مسجد الشيخ زايد.. سر من رأى

إن ساقتك قدماك صدفة أو خططت لزيارة مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أبوظبي، في كل الأحوال تجد نفسك أسير تحفة معمارية فريدة لن تتكرر في أي مكان في العالم.

في رحاب هذا الجامع العظيم والصرح الإسلامي الأبرز، يأسرك الجمال وروعة الفن والذوق إلى ما هو أبعد مما تراه العين، منذ البداية تهدأ النفس في باحة تضم جثمان الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أمر في العام ‬1996 ببناء هذا المسجد حيث يرقد ـ طيب الله ثراه ـ في الجهة الشمالية منه، وقد دفن هناك في الثالث من نوفمبر ‬2004 قبل اكتمال بناء المسجد.

هناك تختلف حقيقة ما نشعر به حتى اليوم عند أي ذكر للراحل الكبير، إذ يغلبنا الدمع ولا نقوى على منعه، لكن يتملكنا إحساس آخر فيه الكثير من الراحة والطمأنينة وهدأة النفس التي تكون أكبر من سواها، ربما لشعورنا أن الروح ترقد بسلام بعد أن عادت إلى ربها راضية مرضية.

وإن جال البصر في الأرجاء يمينا أو يسارا، إلى الأعلى أو الأسفل، فكل ركن في المسجد يكاد أن ينطق شاهدا على روعة ما أبدعه الإنسان على هذه البقعة التي تتناغم فيها كل التفاصيل مهما كانت صغيرة ودقيقة، وكل ما اختير لأن يكون ضمن هذه التفاصيل روعيت فيها العناية الفائقة.

قباب كثيرة بأحجام مختلفة مزخرفة، مئات الأعمدة تعلوها أقواس مزخرفة على أيدي فنانين من دول كثيرة، مواد جلبت من شتى بقاع الأرض، أروقة خارجية وداخلية يكسوها الرخام الأبيض المطعم بالأحجار شبه الكريمة، وبتصميمات نباتية وأزهار ملونة بتيجان معدنية مطلية بالذهب، بحيرات مائية تعكس واجهات المسجد، مكتبة تحوي أندر الكتب والمخطوطات، أغلى وأكبر قطع السجاد والثريات، مئات ألواح الرخام يدوية الصنع مغطاة بالأحجار شبه الكريمة.

مع كل ذلك فإن في المسجد الذي يستوعب أكثر من ‬40 ألف مصلٍّ، يضم أيضا تفاصيل أخرى كثيرة تضفي على المكان جمالا من نوع آخر.
يبقى أن نرفع الأكف إلى السماء داعين بالرحمة والم

غفرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي تابع أدق التفاصيل في تصميم هذا المسجد، وكان بقلمه الرصاص يخط كما يريد لهذا المسجد أن يكون والذي لم يكتب له أن يراه مكتملا، لكنه اكتمل وأصبح معلما وعجيبة أخرى، والدعوات بالصحة وطول العمر لخلف أكمل الحلم.

One thought on “مسجد الشيخ زايد.. سر من رأى

  1. من باب التذكير أذكر الحديث التالي :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ))

    الحديث في وصححه الشيخ الألباني
    فالواحد ما يتعنى السفر لاجل يصلي في مسجد معين الا المساجد الواردة في الحديث
    وربي يرحم زايد ويغفر له ويجمعنا به في جنة الخلد
    زايـد ولـو في العـرب زايد سميه
    ما على زايد من أهل الخير زايـد

Comments are closed.