اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميرهم .

    خطتهم -والله أعلم- كالتالي :-

    1- تدمير العراق وتحويله إلى كيان عميل (لإيران وأمريكا واسرائيل )

    2- رفع سعر البترول (كل دول العالم تشتريه بالغالي من الخليج ) واعتبروا الخليج حصالة نقود ثم ايداعها على شكل استثمارات في أمريكا .

    3- التغرير بصناع الاقتصاد في الخليج لاتباع خطى أمريكا في الاستثمار في ما لا ينفع من مثل أسواق البورصة والعقار بشكل متسارع وجنوني وما يترتب عليه من ديون والتزامات.

    4- اللعب على وتر التهديدات الإيرانية والارهاب واستنزاف اقتصاديات الخليج في صفقات التسليح ودفع فواتير القواعد الامريكية المكلفة بحمايتنا.

    5- مؤامرة انهيار الاقتصاد العالمي بعد أن ربطوا كل اقتصاديات العالم باقتصادهم وإعلان الافلاسات ونهب أموالنا واستثماراتنا لديهم .

    6- المطالبة بوجوب تدخل الدفع بما تبقى من أموال الخليج لإنقاذ الاقتصاد العالمي وإلا ذهبت مئات المليارات المتعلقة هناك !

    7- الوصول بالبترول لـ 50 دولار وهذا يسبب أزمة حقيقة لدول الخليج خاصة بعد خسائر الصناديق السيادية وهروب الأموال الأجنبية والديون وكمية النفقات !

    8- إعلان فشل النظام الاقتصادي الحالي ، وتشكيل نظام اقتصادي عالمي جديد بقيادة أمريكا وبريطانيا يتحكم بمقدرات العالم وأموالهم .

    9- قد نصل لمرحلة إعلان عملة عالمية جديدة تحل محل الدولار !! قد تؤدي لإفلاس كثير من الدول المعتمدة على الدولار في اقتصادها.

    10- أزمة عالمية حقيقة في كل مجالات الحياة وخاصة أسعار الغذاء وذلك بسبب عدم تقديم المعونات والمنح من قبل صندوق النقد الدولي لقطاع الزراعه في الدول النامية وإغلاق المصانع وتسريح الموظفين والعمال في أغلب القطاعات وبالتالي قلة الناتج القومي في تلك الدول وقلة الصادرات . فما سينتج بالكاد يكفي سكانها .(وهو شيء حصل في الهند وغيرها من الدول بالنسبة لبعض أنواع الحبوب والسلع الأولية ).

    أخيراً يا إخوة فنحن – والله أعلم – مقدمون على مرحلة عصيبة جداً وقد تكون هذه آخر سنة رخاء تمر علينا .. فأوصيكم ونفسي باتقاء الله وذروا ما بقي من الربا .. فهذه الحرب المقامه علينا هي من صنع أنفسنا والله سيميز الخبيث من الطيب في المرحلة القادمة .. فعليكم بالتوجه إلى الله فهو الرازق واطلبوا الحلال ولو كان قليلاً ففيه البركة إن شاء الله .

    وأتوجه إلى ولاة أمورنا حفظهم الله وهداهم إلى سواء السبيل وسدد خطاهم لما يحب ويرضى وأقول لهم :

    لقد آن الآوان أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا وننظر إلى ما قدمت أيدينا وما أنجزت في الأيام الخالية .
    يجب أن نبحث عن الخلل ثم نصلح ما فسد من الأمر
    ويجب أن نوسد الأمر لأهله ولا يتقدمن أحد على أحد إلا بما فضلهم الله بالعلم والمعرفه .
    يجب محاسبة من تسول له نفسه بأكل أموال المسلمين والتغرير بهم .
    يجب أن نرى حاجة إخواننا في الداخل أولاً ثم في الخارج .(خيركم خيركم لأهله )
    يجب ألا نمد أعدئنا بالمال والدعم وهم يقتلون إخواننا في العراق وفلسطين !

    اتقوا الله .. نعم هو غفور رحيم ولكنه أيضاً عزيز ذو انتقام .

  2. في عوامل اخرى سياسيه ادت الى نزول سعر البترول, اسعار البترول الجنونيه بدأت بالارتفاع منذ اعلان امريكا الحرب على الارهاب سنة 2001 و ادى ذلك الى الطلب الكبير على النفط و خلال هذه الفنره خاضت الولايات المتحده حربا اخرى و هكذا دواليك , امريكا تتحكم بأسعار النفط و بعد ما استفادوا من نفط العراق و باعوه بغالي
    حان الوقت لشراء نفطنا برخيص و بيعه علينا غالي

  3. سوال لو البترول نزل هل الاسعار بتنزل اذا اسعار الاغذيه ومواد البناء عموما كل شى ارتفع هل فى نزول البترول بينزل وبيرخص كل شى نفس قبل ؟؟؟

Comments are closed.