السلام عليكم ورحمة الله
مشاهد ابهرتني في كوكب اليابان
يا ما سمعت عنها وتمنينا زيارتها .. وانبهرت بجودتها وتقنياتها .. وركبت سياراتها.. وأعجبت برسومها (كابتن ماجد) .. إنها بلاد الساموراي .. إنها اليابان .. أو بالاحرى “كوكب اليابان” مثلما أسماها الاستاذ أحمد الشقيري فبرنامجه الرائع “خواطر 5”
أحببت من خلال هـذه المقدمة أن استفتح موضوعي هذا الذي أضعه بين أيديكم للتطرق إلى الصور التي ألتقطتها مخيلتي للمشاهده التي استوقفتني في زيارتي لليابان والتي تعتبر أحد أحلام الطفوله التي حققتها ولله الحمد مؤخراً رغم قصرة فترة هذه الزيارة ..
عندما تزور هذا البلد وتجلس مع أهمله وترى كيف يدار ويعمل تدرك لما هو في المقدمة .. ولماذا يضرب به المثل في التطور والتقدم المستمر .. والأهم من ذلك تدرك مدى الفجوة وطول المسافة التي تفصلنا عنهم … لأن أطيل عليكم وهاكم تلك المشاهد :
المشهد الأول
هي بلد التكنولوجيا والتقنيات نعم ، ولكنهم يفاجؤنك باقتصادهم الكبير في استخدامها في حياتهم .. حيث أن تلك التقنية التي لا يكاد يخلو منها مكان في العالم تتفاجأ بعدم رؤتك لها في حياتهم اليومية ولسان حالهم يقول لك نحن نستخدم ما نحتاج إليه فقط من التقنية ونصدر للعالم أفكارنا وإبداعاتنا، أياً كان مجالها في السيارات أو الاجهزة أو أو أو .. لدرجة أن سيارات الأجرة عندهم هي من موديلات قديمة (العقد الماضي) ولكنها تتلئلئ بنظافتها وجودتها العالية .
المشهد الثاني
لدى هذا الشعب حرص وجدية وعزيمة لا تنتهي في أداءهم لأعمالهم اليومية بل وفي حياتهم بشكل عام، ويحافظون على الوقت ويلتزمون به بطريقه مجنونة إن صح التعبير، لدرجة أن تنقلهم بين مكاتبهم في العمل يكون بالهروله والمشي السريع بما فيهم مدراءهم ومسؤوليهم في مشهد تعجب له الجفون قبل العيون.
المشهد الثالث
محافظتهم على النظام والالتزام به وحرصهم على تطبيقه في شتى جوانب الحياة هي من إحدى مبادئ شعب اليابان لدرجة توضح لك مدى فاعلية الضمير والرقيب الداخلي وحساب النفس لدى الانسان الياباني .. وكم ابهرتني مناظر الطوابير الطويلة والمنتظمه والهادئه للمشاه المصطفين أمام إشارة المشاة فانتظار إخضرارها والمظلات بأيديهم لتقيهم من رذاذ طوكيو المنعش .. كما أنني لا اتذكر بأني رأيت عامل نظافة واحد في شوارع طوكيو طيلة الايام التي قضيتها هناك، ليس بسبب تقاعسهم عن العمل طبعاً، بل لأن محافظت الشعب الياباني على نظافة بلده هي من تمنع الحكومة من نشر عمال النظافة في الشوارع، وهذا ما لا تراه في أي بلدٍ آخر ربما.
المشهد الرابع
أخلاق سكان كوكب اليابان وتعاملهم مع زوارهم يفرض عليك الوقوف احتراماً وخجلاً من تلك التربية والادب والاحترام ، حقيقتاً خجلت واحترت كيف اجازي حسن التعامل ولطف التصرف الذي لاقيته منهم ، ومن ذلك ترحيبهم الدائم بالانحناء مع الابتسامه اللطيفة ، أو تقديمهم للأشياء بيديهم الاثنتين مهما بلغ وزنها وخفتها وطبعاً مع إنحناء التواضع لإظهار الاهتمام والاحترام للاشخاص وغيرها الكثير مما تعجز اللسان عن وصفه .. يال أخلاقهم.
المشهد الخامس
رغم الانفتاح والعولمة إلا أن الأسرة اليابانية لا زالت تحافظ على فطرتها البشرية بتماسك كيانها وترابط أفرادها رغم تعاقب الاجيال ، ففي اليابان لا زلت ترى الاب الام وأطفالهم والجد أو الجده يعيشون في منزلٍ واحد ويخرجون للتفسح سوياً ، وهذا طبعاً ما لم نعد نراه في الدول الغربيه إلا ما ندر ، كما تلاحظ مدى حرصهم على تربية أبناءه على الادب واحترام الزوار والكبار.
