من المقرر إزاحة الستار عن خريطه أثريه قديمه في بكين ولندن تؤيد النظريات التي تفي
باكتشاف القارتين الامريكيتين من قبل رحّاله صيني مسلم قبل كريستوفر كولومبس.
باكتشاف القارتين الامريكيتين من قبل رحّاله صيني مسلم قبل كريستوفر كولومبس.
ترينا الخريطه وبدقه رسما للعالم نرى فيه القارتين الامريكيتين. وبينما ترجع للعام 1763
فإنها نسخه عن خريطه اخرى ترجع للعام 1418.
فإنها نسخه عن خريطه اخرى ترجع للعام 1418.
الخريطه تؤيد وبشده النظريات الخاصه باكتشاف القارتين الامريكيتين من الرحاله والمستكشف
الصيني المسلم زينج هي، المعروف بترحاله حول الجنوب الشرقي من اسيا وشبه القاره الهنديه.
الصيني المسلم زينج هي، المعروف بترحاله حول الجنوب الشرقي من اسيا وشبه القاره الهنديه.
الخريطه:
بحار صينـي مسلم يكتشـف أمريكـا قبل كولمبــوس !!
قليلة هي النظريات التاريخية التي يمكن أن تثير مثل الجدل الذي فجره اصرار جافين منزيس على أن
اميرالا صينيا مسلما اكتشف امريكا قبل المستكشف الاوروبي كريستوفر كولمبوس بسبعة عقود.
ورغم أن مؤرخين كثيرين بعضهم صينيون يرفضون نظرية الضابط السابق في البحرية البريطانية الا
أن سنغافورة التي تهيمن عليها العرقية الصينية قد تضفي على تلك النظرية مسحة من الاحترام
خلال معرض يستمر لمدة ثلاثة أشهر بدءا من حزيران.
ومنزيس وهو مؤلف كتاب ۱۴۲۱ العام
الذي اكتشفت فيه الصين امريكا يقول ان الاميرال تشينج هي قاد اسطول النجم المؤلف من ۳۰۰
سفينة على متنها ۳۰ الف رجل الى القارة الامريكية في القرن ۱۵ من أجل توسيع نفوذ حكم اسرة
مينجالصينية .ويقول منزيس ان الاميرال الصيني رسم لاحقا خرائط استخدمها كولمبوس
للوصول الى امريكا في ۱۴۹۲ فيما كان يبحث عن طريق جديد للهند مشيرا الى أن المستكشف
البرتغالي فردناند ماجلان أبحر أيضا بمساعدة الخرائط الصينية في القرن .۱۶ وأمضى منزيس
(۶۶ عاما) القائد السابق لاحدى الغواصات في البحرية البريطانية نحو ۱۵ عاما يقوم بأبحاث من
أجل الكتاب الذي ألفه في ۴۹۰ صفحة.
وقال (لم يكتشف أحد من البحارة العظام أي شيء جديد فقد كان
لديهم جميعا خرائط رسمها الصينيون).
اميرالا صينيا مسلما اكتشف امريكا قبل المستكشف الاوروبي كريستوفر كولمبوس بسبعة عقود.
ورغم أن مؤرخين كثيرين بعضهم صينيون يرفضون نظرية الضابط السابق في البحرية البريطانية الا
أن سنغافورة التي تهيمن عليها العرقية الصينية قد تضفي على تلك النظرية مسحة من الاحترام
خلال معرض يستمر لمدة ثلاثة أشهر بدءا من حزيران.
ومنزيس وهو مؤلف كتاب ۱۴۲۱ العام
الذي اكتشفت فيه الصين امريكا يقول ان الاميرال تشينج هي قاد اسطول النجم المؤلف من ۳۰۰
سفينة على متنها ۳۰ الف رجل الى القارة الامريكية في القرن ۱۵ من أجل توسيع نفوذ حكم اسرة
مينجالصينية .ويقول منزيس ان الاميرال الصيني رسم لاحقا خرائط استخدمها كولمبوس
للوصول الى امريكا في ۱۴۹۲ فيما كان يبحث عن طريق جديد للهند مشيرا الى أن المستكشف
البرتغالي فردناند ماجلان أبحر أيضا بمساعدة الخرائط الصينية في القرن .۱۶ وأمضى منزيس
(۶۶ عاما) القائد السابق لاحدى الغواصات في البحرية البريطانية نحو ۱۵ عاما يقوم بأبحاث من
أجل الكتاب الذي ألفه في ۴۹۰ صفحة.
وقال (لم يكتشف أحد من البحارة العظام أي شيء جديد فقد كان
لديهم جميعا خرائط رسمها الصينيون).
والهيئة العامة للسياحة في سنغافورة التي تمولها الحكومة هي واحدة من جهات كثيرة تقف خلف
المعرض المفتوح في مارينا بروميناد الذي يقول منظمون انه سيكشف (معلومات وأدلة جديدة) تدعم
النظرية التي تقول ان تشينج وصل أمريكا قبل أي أحد اخر. ويبدأ المعرض في ۱۱ حزيران ويستمر
حتى ۱۰ ايلول. وسيضم (معرض ۱۴۲۱) الذي يشارك منزيس في تنظيمه أيضا بعض التفاصيل
الخاصة بقاعدة بحرية يعتقد أن تشينج أقامها في كندا عند موقع جغرافي يعرف باسم (نوفا كاتايا) أو
(كاثاي الجديدة). وستنظم سنغافورة أيضا احتفالات هذا العام بمناسبة مرور ۶۰۰ عام على رحلة
تشينج الاولى عبر جنوب شرق اسيا قادته الى ميناء ملقة على الساحل الغربي لما يعرف اليوم باسم
ماليزيا باعتباره مبعوث الامبراطور.
