كثيرا منا من مر بتجربة نسي فيها هاتفه المتحرك على منضدة المطعم. و حينما تذكر ضالته أضطربت نفسه و أسرف قلبه في الاخفاق عليه و ذهب منطلقا ينشد هذه الضاله. لعل السعر المادي للهاتف هو جزء لا ينكر و لكن الخوف من ذهاب الخصوصيه له نصيب الأسد. حيث اذا ما وقعت في يد غريب لربما أساء أستخدامها و أورد صاحب الهاتف المهالك. و أني لأذكر عدة مرات أن أرى أصحاب الهواتف المتحركه و قد وقفو على رأس من يقوم بصيانته كي يضمنو عدم تسلل هذا الشخص و لا يتجاوز صلاحياته المسندة اليه. فكم نسمع أنتشار فضائح و أسبابها الهوتف المتحركه. و انا لا أقصد أتهام صاحب الهاتف بالمجون و العبث. حيث أن البعض قد قام بأخذ صور لذويه في احدى الأعراس و لربما انتشرت عندما وصولها لمن يفتقر الى الأمانه و العفه.

تعود بي الذاكره الى ما قبل ثلاثة أعوام عندما أخبرني أحد أصدقائي الثقات بأنه فقد هاتفه البلاك بري أيام دراسته و قد كان يحوي مفكرته و أعماله المجدوله و بعد تقديمه لبلاغ رسمي قام بشراء جهاز جديد و أرسل للشركه البلاغ الذي تقدم به و قامت الشركه بارجاع جميع الرسائل الالكترونيه و الصور و الرسائل النصيه و مفكرة الأعمال اضافة الى سجل الهواتف المسبق تخزينها وحتى التي سبق الغاؤها الى هاتفه الجديد. لم أكن أعتبر هذا تقدما تقنيا و لكني حكمت عليه بأنه أنتكاسة. فهل جميع رسائلنا محفوظه عند من هو أهل لها بالحفظ؟

يزعم الكثير بأن هذا الجهاز جزء لايتجزء من مواكبة تقنيات العصر و أني أراه ممن سلب حرية الموظف و جعله عبدا لعمله و أخذ حصة أبنائه و زوجته منه. اضافة الى أنه أخبرني عدة موظفين بأن اداراتهم تطلب منهم الرد على هذه الرسائل في فترة أقصاها ثلاثون دقيقه. فلماذا هذه العجله اذا كانت المعامله ستقف بيد مسؤول آخر عدة أيام و لربما عدة أشهر و حيث أن ردودك على هذه الرسائل في خارج أوقات العمل ستزيد من نسبة وقوعك في الخطأ لعدم تفهمك المعنى المراد و لبعدك عن المراجع و للعوامل البيئيه المحيطه من ضوضاء في المنزل أو أنهماكك في القيادة و لربما ما يزيد القلق هو أن رسالتك ستظل مسجله للطرف الأخر و يجب أن تكتب بأسلوب دبلوماسي لبق و كأنك تكتب عارضة في المحكمه.

في سنة 2002 كنت حينها طالبا في الولايات المتحده و أذكر عندما قامت شركة “تي موبل” الألمانيه بغزو لسوق الاتصالات الأمريكيه. لعل هذه الشركة أمضت وقتا في دراستها للسوق الأمريكيه قبل دخول النزال و قدمت باقات بأسعار وخدمات لا تقارن مع نظيراتها الأمريكيه. و لم أعهد أني وجدت حتى خدمة واحدة قد تفوقت بها الشركات المنافسه على الشركة الألمانيه فتهافتنا عليها و قمنا بايقاف خدماتنا السابقه. و بعد أحد المحاضرات أجتمعت مع فريق العمل لانشاء احدى مشاريع أحد المساقات الأكاديميه و تبادلت أطراف الحديث مع زميلي الأمريكي وعندما رأيت هاتفه من شركة هاتفي السابق أخبرته عن عروض الشركه الألمانيه الجديده “تي موبيل” فأخبرني بأنه يتفق معي بأن العرض أفضل من عرضه و لكنه ممن قطع على نفسه عهدا بأن يدعم شركته الوطنيه الأمريكيه وان كانت التكلفه تفوق سعر الشركه الأجنبيه.

اذا كان هذا الأمريكي ممن يدفع 8 % على أغلب مشترياته اضافة بأنه ملزم بدفع 30% من مجموع دخله السنوي للخزينه الأمريكيه في منتصف أبريل من كل عام و فوق هذه العوامل و الضغوط رأى مصلحة و سيادة بلاده أمرا يستوجب التضحيه. ألست أنا و أنت و هو و هي أولى بأن نضحي بهاتف البلاكبري و بأن نضع سيادة وأمن بلادنا في نصب أعيننا؟ لماذا ننتظر الى 11 أكتوبر ؟ فلنباشر قطع الخدمه من الآن.

6 thoughts on “لماذا ننتظر 11 أكتوبر ؟

  1. كلامك عين العقل اخي الكريم

    هالزمن المشكلة محد يهتم لشي اسمه خصوصياتي
    لأن للأسف الشديد الأغلبية ناشر خصوصياته ع الفيس بوك و اماكن اخرى
    عشان يشارك اهله و اصحابه ضنا منه ان محد يقدر يجوف خصوصياته !!

    لا يدري ان طاقم الموقع او اعضاء آخرون بطرق ذكية يستطيعون مشاهدة ما يريدونه !

    و كذلك الحال مع البلاك بيري !! وااا أسفااااه !

    ما اقول غير الله يستر علينا !!

  2. يعني حبكت على 11 اكتوبر.

    لو حاطينه تاريخ 26 اكتوبر كان بيكون عيد ميلادي خخخخخخخخخخخخخخخخخخخ

  3. كلام سليم 100%

    طرحك جميل ومرتب وفي مكانه

    لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي

    وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

Comments are closed.