السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي اخواني وأخواتي أن أضع هذا الموضوع بين يديكم وأعلم أن هذا المكان ليس موقعه لأن هذا المنتدى مخصص للأمور الاقتصادية ولكن لي هدفين من وضع هذا الموضوع هنا :-
1) لكي نعلم شيء يسير عما تعرض له إخواننا على أرض غزة أرض العزة في فلسطين الحبيبة المسلوبة .
2) لكي نفضح ممارسات جيش الاحتلال النازي وجرائمه مع العلم أن هذه جريمة هي واحدة من آلاف الجرائم التي مورست بحق هذا الشعب ولكن أراد الله لهذه الجريمة أن ترى النور
ومن أراد أن ينشر القصة فله جزيل الشكر
مآساة اب لن تنسى ولن يمحوها التاريخ
اليكم اخوتي واحبتي الروايه الحقيقيه التي عاشها الاب المكلوب والصابر على فقدان ولداه وفلذة اكباده امام عيناه وما زال الان صابرا جلداً ويحتسبهم عند الله من الشهداء .
اليكم القصه كاملة ………
****************
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمعة …كما نعرف , بالنسبة للمسلمين هو يوم لله..بدأت أنا وأبنائي …
كساب ” خريج من كلية الهندسة, قسم العمارة بالجامعة الإسلامية” وإبراهيم ” سنة أولى كلية التجارة بجامعة الأزهر” ، يوما جميلا دافئا.. استيقظت من النوم في الصباح كعادتي, قمت بالأعمال الضرورية ومن ثم استيقظ الأبناء, وكلفتهم ببعض الأمور مقررا أننا بإذن الله متوجهون إلى المدينة والعائلة, قبل انتهاء فترة وقف النار التي يعلمنا بها الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اجتاح منطقة الفخاري والتي تقع مزرعتي الخاصة بأطرافها.
وقد كان, وبعد صلاة الظهر أخذنا من الطلبات ما يلزم للبيت وتحركنا بالسيارة, وعلى مبعدة 400″ متر”, اجتزنا طريقا مقطوعا بفعل مجنزرات وآليات ثقيلة, كانت قد طوقت المكان الليلة الماضية, وتمكنا بالرغم من الحفر من العبور على مسافة ” 700 متر” أخرى, ووجدنا طريقا اجتازته الآليات الثقيلة وظاهر الأمر انه كان أكثر وعورة من الطريق السابق, ولكن كانت مركبتي”جيب لاند روفر” قد ساعدتني في اجتياز الطريق, فقد قلت لأولادي”سوف أعبر هذا المطب الذي يشبه الحاجز الترابي” وعقبت أيضا”أنا لا أقود سيارة سوبارو” وسميت الله مستعينا به.
كنت حريصا في الطريق أن أسير حسب الترتيب, أو هكذا شاءت الأقدار, من طريق مسجد العمور”الرضا”, مرورا بالدوار”محول الكهرباء” متقدما بطريق مستقيم, على أن أعبر من طريق فرعي أو أحد الأزقة والتي أعرفها جيدا, فوجئت من منظر الأرض الخالي وأنا أنظر على يساري وإذ بساترين ترابيين, أحدهما ترقد بداخله دبابة ثقيلة! كانت مفاجأة غير متوقعة, رفعت يدي كالذي يريد أن يقول السلام عليكم, ولم يعترضوني, واصلت المسير 50 مترا أخرى, وإذا بطلقات من بنادق رشاشة تنطلق باتجاهي, قلت لأولادي على الفور “انحنوا إلى الأسفل”, تواصل الضرب بالرصاص علينا, وكنت أظنه للتحذير, لكنني صعقت بمن ينادي : ” إنزل يا بان الشر………. ” فقلت لأولادي : ” انحنوا وانزلوا من السيارة وانبطحوا على الأرض” انحنيت إلى الأسفل..لم أر كساب وقد كان يجلس بجواري, لم أعرف كيف نزل..أو كيف تصرف! إنما إبراهيم وقد كان يجلس بالمقعد الخلفي فقد فتح الباب وهو سليم لم يصبه أذى, ونزل من السيارة , فإذا به يصرخ”أصبت” نظرت إليه حيث أصيب في ساقه أسفل الركبة, فقلت”بسيطة, إصابة غير قاتلة”
صرخ بي الجنود أن “إنزل من السيارة!!” واطلقوا الرصاص ناحية المركبة حيث كنت, بحيث لم استطع النزول من المركبة من شدة الرصاص شعرت بدم حار ينزف من يدي اليسرى, بحثت عن مكان الإصابة في ملابسي , وشعرت بها أعلى الذراع الأيسر فوق المرفق, قفزت من فوق المقعد المجاور, فتحت الباب, نزلت منه, وانبطحت, وكان اطلاق النار مازال مستمرا.