المعرض المفتوح في مارينا بروميناد الذي يقول منظمون انه سيكشف (معلومات وأدلة جديدة) تدعم
النظرية التي تقول ان تشينج وصل أمريكا قبل أي أحد اخر. ويبدأ المعرض في ۱۱ حزيران ويستمر
حتى ۱۰ ايلول. وسيضم (معرض ۱۴۲۱) الذي يشارك منزيس في تنظيمه أيضا بعض التفاصيل
الخاصة بقاعدة بحرية يعتقد أن تشينج أقامها في كندا عند موقع جغرافي يعرف باسم (نوفا كاتايا) أو
(كاثاي الجديدة). وستنظم سنغافورة أيضا احتفالات هذا العام بمناسبة مرور ۶۰۰ عام على رحلة
تشينج الاولى عبر جنوب شرق اسيا قادته الى ميناء ملقة على الساحل الغربي لما يعرف اليوم باسم
ماليزيا باعتباره مبعوث الامبراطور.
وعموما ستركز المهرجانات على تكريم رجل عرف في التاريخ الصيني باعتباره أعظم قائد بحري في
التاريخ الصيني. الا أن فكرة أن تشينج المسلم المعروف بأنه وصل حتى افريقيا الجنوبية قد سبق
كولومبوس بنحو ۶۱ عاما الى امريكا تثير بالطبع جدلا صاخبا. ولو صح ذلك فلا بد من اعادة كتابة
التاريخ من جديد كما أنه أمر سيثير رغبات عميقة للبحث عن الجذور في المدارس الامريكية. قال
جوف ويد من معهد الابحاث الاسيوي في الجامعة الوطنية بسنغافورة (انها هراء. ليس ثمة دليل
يدعمها).
التاريخ الصيني. الا أن فكرة أن تشينج المسلم المعروف بأنه وصل حتى افريقيا الجنوبية قد سبق
كولومبوس بنحو ۶۱ عاما الى امريكا تثير بالطبع جدلا صاخبا. ولو صح ذلك فلا بد من اعادة كتابة
التاريخ من جديد كما أنه أمر سيثير رغبات عميقة للبحث عن الجذور في المدارس الامريكية. قال
جوف ويد من معهد الابحاث الاسيوي في الجامعة الوطنية بسنغافورة (انها هراء. ليس ثمة دليل
يدعمها).
وتظهر السجلات التاريخية أنه في الفترة من ۱۴۰۵ الى ۱۴۳۳ قاد تشينج بناء على أوامر
الامبراطور تشو دي في عهد أسرة مينج اسطول النجم الامبراطوري في سبع رحلات تشبه الاساطير.
وحمل الاسطول المؤلف من ۳۰ الف رجل وهو الاضخم من نوعه في ذلك العصر امال امبراطور
طموح كان يسعى الى مد نفوذ الصين. وتظهر السجلات التاريخية أن تشينج في احدى رحلاته عاد من افريقيا بزرافة كهدية للامبراطور.
الامبراطور تشو دي في عهد أسرة مينج اسطول النجم الامبراطوري في سبع رحلات تشبه الاساطير.
وحمل الاسطول المؤلف من ۳۰ الف رجل وهو الاضخم من نوعه في ذلك العصر امال امبراطور
طموح كان يسعى الى مد نفوذ الصين. وتظهر السجلات التاريخية أن تشينج في احدى رحلاته عاد من افريقيا بزرافة كهدية للامبراطور.
ووفقا لمنزيس فإن تشينج قاد اسطوله الى امريكا وحول العالم. وقال
(ليس ثمة شك من أي نوع على الاطلاق فيما اذا كان تشينج وصل باسطوله فعلا الى سواحل أمريكا
الشمالية والجنوبية في المحيطين الاطلسي والهادي).
(ليس ثمة شك من أي نوع على الاطلاق فيما اذا كان تشينج وصل باسطوله فعلا الى سواحل أمريكا
الشمالية والجنوبية في المحيطين الاطلسي والهادي).
ويرفض باحثون منهم اكاديميون صينيون الفكرة باعتبارها ضربا من الخيال. وقال
مؤرخ صيني يعمل في جامعة بسنغافورة (سأكون في غاية السرور لو كانت نظريته صحيحة. الا ان
عمله ليس له علاقة البتة بالدراسات العلمية. ليس ثمة منهجية في بحثه ولا أسانيد لاطروحاته. انه
يطرح تخمينات وفجأة تصبح حقائق).
ويعترف منزيس الذي انضم الى البحرية البريطانية وعمره ۱۶
عاما أنه ليس أكاديميا الا أنه يصر على أصالة عمله.
مؤرخ صيني يعمل في جامعة بسنغافورة (سأكون في غاية السرور لو كانت نظريته صحيحة. الا ان
عمله ليس له علاقة البتة بالدراسات العلمية. ليس ثمة منهجية في بحثه ولا أسانيد لاطروحاته. انه
يطرح تخمينات وفجأة تصبح حقائق).
ويعترف منزيس الذي انضم الى البحرية البريطانية وعمره ۱۶
عاما أنه ليس أكاديميا الا أنه يصر على أصالة عمله.
