هذه موضوع يتم تداوله حاليا عبر البريد الالكتروني، حيث قام أحد أقارب ضحايا العبارة بتجميع ما تيسر له من قصص الناجين ومعاناتهم ومشاهداتهم ونقلها إلينا، وهاأنذا أنقلها لكم كما هيَ..
المصدر: من مصر: صحف الأسبوع ، الأهرام،المساء، الجمهورية، مطبوعات دار أخبار اليوم؛ ومن السعودية: صحف الوطن ، عكاظ ، المدينة ،اليوم، الرياض؛ بالإضافة لموقعي الساحات والوفاق.
=
ناج مصري استغاثت به طفلة فأمسك بها بيده وبيده الأخرى أمسك بطوق نجاة، ومع التعب والإرهاق قالت له البنت الصغيرة “خلاص سيبني يا عمو أنا تعبت عايزة أغرق” إلا أن دفع الرجل للتمسك أكثر بالطفلة، لكن موجة غادرة هائجة فرقت بينهما، وذلك قبيل نصف ساعة فقط من وصول لنش الإنقاذ.
=
مما رواه متطوعو الإنقاذ على الجانب المصري أن جثتين وجدتا ملتصقين لرجل وطفلته، ولم تفلح جهود الاطباء لفصل الجثتين عن بعضهما.
=
روى الناجون أنّ النساء من هول الفاجعة ومع عدم وجود تعليمات للإنقاذ، وانشغال كلٍّ بنفسه، بما في ذلك الطاقم، كنّ يمسكن ببعضهم البعض، ومع غرق السفينة، ينزلقن إلى البحر وهن ممسكات بأيدي بعضهم، ويغرقن سويّا.
=
فتاة سعودية تحكي قصة نجاتها فتقول: فور ميل العبارة علي جانبها صعدت للسطح وارتدت سترة النجاة (تشبه الصديري) وقفزت للبحر وأنا لا أجيد السباحة.. وشاهدني شاب مصري أصارع الموت فأمسك بيدي وظل يسبح بي حتى ألقى بي في قارب كان يستقله عدد من الركاب وجلست إلى جوارهم ننعي حظنا ونحن نردد الشهادتين وكأنه يوم الحشر.
=
أحد السعوديين الناجين، حكى عن صديق له توفي بالحادث، أنّه أخذ سترة نجاة، ثم رأى عجوزا تقول أنا لا أعرف السباحة فآثرها بالسترة وألبسها إياها، وضحى هو بنفسه.
وذكر أيضا أنه رأى رجلا سعوديا يلقن عائلته الشهادة فردا فردا، وكانت ابنته الصغيرة تقول يا بابا ماذا افعل فكان الرد يقول تشهدي.!
الناجي أضاف أن حالتهم النفسية أثناء وجودهم بالبحر كانت سيئة فالموت أمامهم وكل بضع دقائق يغرق شخص أمامهم، وقال: كانت لا تفارقني طوال فترة وجودي في البحر كلمة (الشهادة و اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي).
وأثنى على مواطني مدينة الغردقة وموقفهم قائلا (كانوا يمرون علينا في المستشفى ومعهم جوالاتهم الخاصة ويقولون نرجوكم الجوال مشحون اللي ما اتصل على اهله يتفضل يتصل).
=
حامد كمال –أحد الناجين-يروي لصحيفة الأسبوع المصرية جانبا مما رآه قائلا: أنّ صوت الناس كان بيهزّ البحر وكانت كلمة التوحيد لا إله إلا الله تدوّي في ظلام الليل، كانت لحظات صعبة، تفرقنا الأمواج وتجمعنا، ووفقني الله لقارب نجاة مع مجموعة من الناس.
ويواصل والدموع تتلألأ في عينيه: لقد فقد بعض الناس عقولهم وتركيزهم، كان معنا رجل على القارب وفجأة قال: نزّلني هنا أنا رايح تبوك، وواحد قال لنا أنا رايح أشرب شاي على القهوة حصّلني على السويس!
=
الناجي سعود النفيعي ذكر لصحيفة الوطن السعودية أن شخصا غرقت زوجته وبقيت ابنته وعندما أحس بالهلاك لبس طوق النجاة وصلى ركعتين أمامنا وقبّل ابنته ثم رمى بنفسه في الماء لينجو تاركا ابنته الصغيرة فوق سطح الباخرة.
