طيب الله اوقاتكم بالخيرات والمسرات

اود اليوم الحديث عن امر قد يكون في غاية الاهمية للكثيرين من الاعضاء والزوار الكرام

الذهب ………….. ذلك المعدن البراق الذي يخطف الابصار دون شك كان احد نجوم 2010 بما رافقة من ارتفاعات عبر تسجيله لارقام قياسية لم يسبق ان سجلها الذهب في تاريخة حيث كانت أعلى قمة تم تسجيلها في 7 ديسمبر 2010 عند مستوى 1430 دولار للاونصة .

في حديث سابق كنت قد توقعت ان يبداء الذهب باخذ المسار التصحيحي له لكامل الحركة التي بدأت من فبراير 2001 من قاع 255 دولار وصولا الى اجواء مستويات 2010 السعرية , ولكن هذا التصحيح السعري الذي كنت اتوقع ان يبداء في نهايات 2010 قد تاخر بعض الشيء , ولابد من الاعتراف ان حركة الذهب في ارتفاعاتها الاخيره كانت محيره ومخادعة ولم اكن اتوقع شخصيا ان ارى مستويات 1400 دولار ولكن من عادة الاسواق ان تفاجئنا دائما ببعض الحركات الجانبية المتطرفة دون المساس بصحة الرؤية الفنية للتوقعات العامة للمسار .

وعلى ذلك اود اليوم بعد اغلاق الذهب يوم الجمعة 6 يناير 2011 عند مستوى 1368 دولار للاونصة وهي اجواء القمم السعرية , ان اعلن لجميع الاخوه والاخوات على تأكيد توقعاتي الفنية لاتجاه الذهب في العوام القليلة المقبلة حيث تم اكتمال كل الامتدادات السعرية واعتقد انه مع تداولات الاسبوع الماضي تم حسم الامور الفنية الان واعتقد ان الصوره بدأت تتضح معالمها وهي بشكل مختصر على الشكل التالي …….

1 اعتقد ان قمة ديسمبر 2010 عند مستوى 1430 دولار سوف تبقى قمة لعدت سنوات قادمة
2- اعتقد ايضا اننا سوف نرى خلال الاسابيع المقبلة بداية تشكل اتجاه هابط واضح المعالم سوف يمتد على مدار السنوات القليلة القادمة ليصل الى الاهداف السعرية 850 دولار ثم 700 دولار للاونصة , وفي الحقيقة قد نرى هبوط دراماتيكي بشكل سريع هذه نقطة يصعب التكهن بها الان ولكن المهم اننا سنرى هبوط قادم وليس صعود قادم

, هذا والله اعلم وأعز .

قد يبدو هذا الكلام الان غريب ومستهجن لدى الكثيرين من الاخوه والاخوات في الوقت الذي ينزع فيه الكثيرين من المتداولين والمستثمرين على خلاف مشاربهم الى قناعة راسخه بان الذهب هو الملاذ الأمن للثروات في ظل التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية وعلى وجه الخصوص في ظل الطلب المتنامي القادم من الصين وغيرها من الدول التي تسعى لشراء الذهب وبناء احتياطيات استراتيجية لها .

وايضا هذا الكلام قد يكون غير وارد الطرح الان في اذهان بعض الاقتصاديين الذين ينظرون ويروجون بشدة الى مستوى 2000 دولار و1700 دولار للاونصة .

ايها السادة ……
في الحقيقة معظم القمم في كل الاسواق والسلع تتشكل عندما تكون الاجواء في قمة التفائل وعندما يكون الاعلام في قمة الزخم الايجابي وعندما تكون بيوت الخبره تعد افضل تقاريرها الايجابية بالتوقعات المستقبلية المتفائلة , الذهب في اعتقادي انه شكل حالة فقاعية واضحة المعالم خلال الفتره الماضية من حيث تلاهث الجميع للاستثمار فيه ابتداء من المضاربين الى اخر الداخلين جمهور الافراد مرورا بالصناديق السيادية والمحافظ الاستثمارية , في النهاية الذهب يبقى سلعة مثلها مثل الكثير من السلع الاخرى تتداول وفق قوانيين العرض والطلب .

وهذه السلعة ليست ذات ايراد او ريع ثابت سنوي مثل الاسهم او السندات بل هي على العكس تتحمل مصاريف سنوية تتمثل في اجور التخزين والتأمين وهذه من اهم الاسباب التي سوف تجعل كبار المضاربين والمحافظ الاستثمارية يتخذون قرار سريع بالخروج من الذهب عند اول احساس لهم بان الاتجاه بداء في الهبوط الامر الذي سوف يدفع السعر الى مزيد من التراجع الدراماتيكي .

كما لا يجب ابدا اغفال ان الاسعار الحالية في الاساس لا تستند الى اساسيات السوق والتي تقدر تكلفة الذهب على المصدرين بين 550 – 600 دولار للاونصة , وان قوى حمى المضاربة هي فقط من دفعت الاسعار بالوصول الى وضعها الحالي وليس قوة الطلب الحقيقي , وهذه نقطة غاية في الاهمية في فهم حقيقة عمليات الشراء التي تتم هل هي بهدف التملك والتصنيع ام بهدف المضاربة وهذا الامر دون شك مرتبط ايضا بمزاجية وسلوكيات المشترين التي يجب التمييز بينها حيث يتسم المضاربيين بالشراسة والسرعة في اتخاذ القرار بينما يميل المستثمرين والمشترين اصحاب الاحتياج الى المزاجية الهادئة والى مواصلة عملياتهم اليومية من الشراء التي تغطي احتياجاتهم .