كان إبراهيم يصرخ ” أصبت,إسعاف , أنا مصاب!! ” سمعت الجندي يقول له
” اسكت أحسن ما أطخك!! “
قلت لإبراهيم أن يصمت, ويزحف نحو الجدار ومن ثم قال لي ” يا أبويا اتصل بالإسعاف ” فأجبته بأني لا أعرف الرقم, وعندما أخبرني بأنه “101” قلت له
” اتصل أنت فيدي مصابة ” اتصل وصرخ عليه الجندي مرة أخرى ” لاتتكلم وإلا أطخك!!إرم التيليفون ” رمى إبراهيم التيليفون وجلس وهو ينزف..
صرخت..ناديت على الجنود “عندي مصاب بنزف, وأنا مصاب وأنزف, أحضروا لنا مسعف أو ضماد أو أي إسعاف ” فقالوا ” اسكت أو كلم أمبيولانص” اتصلت بالإسعاف الذي أخبرني بإنه لا يستطيع الحضور, ولكن الصليب الأحمر فقط هو الذي يستطيع ذلك من خلال التنسيق مع قيادة الجيش, التي ترفض الإذن لهم بالمرور.
الوقت يمر, وولدي ينزف, وكساب نائم على بطنه ولا ادري ما حاله حي هو او ميت, حاولت الزحف باتجاهه, فخاطبني احد الجنود بأن لا أتحرك وأطلق رصاصة تحذير.
كان إبراهيم ينزف, ولا إسعاف ولا مسعف يبدو قادما, وكان الجنود يحتلون منزلا يبعد عنا قرابة 40 متر على الأكثر, أراهم رأي العين ويروني, أسمعهم ويسمعوني , لذلك ناديت ” الولد ينزف حرام عليكم ابعتوا مسعف يقدم له أي شيء ” وفي الوقت ذاته اتصلت بالإسعاف أكثر من 20 مرة لدرجة أنهم قالوا ما باليد حيلة, سوف نحيل مسألتك إلى الإعلام, تقدم الوقت وأقترب الغروب, وبدأت أنا وولدي النازفين, _وكلانا ملقي على الأرض_ نستشعر برودة طقس يناير, أحسست وكأني في سباق مع الوقت وكان ولدي الصغير كل خمسة دقائق يناديني ويرجوني “اتصل يا والدي على 101” واتصل بناء على صرخاته ومناجاته ورجائه, ولا جدوى, فقد أفادوني بأنهم يقدرون صعوبة حالتي, وطلبوا مني أن أبقي هاتفي الخلوي مفتوحا, كي تتصل بي وسائل الإعلام والإذاعات المحلية كي أشرح الحالة وأوجه مناشدة, لعل الجميع يسمع ويتجاوب, حل الظلام ولا مجيب سوى رنات الهاتف من كل مكان,,من إذاعة محلية أو قناة فضائية, أو منظمة حقوقية, وجهات أخرى.
تجرأت وزحفت باتجاه ولدي الكبير عندما رأيت بعض القطط تحوم حوله, نهرني أحد الجنود ونادى علىً بلغة عربية ” إرجع مكانك سوف أطخك ” أجبت حينها
” أفعل وطخ إن شئت ” وصلت إلى كساب حيث كان نائما ووجهه إلى الأرض, بحثت عن إصابته, وتأكدت حينها من موته وتصلب جسده, قلبته على ظهره وغطيت وجهه بالجاكيت الخاص به, كان ملقيا على بعد متر واحد من الجيب, قلت في نفسي ” مات كساب وبقي إبراهيم أو عباس كما اعتدنا أن نناديه ” عدت فسألني إبراهيم ” كيف أخي كساب يا والدي هل ما زال حيا؟” فأجبته”استشهد كساب وبقي الدور علينا”
“راضي عنه يا ابويا ” هكذا سألني ابني الصغير فأجبته ” كيف لا أرضى على ولدي الميت الشهيد الذي قتله عدو الله ظلما ” فعاد يطلب مني أن اتصل على 101 , فقلت له “سوف اطلبهم وتكلم أنت معهم لعلهم يهتمون” لكنه أخبرني بأنه غير قادر على الحديث, فاتصلت واتصلت واتصلت وكل مرة يخبرونني بأنها آخر مرة, قلت لهم “أنا استجدي بكم وأنتم لا تحترمون الإنسان ولا الإنسانية” كانوا يجيبون بلغة الضعيف والمستكين , ويقسمون الأيمان..لا أصدق أو أصدق فالأمر سيان, وهذا ابني الصغير يسألني”راضي يا ابويا عني” ويعود فيسألني مرة أخرى”راضي يا ابويا عني” وأجيبه ذات الإجابة.
“أنا أشعر بالبرد, والظلام خيم واحنا بالشارع, وانا مصاب وأنت مصاب”يقول ولدي”أشعر بقرب النهاية” وقلت له”لا يا ولدي الساق وأسفل الركبة ليست إصابة قاتلة” فسألني عن إصابتي وأجبته بأني في أحسن حال بدليل أني معك حتى الآن.
كنت اسأله إذا كان يشعر بالبرد بين الفينة والأخرى وأجابني بأن نعم , فألبسته الجاكيت الملوث بدمائي, وأسندت ظهري إلى الحائط, ومدددت قدماي ووضعت رأسه على فخذي كي يكون أقرب مني ويستشعر بعض الدفيء, لكنه كان ينفض عندما قال لي” يا والدي أنت من البرد أكثر..خذني إلى الجيب ربما أشعر ببعض الدفيء بداخله” كنا أمام مقدمة السيارة الملتصقة بالجدار الاسمنتي, قلت له”قف على ساقك السليمة وسوف أساعدك” وما كدنا نتحرك حتى صاح بنا أحد الجنود”ابتعد سوف اطلق عليك النار”ولم اعره اهتماما هذه المرة , صرخت بكل اللغات التي أعرفها”ائتوني بمسعف,ائتوني بطابية, ائتوني بما اربط به ساق الجريح, ائتوني يا متحضرون بأي مساعدة” وتلقيت إجابة واحدة”إطلب الأمبيولانص” شعرت وكأن هذا إذن باستخدام هاتفي الخليوي,
عم الظلام وازداد البرد, وكنت أعاني من شدة هذا البرد, وكان ولدي جسده يهتز وينتفض من شدة البرد والنزيف, كنت أصغي إلى أصوات أي آلية ولم أكن أسمع سوى أصوات جنازير الدبابات, أو البلدزورات التي تهدم بيوت الناس وأشجارهم في المنطقة, ألقيت بكيس الغسيل الغير نظيف إلى ولدي وقلت له”توسد هذا يا ولدي” وكنت قد أخرجت بعض الملابس أدثر جسده وساقه بها , كنت انا وهو بداخل السيارة, حيث كنت بالمقعد الخلفي وهو بالمقعد الأمامي, أسندت رأسي على مقعده ويداي تربتان على ظهره, وأفرك بأصابعي على جسده المرتعش, كنت أسأله كل خمس دقائق “هل تشكو من برد أو ألم” وما كان يجيبني إلا”إطلب الإسعاف أو 101″
كنت في حالة سيئة, ولم أكن للحظة أخشى على نفسي, على الرغم من إصابتي وشعوري بالدم النازف وقد بلل كامل ما ألبس حتى بدا يسيل من كف اليد, كل ذلك سواء لزوجة الدم السائل أو المتجلط لم يسببا لي أي خوف على نفسي, كنت متاكدا أنني سوف ……… ولدي الذي مازلت أتلمسه وأكلمه , ولم أكن أعرف مدى خطورة إصابته والذي كنت أعرفه أنها أسفل الركبة وهي أيضا ليست بالإصابة القاتلة.