=
وسط حالة الرعب التي سادت قبيل غرق السفينة بلحظات، كان على أسرة مصرية مكونة من أب وأم وطفل اسمه محمد أن تتخذ قرارا مصيريا بشأن طوق النجاة الوحيد التي لديهم، ألبس الأبوان ابنهما طوق النجاة، وفجأة تميل السفينة بشدة، وتأخذ الأم طريقها للبحر، ويخطف الموج الأب وهو يصرخ بأعلى صوته في شخص آخر كان إلى جوار ابنه “والنبي خللي بالك من الولد” ولحق الأب بزوجته رحمهما الله، وكتب الله النجاة للطفل.
=
طالب سعودي -من الناجين- نزل على ركبته لكي يتيح لوالده أن يصعد على ظهره للخروج من السفينة، فقال الأب “روح يا ولدي جمد قلبك وخليك رجال و إن كنها موتة فهي أحلى موتة” و نزل بجسده ووقفت على كتفه وصعدت فوق السياج ونزلت للبحر، وفقدت أبي رحمه الله.
ويحكي الناجي السعودي جانبا من صراع مرير وهو يحاول أن يصعد على قارب نجاة امتلأ بما يزيد عن عشرة أشخاص فوق حمولته المقررة، إذ رفض طلبه من الموجودين أن يصعد، إلى أن ساعده سعودي آخر على الصعود خلسة، لكن الموجودين اكتشفوا الأمر وبدأوا يصرخون مطالبين بنزوله للبحر ثانية، لكنه آثر التزام الصمت، حتى هدأت الأوضاع.
واتضح فيما بعد أن زيادة عدد ركاب قوارب النجاة عن الحمولة المقررة كان من أسباب نجاة الركاب -بعد الله- إذ ساهم ازدياد العدد في تثبيت القارب أمام الأمواج العاتية.
=
ناجٍ مصري قال في حديثٍ لصحيفة مصرية: لن أنسى أبدا منظر النساء والأطفال لحظة غرق العبارة.. فقد شاهدت سيدة مسنة شلتها الصدمة وجعلتها عاجزة عن التصرف بأية طريقة.. شاهدتها وهي تتشبث بالسياج الحديدي للعبارة وهي تغرق وظلت هكذا حتى غطتها المياه وللأسف لم أستطع أن أقدم لها العون لأننا جميعا كنا غير قادرين على التصرف بطريقة صحيحة.
=
لم تكتمل فرحة معظم الناجين بنجاتهم، فالناجي إما أنه فقد أسرته أو والديه أو أبناءه أو زوجه، أو أخاه أو صديقه، ويروي شهود عيان أن أحد الناجين أثناء خروجه من لنش الإنقاذ صاح في وجه رجال الشرطة قائلا أين شقيقي محمد؟.. إنه كان يجلس بجواري علي سطح الباخرة قادمين من الكويت وبعد الغرق أعطيته إحدي سترات النجاة وظللنا نصارع الموت أكثر من 5 ساعات إلا أنه اختفي فجأة من جواري ولا أعلم عنه شيئا حتى الآن.
=
إسراء-طالبة مصرية- إحدى الناجيات من الغرق، قالت: أنا لا أجيد السباحة فأمسكت بقطعة خشب كانت عائمة وتشبثت بها والأمواج تقذفني هنا وهناك وسط ظلام البحر وشدة الرياح. لحظة لا أنساها.. كنت أموت فيها كل ثانية ،وحوالي خمسة من الركاب أمسكوا معي بالخشبة لدرجة أن أحد الرجال “زهق” وتعب من المسك بالخشبة وترك نفسه للأمواج وغرق أمام أعيننا، وكنت أردد يا رب ارحمنا.
=
همام، إمام مصري يعمل في الكويت، وأحد الناجين من الحادث يقول: بعد سقوطي في الماء وجدت قارب نجاة فركبته وكان يوجد نحو 20شخصا وكنا نقرآ بعض آيات القرآن الكريم بصوتٍ عال، وكان البعض يتساقطون خوفا ورعبا، ورأيت بعض الغرقى يتعلقون ببعضهم البعض فيموتون جميعا، والبعض تبول على نفسه من شدة الخوف والرعب، وعدد كبير منهم تجمّد بردا وخوفا، والبعض أصيب بحالات صرع وهستيريا.
