أكد خلال تقلده الميدالية الذهبية من جامعة برلين أنها لشعب الإمارات
محمد بن راشد: نحترم الديمقراطية الغربية وعلى الغرب احترام ديمقراطيتنا
برلين – رائد برقاوي:

منحت جامعة برلين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “ميدالية الشرف الذهبية”، تقديرا منها لجهود ومبادرات سموه في العديد من المجالات خاصة المعرفية والعلمية والخيرية والانسانية داخل وخارج حدود وطنه العربي والإسلامي.وقال رئيس الجامعة البروفيسور لينز يب بحضور جيرهارد شرودر المستشار السابق لألمانيا رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، ان ميدالية الشرف الذهبية تمنح لسموكم لأنكم تعملون وتشجعون على بناء مجتمع معرفي في العالم العربي والإسلامي ليقوم على أساس علمي مع الحفاظ على الموروث الثقافي والقيم والعادات الاجتماعية المحلية وحيث لا يتناقض والاعراف والتقاليد العربية والإسلامية.

وقال لقد اثبت سموكم أن هناك امكانية للتكامل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة والتنمية التعليمية والمعرفية من جهة أخرى، وهذا ماحققه سموه في مجتمع الإمارات التي أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات من كل نوع وبناء مجتمع تسوده المساواة والعدالة وصبغة التنوع دون المساس بجذور الثقافة العربية التي يحرص سموه على احترامها وحمايتها والتمسك بها.

وقال رئيس الجامعة في كلمته: سموكم لم يكتف بتقديم المبادرات التشجيعية لمجتمعه لكنه صمم على المشاركة شخصيا في احداث التطور في دبي، لافتا الى ان اهمية سمو الشيخ محمد بن راشد انه يسلك درب الجرأة للوصول الى اهدافه لفتح آفاق جديدة للاجيال المقبلة وتوفيرها بطرق جديدة لا تتعارض مع الثقافات المحلية.

واضاف قائلا: لدى سموكم رؤية واضحة لتحديث العالم العربي، وهي رؤية من شأنها ان تتقدم بالعرب الى مكان متقدم عالميا، مؤكدا استعداد الجامعة التي اختيرت من بين جامعات النخبة في العالم للتعاون مع دبي، لافتا الى اهمية ارتباط العلوم النظرية بالتطبيقية، وداعيا الى ان يكون التدريب مرافقا للدراسات النظرية.

الجائزة لشعب الإمارات

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ارتجل كلمة امام الحضور، شكر في بدايتها الجامعة وهيئاتها الادارية والتعليمية على منح سموه ميدالية الشرف الذهبية، مؤكدا ان الجائزة هي ليست لسموه فقط، بل هي للإمارات وشعبها الذي يستحق كل الجوائز على تقدمه ورفعته.

سموه حرص امام المشاركين في الاحتفال على تقديم صور متعددة في كيفية وآليات النجاح الذي وصلت اليه دولة الإمارات، فلفت سموه الى ان الإمارات باتت تتقدم دول العالم في سرعة النمو، معتبرا ان النجاح لا يأتي من التخطيط فقط، بل في انسجام القيادة مع فرق العمل، وفي متابعة التنفيذ باستمرار لحث الفريق على العمل والوصول الى اهداف تتقدم على ما هو مخطط له على الاوراق.

بني ياس

قال سموه: خلفيتي عسكرية، فأنا طيار عسكري وجئت من شبه الجزيرة العربية من قبيلة بني ياس التي تتواجد في مناطق عدة من الصحراء العربية، وهي قبيلة كانت تقود منذ زمن، وكان عليها ان تواجه يوميا تحديات البقاء عبر البحث عن الغذاء والماء لضمان الحياة، وليس كما يعيش الناس في أوروبا بجانب الانهار..

واضاف سموه: هكذا حالنا قبل مئات السنين فالحياة كانت صعبة جدا الا ان القبائل في شبه الجزيرة العربية ورغم المشقة التي كانت تعاني منها يوميا استطاعت ان تنشر الإسلام شرقا وغربا وفي العالم اجمع وهو انجاز على درجة كبيرة من الأهمية يعكس القدرات الكامنة في الطاقات العربية.

