السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مازالت دعاوي التحريض والتلفيق والتدليس ضد المسلمين وبخاصة بين السنه والشيعه يثيران الفتن والضغائن ولكنالمشكله تكمن في أن يمتد هذا التحريض للاعلام وبخاصة لمسلسل يعرض في شهر رمضان وبأسم صحابي جليل والتحريف في وقائع تاريخيه مثبته عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من اجل إضافة شرعية طائفة معينه وكذب وتدليس على الناس……بصراحه الموضوع يستحق القراءه من قبل مشاهدة المسلسل الذي يحمل في طياته العجب العجاب
ياسين عبد الطيف – كلنا شركاء
05/ 08/ 2010
– بدأتْ الرواية التاريخية لعباً من ألعاب المخيلة الرومنطيقية في البلدان التي لم تتميز بالحركلت القومية ؛ لتكون عودةً جليلة للاصول القديمة ؛ كأنها ملحمة لإحياءِ عادات الشعوب وحياتها ، وفلكلورها ، وروحها الوطنية ! وكان لهذا الإبداع حساسية طبيعية في آداب الشعوب ، والأمثلة حاضرة ، وكثيرة في الأذهان .
ولكنَّ الأمر مختلف ٌفي العالم العربي ؛ والإسلامي ، لانَّ العرب والمسلمين يعيدون انتاج تاريخهم يومياً ، ويختلفون عليه ، وينقسمون إلى ملل ونحلٍ ؛ يتعارونَ فيما بينهم بافتضاح، ويقتتلون في حاضرهم ، على إرثِ الماضي ” تلكَ أمة ٌخلتْ ، لها ما كسبت ْولكم ْ ماكسبتمْ ولاتسئلونَ عما كانوا يفعلونَ ” البقرة :الآية 140
ومن حقيقة إننا نعيدُ انتاج َتاريخنا يومياً ؛على أنه تاريخين، لنختلف إلى حدِّ القطيعة والاحتراب – يأتي تحفظي
على هذه العودة الرومنطيقية الكاذبة للتاريخ من قبل منتج ، ومنفذ مسلسل ” القعقاع بن عمرو التميمي “الذي قرأتٌ حلقاته الأربعين ، وسجلتٌ عليه مآخذ عظيمة أجبرتني – كراهة – على طلب ايقاف تصويره في سورية، وتحويله إلى دار الإفتاء في سورية ، لكثرة ماحوى من تلفيق وتدليس يثيران الفتن والضغائن، ويعيدان إنتاج محنة الماضي من جديد، لأنَّ الاهواءَ – بعد احتلال العراق- انطبعتْ على الفرقة ، والنفوسَ على التنافر ، وكأنهم يستعجلون القيامة على أوطانهم ؟!
– “القعقاع ” عنوان يُوحي للمشاهد بأنه دراما تاريخية عن بطل ٍمن أبطال فتح العراق والشام ؛ أي تترواح بين الرواية التاريخية ، ورواية المغامرات ! ولكن الأمر ليس كذلك! وكان لمن أنتجه أن يسميه : عصر الرسول ، والخلافة الراشدة ، و قيام الدولة الأموية ! وسأعرضُ للإيضاح – ألفترة الزمنية التي امتد عليها المسلسل، والأحدادث التي تناولها تاريخياً:
– امتد المسلسل على مساحة زمنية عظيمة : عصر الرسول ، ودولة المدينة ، والخلافة الراشدة ،حتى قيام الدولة الأموية . وتبدأ هذه الفترة من عام 10 هـ ، أي: من عام الوفود إلى الرسول ، ودخولهم في الإسلام . ثم وفاة الرسول، وخلافة أبي بكر ، وما دار حولها ،أ وما شتَّ منها. حروب الردة ، فتح العراق والشام . وفاة أبي بكر، وخلافة عمربن الخطاب ، وما دار حولها في أغلب الروايات. ثم فتح مصر ، وبلاد فارس ، وعموم بلاد الشام . مقتل عمر بن الخطاب غيلة في المسجد، وخلافة عثمان بن عفان، ومادار حولها من أحداث أدتْ إلى مقتل عثمان بن عفان ، وحدوث الفتنة الكبرى، والفراغ والفوضى! ثم خلافة علي بن أبي طالب، وتتابع ذيول الفتنة ، واشتعال حرائقها ،في خروج الأمويين على خلافة علي بن أبي طالب، لعدم اقتصاصه من قتلة عثمان! ثم خروج عائشة زوجة الرسول ، و طلحة والزبير إلى العراق بعد أن تحوَّلَ الغضب من مقتل عثمان إلى حق في العمل ضد علي ، والمطالبة بدم الخليفة المظلوم ؟! ثم خروج معاوية بن أبي سفيان على الخليفة، رافعاً راية ولاية الدم ، والمطالبة بتسليم القتلة لقتلهم ؛ قبل مبايعة الخليفة علي؟! ثم يعرض المسلسل لمعركة الجمل ،ومعركة صفين ،والتحكيم ، وثورة الخوارج الحرورية على علي بن أبي طالب، رافضين نتائج التحكيم ، رافعين شعار ” لا حُكْمَ إلاَّ لله “
وقد قفزَ النص على نتائج التحكيم ، إلى مقتل الخليفة علي بن أبي طالب ،وخلافة الحسن بن علي ، ثم تنازُل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، واستقرار الوضع المتفجر في العراق والشام والحجاز بعد أن آلتْ الولاية لمعاوية بن أبي سفيان ؟!
– كل هذه الأحداث ، وكل هذه النوازل ، مع مئات الروايات التاريخية – على عواهنها- حُشدتْ وحُشرتْ في
في عمل تلقزيوني واحد ، وكأن الكاتب المعدّ بصدد تقديم ” جردة ” أو تقارير وصفية إخبارية ، عن عصر الرسول ، والخلفاء الراشدين، وزوال المؤسسة الراشدة بقيام الدولة الأموية – لابصدد تقديم دراما فنية تلامس هذه الفترة بعرض بعض ملامح عصر الفتوحات، ودخول العرب في العراق والشام إلى الإسلام، وتحويل سكانها إلى جنسية واحدة ، وعقلية واحدة ، ووطنية واحدة ، في ظل الدين الجديد!
– الرأي الفكري في المسرود التاريخي :
– ظننتُ حين بدأتُ اقرأ مسلسل ” القعقاع بن عمرو التميمي ” أني أمام دراما تاريخية ترصد حياة بطل من ابطال الفتح العربي في صدر الإسلام، و يأتي إنتاج مثل هذا العمل من قبل المحطة الخليجية زُلفى للأسرة الحاكمة، لأنَّ الأمرَ يتعلق بالأنساب القبلية المتصلة، وقرابة الدم التي تجري في الأصلاب الزكية ،من ذلك الماضي التليد ، إلى الحاضر المجيد ؟!