=
ناج سعودي يروي قصته قائلا: مع تصاعد الدخان ورفض القبطان لمطالبنا بالعودة لضباء، وارتباك الطاقم، كان هناك شباب يرددون على الناس ذكر الله منهم ابن عمي الذي غرق في البحر وكانت آخر كلمته: (يا مرحبا بالشهادة).
=
سائق مصري كتب الله له النجاة يروي بعض ما رآه قائلا: سارعت بالتقاط طوق للنجاة وتشبثت به وشاهدت بجواري طفلا صغيرا سعوديا فقمت بإمساكه ليرفعنا طوق النجاة معا وظللنا هكذا حتى مساء اليوم الثاني حيث لم يتحمل الطفل الضعيف برودة المياه وشدة الأمواج التي كانت تقذفنا لعشرات الأمتار فلفظ أنفاسه بين يدي وبكيت عليه بحرارة وقمت بتسبيله وقراءة الفاتحة علي روحه.
=
أم مصرية ناجية تقول: طلبت من ابني أن ينطق بالشهادتين ونزلت أنا وهو ومجموعة من الركاب وتعلقنا ببرميل.. كل فترة يسقط منا شخص ويغرق.. وكنت اطمئن علي ابني وأناديه ويرد علي حتى جاءت موجة عالية قلبت البرميل لكني تشبثت به وناديت على ابني لكنه لم يرد، فوجدت قاربا يقترب مني وانتشلني الرجال الموجودون عليه وهم من ركاب السفينة أيضا وخلال ركوبنا القارب أحاطت بنا الجثث وسقط بعض الشباب من القارب وماتوا أمام عيني وكنت أصرخ بشدة عليهم وعلي ولدي الذي لا أعرف أين ذهب.. لقد مكثت بالبحر أكثر من 20ساعة، ثم جاءت إلينا طائرة هليكوبتر ولكنها لم تتوقف ثم جاءت سفينة الإنقاذ بعدها بـسبع ساعات.
=
ناجية سعودية فقدت زوجها في الحادث ينقل عنها أحد أقربائها قولَها: وأنا في البحر رأيت قارب نجاة متهالك وفيه ثلاثة أشخاص.. سبحت إليهم والبحر يلعب بقاربهم فقلت لهم اسحبوني قالوا المركب لن يتحمل أكثر بعدين راح نغرق كلنا.. ثم سألتهم بالله أن يحملوني قالوا إذا سنغرق كلنا، لأن البحر يدخل عليهم من تشققات في القارب، سمعت صوت أحدهم يقول لي تعالي الـله هو اللي يحفظنا وليس المركب.. ثم أركبوني عندهم، وأحسست أننا سنغرق جميعاً، وجاء الصباح وهدأ البحر قليلاً وكنا طوال الليل وهؤلاء الثلاثة يستفرغون على بعض ودماءهم-بسبب زجاج النوافذ المتهشمة- تسيل، لكن والله لم نشعر بشيء فالفاجعة أكبر، ورأيت أحد الراكبين معنا بالقارب وهو سعودي، رأيته يستفيق من نومته ويدعوا بالمصري آه يارب آه يارب ثم يرجع لنومه، ومن أصعب المواقف التي مرت علينا، أن سمك القرش نراه يدور حولنا ونحن ندعو الله أن يصرفه عنا، وكل دقيقة نتوقع أن يأتينا القرش من تحت ويقلبنا، ونرى القارب يتحرك بطريقة غير عادية، وقد كان من نعمة الله أن النوم نزل علينا، فلقد نام من في القارب جميعاً من جراء التعب والإعياء مع أن القارب يطفو على جنب، وبه ميل شديد.. نمنا ولم نشعر إلا بشاب يسبح من بعد غرق السفينة إلى الآن، عمره قرابة 14 سنة، وهو يتوسل لنا قائلا: بالأمانة ركبوني معاكم بالأمانة ركبوني معاكم، قمنا بحمله معنا وجزاه الله كل خير فلقد كان يعاونني كثيراً في إخراج الماء من داخل القارب، وفي حوالي الساعة 11 ظهراً مرت سفينة كبيرة فقمنا بالصراخ عليها، حتى اقتربت منا وكان الطاقم من بنجلاديش فأنزل لنا السلم وصعدنا جميعاً إلا أنا فسقطت أكثر من مرة حتى نزل لي أحد الأفراد البنغالة وحملني.. وبعد أن رفع القارب وجد امرأة معلقة من تحت القارب وظهر عليها آثار أكل القرش ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلقد كانت هذه المرأة متعلقة منذ ركوبنا، فقد قال أحد الراكبين معنا أن هذه المرأة كانت معنا ولكن جاءت موجة وسقطت من القارب.