لعل من اكبر الامثلة التي اود الاستشهاد بها لتقريب الصوره في فهم سلوكيات المتعاملين بالسلعة في ظل ابتعاد الاسعار عن منطق اساسيات السوق هو ماحدث في سلعة تعتبر اكثر اهمية استراتيجيا من الذهب وهي البترول , فجميعا نذكر الاجواء التفائلية التي كانت في يونيو ويوليو 2008 عندما عانق البترول مستويات 140 دولار للبرميل وكان الكثيريين وقتها يتكلمون عن 200 دولار للبرميل وان زمن البترول الرخيص قد انتهى الى الابد فعليا ما الذي حدث بعد ستة شهور في يناير 2009 وجدنا السعر يهبط دراماتيكيا الى 33 دولار للبرميل !!! وسط دهشة الجميع من سرعة الهبوط وهشاشة الطلب ونسي الجميع ان الاسعار كانت مدفوعة بحمى المضاربة ولم تكن مدعومة بقوى الطلب الحقيقي تماما كما يحدث الان بالذهب وما اعتقد انه سوف يحدث به لاحقا.

ايها السادة ……
هناك الكثير من العوامل التي جعلتني اصل الى اعتقادي السابق ذكره بأن الذهب مقبل على تراجعات سعرية دراماتيكية وصولا الى اجواء 700 دولار للاونصة منها الاساسية والتي ذكرتها اعلاه في عدم استناد الاسعار الحالية للمنطق والى اساسيات السوق وفي نوعية سلوكيات المتعاملين بسلعة الذهب وايضا منها الاسباب الفنية الكلاسيكية والموجية التي تعطي جميعها الاشارات بان تصحيح سعري قادم على الطريق وفي انتهاء زخم الطلوع عبر تشاكل نماذج سلبية كلاسيكية واضحه مع وجود انفراجات سلبية على المؤشرات مع تزامن ذلك بوصول الحركة السعرية الى نهايات الموجة الخامسة الصاعدة , وبتالي كل ذلك يجعلنا نعتقد ببداية مرحلة جديدة قادمة على خارطة الطريق وهي التصحيح السعري الذي سوف يكون على شكل ثلاث موجات اساسية هابطة a,b,c تحملنا الى الاهداف المرصودة .
النصيحة الفنية :
اود ان اقدم نصيحة فنية لجميع الاخوه والاخوات الافاضل ان الوقت قد حان الان للتخلص من بعض الذهب الغير مستخدم على شكل سبائك ذهبية او مشغولات قديمة ثم ترقب وقت الشراء المناسب بذلك يمكن للجميع الحصول وفر سعري لا يقل عن 40% – 50% من الاسعار الحالية

وفي الحقيقة الجميع يمتلك قدر ليس بقليل من الذهب ويمكننا التوجه به الى اقرب صائغ وبيع مايفيض عن الحاجه , شخصيا كنت قد نصحت عائلتي واصدقائي بذلك قبل فترة من اجواء 1250 – 1350 دولار وواصلت تقديم النصيحة لكل من يبحث عنها .

وفي المقابل انصح الجميع الاخوة ايضا باتخاذ قرار الشراء الاستراتيجي للذهب وتملكه عند وصوله للاجواء السعرية المستهدفة بين 850 دولار – 700 دولار لان الذهب بعد ذلك سوف يكون امامه رحلة طويلة من الارتفاعات لن تقف ابدا عند حدود 2000 دولار خلال العشر سنوات القادمة .

اما بالنسبة لتحليل الاسواق المحلية فلا شيء جديد يقال عن ما سلف ذكره في موضوع المرصد .

مع اطيب وارق امنياتي للجميع بدوام التوفيق

17 thoughts on “مــصــيــر الــذهــب على خــارطــة الطــريــق

  1. جزاك الله خير يا صديقي العزيز بو عارف

    نعم هذه هو حال جميع السلع ولقد ذكرنا في اكتوبر 2010 ان الذهب للبيع وليس للشراء في هذه الموضوع ان على الجميع عدم لاندفاع بسبب والله الدوله ما ادري ويش اسمها تشترى او الدوله ما ادري ويش اسمها تزيد في المخزون من الذهب وفعلا حصل النزول

    تسلم يمنك يا الغالى موفق دوم

  2. أؤيدك الرأي
    الذهب في رأيي لن يتجاوز على افضل الاحوال 1500 دولار للأونصة في الوقت الراهن ,,,, وله عوده الى بحور ال 700 دولار. على الاقل هذه ردة فعل للأرتفاع المتواصل بغض النظر عن الضروف الاقتصادية المحيطة التي ايضا توحي بأن سعر الذهب سيمر بمرحلة تصحيحيه في العامين المقبلين.
    تحياتي

Comments are closed.