وأضاف انه بالنظر الى أنه كانت للصين قوة بحرية عظمى مرهوبة الجانب في القرن ۱۵ في الوقت
الذي يقول بعض المؤرخين ان الصين كانت تفتخر فيه بحيازة أضخم اساطيل العالم لم يكن غير
الصينيين أحد يستطيع رسم الخرائط الرئيسية التي قادت المستكشفين الاوروبيين حول العالم. وتشير
السجلات التاريخية الى أن أضخم سفن اسطول تشينج كان طولها ۱۳۰ مترا وعرضها ۶۰ مترا أي
أنها كانت أربعة أمثال حجم سفينة كولومبوس المعروفة باسم سانتا ماريا. ويستشهد منزيس ببحث
يقول ان الحمض النووي للامريكيين الاصليين أقرب في تكوينه للصينيين من الاوروبيين أو الافارقة.
ويشير الى أن ذلك يدعم فكرة أن بعض افراد اسطول تشينج فضلوا البقاء في امريكا وكونوا عائلات.
وتابع (الناس الذين يعيشون اليوم في الاماكن التي وجد فيها الاوروبيون صينيين بامريكا الشمالية في
دمائهم حمض نووي صيني).
الذي يقول بعض المؤرخين ان الصين كانت تفتخر فيه بحيازة أضخم اساطيل العالم لم يكن غير
الصينيين أحد يستطيع رسم الخرائط الرئيسية التي قادت المستكشفين الاوروبيين حول العالم. وتشير
السجلات التاريخية الى أن أضخم سفن اسطول تشينج كان طولها ۱۳۰ مترا وعرضها ۶۰ مترا أي
أنها كانت أربعة أمثال حجم سفينة كولومبوس المعروفة باسم سانتا ماريا. ويستشهد منزيس ببحث
يقول ان الحمض النووي للامريكيين الاصليين أقرب في تكوينه للصينيين من الاوروبيين أو الافارقة.
ويشير الى أن ذلك يدعم فكرة أن بعض افراد اسطول تشينج فضلوا البقاء في امريكا وكونوا عائلات.
وتابع (الناس الذين يعيشون اليوم في الاماكن التي وجد فيها الاوروبيون صينيين بامريكا الشمالية في
دمائهم حمض نووي صيني).
::
المصدر :
جنسترا ، افاق علمية
::
المصدر :
جنسترا ، افاق علمية
::
اكتشاف أمريكا.. مراحل ورجال وآثار (في ذكرى اكتشاف الأمريكتين: 17 ذي الحجة 898هـ)
كولومبوس هل كان المكتشف الأول للأمريكتين؟
تعد حركة الكشوف الجغرافية الأوروبية التي تم جزء كبير منها في القرن الخامس عشر الميلادي وتُوجت باكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا (العالم الجديد)- من أهم النتائج العلمية لحركة النهضة الأوروبية التي من خلالها عبرت أوروبا عصورها الوسطى المظلمة التي كانت مثلاً للجمود والتخلف والبعد عن ركب الحضارة الإنسانية نتيجة سيطرة الكنيسة على مقاليد الأمور فيها، والتي وقفت أمام العقل البشري وإعماله، ناشرة الروح المناهضة للإبداع والابتكار، وتجسد ذلك في محاكم التفتيش التي كانت تقيمها لكل مَن يحاول الخروج عن إرادتها وأغلالها. قبيل الدخول في تفاصيل اكتشاف كولومبوس للأمريكتين نشير إلى الدواعي التي حركت أوروبا الناهضة نحو الكشف الجغرافي بصفة عامة، والذي مثل بدورة مرحلة المخاض الأولى لميلاد الحركة الاستعمارية التي كان لها عظيم الأثر في مسار حركة التاريخ إلى اليوم، ويأتي تطور الحياة الاقتصادية في أوروبا آنذاك في مقدمة الدوافع التي شجعتها على الكشوف الجغرافية، حيث زادت العلاقات الاقتصادية بين دول القارة؛ وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعادن الثمينة وبصورة خاصة الذهب والفضة، ولما كانت موارد الذهب والفضة في العالم القديم محدودة وقليلة ولا تفي بحاجات التجارة الدولية أصبح البحث عن مصادر جديدة لهذه المعادن أمرًا ملحًا.
ويضاف إلى ذلك تطور صناعة السفن إذ بات من الميسور بناء سفن أكبر وأسرع وأكثر قدرة على مواجهة الأنواء والعواصف وعلى تحمل السفر الطويل، وهو ما فتح أمام العاملين في صناعة النقل آفاقًا جديدة وسمح لهم بالتوغل في البحار والابتعاد ولمدة طويلة ولمسافة أكبر عن المناطق المسكونة والمعروفة.
أما أهم دوافع أوروبا على الإطلاق نحو الكشف الجغرافي فيرجع إلى محاولة الالتفاف حول الدولة العثمانية التي وضعت العراقيل أمام تجارة أوروبا مع الشرق الأقصى حيث قضت عليها تقريبًا في أواخر القرن الخامس عشر، فضلاً عن الضرائب الجمركية المتصاعدة التي كان يفرضها مماليك مصر، ومن هنا بدأ الناس في أوروبا يتساءلون عن إمكانية الوصول إلى الهند مباشرة للتخلص من سيطرة العثمانيين المتزايدة على تجارتهم، والبعض يضيف إلى جملة هذه الدوافع دافعا دينيا آخر ممثلاً في الرغبة في نشر الدين
ويضاف إلى ذلك تطور صناعة السفن إذ بات من الميسور بناء سفن أكبر وأسرع وأكثر قدرة على مواجهة الأنواء والعواصف وعلى تحمل السفر الطويل، وهو ما فتح أمام العاملين في صناعة النقل آفاقًا جديدة وسمح لهم بالتوغل في البحار والابتعاد ولمدة طويلة ولمسافة أكبر عن المناطق المسكونة والمعروفة.