السياحة

وعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للحضور نماذج لكيفية تحول دبي الى مقصد سياحي عالمي، وكيف يمكن للتغيير إحداث تحولات في الحياة اذا كان هناك تصميم، اذ قال سموه: كان لدي اسطبل للخيول في وسط الصحراء، وقمت بزراعة الاشجار في محيطه ولاحظت بعد فترة ان الطيور المهاجرة التي تعبر دبي من اوروبا الى افريقيا هرباً من البرد القارص كيف ان بعضها بدأ بالاستقرار في محيط الاسطبل بجانب الاشجار والنباتات، واصبح لهذه الطيور مكانا تعيش فيه بدلا من العودة مجددا الى اوروبا مادامت ظروف الحياة المواتية توفرت لها، ومن هنا فإن وسائل الجذب يمكن توفيرها اذا كانت هناك رؤية واضحة.

وروى سموه قصة للحاضرين كيف انه شاهد قبل سنوات بعيدة عائلة ترداد البحر في المنطقة الواقعة بين الجميرة وجبل علي، وهو ما استرعى انتباهه ودعاه الى التوقف، فسأل رب العائلة من اين انت؟ فرد عليه من المانيا، فقال له كيف ترداد الشاطىء في هذا الجو الحار، فقال له انها متعة نفتقد اليها في المانيا وأوروبا عموما، فنحن نحب الشمس والسباحة في المياه الدافئة.. اضاف سموه: هذا ما عزز الفكرة لدي ومنحني العزم على استغلال موقع دبي ومناخها لتطوير قطاع السياحة في الامارة.

الديمقراطية

اضاف سموه ان البعض في الغرب يعتقد اننا لا نمارس الديمقراطية، وانهم وحدهم من يمارسها، لكنني اقول: اننا نمارسها منذ زمن ونتقدم على الغرب في تفاصيلها والوصول الى اهدافها النهائية وهي توفير الرفاهية للجميع، ففي الوقت الذي تنتشر البرلمانات في الغرب، لدينا في الإمارات المجالس فهي المكان الذي يجتمع فيه القادة مع الشعب مباشرة دون الحاجة الى مندوبين او وسطاء، يتحاورون ويبحثون في هموم الحياة ومستقبل البلد بكل شفافية وبعيدا عن أي روتين، يقولون ما عندهم ويستمعون مباشرة من قادتهم.

واضاف سموه، نحترم الديمقراطية الغربية وعلى الغرب احترام ديمقراطيتنا التي تنبع من ثقافتنا وعاداتنا، ففي الوقت الذي لايمكن للغربي ان يرتدي الملابس العربية في بلاده لا يمكننا ارتداء اللباس الغربي في مجتمعنا، فنحن نؤمن بالحرية والديمقراطية التي يتوقف حدها على عدم التأثير في حرية الآخرين.

واستطرد سموه قائلا: في هذه الجامعة انتم تدرسون النظريات وتعلمون احدث ما توصلت اليه فنون التسويق، لكن الدراسات والتخطيط قد تصدم بالواقع الذي لا يطابق ما هو في الغرف الضيقة.

واضاف حاولنا في الإمارات تطبيق الكثير من الدارسات، واذا استمعنا اليها وطبقناها لما وصلنا الى ما نحن عليه الان، ففي المجال السياحي قال الجميع لنا إننا لا نستطيع ان نوجد قطاعا سياحيا قادرا على منافسة الاخرين لكن انظروا الى ما وصلت اليه البلاد، فهي مقصد علمي ومنافس رئيسي في سوق السفر الدولي.

القرارات الجريئة

عملنا في منتصف الثمانينات على انشاء شركة طيران لكن الخبراء والدراسات اجمعت ان الوقت غير مناسب، فشركات الطيران في ذلك الوقت تتكبد الخسائر تلو الخسائر، لكننا صممنا وأسسنا طيران الإمارات، وهي الآن الاكبر في المنطقة.