ولكني وجدتُ في النص المسرود حقيقة أخرى ، غيرَ التي ذكرتُ، مسؤول عنها الكاتب والجهة المنفذة ! إذ وجدتُ أنَّ النص يتناول بجسـارة الجاهل كل ما وصلتْ إليه يده من أخبار وروايات عن عصر الرسول ، والخلفاء الراشدين ، دون تمحيص أو تجريح أونقد لها ،كما أنه لم يستطع عرض الأحداث والوقائع الكثيرة في تسلسل نقدي متصل ٍلإعطاء ملامح تلك المرحلة . بل لجأ إلى حشد روايات شتى من المصادر الصافية ، وغير الصافية في أغلب الاحيان، وهي ذات هوى وعصبية مذهبية، تثير الحفائظ والحميات والفتن حالياً؟!
والمحاذير التاريخية والدينية التي وقع فيها المسلسل سنذكرها تباعاً، حسب ورودها في المشاهد والحلقات :
– بدأ المسلسل بالعرض التاريخي السليم ؛ رغم عيوبه الفنية الهائلة ، حسب الروايات التاريخية الصافية حتى المشهد – 19- لنرى بعده ، وبشكل مقحم على السياق الدرامي – الإمام علي بن أبي طالب في حجة الوداع، يركب ناقة الرسول العظباء في مشعر مِنى و يحجُّ بالناس !ثم يغيب الإمام لنراه في المشهد – 84 – في بيعة الغدير، والرسول يرفع يدَ علي مبايعاً إياه على خلافته قبل وفاته ! وقد جرى هذا الحدث بعد حجة الوداع ، وهم في طريقهم إلى المدينة المنورة !كما نرى فإنًّ المشهد الأول مكذوب ، والثاني مقحم على السياق الدرامي ، وهو موضوع خلافي بين الشيعة والسنة ، ويثير الدفائن والضغائن ! وفوق هذا وذاك يجسد الإمام علي عيانياً ، وموضوع تجسيد الخلفاء لم تجزه المرجعيات السنية حتى تاريخه ؛ وتعتبره من المحرمات ،وهذه القضية تضيف إلى عبء التلفيق ، عبء التحريم ؟!
– وفي المشهد- 114 – الرسول الكريم على فراش الموت ؛ وقصرات الموت متتابعة ، وهو يردد : أين أنا غداً ..أين أنا غداً؟ فيذهب المؤلف بأنَّ الرسول يقصد، عند أي الزوجات سينام ، وهو يخفي رغبته بالنوم عند عائشة! هذا المشهد إساءة للرسول وتدليس عليه ؛ لأنَّ غداً التي يقصدها ، وقد مات بعدها- هي عند ” الله !
– المشاهد 139- 140 – بدءاً منها يأخذ الكاتب بتجسيد الصحابة بالصوت ، والأيدي والهيئات والأدوات : أبوبكر،عمر،علي ،عثمان ، وبعد هذه المشاهد يُفتحُ باب التجسيد مسحوباً على الجميع حتى نهاية المسلسل ! إذ يظهر في المشاهد152- 157- صوت فاطمة الزهراء وهي تتفجع على الرسول، ثم نراها ناحبة ؛ ناعية ، مظلومة ، مقهورة ، دون شفيع أو مغيث بعد وفاة الرسول !
– المشهد 153- وفيه صوت عائشة زوج الرسول وهي ترقيه بنص مُدرج ، ثم تعلنُ موته بنفسها ، ثم يفتح المؤلف الباب على ظهورها الكبير في موقعة الجمل وهي تقود حزب المعارضة على الخليفة الرابع ؟!
– المشاهد158-159-161- الخاصة بالسقيفة، واختلاف المهاجرين والانصار على أحقية الخلافة، تم تصويرها بطريقة ملفقة ! إذ أحضر المؤلف من أحضر ، وغيّبَ من غيّبَ بجهل يثير الحفيظة، لأنَّ الموضوع خلافي بين المذاهب ؛ وخاصة بين الشيعة والسنة ! ولاأدري مافائدة ذكر هذه الأحداث درامياً ، ومسلسلنا يتحدث عن القعقاع بن عمرو التميمي ؟!
– من المشهد 171- تبدأ توابع البيعة ، ويبدأ التلفيق العالي باحضار علي- بموادعة- لمبايعة أبي بكر ،وقبله تم احضار العباس وابنه عبد الله بن عباس، بتسوية سياسية قائمة على الإكراه، مغلفة بالتقيه!
– المشهد 262- مقحم على السياق الدرامي ، يصور أبا بكر وهو يمنع عن فاطمة ابنة الرسول – ميراثها، ويسوق المؤلف التبريرات بدرامية فجة ، يُرادُ من طرحها بث الحمية المذهبية ! إذ لم أجد تفسيراً ألطف من إثارة الحميات والضغائن من جديد ، والمسلسل يعيد غزلها من جديد ؟!
– المشاهد 207-311- تعرض لموضوع قتل مالك بن نويرة، وزواج خالد بن الوليد من زوجة مالك ، وشهادة أبي قتادة عليه. وبالرغم من أنَّ المؤلف سلّمَ بردة مالك التي توجبُ قتله ، إلاًّ انَّ هذا لايمنع من أنَّ الموضوع خلافي بين الشيعة والسنة إلى يومنا هذا ، ويُطرحُ دائما للنيل من إسلام خالد بن الوليد،ولا أدري ما الحاجة للخوض في تفاصيله ، في مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي ؟!
– المشهد 264- يصور زيد بن ثابت وهويدّون القرآن الكريم . وقد ورد في المشهد نصاً وفعلا أنًّ القرآن يُكتبُ على الواح الحجارة! وهذا ابتداع وتلفيق ، والصحيح أنَّ القرآن كتب على : العُسبِ واللخافِ والأكتاف . والحجارة عادة قديمة تعود إلى الحضارة الفرعونية والرافدية ، والسورية القديمة !
– المشهد 390- حديث زيد بن ثابت عن تدوين القرآن ، فيه جهل تام بالأمر من قبل المؤلف ؟!
– المشهد 434- خالد بن الوليد يحاور القائد باهان الرومي ، ويقول :غيرَ أنَّا قوم ٌ نشربُ الدماء ،ولا دمَ أطيبُ من دم الروم ” حتى لو كانت العبارة مجازية ، إلاَّ أنها حسيَّة ، وتسيئ إلى صورة هذا البطل في نظر المشاهد المعاصر ؛ وكأنه مصاص دماء ، أو قاتل متعطش لسفك الدماء ؟!
