بقلم – عائشة سلطان
النقاش حول الثروة والسلطة لا يتوقف ، والسؤال كيف صار هؤلاء بهذا الثراء وكيف يتمتعون بثرواتهم ؟ من الأسئلة التي لا تنقطع كلما أعلنت مجلة فوربس عن قائمة الأثرياء سنوياً ، أما ما يفعله هؤلاء بالملايين التي لديهم فتلك قضية أخرى ، وأما فلسفتهم وطريقة تقييمهم للمباهج المادية التي يتنافس الناس العاديون في سبيل الحصول عليها حتى لو اضطرهم الأمر أن يراكموا على أنفسهم ديوناً لا طاقة لهم بها ، بينما لا يبالي كثير من أصحاب الملايين بتلك الأشياء ، كأشهر الماركات العالمية من الملابس ، وأغلى الساعات ثمناًَ ، والسفر إلى وجهات سياحية باهظة الكلفة وطبعاً السفر على متن الدرجة الأولى لأن هذه الممارسات من وجهة نظر البعض منهم إهدار للمال في غير محله !!
يحكي “ آدم خـــو “ أصغر مليونير في سنغافورة ، بأنه قابل شخصاً على متن طائرة إلى كوالا لمبور وبدى مصدوماً نوعاً ما ، فسأله : “كيف يسافر مليونيراً مثلك على الدرجة السياحية؟”
كان رده : “هذا هو السبب في كوني مليونيراً.” لكن الرد لم يكن مقنعاً لصاحب السؤال !!
في كتابه “ المليونير العصامي “ يقول آدم خو لا أجد السعادة أبداً في شراء ماركات الملابس والمجوهرات أو السفر في الدرجة الأولى. حتى لو كان شراء شيء معين يشعرني بالسعادة فهذه السعادة مؤقتة ولا تدوم .لأن السعادة المادية قصيرة المدى ، بل هي بالعكس هي كالمخدر المؤقت أو الحل السريع ، فأنت تشتري أفخم الأشياء معتقداً بأنك ستشعر بالسعادة لكنك بعد حين تشعر بأنك لست سعيداً وفي حاجة إلى مخدر آخر، فتسعى لشراء السلعة التالية التي تعتقد بأنها ستجعلك سعيداً، إن الشخص الذي يعتقد بأن شراء الماديات سيجعله سعيداً، هو شخص تعيس ويعيش حياة ناقصة.
ما يجعل هذا المليونير الشاب سعيداً حقاً هو رؤية أبنائه يضحكون ويلعبون ويتعلمون تعليماً رفيعاً. ما يجعله سعيداً هو مشاهدة شركاته تنمو، ومشاهدة موظفيه وهم يصلون لعملاء أكثر كل سنة وفي بلدان كثيرة ، ما يجعله سعيداً حقاً هو قراءة رسائل البريد الإلكتروني التي تتحدث عن التأثير الذي كان لكتبه ومحاضراته في لمس حياة شخص وإلهامه للطريق الصحيح والنجاح الحقيقي. يرفض هذا المليونير الصغير أن يشتري تذاكر للسفر على الدرجة الأولى ، لكنه يدفع 1300 دولار فوراً ودون أن يفكر مرتين لإرسال ابنته التي تبلغ من العمر سنتين، لحضور حصة في معهد جوليا جابرييل لتطوير مهارات الأطفال !!
هذه النوعية من السعادة التي تشعره بالرضى ولفترة طويلة جداً. أطول بكثير من السعادة التي سيجلبها له شراء ساعة ثمينة ، ولو فكر الإنسان بمنطق لعرف أن الأشياء لا تمنح السعادة ولا تضفي أي قيمة على أحد ، لكن هويتنا الشخصية ومعارفنا ونجاحنا هو الذي يفعل ذلك ، وهو الذي يضفي الهيبة على ما نلبس وما نقتني .
إن السعادة يجب أن تأتي من قيام الإنسان بواجبه في الحياة سواء كان ذلك بالقيام بالتدريس أو بناء المساكن أو التصميم أو التجارة أو الرياضة …. الخ ، أما المال فهو أمر ثانوي سيأتي كنتيجة طبيعية لقيام أي منا بواجبه بشكل مميز، فإذا كنا نكره ما نقوم به ، ونعتمد على المال الذي نجنيه من هذا الأمر الذي نكرهه لكي نصبح سعداء عن طريق شراء الأشياء فإننا سنعيش حياة بلا معنى .. هذه خلاصة كتابه الذي طاف بلداناً كثيرة كي يوصلها لأكبر عدد من الناس.
* نقلاً عن صحيفة الإتحاد
في كتابه “ المليونير العصامي “ يقول آدم خو لا أجد السعادة أبداً في شراء ماركات الملابس والمجوهرات أو السفر في الدرجة الأولى. حتى لو كان شراء شيء معين يشعرني بالسعادة فهذه السعادة مؤقتة ولا تدوم .لأن السعادة المادية قصيرة المدى ، بل هي بالعكس هي كالمخدر المؤقت أو الحل السريع ، فأنت تشتري أفخم الأشياء معتقداً بأنك ستشعر بالسعادة لكنك بعد حين تشعر بأنك لست سعيداً وفي حاجة إلى مخدر آخر، فتسعى لشراء السلعة التالية التي تعتقد بأنها ستجعلك سعيداً، إن الشخص الذي يعتقد بأن شراء الماديات سيجعله سعيداً، هو شخص تعيس ويعيش حياة ناقصة.
اعجبني هذا المقطع وايد
شكرا لك اخوي راعي الموضوع تقييم 5 نجوم
التعبير عن النقص له أوجه عديدة
آدم خو ذكر واحدا منها هنآ
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده” فانه يحب ان يراها بالطريقة المعتدلة
لا فالملبس والماكل فقط بل بالانفاق على الفقراء والمحتاجين
واخيرا فان الغنى هو غنى النفس والاخلاق وليس المال
مقآل رائع ومحفز
شكرا لانتقاءك
..
::
::
::
::
::
وحين يكون هناك فهم لِما بين أيديناحتماً سيكون تفكيرنا
صائب .. ومنطقنا صحيح
نفتقد في بلادنا العربية …
كيفية إحترام المال ..
ونفتقد للثقافة .. في التعامل معه ..
وإن كان ثراؤنا .. لا يعتبر ثراء مقارنة مع الغرب …
مقال رائع .. وبحق
فشكراً لك على وعيك وإنتقائك
ياليت قومي يعلمون
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .