محمد بـن راشــد يتفقـد ســدود «الشرقية»

وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالاسراع بتنفيذ أوامر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإعادة بناء سد الشرم ـ الذي لحقت به اضرار بسيطة جراء الامطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضيةـ بطريقة حديثة لضمان سلامة المواطنين في المنطقة وحماية منازلهم وممتلكاتهم من مياه الامطار مستقبلا.

وأكد سموه أن رئيس الدولة حريص على متابعة جميع الظروف والمستجدات التي تمس حياة ومعيشة المواطنين وسلامتهم وسلامة ممتلكاتهم في ارجاء الدولة، وسموه لا يدخر جهدا ولا مالا في سبيل تأمين العيش الكريم لابناء شعبه في الريف والحضر والبادية ولايبخل بتوجيهاته للحكومة وجميع الجهات المعنية للعمل من أجل عزة المواطن ورفعة الوطن واستقراره.

واستوضح سموه خلال جولة تفقدية أمس لعدد من مناطق السدود في المنطقتين الشرقية والوسطى من الامارات الشمالية التي شهدت هطول امطار غزيرة في الاسبوعين الماضيين، عن طريقة قياس كمية المياه المتجمعة في السد، ومدى ارتفاع منسوبها وانخفاضه والتي تعرف بواسطة آبار مراقبة يتم حفرها ومراقبتها من قبل مهندسين متخصصين في وزارة البيئة والمياه ليتأكدوا من قراءة بيانات كميات المياه في السد.

وبدأ سموه الجولة باكرا، وكانت المنطقة الوسطى المحطة الاولى لسموه، إذ توقف عند سد السيجي الذي يبلغ طوله نحو 540 مترا وارتفاعه نحو 11 مترا، واستمع سموه من وزير البيئة والمياه والقائمين على مشروعات السدود في الوزارة الى تفاصيل عن السد الذي بني بطريقة حديثة وتصل طاقته الاستيعابية من مياه الامطار نحو 850 الف متر مكعب، في حين تبلغ سعة بحيرة السد نحو مليون متر مكعب من المياه المتجمعة من الامطار.

واطلع سموه على خريطة تفصيلية لمواقع وعدد السدود في الدولة التي تجاوزت 114 سدا وحاجزا مائيا، موزعة على مختلف إمارات ومناطق الدولة وتستطيع حجز كميات من مياه الامطار تزيد على 118 مليون متر مكعب.

وعقب اطمئنان سموه على سلامة سد السيجي وكميات المياه المحتجزة به توجه الى المنطقة الشرقية، حيث تفقد في وادي شعره «سد حام» العملاق الذي يصل ارتفاعه إلى 16 مترا وطوله نحو ثلاثة كيلومترات وطاقته الاستيعابية والتخزينية تصل إلى نحو ثمانية ملايين متر مكعب من مياه الامطار، اذ يعتبر السد مع بحيرته الاكبر في المنطقة والاهم لجهة تزويد الفجيرة وكلبا بمياهه لزيادة منسوب المياه الجوفية في المنطقة.

وشملت جولة سموه التي استغرقت اربع ساعات منطقة وادي الوديعة، حيث يحتضن الوادي سد سلطان العويس المحاط بسلسلة جبلية شاهقة، وتفقد سموه البحيرة والسد الذي بني عام 1997 بارتفاع 18 مترا وطول 230 مترا وتبلغ سعة بحيرته نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون متر مكعب.

واستقبل أهالي قرية الشرم التابعة لإمارة الفجيرة سموه ملوحين بأيديهم ومرحبين بمقدم سموه الى منطقتهم، حيث تفقد سد الشرم الذي لحقت به اضرار بسيطة جراء فيضانات الامطار خلال الايام الماضية، ووجه سموه بالاسراع بإعادة بناء السد بطريقة حديثة لضمان سلامة المواطنين في المنطقة وحماية منازلهم وممتلكاتهم من مياه الامطار مستقبلا.

واطلع سموه من وزير المياه والبيئة، الدكتور راشد احمد بن فهد، على مخطط تصميم السد الذي سيعاد تأهيله بطول 100 متر وارتفاع تسعة امتار، بحيث تصل طاقته الاستيعابية من المياه الى 24 الف متر مكعب، كما سيتم توسعة بحيرة سد الشرم لتصل الى 230 مترا طولا و80 مترا عرضا وسيزود السد بقناة جانبية بطول كيلومتر ونصف الكيلومتر لتصريف مياه الامطار الزائدة عن طاقته الاستيعابية.

وحرص سموه على التعرف الى كميات المياه التي تجمعت في بحيرات السدود في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية بفعل الامطار الغزيرة التي هطلت على اراضي الدولة، واطلع على كشف اعدته وزارة البيئة والمياه يوضح كميات المياه التي بلغت في سدود المنطقة الشمالية السبعة نحو ستة ملايين متر مكعب، في حين وصلت في سدود المنطقة الوسطى الخمسة والثلاثين الى الكمية ذاتها تقريبا، كما تجاوزت الكمية في سدود المنطقة الشرقية الاثنين والعشرين حاجز الخمسة ملايين متر مكعب بنحو 900 الف متر مكعب.

وفي ختام جولته الصباحية في مناطق السدود بالامارات الشمالية اعرب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن ارتياحه واطمئنانه على احوال المواطنين ومساكنهم، وسلامة السدود التي وصفها سموه بأنها خزان يرفد الآبار الارتوازية في الدولة بالمياه التي تساعد في رفع منسوب المياه الجوفية في باطن الارض، وبالتالي تستفيد منها الاراضي الزراعية والانسان والحيوان.

رافق سموه في الجولة الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الاشغال العامة، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزير البيئة والمياه الدكتور راشد احمد بن فهد، والقائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم وعدد من المسؤولين في وزارة البيئة والمياه.

ويطمئن على سلامة مواطني المنطقة