=
ناج سعودي يروي أنه من شدة الجوع التهم النقود التي كانت بحوزته، لكنه لم يستطع أن يمضغ ورقة من فئة المائتي ريال، ونظرا لأن هذا الناجي مكث في البحر إلى مساء السبت، فقد التهم سمكة صغيرة دفعة واحدة غير مبال بالشوك، فقد كان الجوع مع شدة البرد قد بلغا مبلغهما من الرجل.
=
أحد الناجين المصريين قال وهو يبكي: وأنا في البحر وجدت قاربا على متنه مجموعة نساء ولم يعد يستوعب سوى شخص واحد حينها لم أعد قادرا على السباحة فقمت بركوب القارب وحاولت أن يرافقني باقي إخوتي إلا أنهم قالوا لا نستطيع الركوب حتى لا يغرق باقي ركاب القارب وأنهم سيواصلون سباحتهم وحمّلوني السلام إلى الأهل وطالبين الدعوة لهم بالنجاة ذاكرين أنهم لن يواجهوا إلا ما كتب لهم، وواصل القارب سيره حتى تم إنقاذنا من قبل السلطات المصرية، لكنّي لا أعلم ما مصير إخوتي وابن عمي.
=
أحد الناجين السعوديين يقول: بدأت العبارة تميل بشدة والمياه تغمر أدوارها السفلية وبدأ الناس في الصياح و الاستفراغ حتى وصل الموج إليهم وبدأ يخطفهم خطفا، وكان نزولي إلى البحر دون أن يلاحظني شقيقي والسبب في ذلك حتى لا أشاهده وهو يموت أمامي، وأثناء ملاطمة الموج لاحظت برميلا والناس تمسك به فانضممت لهم وكان العدد أكثر من100 شخص حيث كل شخص يمسك بالآخر وعندما يضربنا الموج يفقد عدد منهم السيطرة حتى لم يتبق سوى12 شخصا منهم 9مصريين وفتاة وعجوز وأنا السعودي الوحيد بينهم ثم لاحظنا نورا ضعيفا يقترب منا تبين انه قارب بلاستيكي وركبنا فيه وواصلنا عومنا لا ندري أين مرسى البر الذي ننجو إليه علماً بأن القارب بدأ في التآكل من الأمواج والهواء وفي مساء يوم الجمعة توفيت الفتاة وبقي عددنا 12 شخصا وامرأة.
وفي صباح يوم السبت تمزّق القارب ولم يكن أمامنا سوى التمسك باليدين فقط ولم يبق منا سوى 7 أشخاص فقط حيث سقط الباقين عند ما تمزق القارب المطاطي وفقدنا الأمل في الحياة وأسلمت الروح حتى شاهدت طائرة الإنقاذ السعودية التي قامت بإنقاذنا وعند صعودي الطائرة كنت في كامل الوعي ولكن عندما تأكدت أنني نجوت لم أستطع الوقوف وكان جسمي قد أرهق تماماً وتم نقلنا إلى المستشفى والحمد لله تم إنقاذ شقيقي.
=
أحد الناجين روى لأخبار الحوادث المصرية أنّ أصعب المشاهد كانت مشاهد غرق الأطفال الصغار وهم يصرخون في ظلام الليل “الحقونا الحقونا”، ويغالب الناجي دموعَه قائلا: كان يوجد طفل ونحن في البحر قال لي وهو يغرق ولا أقوى على مساعدته “احنا ح نروح فين كده يا عمو”.
=
ناج مصري اسمه أحمد روى حكايته قائلا: وأنا في الماء وجدت بنتا تحاول تمسك في يدي وهي منهارة وتقول “عمو ممكن تاخذ بايدي أنا تعبت ولا أجيد العوم ومش لاقية حد من أهلي” فحملتها شوية وحذرتها من الإمساك برقبتي حتى لا نغرق جميعا، ثم جاء قارب من قوارب الإنقاذ التي تعلق بها الناجون من السفينة، ولمحت في عيونهم الذعر والرعب فقلت لهم أنا مش جاي أقف معاكم وأزاحمكم بس يا ريت تاخدوا البنت دي بعد ما فقدت أسرتها وأخذوها وكتب الله لها النجاة كذلك.
=
محمود –طالب- الناجي الوحيد من أسرته يروي بعض ما شاهده: مع تصاعد الدخان طالب أبي الركابَ بترديد الشهادتين، وارتديت سترة النجاة، ومع ميل العبارة وجدت نفسي في الماء وظللت لساعات، حتى سمعت صوت أختي، وسألتها هل أنت لسة حية قالت نعم، وسرعان ما أتت موجة فرقت بيننا، ولم أسمع صوتها سوى بعد ساعات حيث وجدتها بجانبي لكن لم أستطع الإمساك بها، وافترقنا، ثم سمعت صوت أخي، ثم فرق الموج بيننا، وبينما أنا أصارع الموج وأنتظر لقاء أيّ من أفراد أسرتي، وجدت طفلة عمرها 13سنة تستغيث فظننت أنها شقيقتي فحاولت إغاثتها وأمسكت بحبل معلّق بأحد قوارب النجاة ولكنه أفلت بسبب الأمواج، وغرقت الطفلة منّي إذ لم أستطع الإمساك بها لمدة طويلة.
=
امرأة ناجية تروي أنّها قفزت في البحر مع زوجها وابنتها الصغيرة، وآثر الزوجُ زوجتَه بسترة النجاة الوحيد المتاح، وحمل ابنته يغالب معها الموج، وكانت الزوجة تثبّت زوجها كي تقوّي عزيمته على الصمود، وفجأة، تأتي موجة عاتية تنتزع الابنة من حضن أبيها، الذي حاول إنقاذها لكنّ قواه خارت خصوصا مع طول مدة البقاء في البحر، فغرق مع ابنته أمام الأمّ الثكلى.
=
ناجٍ سعوديّ قال لصحيفة الرياض أنه بعد ميل السفينة شاهد عددا من الطاقم يستقلون زوارق مبتعدين عن السفينة، فلبس سترة النجاة وقفز للبحر وأمسك بخشبة تناوب هو ورجل آخر في الإمساك بها، ثم بعد بضعة ساعات فقد ذلك الشخص بعد موجة عاتية.
=
أحد الناجين أمضى 50ساعة يصارع أمواج البحر وظلماته قال إنه سقط في المياه وفجأة وجد طوق نجاة أمامه فأمسك به ومعه 4 آخرون، واستمر الوضع لساعات طويلة، ومن شدة الإعياء سقط اثنان منهما وغرقا.
=
ناجٍ سعودي ذكر لصحيفة الرياض (عدد 7فبراير) أنّه لم يفقد شيئا من جيبه حتى الهاتف النقال والقلم الذي يحمله، وأرجع ذلك لمحافظته –وهو بالبحر- على أداء الصلاة في وقتها حيث كان يستعين بحركة الشمس في تحديد مواقيت الصلاة، مشددا على أهمية الدعاء وذكر الله في مثل هذه الأوقات العصيبة.
=
ناجٍ آخر سقط في المياه مع والديه وإخوته، وبدؤوا العوم، وكانت الأمّ تنادي كل واحد منهم باسمه فردا فردا، ولقوة الموج وأنانية بعض الناجين –على حد تعبيره- غرقت الأسرة عداه وأحد إخوته.
=
سائق مصري ناجٍ يحكي عن الصراع البشري قائلا:تمسكت بطوق النجاة أقاوم به الأمواج، وفجأة وجدت عددا من السبّاحين يحاولون نزع طوق النجاة منّي، ونجح بالفعل أحدهم في الفرار به، وأشرفت على الموت والغرق حيث لم أمارس السباحة منذ 25عاما، لكن الله سلّم وانتشلني مركب سياحيّ.