– المشهد 439- وفيه يبايع الصحابة الخليفة عمر مصافحة بالإيدي على طريقة أيامنا هذه. والثابت أنَّ المبايعة كانت باللسان والقول المجهور علانية ، وعلى رؤوس الاشهاد في مسجد الرسول !
– المشهد 456- وفي خطبة المثنى بن حارثة الشيباني ترد عبارة : قد منحنا ريف فارس من أرض العراق ! هل يعقل أنَّ أرض العراق ريفٌ لفارس ، ويأتي هذا الطرح في ظل احتلال العراق الآن ؟!
– المشهد 415- حديث أبي بن كعب عن : التراويح ، وفضل صلاة أول الليل ، عن آخره،على لسان عمر بن الخطاب منسوب إليه ؛ ومدسوس عليه !
– المشهد 422 – سلمان الفارسي في المدائن يكلّم حراس إيوان كسرى بالفارسية قائلاً : إني منكم بالأصل..! لا أدري ما قيمة هذه الإشارة في حقِّ سلمان ، لاسيما أننا لن نراه بعد هذا المشهد في فتح العراق أبداً !ومن الملاحظات القيمة على العمل، أنَّ سير الفتح في العراق و فارس ،جرى على هوى المؤلف.إذ حذف مواقع كثيرة بدءاً من : الولجة ، وأليّس ، والفرات بادقلي . وتجاهل شخصيات هامة ، كعبد المسيح ، وكرَّامة؟!
– وبعد هذه الجردة المتعبة سأذكر ملاحظات مهمة مررها المؤلف علينا تمريرا، مثال :
– جعل شهود صلح إيلياء أربعة والخليفة عمر بن خطاب، وهم : خالد وأبوعبيدة ، وعمرو بن العاص، ومعاوية . وحقيقة الامر هم أكثر من ذلك وفيهم أهم قادة فتح الشام وفلسطين !
– بلال الحبشي يؤذن بطلب من عمر بن الخطاب بعد انقطاعه عنه بعد وفاةالنبي ، والثابت أنَّ بلالاً لم يؤذن في زيارة عمر بن الخطاب الأولى للشام، بل بعد وصوله الشام بعد طاعون عامواس عام 18 هـ .
– أبو الدرداء يخبر خالد بن الوليد عن مقتل أربعين من أولاده في المعركة ! وهذا الأمر لم أجد له سنداً في أي مصدر ؟!
– الصلاة على عمر بن الخطاب فقيرة ، إذ حصرها المؤلف في ثلاثة من المسلين فقط !
– أحضر المؤلف عمرو بن العاص بيعة عثمان وهو والٍ على مصر ؟!
– أحضر معاوية بيعة عثمان وهو والٍ على الشام؟! وهذا الإحضار لتأكيد اغتصاب الخلافة من قبل بني أمية، من وجهة نظر كاتب المسلسل !
– جعل أبو موسى الأشعري في جيش الشام ، والثابت أنه كان في البصرة !
– غلام عثمان بن عفان يشدُّ أذنَ سيده حتى يورمها ، كنوع من الاعتذار منه لأنه أخطأ في حقه، هل يعقل ؟!
– صور المسلسل أبا ذر الغفاري في أسوأ حال مزرية، وهو خشن الثياب ،خشن الشعر ، حاسر الرأس، وسخ الهيئة ! لا ادري لمَ رسم هذه الصورة القبيحة لأجّـلِ ِ صحابة رسول الله الأخيار ؟!
وبعد كل الذي ذكرتُ فقد أفرد المؤلف الحلقة 26- والحلقة 27- لمقتل عثمان بن عفان ، وعرض للفتنة الكبرى في الإسلام بسرد كل الوقائع، واستخدم شتى الروايات ، دون تمحيص ؛ مع تجسيد قتل عثمان بن عفان ، وحشد كل الروايات المتواترة في النص ؟! وزجَّ بصحابة رسول الله في الفتنة ؛ بصرف النظرعن قربهم؛ أوبعدهم عن مقتل عثمان، وانقسام الأمة إلى فريقين ؟!
– كما أفرد المؤلف الحلقات : 28- 29- 30- لخلافة علي بن أبي طالب، وخروج الأمويين عليه ! وخروج عائشة وطلحة والزبير عليه ؛ ووقعة الجمل التي أودت بحياة عشرة آلاف مسلم من كلا الطرفين ؟! وخروج معاوية بن أبي سفيان على علي بن أبي طالب ؛ ومعركة صفين التي انتهت بمقتلة عظيمة بين العرب المسلمين! والتحكيم ، وثورة الخوارج ، ومقتل علي بن أبي طالب ،وخلافة الحسن بن علي ، ثم تنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ؟! كل هذه الأحداث العظيمة التي غطتْ فترة الرسول ، وصدر الإسلام
ومازلنا نقول : مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي ؟!!!
– ولعل الملاحظة الأبرز- عدا التجسيد – فإن المؤلف يغيّبُ ؛ ويُحضرُمن يشاء من الصحابة الاوائل في مواقف معلومة اعتماداً على ذاكرته؛ أو من أية رواية تقع بين يديه، إّ يقول في النص صراحة : يحضر هذا المجلس / عبدالله بن مسعود مثلاً / وذلك دون تدقيق ، أو توثيق !
– جعل بوادر الردة في حياة رسول الله، وعرض لتنكرهم للإسلام قبل وفاته، وكذلك إدعاء مسيلمة النبوة قبل لقاء الرسول ! والثابت أنَّ مسيلمة بن حبيب ادّعى النبوة بعد لقاء الرسول ، وعند العودة إلى قومه بني حنيفة.
وتصوير الأمر من قبل المؤلف بهذا الشكل الذي جاء عليه، ليعطي انطباعاً عن فوضى عارمة! وهذا برأيي خلط، وعدم فهم ، وتلفيق !
– ولعل الانتقائية سمة بارزة في النص ،لاسبابٍ معلومة ؛ وأخرى تعود لجهل المؤلف بعيوب المصادر التاريخية ، والروايات التاريخية المختلفة، مثال : غيَّبَ المؤلف كثير من قادة فتح العراق والشام لصالح القعقاع بن عمرو التميمي؛ وتعصبه لبني تميم لاسبابٍ باتت معلومة لكم ؟! وقد غاب نهائياً : عدي بن حاتم الطائي ، ضرار بن الأزور، إلاَّ في مشهدين- خالد بن سعيد ، وأبان بن سعيد وإخوته، وشرحبيل بن حسنة ،
أبو الدرداء قاضي الجيش ، المقداد بن الاسود قاريء الجيش….ولو كان المؤلف يعلم أنَّ في جيش الشام -1000- ألف من صحابة رسول الله ، و-100-ومائة من البدريين لكتبَ نصاً مختلفاً يراعي الدقة والتوثيق!