بحلول الساعة الثامنة تلقيت اتصالات من إذاعات محلية, وجهات ادعت أنها من أجل حقوق الإنسان, وكان ندائي للجميع”انقذونا نحن خلف موقع دبابات وأمامي مجموعة من القناصين, بإمكانهم تقديم العون لنا, ولكنهم لم يقدموا لنا سوى القتل والرعب, ومناشدتي لكل من خاطبني بالهاتف,,,المساعدة في نقل الجريح النازف, ناشدتهم…ربما خلال ساعة أو أقل لن تكونوا قادرين على مخاطبتي لأني لن أكون حيا…
بدأت يدي ترتعش وشعرت بالخدر في يدي اليسرى في أطراف الكف والأصابع, وجاءتني الاتصالات,, نحن إذاعة كذا وإذاعة كذا , وأنا من المؤسسة , وأنا من الجهة.., وسوف تتحدث الآن مباشرة إلى محطة تمكنك من توجيه نداء, وسوف,,وسوف,,تعبت!!أريد قبل فوات الأوان مسعفين ولا شيء سوى ذلك.
جاءت الساعة العاشرة,,الليل والبرد , والميت الملقى في الشارع, والجريح النازف, وأنا واليهودي المتحرش والمتحفز على بندقيته الجاهزة للإجهاز على الأحياء في أي لحظة او عندما يريد أن يشبع غريزته في القتل , أعرف ذلك وصرخت بهم”الموت الآن أصبح الراحة الكبرى” ناديت وبصوت حزين مرتجف ومسموع ” يا تساهال إذا كنتم متحضرون او من فصيلة أبناء آدم أو أحفاد إبراهيم ..إن إبراهيم ولدي يموت وقتلتم ولدي كساب , وأمري مرهون بأيديكم إما أن تفعلوا شيئا أو أريحونا” وكنت أسمع إجابة واحدة ” خلي الأمبيولانص تجي تاخدكم”
لقد أيقنت أن النهاية قد اقتربت, وهاتفي الذي اتصل به أو أجيب به على الإتصالات فرغت بطاريته وقد تقطعت بي أسباب التواصل, كنت قد قلت أثناء مكالمتي للجهات الحقوقية أو التي اهتمت بالأمر بعد ان ابلغوا من قبل الإسعاف”بيني وبين أكبر مستشفى في قطاع غزة أقل من 1000 متر أي كيلو متر واحد وجبروت الجنود وجبروت اسرائيل يأبى إلا القتل العمد….”
مع انتصاف الليل اتصلت بي قناة الجزيرة من الدوحة وطلبوا مني توجيه مناشدتي, كان إبراهيم يتنفس في هذه الأثناء, وعندما انهيت مناشدتي لم أعد أسمع صوت تنفسه, ظننت انه قد غفى أو نام, وناديت عليه اسأله كالعادة إن كان يشعر بالبرد!!ولم يجب..وضعت يدي على جبهته وكانت دافئة,,ومن ثم وضعت كفي بمواجهة فمه ولم أشعر بنفسه , وكانت منطقة,,,,, باردة, أيقنت أنه قضى..ذهب إبراهيم..ذهب عباس يا ولداه …ذهب الاثنان ..الأول ملقي في الطريق والثاني على مقعد السيارة الأمامي ,
اتصل بي كثير من الأفراد والإذاعات والمؤسسات , فقلت لهم جميعا ” أنا وما أنا بخير من أبناء, إن حقوقنا للانسان هنا غير موجودة, البرد سوف أموت من البرد وما عاد يهمني الموت في حد ذاته لأنني لست أفضل من أبنائي الذين ماتوا أمامي , إن الألم الذي أعانيه أقسى من الموت بحد ذاته..أموت وأستريح”
صرخت في الجنود, وكانوا قد نزلوا من المنزل الذي يحتلونه , كانوا قرابة الثلاثين جندي بكامل عتادهم, غابوا حوالي الساعة وعادوا , ومن ثم صرخت
” لماذا تبقون عليً؟؟أجهزوا علي, أريحوني هيا, مجرد طلقة لن تكلفكم سوى ضغطة واحدة على الزناد..إفعلها يا جبان ” لم يعرني أحدهم اهتماما, ولم يعد يعنيهم ما أقول وقد فعلوا ما فعلوا وعلى مرأى منهم جثث أبنائي, فأيقنوا أنهم قد حققوا الهدف..قتلوا أبنائي!!قتلوا الشباب..قتلوا الوطن..
أعود للمشهد .. في تلك الساعات ربما الأولى من صباح السبت 17/1/ 2009م لم أعد أطلب المسعفين ولم أعد أتعجل( 101 ) أو غيره.
بل كنت أتعجل اللحاق بأولادي سواء بسبب النزف أو بسبب أو من البرد، لست أكرم ولا أخير من أولادي وما عدت أتصل بأحد ولكني كنت فقط مستقبل وأجيب على الذين يتصلون بي لا أريد إسعاف كنت أنادي لا أريد إسعافات أريد فقط نقل جثث الموتى أريد فقط القصاص من الذين قتلوا أبنائي.
ظلام كبير كنت أقول حقا وأعرف أنه لا مقدم ولا مؤخر إنما لأنني ربما كنت أهذي ، فلا عتب على من فقد ولديه بين يديه، جلست مع نفسي أسند رأسي على ظهر المقعد الذي أجلست عليه ولدي إبراهيم أنادي على إبراهيم وإبراهيم لا يجيب أعلم انه لن يجيب أعلم أن إبراهيم ذهب ولن يعود، إذن وحيث ما زلت لم أغِب عن الوعي رأيت أن الأفضل أن أرتب الخطوات وكيف حصل ما حصل قلت:
1-خرجت في وقت أعلن فيه أن هدنة ووقف لإطلاق النار .
2-كنت في سيارة مدنية ركابها من المدنيين .
3-كنت أقود بسرعة لا تتعدى 30 كلم/ساعة .
4-مررت عن موقع ترقد فيه دبابة ولم يطلب مني العودة أو تعترضني .
5-على مبعدة بسيطة من موقع الدبابة أطلقت نحوي في ضرب مركز ومباشر بداية نحو السائق ولم أفطن إلى أن ما يطلق عليَّ هو الرصاص إلا بعد أن اخترقت رصاصات الزجاج .
6-طلبت من أبنائي الانحناء للأسف واستمر الضرب من أعلى من على سقف السيارة وباتجاه الركاب الغرض هو القتل وإذن .
7-طلبت الجنود الذين كانوا يضربون النار من أكثر من موقع من على الأرض ومن شبابيك الطابق فوق الأرضي ومن على السطح ومن أكثر من اتجاه طلب الجنود منا وبلغة عربية مكسرة أن ننزل من السيارة مع السباب الفاحش .
8-استمر الضرب على من نزل من السيارة وضرب مباشرة من الصدر ولدي كساب طالما نزل .
9-الأهم أننا لم نُنذَر ولم نُحذّر أعني” أن يقول لنا أحدهم ممنوع “.. أو يطلق على العجلات بعض الطلقات لإيقاف السيارة أو في الهواء لنعرف أن هناك منع للمرور في شارع عمومي مسفلت ونعبر من الشوارع الرئيسية الموجودة في المنطقة .
10-كان الضرب الناري بقصد القتل والدليل أن عدد الطلقات التي وجهت إلى السائق عبر الزجاج الأمامي عددها يزيد على العشرين رصاصة والتي أطلقت من مستوى أعلى من مكان الضرب إلى سقف السيارة .
11-السائق وهو أبو الشباب أصيب إصابة سطحية والأبناء قتلوا , ولم يتوقف الضرب إلا بعد أن أيقنوا أنهم قتلوا واحداً على الفور وأصابوا الآخر والسائق معاً .
12-وَرَدني من خلال أحد الشهود الذين كانوا محتجَزين في البيت الذي كان الجيش الإسرائيلي ينصب فيه كميناً أنه فهم لغة الضابط “العبرية ” أثناء حديثه مع الجنود أنهم يعرفون أنها سيارة مدنية ومع ذلك صدر الأمر من الضابط إلى الجنود بتصفية ركاب السيارة .
13-كان بالوحدة المتخفية داخل البيت طبيبان طلبا من الضابط أن يسعفا المصابين إلا أن الضابط رفض بدعوى أنهم لا يريدون أن يتحملوا المسؤولية حين يُكتشف أن الأمر لا يتعلق بمحاربين إنما قتل للمدنيين و ذلك يسبب حرجاً لمؤسستهم الحضارية.
– الضابط قال للطبيب: دعهم ما داموا غير مسلحين وسوف نبرر ما فعلنا بأننا نجهل الأمر.
… من أين لي هذه المعلومات الأخيرة
– ليقرأ كل من يعنيه الأمر.
كان العامل الذي يعمل عندي أحد المحتجزين تحفظيا كرهائن في المنزل الذي يحتمي به الجنود ضمن حوالي 40 شخص من رجل وامرأة محصورون في غرفة واحدة وكان من بين المحجوزين شخص (أعرف اسمه) ويفهم العبرية و هو الشاهد الذي سبق الحديث عنه و هو نفسه الذي أخبر العامل بما جرى من حديث ، ثم نقل لي العامل مجريات الحوار بين الأطباء والضابط لاحقا عندما أُخلي سبيله.
لقد نُقل إليّ أن الضابط رفض القيام بأية عملية إسعاف، لعدم الرغبة في تحمل المسؤولية حالما تُكتشف أن المسألة ليست عملية ضمن عمليات الحروب.
الأهم – القيادة العسكرية في إسرائيل؛ لماذا رفضت التصريح أو عمل تنسيق عبر الصليب الأحمر لأية إسعافات منذ الساعات الأولى بنقل المصابين.
وقد كان الجيش الإسرائيلي من خلال الاتصالات والمناشدات يعلم و يرى ويشاهد كل شيء، ذلك هو السؤال، ذلك هو مفتاح الحل إذا ما رغب أحد في الدنيا كلها بالحل …
مجريات هذه الأحداث جرت ما بين الساعة الواحدة ظهرا يوم الجمعة 16 يناير 2009 ، حتى وصول سيارة الإسعاف في اليوم التالي السبت الساعة الحادية عشر صباحا.
———————
بقلم : محمد كساب شراب
فجر يوم الاثنين،19يناير2009
حسبنا الله ونعم الوكيل على من ظلمنا
اللهم أرنا في اليهود المعتدين يوماً أسودا
أشكر جميع الإخوة الذين مروا وعلقوا
انا لله وانا اليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
انا لله وانا اليه راجعون
الله يصبره على هذه المصيبة
نسأل الله الواحد الاحد ان يجعل مثواهم الجنة ان شاء الله وان ياخذ بحقه وحق اولاده من هؤلاء الكفرة احفاد القردة والخنازير