البيان /
قدر هيندريك ويبر المصرفي السويسري، ونائب رئيس أحد المصارف السويسرية الخاصة ومؤلف كتاب «دليل المصرفيين إلى طبقة الأثرياء» في حديث مع «البيان الاقتصادي» عن امتلاك نحو 200 من كبار الأثرياء في الإمارات ثروة سائلة تصل إلى 50 مليار دولار.

كما كشف عن أن 200 مليار دولار حجم أرصدة مواطني الإمارات في الخارج معظمها في بنوك سويسرية، وأكد على أن وجود أرصدة مواطني الإمارات في الخارج معظمها قي سويسرا هو امتداد للحرفية العالية التي يقدرها الإمارتيون في المصارف السويسرية والمصرفيين السويسريين. وقال ويبر ان صناعة إدارة الثروات عانت بشكل كبير من وراء الأزمة ليس لأن الأصول المدارة انخفضت قيمتها والعائد على هذا الأصول اختفى فحسب بل لان المشكلة الأساسية وخصوصا بالنسبة للمصرفيين في المصارف الخاصة هي انعدام الثقة وتلاشيها نتيجة المنتجات المعقدة، والتي ظلت تسمى منتجات مضمونة وباتت من غير قيمة وفي بعض الحالات أمست منتجات احتيالية. وقدم ويبر نصيحة للأثرياء في ظل الأزمة دعاهم من خلالها إلى البدء في توزيع جيد للأصول، بما فيها وضع قواعد لاعادة التوازن. وفيما يلي نص الحوار:

قمت بتأليف كتاب دليل المصرفيين إلى طبقة الأثرياء، ما تعريفك لكبار الأثرياء، وما الانطباع الذي خرجت به من دراستك حول عالم كبار الأثرياء؟ الكتاب الذي وضعته كان السعي من ورائه هو الاستفادة من العلاقات ما بين مديري الثراء وكبار الأثرياء والبناء عليها وكبار الأثرياء هم من يملكون أكثر من 50 مليون دولار على هيئة أصول سائلة. لقد عملت بالقرب من هذه الشريحة من طبقة الأثرياء من العملاء، وهم بالغالب من رواد الأعمال الذين يتمتعون برؤية متميزة، أو من الناس الذين جابوا العالم هؤلاء يتمتعون بخبرات متنوعة. والحديث معهم هو حديث ممتع وغني. وهنا أود الإشارة إلى حقيقة مثيرة، فأولئك الأفراد يواجهون المشاكل الأساسية ذاتها التي تواجه أي واحد منا؛ فهم يهتمون بمنح أولادهم أفضل التعليم، ويفكرون بأفضل السبل لتوريثهم القيم العائلية وكيفية التعامل الأفضل بين أخوانهم وأخواتهم.

بالاضافة إلى الاهتمام بكيفية الموازنة بين الحياة والعمل والبقاء في صحة جيدة مفعمة بالحياة. وبالتأكيد هم يملكون مصادر أكثر بكثير منا إلا أنهم يواجهون مشاكل انسانية مثل غيرهم من البشر.

هل هناك أسرار لصناعة إدارة الثروات، وهل لك أن تبوح لنا بها؟

نطلع القراء في الكتاب على أفضل الممارسات، لكن السبل التي توفر فيها النصائح للأثرياء فهذه تعد من الأسرار بشكل ما.

نحن نتحدث بشكل مفتوح وشفاف حول أفضل النصائح للعملاء وكيف يحصل اولئك العملاء على الأفضل من خلال علاقتهم بالمصرفيين الذي يتعاملون معهم. كما نكشف عن بعض القصص لمشاريع ناجحة وأقل نجاحا لعملاء أثرياء. وهذه معلومات فريدة بالفعل.

مجتمع الثراء

ما هي خصائص مجتمع الأثرياء في دولة الإمارات؟

ان ما يميز دولة الإمارات هو الأهمية القصوى للروابط العائلية بشكل واضح في المجتمع الإماراتي.

إلى أي مدى تأثرت صناعة إدارة الثروات بتداعيات الأزمة المالية العالمية الراهنة ؟

عانت صناعة إدارة الثروات بشكل كبير من وراء الأزمة، ليس لأن الأصول المدارة انخفضت قيمتها والعائد على هذا الأصول اختفى فحسب بل لأن المشكلة الأساسية وخصوصا بالنسبة للمصرفيين في المصارف الخاصة هي انعدام الثقة وتلاشيها نتيجة المنتجات المعقدة والتي ظلت تسمى منتجات مضمونة، وباتت من غير قيمة وفي بعض الحالات أمست منتجات احتيالية.

ودعينا نناقش هذه النقاط واحدة واحدة، ومن ثم محاولة تفسير ما المطلوب لاصلاح العطب الذي أصاب الصناعة. بالنسبة لمدير الأصول فإن معادلة الدخل هي الأصول تحت الإدارة مضروبة بعوائد الاصول، خلال الأزمة المالية كثير من الحسابات التي استثمرت في الأسهم فقدت أكثر من 20 % من قيمتها.

وكذلك بدأ المستثمرون بالاستثمار في منتجات معقدة والتي تدفع بالغالب هوامش عالية لمديري الأصول. بالتالي تخيل لو الحسابات فقدت 20 % من قيمتها وجنى العملاء 20 % أقل من العوائد على الأصول فإن مديري الاصول سيخفضون دخلهم بنحو 36 % وهذا تخفيض كبير ولكن الانخفاض في الربحية هو أحد هذه النواحي.

وبشكل أكثر أهمية فإن العملاء فقدوا ثقتهم لأنهم حصلوا على نصائح للاستثمار في منتجات عادت بأقل من المتوقع أو بشكل سيء خلال تباطؤ الأسواق أو أنهم قاموا بضمان منتجات أصدرها مصرف ليمان، والتي فقدت معظم قيمتها أو كانت عرضة للاحتيال كما في حال مادوف لذا وكلامي للمصرفيين لا بد أن تفهموا تفاصيل المنتجات التي تبيعون لعملائكم وضرورة شرح المخاطر بمصداقية مطلقة، وليس فقط الفوائد المحتملة.

وأخيرا لا بد أن تقوم بكثير من الفحص النافي للجهالة ضمن آلية جيدة اذا احس المصرفي أن العائد جيد. اذا كان للمصرفي الاستثماري كثير من المصالح لبيع منتج ما فانه في الغالب جيد له وليس بالضرورة بالنسبة للعميل، وان كانت العوائد مرتفعة بشكل اقرب إلى الخيال فإن واقع الأمر أنها قد تكون خيالا هي الأخرى.

ويجب على المصرفيين أن يتحلوا بالشفافية حول دوافعهم التي من المفروض أن يكشفوا عنها لعملائهم ومن شأن الشفافية المطلقة حول الرسوم المفروضة والمكافآت والمخاطر أن تعيد الثقة إلى العلاقة بين العملاء والمصرفيين. ومن شأن عودة الثقة إلى العلاقات أن تعطي قيمة لجميع الأطراف وبشكل أسرع.

سرية المصارف

هل هناك توجه لدى البنوك السويسرية للإفصاح عن الأرصدة المجمدة منذ سنوات طويلة؟

تتمتع سويسرا بقوانين صارمة لمنع غسيل الأموال، وبالتالي فإن سويسرا تهتم بالتفاصيل في القضايا الاجرامية.وبشكل عام لا تقبل البنوك حسابات جديدة لا يمكن التحقق من أصل الأموال المودعة فيها ومع هذا لا يمكن انكار وجود حسابات قديمة لعدد من القادة والسياسيين لدى بعض البنوك.

ما حجم الأرصدة في البنوك السويسرية من منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكل عام ؟

في الكتاب أشير إلى بعض المعلومات عن أرصدة مواطني الإمارات في الخارج؛ معظمها قي سويسرا وهو امتداد للحرفية العالية التي يقدرها الإمارتيون في المصارف السويسرية والمصرفيين السويسريين. ويمكن القول ان نحو 200 مليار دولار مودعة في حسابات خارجية.

ومن ناحية أخرى، أود أن أشير إلى أن هناك نحو 200 من كبار الأثرياء في دولة الإمارات يملكون ثروة سائلة تصل إلى 50 مليار دولار.جميع الحسابات التي يملكها الاماراتيون في البنوك السويسرية تتمتع بالسرية وبالتالي فإن المعلومات سرية وخاصة، ولا يمكن لأحد أن يحصل على معلومات حول هذه الحسابات من دون تفويض من أصحاب الحسابات أنفسهم.

ما حجم الأثرياء في العالم، وفي أي مناطق العالم يتركز هذا الثراء؟

تشير التقديرات إلى أن هناك 20 ألف من كبار الأثرياء في العالم اليوم منهم 25 % تقريبا أي 5150 ألف ثري في الولايات المتحدة وحدها. ويملك كبار أثرياء العالم ما يزيد عن 5 ترليونات دولار أي ما يوازي 10 % من إجمالي الثروة العالمية، لذا تعد صناعة إدارة الثروات من الصناعات الحيوية والمهمة والتي يحيطها جانب من التعقيد خصوصا في ظل الأزمة المالية العالمية .

ما الذي يميز كبار الأثرياء في المنطقة عن نظرائهم في مناطق العالم الأخرى ؟

يعتبر كبار الأثرياء في المنطقة من أنجح المستثمرين ورجال الأعمال ويتميزون بفكر نير ، ومن المهم ان نتعلم من أولئك المستثمرين، فهم يستثمرون بشكل أكثر جرأة من أقرانهم في أوروبا وأميركا.

وهم أكثر تنويعا في استثماراتهم العالمية مقارنة مع المستثمرين من أميركا ، كما تتركز استثماراتهم في العقارات وحيازات مهمة في الملكية الخاصة ويسعون وراء حصص مسيطرة في شركات محلية مدرجة في الاسواق المالية .

ماهي المكونات النفسية للأثرياء بشكل عام، بعيدا عن لغة الأرقام والإحصائيات؟

كبار الأثرياء غالبا ما يتعرضون إلى ضغوط نفسية تتعلق بضرورة تحقيقهم الأداء العالي من قبل مجتمعهم أو آبائهم أو أخوانهم وأخواتهم.

وبالتالي فهم معرضون إلى العزلة لشعورهم بالشك في مصالح وتوجهات مستشاريهم، وأصدقائهم الحقيقية ويعملون بالتالي عن تنفيس شكوكهم والضغوط النفسية التي تواجههم من خلال ورشات العمل، ولقاءات مع نظرائهم في دول ومناطق جغرافية عديدة من العالم .

تضحية

أفضل نصيحة للأثرياء هي البدء في توزيع جيد للأصول، بما فيها وضع قواعد لاعادة التوازن ، من عادة الأثرياء أن يركزوا في استثماراتهم على العقارات والملكية الخاصة وصناديق التحوط. وفي الغالب فإن الحد الأدنى للاستثمار في مثل فئات الأصول هذه يتعدى ما يقدر عليه المستثمر العادي الأقل ثراء، التنويع في هذا المنتجات لن يختلف.

ومع هذا فان كبار الأثرياء سيبدلون استراتيجيات الصندوق المغلق مثل صناديق التحوط، الكمية بمنتجات أكثر شفافية مثل صناديق التحوط القائمة على استراتيجيات الماكرو العالمية أو البيع قصير وطويل الأجل على الأسهم. هؤلاء المستثمرون سيقومون بالاستثمار في منتجات لا تحتاج إلى رافعات مالية (اقتراض).

ويبذلون جهدا اضافيا خلال عملية الفحص النافي للجهالة. بعض المستثمرين من كبار الأثرياء بدأوا في الانتقال إلى الشرق نحو النمو الاقتصادي الذي تشهده الدول هناك والتقليل من استثماراتهم في أوروبا أو أميركا. وترى بعض هؤلاء يستثمرون في شركات في مناطق الخليج والهند والصين.

أزمة

البنوك تسعى إلى تخفيف الانكشافات

البنوك تسعى إلى تخفيف انكشافها للتمويل، والبنوك التي قامت بذلك بشكل جيد أعطت نتائج جيدة. وتملك الإمارات جهازا مصرفيا ملائما وجيدا. ويمكن لأسهم البنوك أن تحقق أداء أفضل إن فتحت الباب للمستثمرين وعملت على الالتزام بمباديء الشفافية المعمول فيها في بنوك عالمية. وهناك اتجاه واضح لمجابهة الملاذات الضريبية.

مع هذا ستستمر البنوك السويسرية بالالتزام بسرية الحسابات المصرفية لجهة المحافظة على سرية معلومات حسابات العملاء. وسيكون أكثر سهولة بالنسبة لعدد من الدول الحصول على المعلومات إذا كان هناك شكوك معقولة لأي تهرب ضريبي. ويقول المصرفيون إن ما يغري الأثرياء القدوم إلى سويسرا وايداع ارصدتهم في بنوكها هو الاحتراف والجودة في إدارة الأصول وحماية سرية الحسابات التي تتمتع بها، ولن يتغير ذلك.

رؤية

إدارة المخاطر تستدعي مراعاة جميع الأطراف

يقول الخبير المصرفي هيندريك: من المهم أن تتوازى مصالحنا مع مصالح العملاء، فلا بد أولا أن مصالح المصرفيين تتوازى بالمقام الأول مع مصالح العملاء، ثم تأتي مصالح حملة الأسهم الذين لا بد أن يدفع لهم أرباح بناء على الاسواق وادائها. مع هذا، إن قامت الدول بانقاذ البنوك بأموال دافعي الضرائب فإن العمولات والمكافآت العالية أمر غير مقبول بالنسبة لي.

وأعتقد أنه ينبغي على إدارة المخاطر أن تكون متوازنة مع مصالح العملاء والمساهمين طويلة الأجل. يجب أن يفعل مديرو المخاطر وان تتم معاقبة فرق الإدارة التي تفشل في تطبيق وتفعيل تكنولوجيا مخاطر مناسبة. ويجب أن يتم منع البنوك التي لها معايير إدارة مخاطر أقل من المناسب من العمل في مثل هذه النشاطات.

شخصية

هيندريك في سطور

يسعى هيندريك وهو نائب في أحد المصارف السويسرية الخاصة إلى كشف أسرار صناعة إدارة الثروات، مستفيدا من خبراته الممتدة في صناعة الصيرفة. وهندريك حاصل على شهادات متقدمة في تحليل الاستثمارات البديلة وهو مدير مخاطر محترف.

وقبل أن يتخصص في صيرفة كبار الأثرياء كان هندريك يعمل في تجارة المشتقات وتداولها وهو مؤسس في شركة سيرفيسن الأوروبية، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي ويحمل هندريك شهادة في التمويل الكمي وشارك كذلك في برنامج الإدارة المتقدم في جامعة انستيتو امبريسا للأعمال.

2 thoughts on “مصرفي سويسري: 200 مليار دولار أرصدة الإماراتيين في الخارج

Comments are closed.