– وحين عرض المسلسل لمشاركة النساء في فتح الشام ، أشاد بدور زوجة عمرو بن العاص، ولا أدري ما دورها؟! ونسي أو تناسى دور جويرية بنت أبي سفيان التي قاتلتْ كالرجال ، وسط دهشة أبطال فتح الشام؟!
– قدم المؤلف عبد الله بن عمر ،وعبد الله بن عباس، كشخصين عاديين- سنيدة – يدوران في فلك الخلفاء، دون تأثير لهما على دولة المدينة، ونسي أنهما قطبا الأمة ، ويمثلان تيارين في الفقه والأحكام إلى يومنا هذا ؟!
الرأي الفني في المسرود الدرامي :
– لم تقع عيني على نص كهذا النص ، فيه استسهال للكتابة التلفزيونية ! فهو عبارة عن مشاهد رُصَّتْ وراء بعضها البعض بالقطع العادي، وفوضى فنية وذهنية تصل إلى حدِّ التشوش والارتباك ! ومادة هذه المشاهد مصادر تاريخية مطاعنها معروفة للمؤرخين الثقاة !والمؤلف استعار من هذه المصادر روايات غير صافية ،عن عمدٍ أحياناً ، وعن عدم دراية غالباً، ورشقَ هذه الروايات الهائلة على صفحات أوراقه حسب ورودها متتابعة في المصادر التاريخية، وهو لايملك حيلة في تقليبها ؛ سوى محاولته اليائسة لإعادة تأليف بعضها ،إمَّا محاباة ومهاواة لمذهب ، أو محاولة للتوفيق بين مذهبين ،فيدخلُ كلاهما في باب التلفيق الديني؛ التاريخي والشرعي !ومئات المشاهد المرصودة ، لمئات الروايات المسرودة ، وضعت كما هي دون معالجة فنية للمادة التاريخية، أو وضع ِحلول ٍلها،أوتصور لبناء ديناميكي يمكن الحديث عنه ، أوعليه ! وبعيداً عن الحديث على بنية النص ؛ إذ لابنية ولابناء ، ولا مستويات ولا أحجام له وفقاً لترتيب الأحداث . وفي النص فجوات زمانية ، مكانية لم يستطع المؤلف ردمها لقلة خبرته وحرفيته ، وهذا الأمر أوقع النص في عدم توافق الزمن الدرامي مع الزمن الفعلي بشكل فاضح !! وفوق هذا وذاك غرقَ المؤلف في نقل النصوص ، والخطب ، والوقائع والمطولات التي انتشلها من المصادر واسقطها إسقاطاً على أوراقه بكل ماحوت ! أما اللغة ، تراها تارة محلّقة وعالية ، حين تكون لغة المصدر والمؤرخ المنقول منه ، وتارة تهبط إلى درجة تصبح ليست من جنس الدراما ، ولا تنتمي للعصر الذي تتحدث بلسانه، وهو عصر الرسول ، والصحابة العظام” عصر القرآن ” !
– وتأسيساً على كل ماتقدم أقترحتُ على إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، التالي :
– عدم الموافقة على تصويره ، أوتصديره للخارج ، لأنّ النص يحتاج إلى إجازة من دار الإفتاء في سورية كمرجعية ، لابد من دورها في هكذا نصوص- للنظر في المسائل الخلافية ، منعاً لإثارة الفتنة ، والبلبلة في موضوع التجسيد ، وفي نبش الدفائن، وعرض المسائل الخلافية بين المذاهب بعسفٍ شديدٍ يثير الرأي العام ؛ ويحيي الضغائن !
وطلبتُ إعلام لجنة صناعة السيمنا والتلفزيون بذلك، وإعلام الشركة المنتجة بقرار مكتب الرقابة والتقويم الفكري النهائي.
– والذي حدث بعد ذلك ، أنًّ المدير المسؤول في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، المخرج ف- د ، ضرب عرض الحائط بتقرير مكتب الرقابة والتقويم الفكري، ونصحَ الجهة المنفذة لأسباب حُبيَّة ، أن تأخذ نسخة من النص وتذهب به ” براني ” إلى الأوقاف، نعم الأوقاف !! وهناك تسألونَ عن الخطوات للنظر في نص تلفزيوني من الناحية الشرعية ، فكان جواب الأوقافيون: صوروه أولاً ، ثم اعطونا نسخة فيديو لنراها لاحقاً، ياسلام….؟! وهكذا حُلتْ مشكلة النص ، فصوروه ، ثم هربوه خارج البلاد ، ولم يشاهده أحدٌ من التلفزيون ، ولامن أهل الوقف ؟!
– وبعيداً عن حيلة المدير المسؤول في الهيئة – كان على إدارة الهيئة أن تحيلَ النص َالذي بين يديها ، مع تقارير القراء الثلاثة ، وترسله إلى دار الإفتاء، وليس الأوقاف – للنظر في الأحكام ،والمسائل الخلافية كمرجعية ، والإعادة إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للنظر فيها لأنها الجهة الوحيدة التي لها حق الولاية على الدراما التلفزيونية؟!
– وفي حال الموافقة تخاطب الهيئة لجنة صناعة السينما والتلفزيون حصراً ، التي تقوم بمنح إجازة تصدير المسلسل، على ضوء موافقة مكتب الرقابة والتقويم الفكري ، ولكن هذا لم يحدث لأنَّ العمل أخذ طريقه إلى المحطات العربية ، وفيه مافيه ، وله مثل الذي عليه؟!وبقي لي في نهاية شهادتي على الأمر أنْ اسألَ سعادة وزيرالإعلام، ومدير عام الهيئة؛ ألا تحاسبان فتى الإنتاج على كل تجاوزاته الكبيرة، أم تتركونه بدون حساب مثل أوّل مره حينَ عزله التفتيش لأسبابٍ تمس النزاهة، ثم عاد من جديد ليهّربَ القعقاع ويهدم َمديريةالإنتاج!