قبل ذلك قررنا انشاء ميناء جديد في جبل علي هو الاضخم من صنع الانسان، لتوفير محطة للسفن العملاقة، لكن الدراسات والاتصالات مع شركات الملاحة العالمية اظهرت ان الفشل سيكون من نصيب هذا الميناء لأن السفن لا تحتاج الى التوقف في منطقة الخليج عندما تتجه عبر البحر الاحمر الى اسيا، فتلك السفن التي تتسع الى 10 آلاف حاوية لا تحتاج الى محطة جديدة للتوقف فيها، لكن ماذا حدث؟ اصبحنا الآن اكبر اللاعبين في العالم بهذه الصناعة، فشركة دبي العالمية اصبحت الآن تدير 50 ميناء في 25 دولة في العالم، فيما يعتبر ميناء جبل علي الاسرع نموا في العالم.

في حرب الخليج رفضت شركات التأمين شمل منطقتنا بالتغطية فبدأت شركات الملاحة بالعزوف عن القدوم الى موانئ المنطقة بأكملها، فوجدنا الحل بتقديم تغطية تأمينية شاملة من حكومة دبي تشمل السفن والطائرات ايضا، ماذا حصل؟ عادت السفن سريعا الينا واصبحت دبي المحطة الرئيسية لتفريغ السفن ليعاد شحنها مرة اخرى الى موانىء المنطقة بسفن اصغر وكانت فرصتنا تاريخية لإعادة الثقة الى المنطقة وتوفير احتياجاتها من البضائع والسلع في وقت الازمات.

القيادات

اتحدث كثيرا والتقي باستمرار القيادات العربية والكفاءات المواطنة ورسالتي دائما تخالف قول احد الفلاسفة “انه من الأفضل أن يقود اسد قطيع الخرفان على ان يقود خروف قطيعا من الاسود”، فرسالتي هي على “القائد الناجح ان يعلم فريقة ان يكونوا اسودا ويقودهم”.

واشار سموه الى مثال “الغزال والأسد” في افريقيا وكيف ان على الغزال ان يستيقظ كل صباح وفي ذهنه أنه بحاجة لأن يركض أسرع من أي أسد لكي يبقى حياً، وفي ذهن الاسد ان يعدو اسرع من الغزال لكي يبقى حيا. وفي دبي علينا ان نركض اسرع من الغزال والأسد معا لكي نبقى في المقدمة.

اضاف سموه: اوجه فريق العمل في دبي وشركاتنا الخاصة ودوائرنا العامة، أن عليهم ان يفكروا عالميا ويمارسوا محليا، وهو ما تحقق، فشركات دبي باتت الآن تبني المدن العملاقة في المنطقة العربية والعالم وتنتشر في افكارها وممارساتها في مناطق شاسعة من آسيا وأوروبا وامريكا اللاتينية. قبل عامين توليت قيادة الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات وكانت ميزانيتها تخرج بعجز يصل الى 4 مليارات درهم سنويا، الا انه خلال فترة قصيرة اصبح لدينا موازنة متوازنة، رغم قيامنا بزيادة رواتب موظفيها 70 في المائة، واعتزامنا بناء 42 الف فيلا لمواطني دولة الإمارات.

التنمية الشاملة

وشدد سموه على ان التحدي الذي يواجهه الآن هو في ايصال كافة إمارات الدولة الى المستوى الذي بلغته ابوظبي ودبي، واكد ان تركيزه في المرحلة المقبله سيكون منصبا على توفير السكن المجاني للمواطنين وتوفير ارقى مستويات التعليم والصحة، وان نكون الاول عالميا في كافة الميادين.

مضيفا سموه: دبي والإمارات يجب ان تكون مثلا عالميا، فهي دليل على امكانية التعايش المشترك بين جميع الاديان والأعراق والأجناس يعيشون في وئام ومحبة، معرباً عن أمله في ان يكون العالم على شاكلة دولة الإمارات في توفير الحياة السعيدة لجميع البشر.