=
أحد الناجين المصريين كان في الكافيتريا مع 3 من أصدقاءه، وفجأة دخل عليهم صارخ “حريقة حريقة” فصعدوا لكابينتهم ولم يجدوا سوى جاكيت نجاة واحد أخذه أحدهم، وكان الناس يدعون الله، وبعض الركاب رموا بأنفسهم في الماء هربا من الموت حرقا، ويواصل الناجي المصري حديثه قائلا: في الثانية صباحا تقريبا بدأت السفينة تغرق وسقطت للماء وأمسكت بطوق نجاة كان يمسك به أربعة آخرين، ومع أول ضوء للصبح توفي ثلاثة منهم، وبقيت مع الشخص المتبقي أصارع الموج وسط جثثٍ لا حصر لها، ثم قذفنا الموج لثلاثة أشخاص آخرين تمسكوا معنا بالطوق، ومع حلول ليل يوم الجمعة مات الرجل المتبقي، وأصبحت مع الثلاثة الأشخاص، وكنا نصبّر بعضنا، وفجأة وجدت كرتونة تفاح أكلت واحدة واحتفظت بواحدة للتلويح بها لأن لون التفاح الأحمر قد يجذب الأنظار، ثم وجدت شنطة كبيرة فتحتها وأخذت منها علبة مياه معدنية شربتها، ثم مع غروب شمس يوم السبت لاح لنش إنقاذ تابع لسفينة أجنبية وسلّمنا مع آخرين لحرس السواحل السعودي.
=
أحد الناجين المصريين يقول: كان البحر هائجا، ورأينا مركبا تمر بنا بعد غرق العبارة لكنها اكتفت بإلقاء عوّامات ولم تقف للإنقاذ [يشير والله أعلم إلى العبارة سانت كاترين]، ويواصل الناجي حديثه قائلا: وأنا في الماء خلعت كلّ ملابسي لتخفيف الوزن وتسهيل العوم، ثم لاحت سفينة ألقت إلي حبلا فلم أستطع الإمساك به من البرد والصقيع والإجهاد، فنزلوا من المركب وأخرجوني، وقدموا لي المشروبات والبطاطين.
=
أحد الناجين يقول: لن أنسى مشهد رجل في الأربعينيات من شدة التعب والصقيع لم يستطع الإمساك بالحبل الذي رمته له سفينة الإنقاذ، فتركوه، فقلت لهم حرام عليكم كنتم نزلتم أنقذتوه ردوا عليٌ المنطقة دي كلها سمك قرش وتركوا الرجل يموت.
=
ناجٍ آخر مصريّ، يقول: لبست الجاكت الواقي قبل أن أرمي نفسي في البحر ووجدت برميلا تمسكت به، وبعد فترة تجمع حولي 8 ، ورأيت الموج يقلبنا واحد يفلت وواحد يرجع، ثم قذف بنا الموج لجهة شاب معه فتاة فقال لي: البرميل به قارب مطاطي ممكن نفكه، أمضينا نصف ساعة نحاول وكان أحد المتمسكين بالبرميل بحوزته “قصافة” ففتحنا البرميل ووجدنا القارب وتجدد أملنا في النجاة، رفعنا بعض ورفعنا الفتاة معانا، ورأيت رجلا كان يعوم بجاكيت ومسلّم نفسه، فلما رأى القارب ركب معانا وفي الطريق زاد العدد حتي وصل 10، القارب امتلأ بالمياه وكنا نفرغها بجركن ماء صغير كان متعلق في رقبة الفتاة، وفي أثناء مكوثنا في عرض البحر، رأيت ستة ممن كانوا معنا على القارب تعبوا وماتوا واحدا تلو الآخر.
=
أحد الناجين يقول بأسى وهو يخفي دموعه: كنا ونحن في الماء نصبّر أنفسنا ونشجع بعضنا البعض على الثبات والصمود، وكنا ننادي بعضنا البعض بأي اسم فقط لكي نرفع الهمم، لكن المكتوب مكتوب، سمعت رجلا يقول “محدش ح يسأل فينا، مصر نايمة وأنا تعبت” التفتّ إليه فإذا به يغرق، ورأيت آخرا بعد أن أضناه الجهد قال “احنا مش محصّلين الكلاب عندهم” وغرق، وكان كل من يموت ينطق الشهادة.
=
ناجٍ آخر، قال: الأمواج كانت تقطّع الحبال التي في سترة النجاة (الجاكيت)، وتفك أربطتها، فوجدت رجلا يستغيث بي لأربط له الجاكيت بعد انحلال أزراره جراء موجة عاتية، وفجأة أخذه الموج مرة أخرى ووجدته جثة هامدة.
