معتقدات خاطئة يجب تصحيحها في التعامل بين الزوجين
تعاون الزوجين الجديدين في كثير من الأمور الأسرية يبث الألفة بينهما.
على من يظن بأن الزواج وتكوين أسرة أمر سهل أن يعيد النظر بظنونه تلك؛ إذ إن الحياة الزوجية تتطلب مواجهة العديد من الصعوبات والتحديات من أجل الحفاظ عليها.
وغالبا ما يقوم البعض بتقديم النصح للزوجين لمساعدتهما على تخطي العقبات التي قد تعترض طريقهما، إلا أن المشكلة أن تلك النصائح غالبا ما تكون عديمة الفائدة كونها مبنية على معتقدات ومثاليات غير موجودة على أرض الواقع.
وفيما يلي أبرز المعتقدات الخاطئة في التعامل بين الزوجين ومحاولة تصحيحها:
– الخطأ: لا يجب ذهاب الزوجين للنوم قبل إنهاء الجدل الدائر بينهما: للوهلة الأولى قد يبدو هذا الأمر صائبا، فالجدل الذي بدأ لسبب بسيط قد يكبر لو تم تأجيله للصباح وبالتالي يصعب حله، لذا فمن الأفضل أن يتم إنهاء الجدل قبل النوم لاستقبال اليوم التالي بذهن صاف وخال من المشاكل.
– الصواب: تأجيل النقاش: على الزوجين أن يعلما بأن الجدال والنقاش لا يخضع لوقت معين ينتهي بانتهائه، وفي حال تجاوز الوقت منتصف الليل فمن الأفضل أن يقوم الزوجان بالاتفاق على تأجيل النقاش للصباح فالاستمرار بجدال لا ينتهي ولساعات متأخرة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر فأكثر.
– الخطأ: وجود الأطفال يزيد الألفة بين الزوجين: غالبا ما تصاحب ولادة الطفل، الأول خصوصا، ولادة الكثير من المواضيع المشتركة بين الزوجين. وعلى الرغم من أن هذه المواضيع تكون متعلقة بالطفل، إلا أن العلاقة الزوجية تبدو وكأنها قد انتقلت لمرحلة أعلى عن ذي قبل. لكن البعض سيجد بأنه وبعد فترة قصيرة بأن الفرحة بالطفل بدأت تتلاشى ليحل محلها إرهاق الأم وتوترها بسبب ذهاب الأب لعمله وترك مسؤولية الطفل عليها. وبما أنه ليس من المعقول أن تقوم الأم بتفريغ توترها برضيعها فإنها ستفرغه بثاني أقرب شخص لها وهو زوجها.
– الصواب: التعاون بين الزوجين: من الضروري أن يعلم الزوجان بأن ولادة الطفل تعد بمثابة الامتحان لمتانة العلاقة بينهما، ولحل هذا الأمر يجب أن يكون هناك تعاون بين الزوجين فيما يخص طفلهما وعدم محاولة إلقاء المسؤولية على الأم فقط. علما بأن الدعم والمساندة من قبل الزوج في هذه الظروف يساعدان على بث الألفة بينهما وتذكير الزوجة بواجبتها الأخرى نحو زوجها وبيتها كي لا يصبح الطفل وحده هو شغلها الشاغل.
– الخطأ: لا يجب أن يكون جدال الوالدين أمام أطفالهما: إن مشاهد خلافات الوالدين وصياحهما يمكن أن تسبب جرحا غائرا في نفس الطفل قد لا يندمل أبدا.
يجب أن يعلم الزوجان بأن الأطفال الصغار لديهم قدرة لا تخطئ بتمييز الشعور بالغضب أو التوتر لدى والديهم، ويمكن القول بمعنى آخر بأن الحالة النفسية للوالدين تنتقل بسهولة لأطفالهما الصغار. وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فإن رؤية مشاكل الوالدين تجعلهم يشعرون بالخوف من أن يكون الطلاق هو الحل الوحيد الذي ستؤول إليه هذه المشاكل.
– الصواب: الحرص على الابتعاد عن الجدل الجارح: قد يكون مستغربا أن يعلم الزوجان بأنه في حال حدوث جدال بين الوالدين أمام الطفل، يمكن ومن خلال الالتزام ببعض الأمور، أن يجعل هذا الجدال يعود بالفائدة على الطفل عندما ترسخ في ذهنه فكرة أن الجميع يمكن أن تحصل بينهم خلافات بمن فيهم والداه، لكن هذه الخلافات سرعان ما تزول وتعود الحياة لمجراها الطبيعي.
ومن الأمور التي يجب على الوالدين التقيد بها في حال كان جدالهما أمام أطفالهما: ابتعاد كلا الطرفين عن الألفاظ الجارحة، والحرص على عدم الصراخ الحاد وما شابه، وفي حال شعور الوالدين بأن الجدال آخذ بالازدياد، عندئذ يجب عليهم الحرص على إبعاد أطفالهم عن متابعة هذه المشكلة.
– الخطأ: لا يجب اعتبار أن ما يقوم به الطرف الآخر هو حق لنا: فبمجرد أن يبدأ أحد الطرفين بهذا التفكير فإنه لن يشعر بالامتنان أو التقدير لما يقوم به الطرف الآخر.
– الصواب: إن الشعور بتلك الطريقة قد يكون إشارة على الثقة الزائدة بالطرف الآخر وأنه بالتأكيد سيكون معك عند الحاجة، وهذا الشعور بالثقة سينعكس إيجابا على الأسرة وسيزيد قوة الترابط والاستقرار بين أفرادها