أما أهم دوافع أوروبا على الإطلاق نحو الكشف الجغرافي فيرجع إلى محاولة الالتفاف حول الدولة العثمانية التي وضعت العراقيل أمام تجارة أوروبا مع الشرق الأقصى حيث قضت عليها تقريبًا في أواخر القرن الخامس عشر، فضلاً عن الضرائب الجمركية المتصاعدة التي كان يفرضها مماليك مصر، ومن هنا بدأ الناس في أوروبا يتساءلون عن إمكانية الوصول إلى الهند مباشرة للتخلص من سيطرة العثمانيين المتزايدة على تجارتهم، والبعض يضيف إلى جملة هذه الدوافع دافعا دينيا آخر ممثلاً في الرغبة في نشر الدين
المسيحي(1).
البرتغال وإسبانيا والريادة
من بواكير الدول التي قادت حركة الكشف الجغرافي الأوروبي البرتغال وإسبانيا، وإن اختلفت كل منهما عن الأخرى في التوجه، فبينما اتجهت كشوف البرتغال إلى غرب إفريقيا شرقًا حتى منطقة جزر الهند الشرقية من خلال طريق رأس الرجاء الصالح، نجد إسبانيا اتجهت كشوفها غربًا لتصل إلى نفس الهدف والغاية التي سعت إليها البرتغال ليتم إثبات كروية الأرض علميًا، وجاء اكتشاف الأمريكيتين تتويجا للكشوف الإسبانية(2).
كولومبوس واكتشاف الأمريكتين
خط سير رحلة كولومبس
كان كريستوفر كولومبوس قد استهوته الملاحة عن طريق التجارة، وكان أبوه عاملاً متواضعًا في جنوة، وكان هو شخصيًا أميًا، وكان ذلك من المعوقات التي اعترضته حتى وصل إلى مرحلة الرجولة. ومع ذلك فقد تجلت مواهبه في مرحلة مبكرة من حياته. فاشترك في أول الأمر في بعض الرحلات على سفن تجارية تابعة لجنوة، ومن بينها رحلة إلى إنجلترا، وانتقل بعد ذلك من إيطاليا إلى أيبريا حيث استقر نهائيًا وتعلم القراءة والكتابة وبمرور الوقت استطاع أن يقرأ الأعمال الجغرافية التي كانت مشهورة في ذلك الوقت مثل أعمال بطليوس وماركو بولو وأعمال الجغرافيين والرحالة المسلمين ، وأثناء عمله في البرتغال اشترك في الرحلات على سواحل غرب إفريقيا، وعن طريقها بدأ يثبت ذاته ويحظى بالاهتمام. وقد أفاد كثيرًا من زواجه الذي ساعده على تشكيل حياته حيث كان والد زوجته واحدا من كبار الملاحين الذين عملوا مع الأمير هنري، والذي زوده بمجموعة من الخرائط الهامة التي زودت اهتمامه بالكشف الجغرافي وخصوصًا بكشف طريق إلى الشرق الأقصى بالملاحة نحو الغرب(3).
من بواكير الدول التي قادت حركة الكشف الجغرافي الأوروبي البرتغال وإسبانيا، وإن اختلفت كل منهما عن الأخرى في التوجه، فبينما اتجهت كشوف البرتغال إلى غرب إفريقيا شرقًا حتى منطقة جزر الهند الشرقية من خلال طريق رأس الرجاء الصالح، نجد إسبانيا اتجهت كشوفها غربًا لتصل إلى نفس الهدف والغاية التي سعت إليها البرتغال ليتم إثبات كروية الأرض علميًا، وجاء اكتشاف الأمريكيتين تتويجا للكشوف الإسبانية(2).
كولومبوس واكتشاف الأمريكتين
خط سير رحلة كولومبس
كان كريستوفر كولومبوس قد استهوته الملاحة عن طريق التجارة، وكان أبوه عاملاً متواضعًا في جنوة، وكان هو شخصيًا أميًا، وكان ذلك من المعوقات التي اعترضته حتى وصل إلى مرحلة الرجولة. ومع ذلك فقد تجلت مواهبه في مرحلة مبكرة من حياته. فاشترك في أول الأمر في بعض الرحلات على سفن تجارية تابعة لجنوة، ومن بينها رحلة إلى إنجلترا، وانتقل بعد ذلك من إيطاليا إلى أيبريا حيث استقر نهائيًا وتعلم القراءة والكتابة وبمرور الوقت استطاع أن يقرأ الأعمال الجغرافية التي كانت مشهورة في ذلك الوقت مثل أعمال بطليوس وماركو بولو وأعمال الجغرافيين والرحالة المسلمين ، وأثناء عمله في البرتغال اشترك في الرحلات على سواحل غرب إفريقيا، وعن طريقها بدأ يثبت ذاته ويحظى بالاهتمام. وقد أفاد كثيرًا من زواجه الذي ساعده على تشكيل حياته حيث كان والد زوجته واحدا من كبار الملاحين الذين عملوا مع الأمير هنري، والذي زوده بمجموعة من الخرائط الهامة التي زودت اهتمامه بالكشف الجغرافي وخصوصًا بكشف طريق إلى الشرق الأقصى بالملاحة نحو الغرب(3).