واختتم سموه حديثه بالتأكيد ان هناك العديد من قادة العالم الذين يغرقون شعوبهم بالوعود، ولكننا في الإمارات ننفذ قبل ان نعد، وهذا هو الأهم ولهذا وصلنا الى ما نحن عليه من تقدم وشأن ورفعة ورفاهية.

محمد بن راشد يزور السفارة ويشيد بجهودها

حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والوفد المرافق على زيارة سفارة الدولة في برلين حيث التقى محمد أحمد المحمود سفير الامارات لدى ألمانيا وأعضاء وموظفي السفارة الذين رحبوا بمقدم سموه معتبرين زيارته للسفارة دعما وتحفيزا لمزيد من العطاء والعمل الجاد من أجل اعلاء سمعة دولتنا وشعبنا.

وأثنى سموه على جهود السفير المحمود وكافة العاملين في السفارة وطالبهم بأن يكونوا خير سفراء لبلدهم وشعبهم في الخارج لتظل دولتنا العزيزة وقيادتها فخورة بأبنائها وبناتها وليبقى علمها مرفوعا وخفاقا ورمزا للسلام والصداقة والشموخ. (وام)

إعجاب وتصفيق وصحافة في الباص

أبدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ارتياحا واضحا خلال لقائه المثقفين الألمان، فيما نال اعجاب الحضور عندما قال سموه: انتم اهم عندي من السياسيين.

الميدالية الذهبية التي تلقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من جامعة برلين الحرة هي رابع ميدالية بتاريخ الجامعة التي كانت تأسست في النصف الاول من القرن الماضي، وقد منحت قبل ذلك لمسؤولين حققوا انجازات في بلدانهم على غرار الزعيم الكوري كيم يونج، ورئيسة لتوانيا وسوزان مبارك التي اطلقت في مصر برنامجا لمكافحة الفقر.

قاطع الحضور الذين شاركوا في حفل تقليد سموه والذين زاد عددهم على ألف شخص من الألمان وبعض العرب سموه بالتصفيق الحار، خاصة عندما عرض امثلة السائح الالماني، والغزال والاسد والتأمين على السفن.

المستشار الالماني السابق شرويدر حرص على الحضور مبكرا الى مكان الاحتفال ليكون اول المستقبلين لسموه حيث اكد المكانة التي باتت تحتلها دبي بفضل رؤية سموه، معتبرا ان جمعية الصداقة الاماراتية – الالمانية التي يرأس جانبها الالماني من شأنها ان تنقل العلاقات بين البلدين الى مستويات ارقى.

خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في حفل الجامعة كان ارتجاليا، وفضل سموه إلقاءه باللغة الانجليزية ليصل من دون ترجمة الى اكبر عدد من المشاركين.

لم يتمكن العديد من الصحافيين الذين رافقوا سموه من حضور جانب كبير من الاحتفال بسبب ضيق الوقت حيث عكفوا على كتابة تفاصيل المؤتمر الصحافي الذي كان سموه عقده مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قبل ساعتين من الحفل.

برنامج سمو الشيخ محمد بن راشد الى المانيا كان مكثفا شمل لقاء العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية، بالاضافة الى الجولات الميدانية الى معالم برلين وذلك خلال اقل من 36 ساعة.. هذا البرنامج دفع الوفد الاعلامي المرافق لسموه الى كتابة تقاريرهم في الباص المخصص لهم خلال تنقلهم من فعالية الى اخرى بسبب من ضيق الوقت.

تواجد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد والوفد المرافق له في بعض الاماكن السياحية دفع العشرات من الالمان الى الانتظار طويلا لالتقاط الصور التذكارية للوفد الذي يرتدي اللباس العربي.

حظي الوفد الاعلامي الذي يرافق سموه باهتمام واضح من وسائل الاعلام الالمانية والعالمية وذلك قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي، حيث قام العديد من المصورين بالتقاط الصور التذكارية والارشيفية خاصة وان معظم اعضاء الوفد كانوا يرتدون اللباس العربي._

محمد بن راشد: نحترم الديمقراطية الغربية وعلى الغرب احترام ديمقراطيتنا