مكتوب دوت كوم ترتقي الي مستوي عالي من التواصل الالكتروني العربي

مكتوب دوت كوم” يرتقي إلى مستوى عالٍ في التواصل الإلكتروني العربي

عدنان عضيمة

تضمنت نشرة خاصة أرسلتها شركة “ياهو” لـ”الاتحاد”، شرحاً للتطورات التركيبية
والتصميمية الكبيرة التي طرأت على موقع “مكتوب دوت كوم” العربي، بعد انقضاء
بضعة أشهر فحسب على استحواذ شركة محرك البحث الأميركية “ياهو” عليه.

كانت “ياهو” استحوذت على الموقع العربي في شهر أغسطس الماضي وسط موجة من
التفاؤل في أن تمثل هذه الخطوة تعزيزاً لقدرة الموقع على تحقيق مستوى أعلى من
القدرة على الربط بين مستخدمي الإنترنت في المنطقة، كما أن هذه الخطوة أسهمت
في إثراء المحتوى العربي للإنترنت وفتحت آفاقاً أوسع أمام الباحثين والمبحرين
العرب.

ويذكر أن الاتفاقية المعقودة بين الطرفين أكدت التزامهما بالسعي معاً نحو
تحقيق الأهداف المشتركة، والمتمثلة في توفير أفضل تجربة عبر الإنترنت
للمستخدمين في العالم العربي، بالإضافة إلى توفير منصة رائدة لشركات الإعلان
الرقمي في المنطقة. ومن شأن هذه الاتفاقية أيضاً أن تساهم في تطوير المنتجات
الحالية وتوفيرها باللغة العربية، بالإضافة إلى فتح المجال للتعاون مع
المطورين المحليين لإطلاق منتجات جديدة قوية؛ وهذه هي الفائدة الكبرى
المتوخّاة من هذه الخطوة. ولا شك أن الصفقة شجّعت الكثير من المطوّرين العرب
على محاولة ابتداع المواقع الاجتماعية المتميزة.
ويتضح النجاح الذي حققه “مكتوب دوت كوم” من مجمل أعداد مستخدميه حيث ارتفع
من مليوني مستخدم عام 2002، إلى أكثر من 18 مليونا حالياً. وتعد خبرة مكتوب
في المنطقة بالإضافة إلى جمهورها الكبير في الوطن العربي عوامل أساسية
بالنسبة لشركة “ياهو” التي عرفت كيف تسبق غيرها في اقتناص فكرة ضمّ “مكتوب”
إلى محتواها الإلكتروني على الشبكة.

وتقول مصادر “ياهو” إن إحدى أهم استراتيجيات نجاحها في الأسواق الناشئة
تتمثل في تطوير المحتويات المعدلة بحيث تنسجم مع الثقافات السائدة في
المجتمع المحلي. وعلى سبيل المثال، يجد المستخدمون في موقع “ياهو إنديا دوت
كوم” YahooIndia.com أفضل موقع لرياضة الكريكيت يستقطب العدد الأكبر من
المتصفحين.

مستقبل رقمي للعربية

ويشير تقرير “ياهو” إلى أن اللغة العربية تعد حالياً اللغة الأسرع نمواً
وانتشاراً عبر الإنترنت، حيث ارتفعت أعداد مستخدمي الإنترنت من المتحدثين
بالعربية بنسبة هائلة بلغت 2064% خلال الفترة من عام 2000 ولغاية 2008، وفقاً
لما ورد في “تقرير المعرفة العربي”.

ومن المتوقع أن يشهد محتوى الإنترنت باللغة العربية نمواً كبيراً خلال السنوات
المقبلة، فعلى الرغم من وجود أكثر من 320 مليون شخص يتحدثون اللغة العربية
حول العالم، إلا أن المحتوى المتوفر باللغة العربية لا تتجاوز نسبته حالياً
1% من إجمالي محتوى الإنترنت.

وقد ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط من 3.2 مليون مستخدم عام
2000 إلى 41.9 مليون في عام 2008، وفقاً لتقرير إحصائيات عالم الإنترنت.

وقال أحمد ناصيف، مدير عام شركة “ياهو- مكتوب”: “أعتقد أننا في معظم مناطق
الوطن العربي لا نزال في بداية مراحل استخدام الإنترنت. وتسعى شركة مكتوب
إلى تطوير منتجات تعزز من تواجد المستخدمين العرب عبر الإنترنت، ثم إتاحة
الفرصة لشركات الشرق الأوسط للتواصل معهم”.

ومع التوقعات بنمو الإنفاق على إعلانات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط
بنسبة تتراوح بين 35-40% خلال هذا العام (وفقاً لما ورد عن شركة مدار
للأبحاث)، فإن هذه الظروف ستلفت انتباه شركات الإعلان في المنطقة والعالم
على حد سواء.

ويقدر حجم سوق الإعلانات عبر الإنترنت في منطقة الخليج العربي وبلاد الشام
حالياً بـ50 مليون دولار، من إجمالي الإنفاق الإعلاني الذي يتراوح بين 4 إلى
6 مليار دولار. ومن هنا، فإن خدمات ائتلاف “ياهو- مكتوب”، سوف تفوز بما بين
30 إلى 35 مليون مشترك شهرياً، وبما يوفر أضخم منصة رقمية للمستخدمين في
المنطقة، كما أصبح من الممكن حالياً تحقيق انتشار عالمي.

ثم إن اندماج ياهو ومكتوب يعني أن كبار المعلنين سيحظون الآن بمنصة ذات
انتشار واسع، مما يتيح لهم التواصل بشكل أفضل مع مستخدمي الإنترنت في
المنطقة بدعم من تكنولوجيا ياهو التي تركز على الإعلانات، وفريق المبيعات
المتفوق لموقع مكتوب. ويذكر في هذا الصدد أن موقع مكتوب احتل الصدارة في
مجال الإعلانات عبر الإنترنت في المنطقة، كما وفر لشركات الإعلان مجموعة
واسعة من فرص استهداف العلامات التجارية والتواصل مع المستخدمين.

ياهو والشرق الأوسط

ويأتي استحواذ “ياهو” على موقع “مكتوب دوت كوم” منسجماً مع استراتيجية الشركة
في الأسواق الناشئة، ومع ثقتها بتأثير الإنترنت وقدرته على تغيير سلوكات
الأفراد والمجتمعات والظروف الاقتصادية في هذه الأسواق. ويمثل دخول أي من
الأسواق الناشئة تحدياً كبيراً، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تتنوع فيها
الثقافات وتختلف بشكل كبير بين دولة وأخرى. ولهذا فإن ياهو تتعاون عن كثب مع
موقع مكتوب لفهم العوامل الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على عالم الإنترنت
في الشرق الأوسط.

وترى شركة “ياهو- مكتوب” أن العالم العربي يقف على مشارف ثورة ستشهد زيادة
هائلة في محتوى الإنترنت باللغة العربية.

وقد مثلت هذه الصفقة أول عملية استحواذ على نطاق واسع لموقع عربي من قبل
شركة أجنبية، إلا أنها قد لا تكون الأخيرة، فقد بدأ العالم يفتح عينيه على
الإمكانيات والفرص الهائلة التي يتمتع بها عالم الإنترنت في المنطقة
العربية.