=
ناج مصري يحكي بعض مشاهدات الحادث قائلا: كان هناك من يصرخ، ومن يضحك بهستيريا، ومن يدعو الله مستغيثا، ومن يكبّر، ومن يردد الشهادة، وهنالك ناس ماتوا من الرعب والسكتة القلبية أغلبهم نساء وأطفال، وأحد الركاب بدأ في الدعاء وكنّا نردد خلفه.
وقد وجدت قطعة خشبية مسكت فيها مع 3آخرين، كل واحد من جهة، فجاءت موجة وطيّرت اثنين، ثم جاءت موجة أخرى فطيّرت القطعة الخشبية، وبقيت مع الشخص المتبقي نصارع الموج إلى أن نجانا الله.
=
ناج يقول وهو يبكي: ونحن في المياه وجدت شخصا ينادي عليّ ويقول: أرجوك ردّ عليّ فإن أختي بتموت، يقول الناجي: اقتربت منه ومسكت أخته من رأسها وهو ممسك برجلها، وكل شوية تشرب ماء البحر، فأرفع رأسها لتستفرغه، وأنا أجدف برجلي لأني لو وقفت بشكل عمودي سأغرق، وبعد نصف ساعة ماتت البنت فتشهدنا عليها وأغلقنا عينيها. ويواصل وهو يكاد ينهار من البكاء: قابلت شاب وبنت ماسكين خشبة مع بعض، الموج يعلو والبنت تصرخ، وبعد نصف ساعة استسلم الشاب ومات، كنت أنا ورجل ومعنا البنت، كلما تتعب وتقرّب تستسلم أزعق فيها إن ربنا ح ينجينا، وظللنا كذلك إلى أن نجانا الله.
=
روى أحد الناجين أن الحريق أحدث فجوة بالسقف بين قسم الركاب وجراج السيارات، وقد سقط في الفجوة رجال ونساء وأطفال داخل النار. ويضيف: من مشاهد غرق العبارة، قيام سعوديّ بربط زوجته وطفلته بحبل كي يتمكن من إنقاذهم، لكنهم غرقوا جميعا.
=
ناج سعوديّ كان شاهدا على مفاوضاتٍ في خضم البحر يقول: ونحن على قارب نجاة وجدنا ناجيا سعوديا كان ممسكاً بحبال القارب حيث رفض الناجون السماح له بالصعود لأن العدد أصبح أكبر من طاقة القارب الذي لا يستوعب سوى 25 راكبا وعدد الذين على ظهر تجاوز الـ 50، وبعد مفاوضات تم السماح له بالصعود، قبل أن تصل سفينة الإنقاذ عند الساعة الـ 12 ظهراً بعد أن قل عدد الناجين بشكل مخيف نتيجة تأخر عمليات الإنقاذ.
=
الهدف من هذه الوقائع هو أخذ العبرة والعظة، وأود التأكيد على ما ذكره معظم الناجين من أنّ الدنيا –فعلا- لا تساوي شيئا، وأنّ الاستعداد للموت أولى من أي شيء آخر، لأن الموت هو مصير كل إنسانٍ..
رحم الله الغرقى، وتقبلهم شهداء، وبارك في من بقي من أهلهم، ونسأله جل شأنه أن يرزق الجميع الصبر والسلوان، وأن ييسر الله كشف أسباب الحادث بشكل رسميّ حتى يكونَ القصاص العادل من مالك السفينة ومن كل المتواطئين معه من مسؤولين وموظفين وعمّال.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الغرقى، وتقبلهم شهداء، وبارك في من بقي من أهلهم، ونسأله جل شأنه أن يرزق الجميع الصبر والسلوان، لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
كل نفس ذائقة الموت
مشكور أخوي على النقل الموفق
مشكور اخوي على النقل
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها
و خير ايامنا يوم ان نلقاك
انا لله و انا اليه راجعون
مشكور اخوي الغالي دبووور على النقل
كل الود
كل نفس ذائقه الموت, نسال الله الرحمه لجميع اموات المسلمين,,,
وتهنه من القلب لمن كتبت له الحياه.
ولكل اجل كتاااااااااب.
مشكور اخى على النقل