المشهد السادس
لا زال هذا الشعب محافظاً على مبادئ دينه وعقائده ، فنساءهم لا يصافحن الرجال الاجانب، ويكتفين بالانحناء والابتسامه الترحيبيه كعادة شعوب شرق آسيا، وهذا ما لاحظته كذلك في كوريا الجنوبية من قبل .. وشكل لي إحدى المفاجآت التي ذكرتني بتعاليم ديني الاسلامي الحنيف .
المشهد السابع
في لوحة التعليمات والارشادات للتعامل مع الناس في اليابان والموجودة في غرفة الفندق وجدنا أول التعليمات هي عدم تقديم أي مبلغ مساعدة أو بخشيش في الفندق وخارجه، وتفاجأنا بأنهم فعلاً يلتزمون بهذه التعليمات، حتى سائقي التكاسي الطاعنين في السن والأنيقين في لبسهم وتعاملهم لا يرضون باستلام أي فلس زيادة عن المبلغ المطلوب، وهم يعتبرون ذلك بأنه نوع من الاعتزاز بالنفس بالحصول على النقود المجازية للتعب والجهد الذي يقدمونه للناس ولا يرضون أخذ مبلغ إضافي على ذلك لأنهم يعتبرونه نوعاً من الشحاته والطلبة مهما كانت قيمتها.
المشهد الثامن
البنية التحتية لطوكيو وتنوع وسائل النقل والمواصلات وتطورها قصة أخرى، وما تعجب منه أكثر ضخامة مبانيهم طولاً وعرضاً … وجمال مظهرها خارجياً ودقة تصميمها وإبداع منظرها داخلياً، أغلب مبانيهم ضخمه ومتطوره وتعكس المظهر العصري أكثر بكثير من إظهارها للطابع التراثي للثقافة اليابانية ، وهو ما يشعرك بأنك في مدينة عالمية متطوره للغاية.
المشهد الاخير
أختتم مشاهدي بحديث اليابانية التي سألتها عن سر تفوقهم ودوافع العزيمة والولاء التي تشعل حياتهم اليومية بهذا النشاط والتميز عن العالم، وردت قائله : ” إننا إن لم نفعل ذلك فسنموت، فنحن نعيش في بلدٍ لم يُرزق من كنوز الطبيعة كالذهب أوالزراعة أو النفط الذي عندكم، ولكنا رزقنا بالعقول المنتجة بعد أن انصب جل اهتمامنا عليها وعلى تنميتها وتشجيع الابداع والابتكار والجدية في العمل والعزيمة المتواصلة، فنحن إن لم نفعل ذلك أو تقاعسنا عن فعله فلن نعيش في هذا العالم ولن يعطف علينا أحد، وهذا ما نغرسه في ذهون أبناءنا منذ نعومة أظفارهم” .
أحببت أخوتي أن اشارككم هذه المشاهد من باب الاستفادة ومعرفة مفاتيح النجاح والتقدم لدى هذا الشعب المتميز .. وطبعاً دائماً ما يكون لـكل قاعدةٍ شواذ ولا أنكر ذلك .. ولكني ذكرت لكم ما رأيته في الواقع وحللته بعقلي ورسخ في ذهني .. وقارنته مع ما رأيته في بقية دول العالم التي حظيت بزيارتها ..
وآسف جداً على الإطالة .. بس اتمنى أن أكون أفدتك بهـ الموضوع
وترى حقوق الطبع محفوظه
اسمحولي بسير ألحق طيارتي .. توصوني على شي ^_^
مع السلامة ..
والله الصراحة أبهرتني وأعجبت بهالشعب صراحة
تسلم على هالموضوع الجميل والحصري …
توصل بالسلامة ان شاءالله
يالله حيه
يعني أخلاق اسلامية (اللي للأسف كثير من المسلمين غير ملتزمين بها) لشعب غير مسلم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
المشهد السابع غريب بس مفهوم جدا ، اعتزاز اليابانيين بنفسهم كبير لفخرهم انهم احفاد محاربي الساموراي، والناجين بكرامه من الحرب العالميه الثانيه،،،
المشاهد اللي عرضتها ممتعه ، وادل على اختلاف تجربة الشخص المسافر لليابان الا انهم اجمعوا على ثقافه وادب هل الشعب ،،
ياريت بس لو ترفق مشاهد مصورة لليابان ، وايضا نظرتك التحليلية ل كوريا الجنوبيه ،،،،،
رافقتك السلامة في حلك وترحالك أخي الكريم ،،،
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .