«معاقون» يزرعون الخضراوات العضوية ويحصدون إعجاب المستهلكين
معاقان يقطفان ثمار الطماطم التي زرعاها بأيديهما (تصوير جاك جبور)
فداء طه (أبوظبي) – قد لا يتوقع من يشاهد تلك البيوت المحمية المغلقة الأبواب في مركز زايد الزراعي، أن يكون الحال في الداخل على هذا النحو من الجمال النابض بالحياة والخضرة والصحة في آن معاً، حيث تشهد حبات الطماطم الحمراء والفليفلة بألوانها وكذلك حبات الخيار والكوسا والباذنجان وغيرها من المزروعات على حسن صنيع القائمين على هذا المركز وكذلك العاملين والمنتسبين له.
في القسم المختص بالإنتاج الزراعي من المركز يعمل منتسبون دائمون من فئة المعاقين ذهنيا على زراعة هذه المنتوجات بأيديهم، ومن ثم توريدها إلى الأسواق المختلفة داخل الدولة، حيث تلقى إقبالاً متزايداً يوماً بعد يوم من قبل المستهلكين، والسبب الرئيسي وراء ذلك كونها منتوجات عضوية 100 % وخالية من أي إضافات كيماوية ما يضمن فوائدها الصحية المتعددة، فضلاً عن أن شراءها يدعم فئة المعاقين ويعزز من ثقتهم بأنفسهم ويكفل لهم حياة كريمة أسوة بالأصحاء، ما يحقق فكرة الدمج الاجتماعي التي تسعى لها الدولة بمؤسساتها وميادينها كافة.
ويتحدث المهندس محمد العريفي، مدير مركز زايد الزراعي، لـ”الاتحاد” بالقول إن عمل المعاقين في المركز لا سيما في مجال الزراعة قد أثر إيجابياً على حالتهم النفسية والذهنية، كما أن انخراطهم في العمل غيرّ أشياء كثيرة في حياتهم الشخصية، إذ أصبح المعاق منتجاً بدلاً من أن يكون عالة على أسرته، الأمر الذي رفع من معنوياته كثيراً، وأشعره بأن له هدفاً ورسالة في المجتمع، فضلا عن زيادة ثقته بنفسه وتقديره لها.
وأوضح العريفي أن المنتسبين للمركز يزرعون العديد من المنتجات أو الخضراوات من أهمها الطماطم والباذنجان والكوسا والفليفلة بألوانها والخيار والملفوف وغيرها من الخضروات سواء داخل البيوت المحمية، أو خارجها، فضلاً عن زراعة الزهور، مضيفاً أن ثمة أقساماً أخرى في المركز مثل قسم الإنتاج الحيواني والذي تتم فيه تربية بعض أنواع من الحيوانات كالماعز وتصنيع منتجات الألبان والأجبان، بالإضافة إلى إنتاج الدواجن، الذي أنشأ حديثاً، وتتم فيه الاستفادة من لحوم الدجاج وبيضه أيضاً، في حين يشهد قسم الميكنة الزراعية تدريب الملتحقين بالمركز على إجراء جميع عمليات الصيانة للمعدات الزراعية التي تخدم المزرعة أو المركز، وكذلك إجراء عمليات صيانة لشبكات الريّ ومضخات المياه.
وأضاف العريفي أن المنتوجات الزراعية التي تزرع في المركز حاصلة على شهادات معتمدة من قبل وزارة البيئة والزراعة، يقوم بزراعتها طلبة معاقون ذهنياً يتم اختيارهم وفق اختبارات تقييم من لجنة مختصة، يعملون تحت إشراف مختصين في المركز، مضيفاً أن المعاقين يتقاضون مكافآت مالية شهرية جراء عملهم في المركز، في حين يذهب ريع بيع المنتوجات إلى تطوير المركز وزيادة الإنتاج.
من جانبها أشارت مريم سيف القبيسي رئيس قطاع المعاقين إلى أن فكرة تحويل المركز إلى مزرعة وبيئة تعليمية في آن واحد، تتناسب مع احتياجات المعاقين لإثبات الذات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وكذلك دمجهم في المجتمع، لافتة إلى أن الإدارة قد حرصت على أن تكون المنتجات خالية من المواد العضوية أي تتم زراعتها في بيئة طبيعية، كما حرصت على المشاركة الاجتماعية من خلال بيع وتصدير المنتجات إلى الأسواق.