فى بعض الأحيان يشعر الإنسان أنه قد عاش ذات الموقف من قبل بل يستطيع أن يكمل الحوار قبل أن ينطق به من حوله و يعلم تماماً إلى أى مدى سوف ينتهى الحوار و لكنه يظل عاجزاً عن البوح بذلك أثناء الحوار و تنفك عقدة لسانه بعد إنتهاءه ليعلن للجميع أنه قد عاش هذا الموقف تماماً من قبل و أنه كان يعلم ماذا سوف يقال و إلى أى مدى سينتهى الموقف و بعدها يتضاحك الجميع بأن هذا الأمر قد حدث لهم سابقاً

و قد خضع هذا الأمر لمناقشات عديدة على كافة المستويات فذهب علماء الدين أنه إطلاع مؤقت على جزء من الغيب بينما ذهب الوحانيين أنه تأكيد على إنتقال الروح بين الأجساد و عدم فناءها على مر العصور و ذهب الأطباء العضويين إلى أن العين اليسرى ترى إنعكاسات ما يحدث بصورة أبطأ من العين اليمنى و أن عملية الإحساس بحدوث الموقف تأتى بعد رؤيتها من العين اليمنى ثم إنتقال إنعكاسها للعين اليسرى و لم يصل أحد ليقين ثابت حول حقيقة هذا الأمر

و لا أخفى عليكم سراً أنه بعد مطالعة سريعة لما دار فى المنتديات على مدار الأسبوعين الأخيرين تملكنى شعور غامض بأن ما يحدث من مشاهد على الساحة سبق لى أن شاهدته رأى العين و لكن مع إختلاف المسببات مع بقاء سير الأحداث على نفس المنهج و المنوال

ففى هذا التوقيت من العام الماضى كانت كافة الأسواق العالمية تسير فى منحنى تصاعدى و تتسابق نحو الأعلى بينما كانت الأسواق المحلية فى إتجاه مضاد بين سير أفقى يعقبه هبوط نتيجة ما دار حول نتائج إعمار و إطفاء الشهرة و الخسائر الخارجية و بدء عملية تصحيح الأسواق العالمية بينما المشهد الحالى هو تأجيل ديون شركات دبى و يبقى القاسم المشترك بين الحدثين و هو مشكلة أملاك و تمويل

و بتنشيط الذاكرة قليلاً وجدت ذات الموضوعات التى يتم تناولها حالياً صورة كربونية لما تم تداوله خلال نفس الفترة من العام السابق ما بين خروج البعض للحديث عن شح السيولة و ذكر مثالب و عيوب السوق و أخرون للمناداة بعدم جدوى التحليل الفنى قبل إختراق نقاط محددة و ما بين من يتوقع 90 فلس لإغمار و ذهاب المؤشر إلى 1100 للمتفاءل و 900 للأقل تفاؤلاً و من يتحدث عن أن الأسوأ لم يأتى بعد و علينا إنتظار المزيد و مجموعة أخرى تقف شاهرة سلاح الحقد و الضغينة لكل من تسول له نفسه الحديث عن قيعان جديدة و ظهور الحديث عن خطط للإنقاذ و تصحيح المسار و بالطبع هناك أقلام ظلت على الساحة و بدأت تعيد ما كتبته سابقاً بينما ظهرت أقلام جديدة فى تواكب مع إختفاء أقلام سابقة

و بعد أن هيأ الجميع أنفسهم لإقامة سرادقات العزاء فى المغفور له السوق و فجأة و على حين غرة من الجميع إنطلق السوق بقوة و شهد دخول سيولة أجنبية متدفقة كالشلال إرتقت بأسعار الأسهم عالياً لمستويات وصلت إلى 300% و من هول الموقف و المفاجأة شهدنا تحولاً جذرياً فيما تكتبه كل الأقلام فأصبح السوق الدجاجة التى تبيض ذهباً و التحليل الفنى سلاحاً فتاكاً و المناخ الإستثمار جيد و جاذب للسيولة الأجنبية و أن الإحتفالات و الأمجاد قادمة بعد أن مضى الأسوأ إلى غير رجعة و توارت خطط الإنقاذ فى الأدراج و إنقلبت السرادقات من العزاء إلى تلقى التهانى بالمولود الجديد

يا سادة يا كرام حنانيكم و لتتدبروا ما مضى و لتمعنوا النظر فيما يحدث على الساحة العالمية حتى يمكننا إستنباط ما يحدث على الساحة المحلية و لنبتعد قليلاً عن الشيزفرونيا و لنعقد هدنة مع أنفسنا حتى نستبين الموقف بوضوح

يا سادة يا كرام ما حدث من صعود صاروخى للذهب ثم هبوط عنيف و صعود للنفط ثم هبوط و صعود لليورو مقابل الدولار ما لبث أن عاود بعده الدولار للصعود ثم صعود لمؤشرات أسواق رأس المال ثم هبوط يشير بكل وضوح أن الأمر يسير فى إطار منظومة و خطة محددة لديها القدرة على كبح جماح الإرتفاعات و إنقاذ تدهور الأوضاع من الإنخفاضات فى الوقت المناسب و يشير بوضوح أيضاً إلى أن هناك خطة لتناوب السيولة فيما بين الأسواق المختلقة سواء معادن أو نفط أو عملات أو أسواق للمال و أن الخطة تسير على نمط زمنى متسلسل

يا سادة يا كرام لا تتفاجأوا إذا رأينا دخولاً مفاجئاً و سيولة متدفقة على الأسهم المحلية و بينما نحن نتجادل فى صراعات وهمية كعادتنا و نحاول إظهار أننا نعلم كل شيئ و ننتظر القاع يسرقنا السوق و نجد أنفسنا و قد إفتقدنا مناطق الدخول الآمن و نتعلق كعادتنا و نعود لنتباكى و نشتكى و نشجب و نتطاول على المسئولين

يا سادة يا كرام فلتجلسوا مع أنفسكم و لو لبرهة واحدة و لتصارحوا أنفسكم و لترسوا على بر واحد و حديث واحد و من أراد أن يتحدث عن مثالب السوق ليستمر فى حديثه فى الارتفاع قبل الانخفاض حتى نرى إصلاح للمنظومة و من لديه خطط للإنقاذ فليسعى إلى تحقيقها مع الإرتفاع أيضاً فالأمر لن يتعدى إرتفاعات مضاربية مهما و صلت الأسعار و ستبقى الأزمة قائمة و من يسعى للإصلاح فليستمر على الدرب بعيداً عن ما يحدث من تقلبات فى السوق

يا سادة يا كرام

أرى أن التاريخ سيعيد نفسه و أوقن فى أن السوق سيفاجئ الجميع و تتكرر الدورة مرة أخرى ليس ثقة منى فى إنصلاح الحال و لكن فى طبيعة ما يحدث على الساحة العالمية و لنرى بعدها الأحاديث الجديدة من ذات الأقلام التى تحدثنا عنها سابقاً فى عودة للموضوع بعد بداية الصعود إن شاء الله

فلننتظر جميعاً إجابة الأيام على تساؤل

هل سيعيد التاريخ نفسه

9 thoughts on “((( ما أشبه الليلة بالبارحة ))) ((( فهل يعيد التاريخ نفسه )))

  1. سوقنا لم يعاكس الاسواق العالمية الا ما قبل ازمة دبي بشهر (تسريب صريح للخبر)
    سوقنا بسبب المواطنين اللي كانوا يبيعوا بكل الاوقات .. سريع في الهبوط و بطىء في الصعود
    لكن لم يعاكس الاسواق ابدا .. نزل معاهم بعنف .. ارتفع معاهم .. خلال ازمة دبي انفصل عنهم

    الاجانب هم من رفعوا اسواقنا و هم من رفع اعمار و ارابتك و كثير من الاسهم البعيدة عن قاعها
    اذا اسواقهم صححت سيخفضوا استثماراتهم هنا كذلك
    ام الاسهم الغير مسموح بالاجانب بتملكها فهي بالقرب من قيعانها مثل مصرف ابوظبي و ديار

  2. يا سادة يا كرام ما حدث من صعود صاروخى للذهب ثم هبوط عنيف و صعود للنفط ثم هبوط و صعود لليورو مقابل الدولار ما لبث أن عاود بعده الدولار للصعود ثم صعود لمؤشرات أسواق رأس المال ثم هبوط يشير بكل وضوح أن الأمر يسير فى إطار منظومة و خطة محددة لديها القدرة على كبح جماح الإرتفاعات و إنقاذ تدهور الأوضاع من الإنخفاضات فى الوقت المناسب و يشير بوضوح أيضاً إلى أن هناك خطة لتناوب السيولة فيما بين الأسواق المختلقة سواء معادن أو نفط أو عملات أو أسواق للمال و أن الخطة تسير على نمط زمنى متسلسل

    يا سادة يا كرام لا تتفاجأوا إذا رأينا دخولاً مفاجئاً و سيولة متدفقة على الأسهم المحلية و بينما نحن نتجادل فى صراعات وهمية كعادتنا و نحاول إظهار أننا نعلم كل شيئ و ننتظر القاع يسرقنا السوق و نجد أنفسنا و قد إفتقدنا مناطق الدخول الآمن و نتعلق كعادتنا و نعود لنتباكى و نشتكى و نشجب و نتطاول على المسئولين

    يا سادة يا كرام فلتجلسوا مع أنفسكم و لو لبرهة واحدة و لتصارحوا أنفسكم و لترسوا على بر واحد و حديث واحد و من أراد أن يتحدث عن مثالب السوق ليستمر فى حديثه فى الارتفاع قبل الانخفاض حتى نرى إصلاح للمنظومة و من لديه خطط للإنقاذ فليسعى إلى تحقيقها مع الإرتفاع أيضاً فالأمر لن يتعدى إرتفاعات مضاربية مهما و صلت الأسعار و ستبقى الأزمة قائمة و من يسعى للإصلاح فليستمر على الدرب بعيداً عن ما يحدث من تقلبات فى السوق

    يا سادة يا كرام أرى أن التاريخ سيعيد نفسه و أوقن فى أن السوق سيفاجئ الجميع و تتكرر الدورة مرة أخرى ليس ثقة منى فى إنصلاح الحال و لكن فى طبيعة ما يحدث على الساحة العالمية و لنرى بعدها الأحاديث الجديدة من ذات الأقلام التى تحدثنا عنها سابقاً فى عودة للموضوع بعد بداية الصعود إن شاء الله

    فلننتظر جميعاً إجابة الأيام على تساؤل

    هل سيعيد التاريخ نفسه

    ========================

    جزيل الشكر و التقدير على ما خطته اناملك الذهبية من حكم و عبر و امثلة لما آل اليه حال الكثير المتداولين

    فجزاك الله خير و بارك الله فيك

  3. هل سيعيد التاريخ نفسه

    ام هل سوف يكون هناك تاريخ يديد

    سوف نشاهد ما تخبي لنا الايام الياية

    وان شا ءالله يكون المخبي خير

  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا

Comments are closed.