كتب آشفين مولافي، زميل بمؤسسة نيو أميركا وكان مراسلا مقيما في دبي لوكالة رويترز ويعمل على دراسة للمدن التجارية، مقالاً نشرته صحيفة فايننشيال تايمز تحت عنوان «لا تصدقوا التقارير حول انهيار دبي»، قال فيه ان دبي كان لها نصيب في صفحات النعي مؤخراً نظراً لمعاناتها من الأزمة العقارية واصابتها بالعدوى من الأزمة الائتمانية العالمية، ما جعل الصفحات الأولى في الصحف الكبرى من القاهرة حتى لندن حتى نيويورك تنعي انهيارها، وجعل صحيفة نيوزويك تقول ببساطة «وداعاً، دبي».
ويمضي الكاتب إلى التأكيد على تعثر الامارة فعلاً، اذ أغلب الكيانات المملوكة للدولة مكبلة بالديون، وعدة مشروعات عقارية كبيرة توقفت بسبب شح الائتمان وكثرة الديون والفساد. ولم يسلم سوق أسهمها من الانهيار.
لكن برغم كل ذلك، في رأي الكاتب، لا تزال الأنباء حول وفاة دبي مبالغاً فيها إلى حد كبير، لأن أساسياتها كمركز اقليمي للشحن والخدمات وحركة الأشخاص والتجارة ورأس المال لم يطرأ عليها تغيير. وعلى حد قول أحد المصرفيين المقيمين في دبي، مشيراً إلى انهيار المشروعات العقارية، «ديزنيلاند دبي انهارت، لكن دبي كنموذج حي للأعمال والتجارة يبقى عفياً».
ويلفت الكاتب إلى أن هذا النموذج يسبق في تاريخ نشأته تاريخ نشأة الأسواق المالية الحديثة والعولمة الطاغية هذه الأيام، وهو لا يقوم على الفنادق الفخمة وناطحات السحب والجزر الاصطناعية الفاخرة في عرض البحر. بل انه نموذج بسيط، انعكس في البيان الصادر عن المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي: «ما فيه خير للتجار فيه خير لدبي».
ومن هنا كان انشاء مركز تجاري للتجار عادة تنسب إلى أسرة آل مكتوم لأكثر من قرن من الزمن. وهؤلاء التجار والمهاجرون، والحالمون والمجازفون، الذين بنوا دبي، هم من يعود اليهم الفضل في قيامها مركزاً تجارياً اقليمياً وهم من سيساعدون في عودتها مجدداً لهذا المقام. هذا الانفتاح أمام المهارة الأجنبية هو ما سيساعد دبي في مواجهة أزمة اليوم.
ثم يعرج الكاتب على الجغرافيا التجارية التي تتمتع بها دبي، قائلاً انها لا تقتصر على كونها دولة عربية- من الناحية الديموغرافية أو التجارية، بل هي مركز تجاري وسياحي لمنطقة تسع لأسواق ناشئة في جنوب آسيا وأفريقيا وروسيا الغنية بالبترول ودول الخليج وايران وآسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا والصين، وتكتسب هذه المكانة إلى حد كبير بفضل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية من جانب حكام دبي ومن جانب التجار المغتربين والمتخصصين في الخدمات وعمال التشييد والمصرفيين والفنيين الذين يشكلون ما يصل إلى 90 بالمائة من السكان.
وعلى الرغم من أن دبي مثقلة بديون تصل إلى 70 مليار دولار، الا أن معظمها يعود إلى مشروعات عملاقة في البنية التحتية ستأتي بثمارها الطيبة مستقبلاً.
ويذكر الكاتب أن الانفاق على مشروعات البنية التحتية عادة قديمة في دبي، اذ عندما قام الشيخ راشد ببناء ميناء جبل علي في 1979، في وجه انتقادات كثيرة، كان يجازف مجازفة ضخمة- وربح. والآن يساعد ميناء جبل علي في وضع دبي في مصاف أكبر 10 موانئ حاويات في العالم.
والشيء نفسه يمكن قوله حول المطارات والخطوط الجوية والاتصالات السلكية واللاسلكية وشبكات الحزمة العريضة والطرق السريعة الموسعة. فلا توجد مدينة في المنطقة تتحدى دبي كمركز تجاري في منطقة تمتد إلى أبعد من العالم العربي وتغطي مليار شخص.
ويأتي مطارها من بين أكثر 10 مطارات ازدحاماً بحركة المسافرين في العالم، ومن بين 15 من حيث حركة البضائع الجوية. ويختم الكاتب مقاله مؤكداَ على أن دبي ستتعافى من وعكتها العقارية والمالية فور عودة محرك النمو العالمي إلى العمل مجدداً. وحتى ذلك الحين، ستظل دبي تخدم كشريان لا غنى عنه للتجارة العالمية.
للاسف اخوي الاسهم انهارة وخلاصة وشبعة انهيار اقل من القيمه الاسميه والدفتريه
فديت دبي بلاد الخير
والحمد الله على كل نعمه شفناها وبنشوفها في هالبلد
والله يحفظها ويحفظ شيوخنا
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
الله يحفظ الامارات عامة ودبي خاصة من كل مكروه ويحفظ بلاد المسلمين