الملكة إيزابيلا ملكة إسبانيا وافقت على الرحلة ومولتها
وقد عرض مشروعه هذا على ملك البرتغال فرفضه بناء على توصية مستشاريه الذين رأوا أنه لا ضرورة للبحث عن طرق جديدة، وعلى أثر ذلك لم يجد من بد سوى التوجه لإسبانيا وبعد وصوله عرض المشروع على الملكة “إيزابيلا” ولكنها رفضت بدعوى أنها مشغولة بالحرب مع العرب عام (891 هـ = 1486م) إلا أنه لم ييئس من رفضها وانتظر إلى أن انتهت الحرب وعاد ليجدد طلب تمويل “إيزابيلا” لمشروعه، وبالفعل وافقت له ومولته في عام (897 هـ = 1492م).
أبحر كولومبس بعد أن نال موافقة إيزابيلا ملكة إسبانيا وتمويلها ، حاملا معه رسائل منها لملوك آسيا والصين. وفي ليلة 11-12 أكتوبر ظهرت لكولومبس ومن معه بعض معالم الأرض فظنها آسيا (وقد كانت تلك التي اقترب منها كولومبوس هي إحدى جزر “لوكايس” بالقرب من أمريكا الشمالية، عند مدخل مضيق لوريد؛ فأطلق عليها “سان سلفادور”) وفعلاً أخذ يبحث عن مملكة “كاتي” التي هي الصين؛ ليقدم لملوكها الخطابات التي زودته بها ملكة إسبانيا، ولكن دون جدوى، هناك سارع بالعودة ليعلن نتائج اكتشافه في إسبانيا، فوصل ثغر بالوس في (15 مارس 1493م=26 جمادى الأولى 898هـ) أي بعد سبعة أشهر من مغادرته إياه.
مات كولومبوس عام (1506م=912هـ) وهو يعتقد أنه وصل إلى آسيا، وأن الجزر التي اكتشفها إنما هي تلك التي توجد بالقرب من الهند، ومن هنا ترجع تسميتها إلى جزر الهند الغربية، وكذلك تسمية سكانها الأصليين بالهنود، ولم تلبث الأذهان أن أخذت تشك في أن هذه الأرض التي وصل إليها كولومبوس هي آسيا ولا سيما بعد تلك الرسالة التي نشرها “أميركو فسبوتشي” الفلورنسي، فأشار إلى هذه الأرض المكتشفة بالعالم الجديد؛ ولذلك سميت هذه الأرض على اسمه “أمريكا”(4).
وقد عرض مشروعه هذا على ملك البرتغال فرفضه بناء على توصية مستشاريه الذين رأوا أنه لا ضرورة للبحث عن طرق جديدة، وعلى أثر ذلك لم يجد من بد سوى التوجه لإسبانيا وبعد وصوله عرض المشروع على الملكة “إيزابيلا” ولكنها رفضت بدعوى أنها مشغولة بالحرب مع العرب عام (891 هـ = 1486م) إلا أنه لم ييئس من رفضها وانتظر إلى أن انتهت الحرب وعاد ليجدد طلب تمويل “إيزابيلا” لمشروعه، وبالفعل وافقت له ومولته في عام (897 هـ = 1492م).
أبحر كولومبس بعد أن نال موافقة إيزابيلا ملكة إسبانيا وتمويلها ، حاملا معه رسائل منها لملوك آسيا والصين. وفي ليلة 11-12 أكتوبر ظهرت لكولومبس ومن معه بعض معالم الأرض فظنها آسيا (وقد كانت تلك التي اقترب منها كولومبوس هي إحدى جزر “لوكايس” بالقرب من أمريكا الشمالية، عند مدخل مضيق لوريد؛ فأطلق عليها “سان سلفادور”) وفعلاً أخذ يبحث عن مملكة “كاتي” التي هي الصين؛ ليقدم لملوكها الخطابات التي زودته بها ملكة إسبانيا، ولكن دون جدوى، هناك سارع بالعودة ليعلن نتائج اكتشافه في إسبانيا، فوصل ثغر بالوس في (15 مارس 1493م=26 جمادى الأولى 898هـ) أي بعد سبعة أشهر من مغادرته إياه.
مات كولومبوس عام (1506م=912هـ) وهو يعتقد أنه وصل إلى آسيا، وأن الجزر التي اكتشفها إنما هي تلك التي توجد بالقرب من الهند، ومن هنا ترجع تسميتها إلى جزر الهند الغربية، وكذلك تسمية سكانها الأصليين بالهنود، ولم تلبث الأذهان أن أخذت تشك في أن هذه الأرض التي وصل إليها كولومبوس هي آسيا ولا سيما بعد تلك الرسالة التي نشرها “أميركو فسبوتشي” الفلورنسي، فأشار إلى هذه الأرض المكتشفة بالعالم الجديد؛ ولذلك سميت هذه الأرض على اسمه “أمريكا”(4).
هل اكتشف العرب أمريكا قبل كولومبوس؟
سؤال محل جدل بين أوساط المهتمين بالتأصيل للدور الريادي للجغرافيين العرب والمسلمين في علم الجغرافيا بصفة عامة وفي حركة الكشوف الجغرافية بصفة خاصة توجهنا به إلى الأستاذ الدكتور/ يوسف عبد المجيد فايد – أستاذ الجغرافيا الطبيعية- جامعة القاهرة والمتخصص في الأمريكتين فقال: ليس ثمة دليل على اكتشاف العرب للعالم الجديد أو أمريكا قبل كريستوفر كولومبوس رغم الكلام الكثير الذي يثيره البعض حول هذا الموضوع، فتجد مثلاً آراء تقول إن المصريين القدماء كانوا أول من اكتشف هذا العالم الجديد مستندين في هذا إلى وجود بعض الأهرامات في المكسيك والتي تعود إلى عصور قديمة والتي تشبه الأهرامات في مصر القديمة، ولكن رغم ذلك فإن أي مزاعم بوصول عرب أو حتى أوروبيين إلى أمريكا قبل كولومبوس مشكوك في صحتها غير أن الهجرات الحقيقية إلى أمريكا والتي سبقت كولومبوس بقرون هي هجرات أسلاف الهنود الأمريكيين الذين وجدهم كولومبوس عند وصوله إلى أمريكا. وقد هاجر أسلاف الهنود من آسيا عن طريق مضيق “بيرنج” من الطرق الشمالي الشرقي لقارة آسيا إلى “آلاسكا” الطرف الشمالي لقارة أمريكا وهذا يفسر صفات الأمريكيين المغولية أو الشبيهة بالمغولية الواضحة.
ويضيف قائلاً: إن الذين يجتهدون لإثبات أن العرب قد وصلوا إلى العالم الجديد قبل الأوروبيين ينسون أن الوصول إلى شواطئ ذلك العالم ليس في نفسه بذي أهمية ولا يدل على تقدم، ولا يوصف بأنه كشف، فالهنود الذين تحدثنا عنهم توًا كانوا قطعًا أول من وصل إلى هذا العالم الجديد، ورغم ذلك فلم يوصفوا بالتقدم ولم يعدوا مكتشفين، إنما العبرة في عمل كولومبوس أنه قام على نظرية علمية وأثبت صحتها، وهو أن المتجه من شواطئ أوروبا غربًا يصل إلى آسيا؛ لأن الأرض كروية، وكروية الأرض نظرية عربية يوجد فيها نصوص صريحة وواضحة للعالم الجغرافي المسلم أبو عبيد الله البكري، وهذا هو الكشف الصحيح وموضع الفخر، أما أن يكون الذي قام بتطبيق هذه النظرية العربية كولومبوس أو غيره فمسألة تلي ذلك في الأهمية، وقد تحققت لعوامل علمية وصناعية أخرى مثل إتقان فن الخرائط البحرية، أو تقدم صناعة السفن وإحكام استخدام البوصلة، ثم لعوامل سياسية أهمها المنافسة الشديدة بين البرتغاليين والأسبان، فأما البرتغاليون فقد قادهم العرب علميًا وعمليًا إلى آسيا؛ إذ إنه من الثابت تاريخيًا أن البحار العربي “ابن ماجد” قد أفاد فاسكو دي جاما البرتغالي مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح بما قدم له من خرائط عربية ممتازة توضح معالم الرحلة، فجعله قائدًا لسفينة القيادة التي كان عليها حتى تم الوصول إلى الهند؛ ليكون أول من سلك طريق رأس الرجاء الصالح بمساعدة ابن ماجد.
سؤال محل جدل بين أوساط المهتمين بالتأصيل للدور الريادي للجغرافيين العرب والمسلمين في علم الجغرافيا بصفة عامة وفي حركة الكشوف الجغرافية بصفة خاصة توجهنا به إلى الأستاذ الدكتور/ يوسف عبد المجيد فايد – أستاذ الجغرافيا الطبيعية- جامعة القاهرة والمتخصص في الأمريكتين فقال: ليس ثمة دليل على اكتشاف العرب للعالم الجديد أو أمريكا قبل كريستوفر كولومبوس رغم الكلام الكثير الذي يثيره البعض حول هذا الموضوع، فتجد مثلاً آراء تقول إن المصريين القدماء كانوا أول من اكتشف هذا العالم الجديد مستندين في هذا إلى وجود بعض الأهرامات في المكسيك والتي تعود إلى عصور قديمة والتي تشبه الأهرامات في مصر القديمة، ولكن رغم ذلك فإن أي مزاعم بوصول عرب أو حتى أوروبيين إلى أمريكا قبل كولومبوس مشكوك في صحتها غير أن الهجرات الحقيقية إلى أمريكا والتي سبقت كولومبوس بقرون هي هجرات أسلاف الهنود الأمريكيين الذين وجدهم كولومبوس عند وصوله إلى أمريكا. وقد هاجر أسلاف الهنود من آسيا عن طريق مضيق “بيرنج” من الطرق الشمالي الشرقي لقارة آسيا إلى “آلاسكا” الطرف الشمالي لقارة أمريكا وهذا يفسر صفات الأمريكيين المغولية أو الشبيهة بالمغولية الواضحة.
ويضيف قائلاً: إن الذين يجتهدون لإثبات أن العرب قد وصلوا إلى العالم الجديد قبل الأوروبيين ينسون أن الوصول إلى شواطئ ذلك العالم ليس في نفسه بذي أهمية ولا يدل على تقدم، ولا يوصف بأنه كشف، فالهنود الذين تحدثنا عنهم توًا كانوا قطعًا أول من وصل إلى هذا العالم الجديد، ورغم ذلك فلم يوصفوا بالتقدم ولم يعدوا مكتشفين، إنما العبرة في عمل كولومبوس أنه قام على نظرية علمية وأثبت صحتها، وهو أن المتجه من شواطئ أوروبا غربًا يصل إلى آسيا؛ لأن الأرض كروية، وكروية الأرض نظرية عربية يوجد فيها نصوص صريحة وواضحة للعالم الجغرافي المسلم أبو عبيد الله البكري، وهذا هو الكشف الصحيح وموضع الفخر، أما أن يكون الذي قام بتطبيق هذه النظرية العربية كولومبوس أو غيره فمسألة تلي ذلك في الأهمية، وقد تحققت لعوامل علمية وصناعية أخرى مثل إتقان فن الخرائط البحرية، أو تقدم صناعة السفن وإحكام استخدام البوصلة، ثم لعوامل سياسية أهمها المنافسة الشديدة بين البرتغاليين والأسبان، فأما البرتغاليون فقد قادهم العرب علميًا وعمليًا إلى آسيا؛ إذ إنه من الثابت تاريخيًا أن البحار العربي “ابن ماجد” قد أفاد فاسكو دي جاما البرتغالي مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح بما قدم له من خرائط عربية ممتازة توضح معالم الرحلة، فجعله قائدًا لسفينة القيادة التي كان عليها حتى تم الوصول إلى الهند؛ ليكون أول من سلك طريق رأس الرجاء الصالح بمساعدة ابن ماجد.