الــمــصدر هنا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مازالت دعاوي التحريض والتلفيق والتدليس ضد المسلمين وبخاصة بين السنه والشيعه يثيران الفتن والضغائن ولكنالمشكله تكمن في أن يمتد هذا التحريض للاعلام وبخاصة لمسلسل يعرض في شهر رمضان وبأسم صحابي جليل والتحريف في وقائع تاريخيه مثبته عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من اجل إضافة شرعية طائفة معينه وكذب وتدليس على الناس……بصراحه الموضوع يستحق القراءه من قبل مشاهدة المسلسل الذي يحمل في طياته العجب العجاب
ياسين عبد الطيف – كلنا شركاء
05/ 08/ 2010
– بدأتْ الرواية التاريخية لعباً من ألعاب المخيلة الرومنطيقية في البلدان التي لم تتميز بالحركلت القومية ؛ لتكون عودةً جليلة للاصول القديمة ؛ كأنها ملحمة لإحياءِ عادات الشعوب وحياتها ، وفلكلورها ، وروحها الوطنية ! وكان لهذا الإبداع حساسية طبيعية في آداب الشعوب ، والأمثلة حاضرة ، وكثيرة في الأذهان .
ولكنَّ الأمر مختلف ٌفي العالم العربي ؛ والإسلامي ، لانَّ العرب والمسلمين يعيدون انتاج تاريخهم يومياً ، ويختلفون عليه ، وينقسمون إلى ملل ونحلٍ ؛ يتعارونَ فيما بينهم بافتضاح، ويقتتلون في حاضرهم ، على إرثِ الماضي ” تلكَ أمة ٌخلتْ ، لها ما كسبت ْولكم ْ ماكسبتمْ ولاتسئلونَ عما كانوا يفعلونَ ” البقرة :الآية 140
ومن حقيقة إننا نعيدُ انتاج َتاريخنا يومياً ؛على أنه تاريخين، لنختلف إلى حدِّ القطيعة والاحتراب – يأتي تحفظي
على هذه العودة الرومنطيقية الكاذبة للتاريخ من قبل منتج ، ومنفذ مسلسل ” القعقاع بن عمرو التميمي “الذي قرأتٌ حلقاته الأربعين ، وسجلتٌ عليه مآخذ عظيمة أجبرتني – كراهة – على طلب ايقاف تصويره في سورية، وتحويله إلى دار الإفتاء في سورية ، لكثرة ماحوى من تلفيق وتدليس يثيران الفتن والضغائن، ويعيدان إنتاج محنة الماضي من جديد، لأنَّ الاهواءَ – بعد احتلال العراق- انطبعتْ على الفرقة ، والنفوسَ على التنافر ، وكأنهم يستعجلون القيامة على أوطانهم ؟!
– “القعقاع ” عنوان يُوحي للمشاهد بأنه دراما تاريخية عن بطل ٍمن أبطال فتح العراق والشام ؛ أي تترواح بين الرواية التاريخية ، ورواية المغامرات ! ولكن الأمر ليس كذلك! وكان لمن أنتجه أن يسميه : عصر الرسول ، والخلافة الراشدة ، و قيام الدولة الأموية ! وسأعرضُ للإيضاح – ألفترة الزمنية التي امتد عليها المسلسل، والأحدادث التي تناولها تاريخياً:
– امتد المسلسل على مساحة زمنية عظيمة : عصر الرسول ، ودولة المدينة ، والخلافة الراشدة ،حتى قيام الدولة الأموية . وتبدأ هذه الفترة من عام 10 هـ ، أي: من عام الوفود إلى الرسول ، ودخولهم في الإسلام . ثم وفاة الرسول، وخلافة أبي بكر ، وما دار حولها ،أ وما شتَّ منها. حروب الردة ، فتح العراق والشام . وفاة أبي بكر، وخلافة عمربن الخطاب ، وما دار حولها في أغلب الروايات. ثم فتح مصر ، وبلاد فارس ، وعموم بلاد الشام . مقتل عمر بن الخطاب غيلة في المسجد، وخلافة عثمان بن عفان، ومادار حولها من أحداث أدتْ إلى مقتل عثمان بن عفان ، وحدوث الفتنة الكبرى، والفراغ والفوضى! ثم خلافة علي بن أبي طالب، وتتابع ذيول الفتنة ، واشتعال حرائقها ،في خروج الأمويين على خلافة علي بن أبي طالب، لعدم اقتصاصه من قتلة عثمان! ثم خروج عائشة زوجة الرسول ، و طلحة والزبير إلى العراق بعد أن تحوَّلَ الغضب من مقتل عثمان إلى حق في العمل ضد علي ، والمطالبة بدم الخليفة المظلوم ؟! ثم خروج معاوية بن أبي سفيان على الخليفة، رافعاً راية ولاية الدم ، والمطالبة بتسليم القتلة لقتلهم ؛ قبل مبايعة الخليفة علي؟! ثم يعرض المسلسل لمعركة الجمل ،ومعركة صفين ،والتحكيم ، وثورة الخوارج الحرورية على علي بن أبي طالب، رافضين نتائج التحكيم ، رافعين شعار ” لا حُكْمَ إلاَّ لله “
وقد قفزَ النص على نتائج التحكيم ، إلى مقتل الخليفة علي بن أبي طالب ،وخلافة الحسن بن علي ، ثم تنازُل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، واستقرار الوضع المتفجر في العراق والشام والحجاز بعد أن آلتْ الولاية لمعاوية بن أبي سفيان ؟!
– كل هذه الأحداث ، وكل هذه النوازل ، مع مئات الروايات التاريخية – على عواهنها- حُشدتْ وحُشرتْ في
في عمل تلقزيوني واحد ، وكأن الكاتب المعدّ بصدد تقديم ” جردة ” أو تقارير وصفية إخبارية ، عن عصر الرسول ، والخلفاء الراشدين، وزوال المؤسسة الراشدة بقيام الدولة الأموية – لابصدد تقديم دراما فنية تلامس هذه الفترة بعرض بعض ملامح عصر الفتوحات، ودخول العرب في العراق والشام إلى الإسلام، وتحويل سكانها إلى جنسية واحدة ، وعقلية واحدة ، ووطنية واحدة ، في ظل الدين الجديد!
– الرأي الفكري في المسرود التاريخي :
– ظننتُ حين بدأتُ اقرأ مسلسل ” القعقاع بن عمرو التميمي ” أني أمام دراما تاريخية ترصد حياة بطل من ابطال الفتح العربي في صدر الإسلام، و يأتي إنتاج مثل هذا العمل من قبل المحطة الخليجية زُلفى للأسرة الحاكمة، لأنَّ الأمرَ يتعلق بالأنساب القبلية المتصلة، وقرابة الدم التي تجري في الأصلاب الزكية ،من ذلك الماضي التليد ، إلى الحاضر المجيد ؟!