كيف قاد العرب كولومبوس علميًا؟
بحارة بملامح عربية على سفينة كولومبس
يمكننا القول بأن القيادة العلمية من قبل العرب لكولومبوس في رحلة اكتشافه لأمريكا جاءت من خلال استعانته بالتراث العلمي الجغرافي الذي ساهم فيه العلماء العرب والمسلمون الذي كون لكولومبوس الإطار المعرفي الذي مكنه من الانطلاق على أسس واقعية، ولعل نظرة سريعة على أهم إنجازات الجغرافيين العرب والمسلمين في العصور الوسطى التي سبقت كولومبوس كفيلة لتوضيح الدور العربي في اكتشاف أمريكا حتى ولو كان بطريقة غير مباشرة.
ففي مجال الجغرافيا الوصفية قدم الجغرافيون العرب والمسلمون نظريات حول شكل الأرض تؤكد كرويتها للجغرافي الأندلسي المسلم “أبو عبد الله البكري” وللتدليل على هذه الفكرة قدم عالم آخر اسمه أبو الفدا ولد 1273م/672هـ بعض الأدلة المنطقية عليها مثل تغير وقت شروق الكواكب وغروبها كلما تحرك الشخص من الشرق إلى الغرب، وتزايد ارتفاع النجم القطبي والكواكب الشمالية كلما تقدم الشخص نحو الشمال، وفكرة كروية الأرض كما سبق وأوضحنا هي التي انطلق منها كولومبوس في رحلته الاستكشافية نحو الغرب والتي وصل من خلالها إلى العالم الجديد(5).
ويضاف إلى ذلك إسهام المسلمين في فكرة خطوط الطول ودوائر العرض، ووصول المسلمين إلى درجة عالية من الإتقان في القياس، ففي القرن العاشر الميلادي ذكر “المقدسي” أن الأرض كروية، وأن خط الاستواء يقسمها نصفين، وأن محيطها مقسم إلى 360ْ درجة طولية 180ْ درجة عرضية، كما أن البيروني كان أستاذًا في نفس الموضوع، وقد وضع أرقامًا دقيقة لدوائر عرض عدد كبير من الأماكن، وكانت الطريقة التي استخدمها في حسابها مبنية على رصد النجوم التي تدور حول القطب، وبالإضافة إلى ذلك فإن للبيروني إسهامات أخرى في اكتشاف قوانين التوازن المائي وتأثيرها على حياة العيون والآبار الارتوازية.
وقد كانت صناعة الأجهزة من ضمن الإنجازات العلمية الهامة للمسلمين، ومن أشهر هذه الأجهزة جهاز الإسطرلاب، والساعة المائية والمزولة التي كان خط العرض يوضح عليها بدقة، وكذلك البوصلة التي استخدمها العرب في أوقات مبكرة كما أشار الإدريسي، وكل هذه الأدوات استعان بها كولومبوس في رحلته نحو أمريكا(6).
وإسهام العرب والمسلمين في مجال الخرائط بكافة أنواعها حقيقة معلومة؛ إذ بلغ عدد الخرائط التي رسموها في عصر النهضة الإسلامية قرابة 450 خريطة أشهرها خريطة العالم للإدريسي، والتي صنع بجوارها كرة أرضية من الفضة.
وقد أشار “المقدسي” في كتابه “أحسن التقاسيم في دراسة الأقاليم” إلى الخرائط الملاحية المعقدة التي استخدمها العرب للملاحة بسفنهم الشراعية في المحيط الهندي، وقد لاحظ في أسفاره المهارة الفائقة للملاحين العرب في استخدام هذه الخرائط، وكيف أن الخرائط نفسها كانت مرسومة بحسابات غاية الدقة. ومن المعروف أن ماركو بولو استعان بهذه الخرائط في المحيط الهندي. كل هذا بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الضخمة التي لا يتسع المقام لعرضها(7).
وأيًا ما كان الأمر فإننا نعتقد أن كولومبوس ما كان له أن يصل إلى اكتشاف أمريكا بدون الاستفادة من هذه الخلفية المعرفية الجغرافية التي قدمها علماء المسلمين بالإضافة إلى أن ثلث بحارته كانوا من العرب.
بحارة بملامح عربية على سفينة كولومبس
يمكننا القول بأن القيادة العلمية من قبل العرب لكولومبوس في رحلة اكتشافه لأمريكا جاءت من خلال استعانته بالتراث العلمي الجغرافي الذي ساهم فيه العلماء العرب والمسلمون الذي كون لكولومبوس الإطار المعرفي الذي مكنه من الانطلاق على أسس واقعية، ولعل نظرة سريعة على أهم إنجازات الجغرافيين العرب والمسلمين في العصور الوسطى التي سبقت كولومبوس كفيلة لتوضيح الدور العربي في اكتشاف أمريكا حتى ولو كان بطريقة غير مباشرة.