ولكني وجدتُ في النص المسرود حقيقة أخرى ، غيرَ التي ذكرتُ، مسؤول عنها الكاتب والجهة المنفذة ! إذ وجدتُ أنَّ النص يتناول بجسـارة الجاهل كل ما وصلتْ إليه يده من أخبار وروايات عن عصر الرسول ، والخلفاء الراشدين ، دون تمحيص أو تجريح أونقد لها ،كما أنه لم يستطع عرض الأحداث والوقائع الكثيرة في تسلسل نقدي متصل ٍلإعطاء ملامح تلك المرحلة . بل لجأ إلى حشد روايات شتى من المصادر الصافية ، وغير الصافية في أغلب الاحيان، وهي ذات هوى وعصبية مذهبية، تثير الحفائظ والحميات والفتن حالياً؟!
والمحاذير التاريخية والدينية التي وقع فيها المسلسل سنذكرها تباعاً، حسب ورودها في المشاهد والحلقات :
– بدأ المسلسل بالعرض التاريخي السليم ؛ رغم عيوبه الفنية الهائلة ، حسب الروايات التاريخية الصافية حتى المشهد – 19- لنرى بعده ، وبشكل مقحم على السياق الدرامي – الإمام علي بن أبي طالب في حجة الوداع، يركب ناقة الرسول العظباء في مشعر مِنى و يحجُّ بالناس !ثم يغيب الإمام لنراه في المشهد – 84 – في بيعة الغدير، والرسول يرفع يدَ علي مبايعاً إياه على خلافته قبل وفاته ! وقد جرى هذا الحدث بعد حجة الوداع ، وهم في طريقهم إلى المدينة المنورة !كما نرى فإنًّ المشهد الأول مكذوب ، والثاني مقحم على السياق الدرامي ، وهو موضوع خلافي بين الشيعة والسنة ، ويثير الدفائن والضغائن ! وفوق هذا وذاك يجسد الإمام علي عيانياً ، وموضوع تجسيد الخلفاء لم تجزه المرجعيات السنية حتى تاريخه ؛ وتعتبره من المحرمات ،وهذه القضية تضيف إلى عبء التلفيق ، عبء التحريم ؟!
– وفي المشهد- 114 – الرسول الكريم على فراش الموت ؛ وقصرات الموت متتابعة ، وهو يردد : أين أنا غداً ..أين أنا غداً؟ فيذهب المؤلف بأنَّ الرسول يقصد، عند أي الزوجات سينام ، وهو يخفي رغبته بالنوم عند عائشة! هذا المشهد إساءة للرسول وتدليس عليه ؛ لأنَّ غداً التي يقصدها ، وقد مات بعدها- هي عند ” الله !
– المشاهد 139- 140 – بدءاً منها يأخذ الكاتب بتجسيد الصحابة بالصوت ، والأيدي والهيئات والأدوات : أبوبكر،عمر،علي ،عثمان ، وبعد هذه المشاهد يُفتحُ باب التجسيد مسحوباً على الجميع حتى نهاية المسلسل ! إذ يظهر في المشاهد152- 157- صوت فاطمة الزهراء وهي تتفجع على الرسول، ثم نراها ناحبة ؛ ناعية ، مظلومة ، مقهورة ، دون شفيع أو مغيث بعد وفاة الرسول !
– المشهد 153- وفيه صوت عائشة زوج الرسول وهي ترقيه بنص مُدرج ، ثم تعلنُ موته بنفسها ، ثم يفتح المؤلف الباب على ظهورها الكبير في موقعة الجمل وهي تقود حزب المعارضة على الخليفة الرابع ؟!
– المشاهد158-159-161- الخاصة بالسقيفة، واختلاف المهاجرين والانصار على أحقية الخلافة، تم تصويرها بطريقة ملفقة ! إذ أحضر المؤلف من أحضر ، وغيّبَ من غيّبَ بجهل يثير الحفيظة، لأنَّ الموضوع خلافي بين المذاهب ؛ وخاصة بين الشيعة والسنة ! ولاأدري مافائدة ذكر هذه الأحداث درامياً ، ومسلسلنا يتحدث عن القعقاع بن عمرو التميمي ؟!
– من المشهد 171- تبدأ توابع البيعة ، ويبدأ التلفيق العالي باحضار علي- بموادعة- لمبايعة أبي بكر ،وقبله تم احضار العباس وابنه عبد الله بن عباس، بتسوية سياسية قائمة على الإكراه، مغلفة بالتقيه!
– المشهد 262- مقحم على السياق الدرامي ، يصور أبا بكر وهو يمنع عن فاطمة ابنة الرسول – ميراثها، ويسوق المؤلف التبريرات بدرامية فجة ، يُرادُ من طرحها بث الحمية المذهبية ! إذ لم أجد تفسيراً ألطف من إثارة الحميات والضغائن من جديد ، والمسلسل يعيد غزلها من جديد ؟!
– المشاهد 207-311- تعرض لموضوع قتل مالك بن نويرة، وزواج خالد بن الوليد من زوجة مالك ، وشهادة أبي قتادة عليه. وبالرغم من أنَّ المؤلف سلّمَ بردة مالك التي توجبُ قتله ، إلاًّ انَّ هذا لايمنع من أنَّ الموضوع خلافي بين الشيعة والسنة إلى يومنا هذا ، ويُطرحُ دائما للنيل من إسلام خالد بن الوليد،ولا أدري ما الحاجة للخوض في تفاصيله ، في مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي ؟!
– المشهد 264- يصور زيد بن ثابت وهويدّون القرآن الكريم . وقد ورد في المشهد نصاً وفعلا أنًّ القرآن يُكتبُ على الواح الحجارة! وهذا ابتداع وتلفيق ، والصحيح أنَّ القرآن كتب على : العُسبِ واللخافِ والأكتاف . والحجارة عادة قديمة تعود إلى الحضارة الفرعونية والرافدية ، والسورية القديمة !
– المشهد 390- حديث زيد بن ثابت عن تدوين القرآن ، فيه جهل تام بالأمر من قبل المؤلف ؟!
– المشهد 434- خالد بن الوليد يحاور القائد باهان الرومي ، ويقول :غيرَ أنَّا قوم ٌ نشربُ الدماء ،ولا دمَ أطيبُ من دم الروم ” حتى لو كانت العبارة مجازية ، إلاَّ أنها حسيَّة ، وتسيئ إلى صورة هذا البطل في نظر المشاهد المعاصر ؛ وكأنه مصاص دماء ، أو قاتل متعطش لسفك الدماء ؟!
– المشهد 439- وفيه يبايع الصحابة الخليفة عمر مصافحة بالإيدي على طريقة أيامنا هذه. والثابت أنَّ المبايعة كانت باللسان والقول المجهور علانية ، وعلى رؤوس الاشهاد في مسجد الرسول !
– المشهد 456- وفي خطبة المثنى بن حارثة الشيباني ترد عبارة : قد منحنا ريف فارس من أرض العراق ! هل يعقل أنَّ أرض العراق ريفٌ لفارس ، ويأتي هذا الطرح في ظل احتلال العراق الآن ؟!
– المشهد 415- حديث أبي بن كعب عن : التراويح ، وفضل صلاة أول الليل ، عن آخره،على لسان عمر بن الخطاب منسوب إليه ؛ ومدسوس عليه !
– المشهد 422 – سلمان الفارسي في المدائن يكلّم حراس إيوان كسرى بالفارسية قائلاً : إني منكم بالأصل..! لا أدري ما قيمة هذه الإشارة في حقِّ سلمان ، لاسيما أننا لن نراه بعد هذا المشهد في فتح العراق أبداً !ومن الملاحظات القيمة على العمل، أنَّ سير الفتح في العراق و فارس ،جرى على هوى المؤلف.إذ حذف مواقع كثيرة بدءاً من : الولجة ، وأليّس ، والفرات بادقلي . وتجاهل شخصيات هامة ، كعبد المسيح ، وكرَّامة؟!
– وبعد هذه الجردة المتعبة سأذكر ملاحظات مهمة مررها المؤلف علينا تمريرا، مثال :
– جعل شهود صلح إيلياء أربعة والخليفة عمر بن خطاب، وهم : خالد وأبوعبيدة ، وعمرو بن العاص، ومعاوية . وحقيقة الامر هم أكثر من ذلك وفيهم أهم قادة فتح الشام وفلسطين !
– بلال الحبشي يؤذن بطلب من عمر بن الخطاب بعد انقطاعه عنه بعد وفاةالنبي ، والثابت أنَّ بلالاً لم يؤذن في زيارة عمر بن الخطاب الأولى للشام، بل بعد وصوله الشام بعد طاعون عامواس عام 18 هـ .
– أبو الدرداء يخبر خالد بن الوليد عن مقتل أربعين من أولاده في المعركة ! وهذا الأمر لم أجد له سنداً في أي مصدر ؟!
– الصلاة على عمر بن الخطاب فقيرة ، إذ حصرها المؤلف في ثلاثة من المسلين فقط !
– أحضر المؤلف عمرو بن العاص بيعة عثمان وهو والٍ على مصر ؟!
– أحضر معاوية بيعة عثمان وهو والٍ على الشام؟! وهذا الإحضار لتأكيد اغتصاب الخلافة من قبل بني أمية، من وجهة نظر كاتب المسلسل !
– جعل أبو موسى الأشعري في جيش الشام ، والثابت أنه كان في البصرة !
– غلام عثمان بن عفان يشدُّ أذنَ سيده حتى يورمها ، كنوع من الاعتذار منه لأنه أخطأ في حقه، هل يعقل ؟!
– صور المسلسل أبا ذر الغفاري في أسوأ حال مزرية، وهو خشن الثياب ،خشن الشعر ، حاسر الرأس، وسخ الهيئة ! لا ادري لمَ رسم هذه الصورة القبيحة لأجّـلِ ِ صحابة رسول الله الأخيار ؟!
وبعد كل الذي ذكرتُ فقد أفرد المؤلف الحلقة 26- والحلقة 27- لمقتل عثمان بن عفان ، وعرض للفتنة الكبرى في الإسلام بسرد كل الوقائع، واستخدم شتى الروايات ، دون تمحيص ؛ مع تجسيد قتل عثمان بن عفان ، وحشد كل الروايات المتواترة في النص ؟! وزجَّ بصحابة رسول الله في الفتنة ؛ بصرف النظرعن قربهم؛ أوبعدهم عن مقتل عثمان، وانقسام الأمة إلى فريقين ؟!
– كما أفرد المؤلف الحلقات : 28- 29- 30- لخلافة علي بن أبي طالب، وخروج الأمويين عليه ! وخروج عائشة وطلحة والزبير عليه ؛ ووقعة الجمل التي أودت بحياة عشرة آلاف مسلم من كلا الطرفين ؟! وخروج معاوية بن أبي سفيان على علي بن أبي طالب ؛ ومعركة صفين التي انتهت بمقتلة عظيمة بين العرب المسلمين! والتحكيم ، وثورة الخوارج ، ومقتل علي بن أبي طالب ،وخلافة الحسن بن علي ، ثم تنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ؟! كل هذه الأحداث العظيمة التي غطتْ فترة الرسول ، وصدر الإسلام
ومازلنا نقول : مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي ؟!!!
– ولعل الملاحظة الأبرز- عدا التجسيد – فإن المؤلف يغيّبُ ؛ ويُحضرُمن يشاء من الصحابة الاوائل في مواقف معلومة اعتماداً على ذاكرته؛ أو من أية رواية تقع بين يديه، إّ يقول في النص صراحة : يحضر هذا المجلس / عبدالله بن مسعود مثلاً / وذلك دون تدقيق ، أو توثيق !
– جعل بوادر الردة في حياة رسول الله، وعرض لتنكرهم للإسلام قبل وفاته، وكذلك إدعاء مسيلمة النبوة قبل لقاء الرسول ! والثابت أنَّ مسيلمة بن حبيب ادّعى النبوة بعد لقاء الرسول ، وعند العودة إلى قومه بني حنيفة.
وتصوير الأمر من قبل المؤلف بهذا الشكل الذي جاء عليه، ليعطي انطباعاً عن فوضى عارمة! وهذا برأيي خلط، وعدم فهم ، وتلفيق !
– ولعل الانتقائية سمة بارزة في النص ،لاسبابٍ معلومة ؛ وأخرى تعود لجهل المؤلف بعيوب المصادر التاريخية ، والروايات التاريخية المختلفة، مثال : غيَّبَ المؤلف كثير من قادة فتح العراق والشام لصالح القعقاع بن عمرو التميمي؛ وتعصبه لبني تميم لاسبابٍ باتت معلومة لكم ؟! وقد غاب نهائياً : عدي بن حاتم الطائي ، ضرار بن الأزور، إلاَّ في مشهدين- خالد بن سعيد ، وأبان بن سعيد وإخوته، وشرحبيل بن حسنة ،
أبو الدرداء قاضي الجيش ، المقداد بن الاسود قاريء الجيش….ولو كان المؤلف يعلم أنَّ في جيش الشام -1000- ألف من صحابة رسول الله ، و-100-ومائة من البدريين لكتبَ نصاً مختلفاً يراعي الدقة والتوثيق!
– وحين عرض المسلسل لمشاركة النساء في فتح الشام ، أشاد بدور زوجة عمرو بن العاص، ولا أدري ما دورها؟! ونسي أو تناسى دور جويرية بنت أبي سفيان التي قاتلتْ كالرجال ، وسط دهشة أبطال فتح الشام؟!
– قدم المؤلف عبد الله بن عمر ،وعبد الله بن عباس، كشخصين عاديين- سنيدة – يدوران في فلك الخلفاء، دون تأثير لهما على دولة المدينة، ونسي أنهما قطبا الأمة ، ويمثلان تيارين في الفقه والأحكام إلى يومنا هذا ؟!
الرأي الفني في المسرود الدرامي :
– لم تقع عيني على نص كهذا النص ، فيه استسهال للكتابة التلفزيونية ! فهو عبارة عن مشاهد رُصَّتْ وراء بعضها البعض بالقطع العادي، وفوضى فنية وذهنية تصل إلى حدِّ التشوش والارتباك ! ومادة هذه المشاهد مصادر تاريخية مطاعنها معروفة للمؤرخين الثقاة !والمؤلف استعار من هذه المصادر روايات غير صافية ،عن عمدٍ أحياناً ، وعن عدم دراية غالباً، ورشقَ هذه الروايات الهائلة على صفحات أوراقه حسب ورودها متتابعة في المصادر التاريخية، وهو لايملك حيلة في تقليبها ؛ سوى محاولته اليائسة لإعادة تأليف بعضها ،إمَّا محاباة ومهاواة لمذهب ، أو محاولة للتوفيق بين مذهبين ،فيدخلُ كلاهما في باب التلفيق الديني؛ التاريخي والشرعي !ومئات المشاهد المرصودة ، لمئات الروايات المسرودة ، وضعت كما هي دون معالجة فنية للمادة التاريخية، أو وضع ِحلول ٍلها،أوتصور لبناء ديناميكي يمكن الحديث عنه ، أوعليه ! وبعيداً عن الحديث على بنية النص ؛ إذ لابنية ولابناء ، ولا مستويات ولا أحجام له وفقاً لترتيب الأحداث . وفي النص فجوات زمانية ، مكانية لم يستطع المؤلف ردمها لقلة خبرته وحرفيته ، وهذا الأمر أوقع النص في عدم توافق الزمن الدرامي مع الزمن الفعلي بشكل فاضح !! وفوق هذا وذاك غرقَ المؤلف في نقل النصوص ، والخطب ، والوقائع والمطولات التي انتشلها من المصادر واسقطها إسقاطاً على أوراقه بكل ماحوت ! أما اللغة ، تراها تارة محلّقة وعالية ، حين تكون لغة المصدر والمؤرخ المنقول منه ، وتارة تهبط إلى درجة تصبح ليست من جنس الدراما ، ولا تنتمي للعصر الذي تتحدث بلسانه، وهو عصر الرسول ، والصحابة العظام” عصر القرآن ” !
– وتأسيساً على كل ماتقدم أقترحتُ على إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، التالي :
– عدم الموافقة على تصويره ، أوتصديره للخارج ، لأنّ النص يحتاج إلى إجازة من دار الإفتاء في سورية كمرجعية ، لابد من دورها في هكذا نصوص- للنظر في المسائل الخلافية ، منعاً لإثارة الفتنة ، والبلبلة في موضوع التجسيد ، وفي نبش الدفائن، وعرض المسائل الخلافية بين المذاهب بعسفٍ شديدٍ يثير الرأي العام ؛ ويحيي الضغائن !
وطلبتُ إعلام لجنة صناعة السيمنا والتلفزيون بذلك، وإعلام الشركة المنتجة بقرار مكتب الرقابة والتقويم الفكري النهائي.
– والذي حدث بعد ذلك ، أنًّ المدير المسؤول في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، المخرج ف- د ، ضرب عرض الحائط بتقرير مكتب الرقابة والتقويم الفكري، ونصحَ الجهة المنفذة لأسباب حُبيَّة ، أن تأخذ نسخة من النص وتذهب به ” براني ” إلى الأوقاف، نعم الأوقاف !! وهناك تسألونَ عن الخطوات للنظر في نص تلفزيوني من الناحية الشرعية ، فكان جواب الأوقافيون: صوروه أولاً ، ثم اعطونا نسخة فيديو لنراها لاحقاً، ياسلام….؟! وهكذا حُلتْ مشكلة النص ، فصوروه ، ثم هربوه خارج البلاد ، ولم يشاهده أحدٌ من التلفزيون ، ولامن أهل الوقف ؟!
– وبعيداً عن حيلة المدير المسؤول في الهيئة – كان على إدارة الهيئة أن تحيلَ النص َالذي بين يديها ، مع تقارير القراء الثلاثة ، وترسله إلى دار الإفتاء، وليس الأوقاف – للنظر في الأحكام ،والمسائل الخلافية كمرجعية ، والإعادة إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للنظر فيها لأنها الجهة الوحيدة التي لها حق الولاية على الدراما التلفزيونية؟!
– وفي حال الموافقة تخاطب الهيئة لجنة صناعة السينما والتلفزيون حصراً ، التي تقوم بمنح إجازة تصدير المسلسل، على ضوء موافقة مكتب الرقابة والتقويم الفكري ، ولكن هذا لم يحدث لأنَّ العمل أخذ طريقه إلى المحطات العربية ، وفيه مافيه ، وله مثل الذي عليه؟!وبقي لي في نهاية شهادتي على الأمر أنْ اسألَ سعادة وزيرالإعلام، ومدير عام الهيئة؛ ألا تحاسبان فتى الإنتاج على كل تجاوزاته الكبيرة، أم تتركونه بدون حساب مثل أوّل مره حينَ عزله التفتيش لأسبابٍ تمس النزاهة، ثم عاد من جديد ليهّربَ القعقاع ويهدم َمديريةالإنتاج!
الــمــصدر هنا
مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي: إعادة إنتاج الفتنة الكبرى بمال قطري وشركة سورية؟ – منتديات أنصار أهل البيت
لوول ما عندنا تلفزيون في البيت
لا حول ولا قبوة الا بالله
اصلا من يجب ترك هذه المسلسلات … لان من يقوم فيها ناس فجرة فسقة لا يهمهم الا ايرادات المسلسل ومستعدين يبيعيوا دينهم وابوهم وامهم لهذا الغرض
هدا باي قناة يمر ؟؟
هذا الكلام كبير جدا..
وين الرقابة الاعلامية ؟
انا من زمان وأحاول ابتعد عن المسلسلات العربية التلفزيونية ، أحس فيها شي مب طبيعي.
لايوجد فيها احترام لعقلية المشاهد.