ففي مجال الجغرافيا الوصفية قدم الجغرافيون العرب والمسلمون نظريات حول شكل الأرض تؤكد كرويتها للجغرافي الأندلسي المسلم “أبو عبد الله البكري” وللتدليل على هذه الفكرة قدم عالم آخر اسمه أبو الفدا ولد 1273م/672هـ بعض الأدلة المنطقية عليها مثل تغير وقت شروق الكواكب وغروبها كلما تحرك الشخص من الشرق إلى الغرب، وتزايد ارتفاع النجم القطبي والكواكب الشمالية كلما تقدم الشخص نحو الشمال، وفكرة كروية الأرض كما سبق وأوضحنا هي التي انطلق منها كولومبوس في رحلته الاستكشافية نحو الغرب والتي وصل من خلالها إلى العالم الجديد(5).
ويضاف إلى ذلك إسهام المسلمين في فكرة خطوط الطول ودوائر العرض، ووصول المسلمين إلى درجة عالية من الإتقان في القياس، ففي القرن العاشر الميلادي ذكر “المقدسي” أن الأرض كروية، وأن خط الاستواء يقسمها نصفين، وأن محيطها مقسم إلى 360ْ درجة طولية 180ْ درجة عرضية، كما أن البيروني كان أستاذًا في نفس الموضوع، وقد وضع أرقامًا دقيقة لدوائر عرض عدد كبير من الأماكن، وكانت الطريقة التي استخدمها في حسابها مبنية على رصد النجوم التي تدور حول القطب، وبالإضافة إلى ذلك فإن للبيروني إسهامات أخرى في اكتشاف قوانين التوازن المائي وتأثيرها على حياة العيون والآبار الارتوازية.
وقد كانت صناعة الأجهزة من ضمن الإنجازات العلمية الهامة للمسلمين، ومن أشهر هذه الأجهزة جهاز الإسطرلاب، والساعة المائية والمزولة التي كان خط العرض يوضح عليها بدقة، وكذلك البوصلة التي استخدمها العرب في أوقات مبكرة كما أشار الإدريسي، وكل هذه الأدوات استعان بها كولومبوس في رحلته نحو أمريكا(6).
وإسهام العرب والمسلمين في مجال الخرائط بكافة أنواعها حقيقة معلومة؛ إذ بلغ عدد الخرائط التي رسموها في عصر النهضة الإسلامية قرابة 450 خريطة أشهرها خريطة العالم للإدريسي، والتي صنع بجوارها كرة أرضية من الفضة.
وقد أشار “المقدسي” في كتابه “أحسن التقاسيم في دراسة الأقاليم” إلى الخرائط الملاحية المعقدة التي استخدمها العرب للملاحة بسفنهم الشراعية في المحيط الهندي، وقد لاحظ في أسفاره المهارة الفائقة للملاحين العرب في استخدام هذه الخرائط، وكيف أن الخرائط نفسها كانت مرسومة بحسابات غاية الدقة. ومن المعروف أن ماركو بولو استعان بهذه الخرائط في المحيط الهندي. كل هذا بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الضخمة التي لا يتسع المقام لعرضها(7).
وأيًا ما كان الأمر فإننا نعتقد أن كولومبوس ما كان له أن يصل إلى اكتشاف أمريكا بدون الاستفادة من هذه الخلفية المعرفية الجغرافية التي قدمها علماء المسلمين بالإضافة إلى أن ثلث بحارته كانوا من العرب.
هوامش ومصادر:
(1) عبد الفتاح حسن أبو عطية، تاريخ أوروبا وأمريكا الحديث، الرياض دار المريخ 1979، ص 16. (2) زينب عصمت راشد، تاريخ أوروبا الحديث، القاهرة، دار الفكر العربي 1998، ص 47.
(3) جورج هارب، الموجز في تاريخ الكشف الجغرافي، تعريب (عبد العزيز طريح) مؤسسة الثقافية الجامعية الإسكندرية 1993، ص 143.
(4) زينب عصمت راشد، مرجع سبق ذكره.
(5) أحمد رمضان أحمد، الرحلة والرحالة المسلمون، جدة، دار البيان العربي، ص200.
(6) حسين مؤنس، تاريخ الجغرافيا والجغرافيين في الأندلس، مكتبة مدبولي القاهرة 1986، ص 172.
(7) جورج هارب، مرجع سابق، ص 163.
(1) عبد الفتاح حسن أبو عطية، تاريخ أوروبا وأمريكا الحديث، الرياض دار المريخ 1979، ص 16. (2) زينب عصمت راشد، تاريخ أوروبا الحديث، القاهرة، دار الفكر العربي 1998، ص 47.
(3) جورج هارب، الموجز في تاريخ الكشف الجغرافي، تعريب (عبد العزيز طريح) مؤسسة الثقافية الجامعية الإسكندرية 1993، ص 143.
(4) زينب عصمت راشد، مرجع سبق ذكره.
(5) أحمد رمضان أحمد، الرحلة والرحالة المسلمون، جدة، دار البيان العربي، ص200.
(6) حسين مؤنس، تاريخ الجغرافيا والجغرافيين في الأندلس، مكتبة مدبولي القاهرة 1986، ص 172.
(7) جورج هارب، مرجع سابق، ص 163.
والسموحة على التقصير فهناك ظروف تمنعني من التواصل باستمرار
مع تحياتي : الريم
ماشاء الله
مبدعه كعادتج
سلمتي يالريم ولا هنتي
تسلمين ريم دايما المسلمين سباقين والتاريخ يشهد بذلك ولكن الكثير من الحقائق تطمس لصالح
الاخرين اللذين ليست لهم بصمات واضحه في التاريخ
الله يوفقج يالـــريم
مواضيعج جدا مشيقة